البث المباشر

من الأخلاق العلوية في اخلاصه لله تعالى

الثلاثاء 8 أكتوبر 2019 - 13:25 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- من الاخلاق العلوية: الحلقة 40

بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم مستمعينا الكرام ورحمة الله وبركاته
ايها الافاضل بلغ الامام علي عليه السلام كل مكارم الاخلاق فلا تنظر الى خصلة حميدة الا والامام علي عليه السلام وصل فيها سموه وضرب المثل فيه كيف لاوهو رفيق الحق.
انظر مستمعي الكريم الى اخلاصه بل الى جانب يسير منه، يذكر ابن شهر آشوب في مناقبه ونوري في مستدرك الوسائل عنه مسنداً ما ملخصه ان امير المؤمنين علياً عليه السلام لما ادرك عمرو بن عبد ود لم يضربه فوقعوا في علي عليه السلام اي اصحاب الرسول ومنهم حذيفة فقال النبي صلى الله عليه واله: مه ياحذيفة فان علياً سيذكر سبب وقفته ثم انه ضربه لما جاءه، سأله النبي صلى الله عليه واله عن ذلك اي سبب تأخيره ووقفته فقال الامام علي عليه السلام: كان قد شتم امي وتفل في وجهي فخشيت ان اضربه لنفسي اي غضبي فتركته حتى سكن ما بي ثم قتلته في الله تعالى. نعم هذا هو جوهر الاخلاص لله تعالى وللعقيدة وللرسالة عند علي عليه السلام، ذلك كان اخلاص علي عليه السلام في الحرب، انظر الى صدقه واخلاصه في تعامله مع الاخرين عند حاجتهم، يذكر العلامة المجلسي في بحار الانوار مسنداً بالقول: لقد اصبح رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يوماً وقد غص مجلسه بأهله فقال صلى الله عليه واله: أيكم انفق اليوم من ماله ابتغاء وجه الله تعالى؟ فسكتوا! فقال علي عليه السلام: انا، خرجت ومعي دينار اريد ان اشتري به دقيقاً فرأيت المقداد بن الاسود وتبينت في وجهه اثر الجوع وهذا يعني مستمعي الكريم ان المقداد لم يسأله بل الامام عليه السلام هو الذي تبين في وجهه. يقول عليه السلام: فناولته الدينار فهنا قال رسول الله صلى الله عليه واله: وجبت، ثم قام اخر وقال: قد انفقت اليوم اكثر مما انفق علي، جهزت رجلاً وامرأة يريدان طريقاً ولانفقة لهما فأعطيتهما الف درهم فسكت رسول الله صلى الله عليه واله فقالوا: يارسول الله مالك قلت لعلي وجبت ولم تقل لهذا وهو اكثر صدقة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه واله: أمارأيتم ملكاً يهدي خادمه اليه هدية خفيفة فيحسن موقعها ويرفع محل صاحبها ويحمل اليه من عند خادم هدية عظيمة فيردها ويستخف بباعثها؟ قالوا: بلى! قال: فكذلك صاحبكم علي دفع ديناراً منقاد لله تعالى ساداً خلة فقير مؤمن وصاحبكم الاخر تعطى مااعطى معاندة لأخ رسول الله يريد به العلو على علي بن ابي طالب فأحبط الله سبحانه عمله وصيره وبالاً عليه، أما لو تصدق بهذه النية من الثرى الى العرش ذهباً او لؤلؤاً لم يزدد بذلك من رحمة الله تعالى الا بعداً ولسخط الله تعالى الا قرباً وفيه ولوجاً واقتحاماً.
اذن اعزاءنا الكرام هذه الشهادة في اخلاص علي عليه السلام في عطاءه وحسن نيته زكاه الرسول الكريم نفسه ولاعجب ولاغرابة في الامر فعلي عليه السلام ذلك الفدائي والمؤمن المخلص بنية سليمة من اي مصلحة او شائبة وقد ثبت التاريخ له ذلك وانه صاحب المهمات الخطيرة والكبيرة منذ اللحظات الاولى وهو في جانب الرسول الكريم صلى الله عليه واله وحتى اللحظات الاخيرة وهو يفارق الحياة صلى الله عليه واله.
واخيراً نشكركم اعزاءنا الكرام جميل اصغاءكم لهذه الحلقة من برنامج من الاخلاق العلوية قدمناها لحضراتكم من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران دمتم بألف خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة