بسم الله والحمد لله الذي جعلنا من المتقربين إليه بالتمسك بعروته الوثقى وحبله المتين قرآنه الكتاب المبين وصفوته المنتجبين المصطفى محمد وآله الأطيبين صلوات الله عليهم أجمعين.
- السلام عليكم إخوتنا المستمعين ورحمة الله..
- تحية من الله مباركة طيبة نهديها لكم في مطلع لقاء اليوم من هذا البرنامج، فأهلاً بكم ومرحباً.
- أيها الأفاضل أهل بيت النبوة المحمدية هم – عليهم صلوات الله – عدل القرآن الكريم العارفون بحقائقه والمأمورون من الله عزوجل بأن يبينوه لعباده لكي يستضيئوا بأنواره الى سبل السلام والحياة الطيبة، وينجو من كل فتنة وضلالة كما صرح بذلك حديث الثقلين المتواتر.
- ولكي يتجنبوا أيضاً الوقوع في شباك تحريفات الأدعياء من الذين يفسرون الكتاب بآرائهم وأهوائهم، فيضلون الناس ويوقعونهم في عبادة الطاغوت والأهواء والأرباب المتفرقين بدلاً من عبادة الله والواحد القهار.
- إخترنا لكم أيها الأطائب في لقاء اليوم حديثاً نبوياً ينعش قلوب المؤمنين بأنوار هدى الثقلين وهم يتوجهون الى الله بتلاوة فاتحة كتابه المجيد وأم الكتاب سورة الحمد المباركة.
- وفي هذا الحديث الشريف إشارات في غاية اللطف الى عظيم بركات هذه السورة التي نتلوها كل يوم عشر مرات على الأقل في الفرائض الخمس؛ تابعونا على بركة الله.
- مستمعينا الأفاضل، قبل أن ننقل لكم نص الحديث النبوي المبارك نصغي معاً لتلاوة سورة الحمد المباركة.
- وندعوكم للتدبر في آياتها التي تحفظونها جميعاً ولا شك والإستعانة بذلك في فهم إشارات الحديث النبوي التالي؛ قال الله عز من قائل:
"بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ{۱} الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ{۲} الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ{۳} مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ{٤} إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ{٥} اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ{٦} صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ{۷}
- صدق الله العلي العظيم
- وصدق رسوله الكريم – صلى الله عليه وآله – وهو ينقل لنا الحديث القدسي التالي عن البركات التي ينزلها الله على الذين يتلون هذه السورة المباركة.
- والحديث روته عديد من مصادرنا المعتبرة ونقلته هنا عن تفسير "نورالثقلين" للعلامة الحويزي ونص الحديث هو:
- قال رسول الله صلى الله عليه وآله: قال الله عزوجل: قسمت فاتحة الكتاب بيني وبين عبدي فنصفها لي ونصفها لعبدي، ولعبدي ما سأل.
- ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا قال العبد: بسم الله الرحمن الرحيم، قال الله جل جلاله: بدأ عبدي باسمي وحق علي أن أتمم له أموره وأبارك له في أحواله.
- فإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين، قال جل جلاله: حمدني عبدي وعلم أن النعم التي له من عندي، وإن البلايا التي دفعت عنه فبتطولي أشهدكم أني أضيف له إلى نعم الدنيا نعم الآخرة، وأدفع عنه بلايا الآخرة كما دفعت عنه بلايا الدنيا.
- وإذا قال العبد: الرحمن الرحيم، قال الله جل جلاله: شهد لي عبدي أني الرحمن الرحيم، أشهدكم لأوفرن من رحمتي حظه، ولأجزلن من عطائي نصيبه.
- فإذا قال العبد: مالك يوم الدين قال الله تعالى: أشهدكم كما اعترف اني انا الملك يوم الدين لأسهلن يوم الحساب حسابه، ولأتجاوزن عن سيئاته.
- فإذا قال العبد: إياك نعبد قال الله عزوجل: صدق عبدي، إياي يعبد أشهدكم لأثيبنه على عبادته ثواباً يغبطه كل من خالفه في عبادته لي.
- فإذا قال العبد: وإياك نستعين، قال الله تعالى: بي استعان، والي التجأ، أشهدكم لأعيينه على أمره، ولأغيثنه في شدائده ولآخذن بيده يوم نوائبه.
- فإذا قال العبد: إهدنا الصراط المستقيم إلى آخر السورة قال الله جل جلاله: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل، فقد استجبت لعبدي وأعطيته ما أمل، وآمنته مما وجل منه.
- وهكذا مستمعينا الأفاضل، تلاحظون أن النبي الأكرم وهو – صلى الله عليه وآله – الصادق الأمين يبين أن الله تبارك وتعالى مثلما يكلم عبده بآيات كتابه المجيد، فهو يجيبه عبده بعطايا تتناسب مع مضامين الآيات الكريمة التي يتلوها العبد.
- والمهم أن يتحقق العبد بمضامين هذه الآيات الكريمة؛ فإذا ابتدأ سورة الفاتحة بالبسملة إستشعر بكل وجوده أنه يتلوها باسم الله الذي وسعت رحمته كل شيء.
- وعندما يبارك الله تلاوته ويوصل إليه الثمار التي يرجوها من التلاوة.
- وإذا إستشعر التالي لهذه السورة حقيقة أن النعم كلها من الله عزوجل سواء كانت جلب خير ورحمة أو دفع شر وبليه إنطلق الحمد لله من قلبه وهو يتلو "الحمد لله رب العالمين".
- وعندها يفوز بفضل إلهي جديد ومتجدد ومستزاد باستمرار كلما تلا هذه الآية، وهو أن يزيد الله له في نعيم الآخرة وفي دفع بلاياها عنه.
- وهكذا الحال في باقي الآيات الشريفة لهذه السورة المباركة، تكون تلاوتها في كل مرة سبباً للفوز بالمزيد من البركات الإلهية والحظوة بالحياة الطيبة في الدنيا والآخرة، كما يبشرنا الحديث النبوي الشريف.
- ويكفي لمعرفة عظمة هذه البركات إستذكار أننا نتلو سورة الحمد المباركة عشر مرات كل يوم على الأقل، أي في كل صلاة مرتين، فما أعظم هذه البركات إذا تلا المؤمن في كل مرة مع استشعار مضامينها المباركة التي يهدينا إليها الحديث القدسي المتقدم؟
- وثمة حديث آخر مروي عن ثامن أئمة العترة المحمدية الإمام الرؤوف علي بن موسى الرضا سلام الله عليه يهدينا الى المضامين اللطيفة في آيات سورة الحمد أو فاتحة الكتاب المباركة.
- وهو بذلك يعيننا على الإستشعار الوجداني لهذه المضامين وبالتالي الفوز البركات المتقدمة التي يبشرنا بها في الحديث السابقة جده المصطفى – صلى الله عليه وآله -.
- والحديث لرضوي جميل جامع نتناوله بإذن الله في الحلقة المقبلة من برنامجكم من هدى الثقلين.
- شكراً لكم على طيب المتابعة ولكم دوماً خالص التحيات والدعوات من إخوتكم وأخواتكم في إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران.
- دمتم في أمان الله سالمين والحمد لله رب العالمين.