بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مستمعينا الكرام النصيحة والتعاون ووضوح الموقف تجسد في خلق الامام علي عليه السلام ولم تتغلب عليه عقدة حب الذات بل رأي عليه السلام الاولوية في النصيحة والتعاون وتجلى ذلك في انفتاحه على الواقع حتى بعد ان ابعد عن حقه سلامه للرسالة وحفظاً لبيضة الاسلام فكان يستجيب للجميع بالمشورة والنصيحة والتعاون لأن الاسلام يفرض ذلك فحتى الحكم وظفه علي عليه السلام في خدمة الموقف والاسلام الحق لأنه كان من اخلاقه نبذ حب الذات والاولوية لحكم الرسالة، كان كل همه عليه السلام هو الله تعالى وها هو صريح في هذا الموقف فأستمع ايها المستمع الكريم الى قوله عليه السلام: خشيت ان لم انصر الاسلام واهله ان ارى ظلماً وهدماً تكون المصيبة بهما علي اعظم من فوات ولاية اموركم التي انما هي متاع ايام قلائل ثم يزول ما كان منها كما يزول السراب وكما ينقشع السحاب.
واما وضوح موقفه وكذلك تجسد حتى بعد حكمه عليه السلام في انه كان يضع مصلحة الاسلام قبل كل شيء فكان يقف حيث يقف رسول الله صلى الله عليه واله ويتحرك من خلال شريعة الله تعالى ولذلك كان قوياً وحاسماً ولكنه في الوقت نفسه كان يؤمن بمنطق النصيحة ووضع الحق والحقيقة امام الجميع دون التضحية بالمبدأ والعقيدة لأي شيء اخر وهذا تمثل في موقفه مع طلحة والزبير حينما قال لهما: لقد نقمتما يسيراً وارجأتما كثيراً فأستغفرا الله غفر لكما ألا تخبراني أدفعتكما عن حق وجب؟ قالا: معاذ الله! قال: فهل استأثرت من هذا المال لنفسي بشيء؟ قالا: معاذ الله! قال: أوقع حكم او حق لأحد من المسلمين فجهمته او ضعفت عنه؟ قالا: معاذ الله! قال: فماالذي كرهتما من امري حتى رأيتما خلافي؟ قالا: انك جعلت حقنا في التقسيم كحق غيرنا وسويت بيننا وبين من لايماثلنا فيما افاء الله بأسيافنا ورماحنا واوجفنا عليه بخيلنا ورجلنا وظهرت عليه دعوتنا واخذناه قسراً وقهراً ممن لايرى الاسلام الا كرهاً. وهنا جاء جواب الامام علي عليه السلام بما يجسد الموقف الذي يجعل مصلحة الاسلام امام كل امر وبشكل واضح وصريح، قال عليه السلام: اما ما ذكرتموه من الاستشارة بكما فوالله ماكانت لي في الولاية رغبة ولكنكم دعوتموني اليها وحملتموني عليها فلما افضت الي نظرت الى الكتاب وماوضع لنا وامرنا بالحكم به فأتبعته ومااستن النبي صلى الله عليه واله فأقتديته.
اذن اثبت الامام علي عليه السلام ايمانه بمنطق الصراحة والنصيحة مهما كان موقفه قبل وبعد الخلافة لكون مصلحة العقيدة والرسالة مقدمة على كل شيء.
وصلنا اعزائنا الكرام الى نهاية هذه الحلقة من برنامج من الاخلاق العلوية قدمناها لكم من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران شكراً لكم ودمتم بألف خير والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.