البث المباشر

شرح فقرة: "اللهم انزع عنا الحسد، ..."

الأحد 4 أغسطس 2019 - 15:00 بتوقيت طهران

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " اللهم انزع عنا الحسد " من أدعية الزهراء (سلام الله عليها).

 

لا نزال نحدثك عن الادعية المباركة، ومنها ادعية الزهراء (عليها السلام)، حيث حدثناك عن مقاطع متسلسلة من احد ادعيتها، وانتهينا من ذلك الي مقطع يتناول السلوك العصابي، حيث توسلت الزهراء (عليها السلام) بالله تعالي بأن ينزع تعالي عن شخصية قارئ الدعاء كل ما يتصل بالسلوك المرضي ومنه: (العجب، والرياء، والكبر، والبغي، ...) (وهي سمات حدثناك عنها) وكذلك ذكرت الانماط الاتية وهي: الحسد والضعف، والشك. 
والان نحدثك عن (الحسد) ونتساءل في هذا السياق قائلين: ماذا نستخلص او نستلهم من هذه المفردة من السلوك الشاذ؟ 
ان الزهراء (عليها السلام) وسائر المعصومين (عليهم السلام) حينما يعرضون هذه الظواهر في نصوص متنوعة أنما يكشفون عن حرص الشريعة الاسلامية في معالجتها لكل السلوك سواء أكان متصلاً بالتعامل الايجابي حيث يحثوننا عليه، أو التعامل السلبي حيث يحذروننا منه، وفي مقدمة ذلك ظاهرة (الحسد) فيما نلاحظ تحذيرات كثيرة حيال الظاهرة المذكورة، بل نجد تفصيلاً في الحديث عن ذلك. 
ولعل اول الحديث عن ذلك، نجد اشارات تقرر بان (الحسد) من حيث جذوره قد لا يخلو منه احد ولكن المحذور منه هو: استعماله، اي: ترتيب الاثر عليه حيال الاخر، وهذا ما يحتاج الي شيء من التوضيح. 
لنفرض ان احداً من الاشخاص (حسد) شخصاً آخر في موقع اجتماعي حظي به هذا الشخص حينئذ فان الحاسد اما ان يضمر هذا الاحساس في داخله، واما ان يرتب عليه اثراً من الاثار التي تضر الشخص المحسود: كما لو سعي - علي سبيل المثال - علي من بيدهم أزمة الامور - في تشويه سمعة المحسود، مثل عدم كفاءته او عدم تدينه أو عدم اخلاقه الخ بحيث لا يكف عن ذلك حتي يسمع بابعاد هذا الشخص عن موقعه الاجتماعي الذي حسده الحاسد عليه.
ومن الواضح ان الحسد - كما يعرفه الكثير من المعنين بالسلوك الانساني - هو: ازالة النعمة التي يحصل عليها الشخص المحسود وحينئذ لا يهدء باله، اي - الحاسد- حتي يجد ان النعمة التي يتمتع بها المحسود قد زالت اي: ابعد المحسود عن ذلك الموقع الاجتماعي. 
والآن لنلاحظ التحذيرات الشرعية لمثل هذا الشخص الحاسد. فماذا نجد؟ 
النصوص الشرعية تقول بما مؤداه ان الحاسد هو صاد او مضاد أو متعرض او معترض لما قسمه الله تعالي للشخص المحسود، بمعني ان الشخص الذي حصل علي موقع اجتماعي او رزق واسع او علم أو أية نعمة اخري انما هو قسمة قسمها الله تعالي لهذا العبد حيث ان الله تعالي هو العالم بمصالح العباد، حيث يوسع رزق هذا الشخص ويقتر بالنسبة الي آخر بحسب معرفته تعالي بما هو صالح الشخصية ولذلك فان الحاسد عندما يحسد: انما يعترض علي الله تعالي وهذا السلوك هو قمة الانحراف بحيث يتبرأ الله تعالي من امثلة هذا الحاسد. 
والآن مع معرفتنا بهذه الظاهرة بالنحو الذي المحنا اليها، نحاول مواصلة الحديث عنها لاحقاً ان شاء الله تعالي. 

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة