بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم مستمعينا الافاضل ورحمة الله تعالى وبركاته
في السيرة العلوية اعزاءنا الكرام تتعدد مواهب الامام علي عليه السلام وتتصل حلقاتها في القضايا العامة اتصالاً محكماً في الادارة والولاية والاخلاق العظيمة فعندما يراد الاشارة والوقوف عند الحق والباطل عند الامام علي عليه السلام يشخص امامه كما في قلبه عليه السلام من الحنان والمحبة مايكفل له الثبات من خلالها لأحقاق الحق هذا ماسنقف عنده بعد لحظات.
لكي نقف اعزاءنا الكرام على الحنان عند الامام علي عليه السلام نأخذ بنظر الاعتبار انعكاس هذا الحنان على مايتبعه من تأكيد له لأحقاق الحق وفي هذا نأخذ مضمون الرواية المذكورة في نهج السعادة للمحمودي وكما جاءت ايضاً في تاريخ دمشق وغيره في مجيء سودة بنت عمارة الهمذانية الى علي عليه السلام تشتكي من رجل ولاه صدقاتهم فبكى عليه السلام ثم قال: اللهم اني لم آمرهم بظلم خلقك ولاترك حقك ثم اخرج من جيبه قطعة من ورق كما جاء في المصادر المذكورة فكتب فيها "فأوفوا الكيل والميزان ولاتبخسوا الناس اشياءهم ولاتعثوا في الارض مفسدين، اذا اتاك كتابي هذا فأحتفظ بما في يدك حتى يأتي من يقبضه منك" نعم مستمعينا الافاضل هكذا هو عطف وحنان الامام على الامة وكيف انقلب هذا الحنان والعطف لأتخاذ موقف نحو العدالة؟ الامام علي عليه السلام لم يتراجع عن محاربة البغي ولن يضعف وفي الارض عزيز يضطهد ذليلاً وكبير يقهر صغيراً، لن يضعف ولن يتراجع وفي قلبه من الحنان والمحبة مايكفل له الثبوت في الصراع بين الحقوالباطل ومايضمن له القدرة على القيادة والحكم وكان الامام علي عليه السلام يؤمن ايماناً وطيداً بحماية الضعيف وهاهو يؤكد ذلك في كلامه فيما جاء في نهج البلاغة في قوله "لابد من امام يؤخذ به للضعيف من القوي وللمظلوم من الظالم حتى يستريح بر ويستراح من فاجر" ويقول في موقف اخر: ايها الناسان الله تعالى قد اعاذكم من ان يجور عليكم وعند ذاك يكون يوم العدل على الظالم اشد من يوم الجور على المظلوم وهكذا يؤكد فيما ذكر في نهج السعادة "أمرتكم بالشدة على الظالم وقوله: وخذوا على يد الظالم السفيه" اجل ان في قلب علي عليه السلام من الحنان والمحبة مايكفل له الثبوت في الصراع مابين الحق والباطل.
اعزاءنا الكرام في نهاية لقاءنا هذا من الاخلاق العلوية الذي قدمناه لحضراتكم من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران نشكر لكم حسن الاصغاء ودمتم بألف خير.