بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم مستمعينا الكرام ورحمة الله تعالى وبركاته، نرحب بكم اطيب ترحيب في حلقة اخرى من الاخلاق العلوية، حيث نقف على موقف للامام اميرالمؤمنين (ع) وهو يسعى الى هداية احد إحبار اليهود، بصبره واناته، نرجوا شاكرين ان تبقوا معنا.
اعزاءنا الكرام، للامام علي (ع) مواقف عديدة تعكس خلقه في التعامل حتى مع غير المسلمين من خلال سعيه لارشادهم الى حقائق الاسلام وهدايتهم، نقف هنا على ما جاء في كتاب الارشاد وفي الاحتجاج أيضا، حيث روي فيهما ان بعض احبار اليهود جاء الى احد الخلفاء فقال له: انك خليفة رسول الله على الامة؟
فقال: نعم.
فقال: إنا نجد في التوراة ان خلفاء الانبياء اعلم اممهم فخبّرني عن الله أين هو في السماء ام في الارض؟ فأرى الارض خالية منه فأراه على هذا القول في مكان دون مكان، فقال له الخليفة: هذا كلام الزنادقة اعزب عنّي وألا قتلتك، فولّى الرجل متعجّباً يستهزىء بالاسلام.
فاستقبله اميرالمؤمنين علي (ع) فقال له: "يا يهودي قد عرفت ما سألت عنه وما اجبت به، وإنا نقول: ان الله عزوجل أيّن الاين فلا أين له، وجّل من ان يحويه مكان، وهو في كل مكان بغير مماسة ولا محاورة، يحيط علماً بما فيها، ولا يخلو شيء من تدبيره تعالى، واني مخبرك بما جاء في كتاب من كتبكم يصدّق بما ذكرته لك فإن عرفته أتؤمن به؟ "
قال اليهودي: نعم.
فقال اميرالمؤمنين علي (ع): "الستم تجدون في بعض كتبكم ان موسى بن عمران كان ذات يوم جالساً اذ جاءه ملك من المشرق فقال له: من أين جئت؟ قال من عند الله عزوجل، ثم جاءه ملك من المغرب فقال له من اين جئت؟ قال: من عند الله عزوجل، ثم جاءه ملك آخر فقال له من اين جئت؟ قال: قد جئتك من السماء السابعة من عند الله عزوجل، وجاءه ملك آخر فقال له من اين جئت؟ قال: قد جئتك من الارض السابعة السفلى من عند الله عزوجل.
فقال موسى على نبينا وآله وعليه السلام: سبحان من لا يخلو من مكان ولا يكون الى مكان اقرب من مكان " .
عندما اخبر الامام علي (ع) الحبر اليهودي ممّا هو موجودٌ في توراتهم يثبت وجود الله سبحانه في كل مكان، قال اليهودي:
"أشهد أنّ هذا هو الحقّ المبين، انك احق بمقام نبيك" .
اعزاءنا الكرام، اتينا الى نهاية هذه الحلقة من الاخلاق العلوية نشكر لكم حسن الاصغاء والسلام عليكم.