البث المباشر

شرح فقرة: "اللهم صل على محمد وال محمد صلاة نامية، ...".

الثلاثاء 6 أغسطس 2019 - 08:35 بتوقيت طهران

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " اللهم صل على محمد وال محمد صلاة نامية " من أدعية الزهراء (سلام الله عليها).

 

لانزال نحدثك عن ادعية الزهراء (عليها السلام)، ومنها دعاؤها يوم الجمعة حيث انتهينا من ذلك في لقاءات سابقة الى المقطع الاتي: (اللهم صل على محمد وآل محمد صلاة نامية، دائمة، زاكية، متتابعة، متواصلة، مترادفة برحمتك يا ارحم الراحمين) . هذا المقطع خاص بالصلوات على محمد وآل محمد عليهم السلام، ولكن الملفت للنظر هو: الصياغة الطريفة لنمط الصلاة واستمراريتها. طبيعياً: الصلاة على محمد وآل محمد من خلال التوسل بالله تعالى بان يصلي على محمد وآل محمد حيث ان القرآن الكريم طالما يشير بالاضافة الى نصوص المعصومين عليهم السلام الى اطاعة الله تعالى ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم)، واولي الامر وهم اهل البيت (عليهم السلام)، وهذا يستتلي بنحو واضح ان ندرب انفسنا على التواصل مع هذه الطاعة، ويظل الدعاء احد ابرز هذه الوسيلة المدربة للشخصية على عدم فصل الاطاعة الثلاثية المتقدمة، حيث تجئ الصلاة على محمد وآل محمد من جانب، وتوسلنا بان الله تعالى بان يصلي على محمد وآل محمد، تجسيداً للمفهوم المتقدم. اذن لنواصل الحديث عن التوسل بالصلاة الاستمرارية والنوعية: اي: التوسل بالله تعالى من حيث الصلاة المذكورة.
الملاحظ ان ستة مظاهر من الصلاة رسمت في المقطع، الاول هي: الصلاة النامية فماذا تعني؟ النمو هو: التصاعد في حركة الشيء، وبالنسبة الى الاستخدام العبادي لهذه الظاهرة (النمو) يظل يعني: ازدياد النوعية للصلاة، بينما نجد في المظاهر التالية مظاهر نوعية اخرى مثل زاكية ، كما نجد مظاهر كمية مثل دائمة ، متواصلة ، مترادفة . لذلك تنبغي الاشارة الى هذين المظهرين العامين: النوعي والكمي. اما وقد حدثناك عن احد مظاهر النوع وهو: نحو الصلاة حينئذ ينبغي ان نواصل سائر المظاهر ومنها: الصلاة الدائمة .
طبيعياً، ان نص الدعاء يستهدف تعليمنا وتعميق صلتنا ومحبتنا للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولذلك يطرح الصلوات والتوسل بالله تعالى، اسلوبا للهدف التربوي المذكور، والا فان الله تعالى هو: المثمن وهو المقدر لشخصية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) واله حيث اصطفاهم من دون الخلق، كما هو واضح. اذن: الدعاء ينقل مشاعرنا وتجاوبنا مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وآله (عليهم السلام) وفي مقدمة ذلك: دوام الصلاة (صلاة دائمة) ، ولا نحتاج الى التعقيب على هذا المظهر، نظراً لوضوحه وهو: عدم الانقطاع عن الله تعالى وعن رسوله وعن اله. 
بعد ذلك نواجه المظهر وهو (صلاة زاكية ) و الزاكية تعني: الطاهرة وما يواكبها من الدلالات المقدسة، حيث لايتردد اثنان في كون الصلاة المشار اليها هي: تمام ما تعنيه الدلالة لكلمة طهر او المقدس حيث يتفرد بها الله تعالى، ومن ثم، يفيض بذلك على شخصية محمد واله (صلى الله عليه وآله وسلم) والان مع ملاحظتنا للصلاة التي وسمها النص بثلاث صفات ( نامية ، دائمة ،زاكية )، يخصص الدعاء ثلاث صفات كمية اخرى هي ( متتابعة ، متواصلة ، مترادفة ) ترى: ما هي دلالات هذه المصطلحات؟
هذه المصطلحات الثلاثة تظل من جانب مترادفة المعنى وتظل من جانب آخر متفاوتة المعنى فهي تشترك في مظهر هو: عدم الانقطاع اي: الصلوات غير المنقطعة بل المستمرة دون توقف. ولكن التفاوت هو في درجة هذه الاستمرارية ونوعها. كيف ذلك؟ 
اولاً: الصلاة المتتابعة ومعناها: ان يتتبع احداها ما قبلها. 
ثانياً: الصلاة المتواصلة : ومعناها عدم وجود الفاصل بين التتابع المذكور.
وثالثاً: مترادفة تعني: الواحدة بعد الاخرى. 
اذن ثمة تتابع كقطرات المطر مثلاً حيث تسقط قطرة ثم مثلها، وثمة تواصل اي: عدم انقطاع القطرة عن لاحقتها او سابقتها وثمة ترادف: اي مجيء القطرة خلف القطرة بانتظام. وهذا هو الفارق بين متتابعة و متواصلة وبين كون القطرات (منتظمة) في عملية تتابعها وتواصلها.
اذن امكننا ان نتبين جانباً من الاسرار الدلالية لهذه الصلوات سائلين الله تعالى ان يوفقنا الى ممارسة الطاعة والتصاعد بها الى النحو المطلوب.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة