بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم مستمعينا الكرام ورحمة الله وبركاته
الامام علي عليه السلام عاش كل اجواء الرسول الكريم الاخلاقية والروحية والنفسية وكل خطواته العملية وقد وعى الاسلام من خلال التربية التي انطبقت فيها شخصيته بشخصية رسول الله صلى الله عليه واله فكان صورة حية عن شخصية رسول الله صلى الله عليه واله وهنا يكمن سر تنصيبه للولاية، وهنا وقفتنا نكملها بعد الفاصل
النبي صلى الله عليه واله اعزاءنا الكرام يريد للناس ان يفهموا ان علياً عليه السلام بما يملكه من سمو الاخلاق والايمان الصادق والعلم الكافي ومؤهلات القيادة هو الانسان الذي يراه في اعلى موقع من مواقع الاسلام والرسالة بعده وانما اخر الاعلان عنه ليكون كما يريد ان يؤهل علياً في ضمير الامة ووجدانها وكان يؤخر الحديث عن ولايته حتى نزلت الاية الكريمة "يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ" فبادر الرسول صلى الله عليه واله بتنفيذ الامر الالهي. يقول اليعقوبي في تاريخه بعد رجوع النبي صلى الله عليه واله من حجة الوداع منصرفاً الى المدينة فصار في موضع بالقرب من الجحفة يقال له غدير خم في ثمان عشرة ليلة خلت من ذي الحجة، قام خطيباً واخذ بيد علي بن ابي طالب عليه السلام وقال "من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم والي من والاه وعاداي من عاداه" وجاء في التفسير الكبير للامام الرازي ان عمر بن الخطاب لقي علياً بعد ذلك فقال له هنيئاً لك ياعلي اصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة وهنئه بقية الصحابة والمسلمين كما ذكرته المصادر.
اذن ان اول ما اسسه الرسول صلى الله عليه واله لأمر الله سبحانه في بناء كيان الامة الاسلامية وعمل لتجسيده واقعاً محسوساً هو مبدأ الولاية والتناصر بين المسلمين واستحقها علي عليه السلام وهذا دليل على سموه وتكامله ما اهله لتنصيب هذا الامر الرسالي الالهي الخطير بأمر من الله تعالى، حينما جاء الرد الالهي للرسول الكريم بقوله تعالى "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً" وهذا الحديث الذي اخرجه الكثير من المؤرخين ومن العلماء امثال الترمذي والنسائي والامام احمد بن حنبل وذكره عدد من الشعراء اولهم حسان بن ثابت الانصاري فقال:
يناديهم يوم الغدير نبيهم
بخم واسمع بالنبي منادياً
فقال فمن مولاكم ووليكم
فقالوا ولم يبدو هناك التعاميا
الهك مولانا وانت نبينا
ومالك منا بالوصاية عاصيا
فقال له قم ياعلي فأنني
رضيتك من بعدي اماماً وهادياً
فمن كنت مولاه فهذا وليه
فكونوا له انصار صدق مواليا
وجاء في الحديث في شواهد التنزيل الحسكاني ومناقب المغازلي واالبداية والنهاية وغيرها عن ابي هريرة انه قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله وهو في محفل من اصحابه: ان تنظروا الى ادم في علمه والى نوح في همه وابراهيم في خلقه وموسى في مناجاته وعيسى في سنه ومحمد في هديه وعلمه فأنظروا الى هذا المقبل فتطاول الناس بأعناقهم فأذا هو علي بن ابي طالب عليه السلام.
اعزاءنا الكرام نشكركم على طيب المتابعة وحتى نلتقيكم في لقاء اخر نترككم في رعايته سبحانه وتعالى والسلام عليك