البث المباشر

الصلاة علاج الأمراض النفسية

السبت 26 أكتوبر 2019 - 15:11 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- من هدى الثقلين: الحلقة 23

بسم الله والحمد لله أنيس الذاكرين وحبيب قلوب العارفين، وأزكى صلواته على صفوته المنتجبين محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين.
- السلام عليكم أيها الإخوة والأخوات ورحمة الله وبركاته.
- تحية الإيمان والولاء نهديها لكم في مطلع لقاء اليوم من هذا البرنامج فأهلاً بكم ومرحباً.
- مستمعينا الأفاضل الجزع عند الصعوبات والشدائد والهلع عند نزول ما لا يرغب به الإنسان عموماً، يشكلان أهم العوامل النفسية التي تنغص الحياة الطيبة.
- وهما أيضاً من الحالات النفسية التي تنشأ عنها عديد من الأمراض النفسية، وتتحدث الإحصائيات بين الحين والآخر عن الإنتشار الكبير لهذه الأمراض النفسية في أرجاء العالم.
- وهذا ما يؤكد الحاجة الى العلاج الناجع الذي عرضه القرآن الكريم لهذه الحالات النفسية والذي يرقى بالإنسان الى آفاق عالية نقية من جميع ما يضر بالحياة الطيبة التي يريدها الله لعباده.
- هذا ما نتناوله – أعزاءنا المستمعين – في لقاء اليوم من هذا البرنامج، فتابعونا على بركة الله.
- أيها الأحبة، الآيات الكريمة التي تهدينا الى ما يضمن للإنسان الراحة والصحة النفسية هي التاسعة عشر الى الخامسة والثلاثين من سورة المعارج.. ندعوكم أولاً للإنصات بتدبر وخشوع لتلاوتها.
"إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً{۱۹} إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً{۲۰} وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً{۲۱} إِلَّا الْمُصَلِّينَ{۲۲} الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ{۲۳} وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ{۲٤} لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ{۲٥} وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ{۲٦} وَالَّذِينَ هُم مِّنْ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ{۲۷} إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ{۲۸} وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ{۲۹} إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ{۳۰} فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ{۳۱} وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ{۳۲} وَالَّذِينَ هُم بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ{۳۳} وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ{۳٤} أُوْلَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُّكْرَمُونَ{۳٥}.
- صدق الله العلي العظيم، الهلع في اللغة هو شدة الحرص على ما يراه الإنسان خيراً وهو بحد ذاته ملكة نفسية مفيدة تدفع الإنسان الى حفظ النعم التي يحصل عليها.
- لكنه يتحول الى مرضي نفسي يجلب الشقاء للإنسان إذا أخضع هذه الملكة النفسية لحكم الأهواء والشهوات فبسبب تضاد هذه الأهواء والشهوات مع الفطرة السليمة تحدث حالة إنفصام مؤذية عندما ينزل بالإنسان ما لا يرغب به.
- أما الجزع فهو التزعزع النفسي أو الإضطراب الذي يظهر عند الإنسان إذا مسه ما يراه شراً له فيفقد السيطرة على مشاعره وسلوكياته وتظهر منه أفعال يؤذي نفسه بها وتصيبه الكآبة ويفقد القدرة على التعامل مع الأمور بصورة سليمة.
- والذي ينقذ الإنسان من هذه الأمراض والحالات النفسية المؤذية هو التحلي بصفات الذي إستثنتهم الآيات الكريمة المتقدمة، فما هي تلكم الصفات تضمن للإنسان الصحة والسلامة النفسية والسكينة والطمأنينة؟ الإجابة تأتيكم بعد قليل فابقوا معنا مشكورين.
- أيها الإخوة والأخوات، أولى تلك الصفات الصلاة والدوام والمواظبة عليها، فهي التي تزود الإنسان بالقوة المعنوية الغالبة لكل هلع وجزع، وهي التي تربط الإنسان بالله عزوجل وهو نبع كل طمأنينة وسكينة.
- والى هذا يشير قوله عزوجل في الآية ۲۸ من سورة الرعد "الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب".
- قال العلامة الطباطبائي في تفسير الايات المتقدمة: قوله تعالى : " إلا المصلين " استثناء من الانسان الموصوف بالهلع ، وفي تقديم الصلاة على سائر الأعمال الصالحة المعدودة في الآيات التالية دلالة على شرفها وأنها خير الأعمال. على أن لها الأثر البارز في دفع رذيلة الهلع المذموم وقد قال تعالى : " إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر " العنكبوت : ٤٥ .
- ثم قال رضوان الله عليه: وقوله تعالى : " الذين هم على صلاتهم دائمون " في إضافة الصلاة إلى الضمير دلالة على أنهم مداومون على ما يأتون به من الصلاة كائنة ما كانت لا أنهم دائما في الصلاة ، وفيه إشارة إلى أن العمل إنما يكمل أثره بالمداومة .
- والى هنا نصل إلى ختام حلقة اليوم من برنامج من هدى الثقلين قدمناها لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران.
- شكراً لكم ودمتم في أمان الله.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة