البث المباشر

من الأخلاق العلوية في اخلاصه للرسالة الالهية

الثلاثاء 8 أكتوبر 2019 - 13:12 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- من الاخلاق العلوية: الحلقة37

بسم الله الرحمن الرحيم مستمعينا الكرام السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
عند استقراء امر ولاية الامام امير المؤمنين علي عليه السلام بتنصيبه في واقعة غدير خم التي بلغت الرواية فيها حد التواتر وقد اتفق المسلمون على صحتها فممن ذكره الامام احمد في مسنده والحاكم في مستدركه والخوارزمي في مناقبه وغيرهم، تجاوز المئة، يظهر بشكل جلي ان هذا الامر الخطير لايمكن ان يستحقه شخص مالم يبلغ الدرجة العليا والسامية في الاخلاق الشخصية والاخلاق الاجتماعية اضافة الى عظم الدين والعلم والتضحية والفداء لديه.
عند الخوض اعزاءنا الكرام بشيء من مفردات الحدث الهام هذا من تنصيب علي عليه السلام للولاية تواجهنا نكات مهمة تستدعي التوقف عندها، في مفهوم كلمة الولاية التي جاءت بلفظ مولى عندما نص الرسول الكريم صلى الله عليه واله في واقعة غدير خم في العام العاشر من الهجرة على ولايته عليه السلام فنقف على معنى مولى وسنستند على مافصل معناه الشيخ ماجد ناصر الزبيدي في كتابه خمسمئة سؤال حول سيرة الائمة الاثني عشر، قول الرسول "من كنت مولاه فهذا علي مولاه" يقول: ان علماء العربية ذكروا ان المولى يرد على وجوه وهي المالك والمعتق والمعتَق والناصر وابن العم والحليف والمتولي لضمان الجريرة وحيازة الميراث وكان ذلك في الجاهلية في اية المواريث والجار والسيد المطاع وهو المولى المطلق واخيراً الاولى وهذا اللفظ بقول رسول الله صلى الله عليه واله "من كنت مولاه" اي ان الكلمة اولاً ان من كان الرسول مولاه ثم يكمل "فهذا علي مولاه" فالكلمة بعد ان تنطبق على الرسول الكريم صلى الله عليه واله تنطبق على الامام امير المؤمنين علي عليه السلام فللجواب على السؤال انه ماهو دليلكم على ان المولى هو الاولى يأتي الجواب ان المعنى الاول هو مالك الرق والنبي لم يكن مالكاً لرق علي عليه السلام فيتنفي "المعنى الاول"، "ثانياً" المعتق وهذا ايضاً لاينطبق لأنه صلى الله عليه واله لم يكن معتقاً لعلي عليه السلام "وثالثاً" المعتَق ايضاً بنفس المفهوم "ورابعاً" الناصر وهذا لاضرورة له لأنه واضح بأنه عليه السلام كان ينصر من ينصر رسول الله صلى الله عليه واله فهو امر ليس بجديد "وخامساً" ابن العم وايضاً هذا ليس بجديد لأنه كان ولازال ابن عمه "وسادساً" الحليف وهذا ايضاً ليس المراد لأن الحلف بين الغرباء للتعاضد والتناحر وهذا المعنى غير موجود فيه "وسابعاً" التولي لضمان الجريرة وايضاً هذا بعيد عن المطلوب لأن ذلك نسخ بآية المواريث وثامناً الجار وهذا ايضاً بعيد لأنه يكون لغواً حاشا لله سبحانه وتعالى عن ذلك "وتاسعاً" السيد المطاع وايضاً هذا ليس المقصود لأنه ليس بالامر الجديد فعلي عليه السلام كان مطيع له يفديه بنفسه ويجاهد بين يديه بكل مايملك، الوجه العاشر وهو الاولى لأن الرسول صلى الله عليه واله اولى بهم من انفسهم، المعنى من كنت اولى به من نفسه فعلي اولى به من نفسه وبهذا كانت ولاية علي عليه السلام بتنصيبه يوم الغدير وقد استحقها لتكامله الاخلاقي والعلمي والديني وجهاده واخلاصه للرسالة الالهية الحقة.
اعزاءنا الكرام نشكركم على حسن المتابعة لهذا البرنامج راجين لكم كل خير والسلام عليكم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة