البث المباشر

الطارف والتليد - 26/01/2010

الأحد 31 يناير 2010 - 00:00 بتوقيت طهران

المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم وله الحمد وبه نستعين، اصدقاءنا الكرام سلام عليكم واهلاً بكم في ندوتكم انتم اهل الذوق الرفيع والمعرفة الصافية، لنستمع معاً وننتفع بروائع الحياة وبدائع الادب في رحاب الطارف والتليد وما يسطع فيها من نور العقيدة وسناء المكارم اللذين تستقيم بهما الحياة وتطيب الانفس. مرة اخرى احييكم اطيب تحية وانتقل بحضراتكم من التليد الذي انسنا به زمناً عذباً ونتفيئ جانباً من الطارف تشع فيه نكهة التليد لكن لا يحس بها الا المتمرسون بمطالعة القديم والحديث وذلك هو التناص واملنا ان تعينوننا على استجلاءه بألتفاتتكم الكريمة وقولكم النبيل السديد وانتم مشكور لكم. اخواني الاعزاء لعل التناص والتناصية لفظان غريبان على كثير منا وهو كذلك لأن طبعاً عبر الينا من غيرنا اذ جاءا من الغرب السريع التبدل والتغير والتغيير في كل شأن من شؤونه وليس هذا بعيب لأن العيب ان نبقى لا نعلم ولا نسعى لكي نتعلم فآباءنا وطدوا مثاقفة غيرهم من اليونان والفرس والهند ونهلوا من جيرانهم وجعلوا مناهلهم رواء لثقافتهم وانا هنا يسرني ان اجعل تتمة الكلام للاستاذ الاخ الجزائري وادعوكم اليها بأسمكم الكريم ان يكون رفيقنا في طريق قليل السالكين. بداية انا احييك سيد جزائري اهلاً وسهلاً. الجزائري: حياك الله ونعم التكليف فأنه غير تشريف. المحاور: يعني بداية سيدي الكريم التناص والتناصية تعلم هي لغة خاصة بالادبيين على الاكثر ولربما العديد من المستمعين الافاضل لا يعلمون. الجزائري: اعتقد انها خاصة بالمشاغبين من امثالك الكرام. المحاور: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . الجزائري: الذين لا يمكن ان يدعوا شيئاً شارداً الا وجروا وراءه بكل قواهم من اجل ان يغرقوا هؤلاء المساكين مثلي انا في الحديث بشيء قد لايلتفت اليه الا القلة من الناس. المحاور: تعلمت من شيوخنا ان احذر من ينعت نفسه بالمسكين، على كل حال انا معك استاذ بشير الجزائري حتى نهاية البرنامج. الجزائري: سكن الله كل هم كان قد نالك. المحاور: سيعلم الجميع من خلال الحديث من هو المسكين انا ام انت، سيدي الكريم كما تعلم بداية انا قلت التناص هي كلمة غريبة وايضاً اشرت سيدي الكريم ربما هناك حتى من يؤكد انها قد جاءت من فرنسا او ابعد من فرنسا، دخلت من اوروبا او غير اوروبا ومن ثم هناك تعريف سيد بشير الجزائري يقول ان التناص عند العرب هو عرف من مصطلحات السرقات الادبية فأرجو ان توضح كلمة التناص وماهي اوجه التشابه بين السرقة الادبية والتناص؟ الجزائري: ألم اقل لك بدءأً انك لمشاغب؟ المحاور: انا معك سيدي الكريم. الجزائري: انت تقول ان التناص هو ثمرة شيء كنا قد عرفناه كثيراً نحن في لغتنا العربية الجميلة ومن تأثر بها من المسلمين وكثير من المسلمين كانوا قد تأثروا بها ايام مجد الاسلام (سلام الله عليه). على كل حال فعلاً السرقات الادبية لكن السلرقات كما انت عالم مختلفة في مدلولاتها مرة انت تأتي الى نص من النصوص نثراً كان او شعراً وتأخذ ذلك النص وتنسبه لنفسك او تنسبه لشاعر معين او لأديب معين من غير اجراء اي تغيير فيه، هذه سرقة صريحة وهي مثلبة وهي عيب على صاحبها، عيب لا يمكن ان يستر ولا يمكن ان يغفر اما ان يأتي اديب او شاعر او كل معني بهذا اللون من البيان يعني البيان التعبيري، البيان القولي، فن القول كما يسميه ناقدون آخرون يأتي اليه فيتلذذ معناه ويستطيبه ويقوم بأعادة ذلك المعنى بلفظ آخر، انت اعجبك قول من الاقوال لشاعر او لأديب او لخطيب او لأي انسان فجأت وصغته مرة اخرى بمدلول جميل جداً، نفس المدلول ولكن بلفظ جميل آخر تكون انت هاهنا بين هذه الدرجات او هذه المراتب والمنازل اما ان تكون قد جعلته اجمل واكمل وافضل واسمى وانمى وابقى من ذلك الاول فينسب عندئذ ذلك المعنى الاول الذي كان اقل من معناك ينسب اليك انت، تكون انت صاحب ذلك المعنى لأنك قد جودت فيه واكملته وزينته او انك قد كنت مساوياً لتلك المرتبة التي اخذته منها نفس الكلام ولكن بمرتبة واحدة فلايقال عنك انك سارق. المحاور: يعني استاذ بشير انا ربما اخطأ، هذا رأيي يعني هل انت تذهب الى الجاحظ ابو عثمان في كتابه الحيوان عندما يقول: "لا يعلم في الارض شاعر تقدم في تشبيه معنى عجيب او غريب ومعنى شريف وكريم الا ومن جاء من بعده هو كان يذهب على غراره وهو ليس هو"؟ الجزائري: هذا هو الحق، هذا هو الحق وهذا هو الصدق يعني كلهم، كل الشعراء وكل الادباء وخاصة مثلاً ابن سلام الذي هو من ابرع الناس في تصنيف الشعراء ولذلك جعلهم طبقات وهو اول من جعل الناس طبقات، جعل امرء القيس مثلاً والنابغة وامثالهما طبقة يعني اصحاب المعلقات جعلهم طبقة وجعل غيرهم من الجاهليين والاسلاميين طبقة اخرى وجعل جماعة من صدر الاسلام والعصر الاموي طبقة وهكذا يعني كان ينظر الى براعتهم في استنتاج المعاني الجميلة. المحاور: طيب استاذ بشير يعني الان ذهبنا الى التناص وكما تفضلت ربما ذهب اليه العرب وسموه بالسرقات الادبية لكن ماهي قراءتك لعلي بن عبد العزيز الجورجاني وخاصة في كتابه الوساطة بين المتنبي وخصومه فهو يقول من الناحية الاخلاقية يقول انه اذا كان الشعر مسروقاً فالكلام كله مسروق؟ الجزائري: انصف انسان، انصف ناقد عربي اطلاقاً هو عبد العزيز الجورجاني رحمه الله يعني كان رجلاً شريفاً جداً، كان منصفاً، كان يقول الحق لأني انا وانت الان بالله عليك يومياً لا اريد ان اقول في الشهر او في السنة يومياً كم من الكلمات التي قلتها انت بعد لحظة سمعت اخاك الزميل فلان او الزميل فلان قد قالها او سمعت زميلتك فلانة قد قالتها، نفس الجملة التي قلتها انت لكن هي او هو قالاها بعبارة اخرى، بلفظ آخر، المعنى نفسه ولكن الكلمة مختلفة. المحاور: لكن استاذ بشير الجزائري انا من كلامك افهم انه لامناص من التناص في اللغة حتى ما بين الكلمات يعني نحن ما بين الكلمات اذا ما استفدنا من كلمة حرف الكاف واعدنا الكاف لمفهوم آخر الكاف هو مأخوذ من قبله والى بعده. الجزائري: احسنت احسنت. المحاور: ثم سيدي الكريم اذن هذا هو التناص رغم انني اود ان اذهب الى الدكتور احمد طعمة الحلبي لأنه صدر له كتاب جديد في هذا الموضوع لكن سيدي الكريم اذن انت جردت العالم من الكلام بهذا القول لأن الانسان اذا ما تحدث فهو اما يذهب الى تناول تراث شعبي واما يذهب لتناول اسطورة واما يذهب لتناول معلومة عامة اذن لم يبق امام الشاعر سوى التناص. الجزائري: رحم الله والديك وماذا يضيره؟ وماذا يضيره؟ المحاور: اذن لماذا هذه الهجمة عندما يتهم الشخص انه اخذ من فلان وكان شبيهاً لفلان يعني سيدي العزيز هناك العديد من الابيات مثلاً تنسب الى القيس بن الملوح وهي ليست له. الجزائري: صحيح وليس هو يعني قيس بن ذريح نسب اليه ما ليس له وقيس بن الملوح ايضاً نسب اليه ما ليس له وجميل بن معمر نسب اليه ما ليس له وهكذا اذا اردت العد والاحصاء فأنك لاتبلغه ابداً هذا في لغة واحدة هي اللغة العربية وفي عصر واحد هو العصر الاموي على وجه التحديد مثلاً فكيف بك اذا رجعت الى صدر الاسلام او اذا رجعت الى العصر الجاهلي او رجعت الى الجاهلية الاولى، الى عاد وثمود آباءنا الاولين. المحاور: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . الجزائري: طيب انك لتجد هناك عجباً عجاباً، هذه حقيقة ثابتة، ألم تقل قبيل قليل ساعة سألتك بالله عليك كم من الكلمات انت قلتها فعلاً ها هنا قلتها وخرجت الى الغرفة الثانية او لا دخل عليك احد اخوتك من زميل او زميلة وقال تلك الجملة التي قلتها ولم يكن قد سمعها هو. المحاور: طبعاً يعني استاذ بشير انا قصدي من الكلام يعني انا عندما اتحدث نكتة لأحد الاخوة هو يفرح ويضحك كثيراً بينما الاخ الفلاني اذا ما تحدث نفس هذه النكتة ربما لاتؤثر في ذلك الشخص، طبعاً التمثيل والصورة الادبية كلها، المقصود من هذا الكلام كله ارجو ان تجيبني على هذا. الجزائري: انا مسرور جداً. المحاور: اذن لماذا سيدي الكريم استاذ بشير الجزائري اذن لماذا ينعت بالسرقة الادبية يعني أليست كلمة تنقص من الكلام والكلام كله مسروق، ارجو ان تجيبني على ذلك. المحاور: الطارف والتليد مستمعينا الافاضل والساعة تشير الى الخامسة واثنتين وثلاثين دقيقة ايها الاخوة والاخوات ويبدو استاذ بشير الجزائري يبدو انني سوف اتأخر في الوصول الى مطلبي لأن هناك اتصال هاتفي من لبنان معي الاخ العزيز، اخ علي سلام عليكم. علي: السلام عليكم استاذ رائد. المحاور: ورحمة الله اهلاً وسهلاً بك. علي: السلام عليك وعلى ضيفك الكريم. الجزائري: اكرمك الله واعزك. المحاور: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلاً تفضل. علي: اعزكم الله، اشكر جهودكم على هذا البرنامج الجيد الجميل وانا عندي سؤال اطرحه. المحاور: وانت عزيز نعم. علي: استاذ بشير لو سمحت ماهو التناص وهل هو مذهب قديم ام حديث؟ المحاور: طيب انا اشكرك اخ علي طبعاً لااعلق على ذلك واترك لك المكرفون ولكن سيدي الكريم يبدو انه معنا الاخ الكريم فاضل المغسل من السعودية ايضاً، دعنا نذهب الى الاخ فاضل المغسل، اخ فاضل سلام عليكم ورحمة الله اهلاً بك. فاضل: وعليكم السلام ورحمة الله. المحاور: يا مرحباً اهلاً وسهلاً. فاضل: مساكم الله بالخير وعظم الله اجوركم بهذه الايام الحزينة ايام عاشوراء وصفر واربعين الامام الحسين (عليه السلام). المحاور: اجمعين ان شاء الله. الجزائري: (عليه السلام). فاضل: اقدم سلامي وتحيتي الى هذا المقدم الطيب الرائع وايضاً الى الاستاذ بشير الجزائري الذي يتحفنا في كل يوم ثلاثاء بشيء جديد من كلامه الطيب الذي يخدم الادباء والمفكرين وحقيقة الكثير من الشباب استفادوا من هذا البرنامج فشكراً جزيلاً لكم على كل حال. المحاور: نحن نشكرك الشكر الجزيل، نعم تفضل. فاضل: بالنسبة لموضوع التناص والسرقات الشعرية كان يخالجني سؤال كثير وما يتطرق ذهني عندما بدأت كتابة الشعر العربي الفصيح، كانت هذه النقطة دائماً اسمعها من النقاد او القريبين مني الذين اطلعهم على الابيات وكانوا يقولون كلمة السرقات الشعرية ولم اكن ادرك حينها ما المقصود بالسرقة الشعرية حتى لدرجة انه عندما تصف وردة يقول ان اول من وصف الوردة فلان فقلت اذن كل كلامنا الذي سنقوله هو سرقة شعرية فكانت تزعجني هذه العبارة فكنت اود ان اقترب مما هو مرغوب لدى النقاد خصوصاً اتلاقى معهم في هذا الجانب، لا ادري يريدون كلمات مولدة او وصف مولد لكن عبد القادر الجرجاني كما قلتم رغم انه طرق هذا الموضوع ليس مقتصراً على واحد فقط وانما بأمكان الاخرين ان يتطرقون اليه من زوايا اخرى ويعبرون بطريقتهم واسلوبهم والمهم ان يبقى لسان ذلك الشاعر ومشاعره وافكاره وعواطفه وكما قيل الشعر من نفس الرحمن مقتبس والشاعر الفذ بين الناس رحمة والسلام عليكم. المحاور: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته الاخ فاضل المغسل، سيدي الكريم اذن انا اعتقد كلاهما عاد الى ما قلت؟ الجزائري: انا سعيد جداً ان يكون الاخوان الكريمان قد وردا النهر من شريعة واحدة هي ان هذا النص الذي بين يديك او الذي بين يدي او الذي بين يدي الاستاذ فاضل المغسل استاذ الكيمياء الكريم او الاخ علي الذي لاادري من اي لبنان الطيبة هو جزاه الله الف خير ساعة سأل، سيدي الكريم كل النصوص التي تأتي هي مأخوذة من سابقها وهي ايضاً منماة للاحقها يعني انا آخذ منك ويطيب كلامي بما اخذته من معنى جميل انت كنت قد سبقت اليه ويبقى هذا الكلام الذي اخذته انا يأتي ابني او ابنك او اخي او اخوك ويأخذ منه ايضاً معنى آخر يزيده او ينقصه فيخرج بصورة جميلة اخرى وتستمر المسألة هكذا من اولها الى آخرها وها هنا اتيح لي بلطف الله لا بمنتك انت ايها الكريم اتيح لي ان اجيب عن سؤالك السابق، ماقيمة كلام الناس اذا كان كل كلامهم مأخوذ هذا من هذا وذاك من ذاك ولم يكن هناك مبدع لا الابداع في محله، الابداع قائم في محله ساعة تكلم ذلك الشاعر الاول تكلم بالمعنى الذي فهمه والذي تأثر به من سابقيه وجاء به وقريب منه وتأثر به وصوره لنا صورة اخرى ونحن ايضاً صورناها صورة عاشرة او صورة الفاً او صورة عشرة آلاف، تلاحظ ذلك؟ هنا المسألة تبقى هذا هو مورد كلامي الذي اردت ان اقدمه لحضرتك الكريمة وهي عزيزة عندي، والله ان التناص جماله في هذا المعنى هو ان يأتي مبدع متمكن ومبدع متوسط ومبدع دون المتوسط ومبدع فوق المتمكن يعني كما يقول النحاة مثلاً في وصف الاسم القابل للاعراب يقولون متمكن امكن ومتمكن، المتمكن الامكن يعني الذي لا يكاد يلحق في استثارة المعاني الجميلة، ها هنا تعرف انت من هو القديم الرائع ومن هو الجديد الرائع ايضاً ومن هو بينهما فليس كل قديم بضعيف وليس كل جديد ايضاً ببديع. المحاور: طيب يعني استاذ بشير الجزائري لو وصفت انا لو وصف التناص بهذه العبارة ما رأيك فيها؟ اود ان ابسط التناص. الجزائري: وهي، قل. المحاور: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، يَا زَكَرِيَّا، حول اسم يحيى في القرآن عندما يقول: «لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا» يعني هل يمكن ان نجعل المورد الاول لأسم يحيى الذي لم يسمى قبله بهو الينبوع الاساس ولكن من بعده من سمي من آلاف الاشخاص او مئات الآلاف من الاشخاص بيحيى هم تناص لكلمة يحيى ولكن بأدعاءات اخرى يعني يحيى كان نبياً والاخر يصبح مهندساً، يحيى كان نبياً والاخر يصبح استاذاً، معلماً. الجزائري: والله هذا استنتاج في غاية الجمال وفي غاية الكمال انا ايضاً اسر به غاية السرور لأنك تعين التناصيين الفرنسيين على وجه الخصوص لأنهم هم اصحاب هذه الفكرة قبل غيرهم والناس الاخرون عيال عليهم، جيرانهم من الانجليز ومن الالمان ومن الهولنديين حتى الامريكان يعني هم دائماً الحرية ذات عطاء ثر، الحرية للفرنسين في انفسهم فياضة سيدي ليس هذا بنعت لأحد ولكن حقيقة تقال، هم احرار في تفكيرهم ولذلك يبدعون ولذلك لايقفون على مذهب نقدي او ادبي واحد، هم كل يوم في شأن وهنا نتذكر قدرة رب العالمين سبحانه وتعالى ونحمده ونشكر له اذا كان عبده هكذا دائم التغير والتبدل والابداع، الابداع المستمر فكيف هو سبحانه وتعالى؟ على كل حال انا اريد ان اقول ان هذا الادب او هذا النقد الذي هو دائم الجريان انما هو حصيلة عطاء الله سبحانه وتعالى لعبده حتى يتلذذ وانه مهما كان الجميل واللذيذ والبديع حسناً عندي فأن حسنه ولذته وجماله تذوي بمرور الايام بل بمرور الساعات، اذا استلذذته في الصباح لااستلذه في المساء ولااستلذه في الليل ربما استلذه شيئاً ما لأنه يقولون لكل جديد لذة، صحيح؟ المحاور: نعم صحيح. الجزائري: اذن هذا التبدل الجاري في المعاني والجاري في الالفاظ هو مدعاة هذا الذوق الرفيع حتى يستمر في رفعته وفي ابتداعه، ارجو ان لا يكون كلامي قد ثقل عليك. المحاور: نعم انا اشكرك الشكر الجزيل اذن سيدي الكريم دعنا لأن الاذان ايضاً يباغتنا، بأختصار لدي اتصال، الاخ خالد حيدر من الكويت، اخ خالد سلام عليكم اهلاً بك. خالد: سلام عليكم. المحاور: يا مرحباً اهلاً وسهلاً. خالد: ياهلا، بعد الصلاة على محمد وآل محمد. الجزائري: اللهم صلي على محمد وآل محمد. المحاور: اللهم صلي على محمد وآل محمد. خالد: سؤالي الى ضيفكم الكريم ما الذي تعتني به التناصية؟ الاثر ام المؤثر؟ اخوكم خالد حيدر من الكويت. المحاور: يا مرحباً اهلاً وسهلاً اخ خالد حيدر، طيب. الجزائري: فديت حيدر واشكره الشكر الجزيل، سيدي التناصية لا تعنى بالمؤثر اطلاقاً، لا تكاد تلتفت اليه انها تلتفت للنص وحده ولا استطيع ان اقول لاشريك له انما تعتني به اولاً ثم تعتني بك وبي، نحن المتلقين يعني من يقرأ النص وتبالغ في ذلك فتذهب الى انه ليس كل قارئ، ليس كل قارئ وليس كل مطالع وانما القارئ الناقد وحده لا شريك له مع النص. المحاور: اذن استاذ بشير الجزائري رغم ان المخرج عادة يدق طبول اذني بقول الاذان الاذان ولا اعلم اذا بقي وقت ولكن سيدي الكريم اعود مرة اخرى الى الاخ العزيز فاضل المغسل، اذن سيدي الكريم «يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ». الجزائري: الاخ علي الذي اتصل بنا من لبنان ولم تدعني اجبه كيف افعل؟ المحاور: بعد الاذان ان شاء الله، اذن سيدي الكريم هذا ما قلته «يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا». الجزائري: «سَمِيًّا». المحاور: اذن هذا لا ينكر ما بعده ان يكون هناك يحيى ولكن يحيى لا يدعي انه هو يحيى القديم. الجزائري: احسنت احسنت. المحاور: انا بودي ان ابقى مع الاستاذ بشير الجزائري وان اكون في خدمتكم وصدقوني لساعات لااشعر بالتعب وهذا ليس مديحاً ولا غشاً في الكلام. الجزائري: جزيت الف خير. المحاور: لأني احب هذا الرجل واحبكم ايضاً. الجزائري: احبك الله. المحاور: اذن لم يتبقى لدينا سوى سبع دقائق لكي نكون في خدمتكم وهذا مؤلم صدقوني، لي مؤلم وايضاً للاستاذ بشير الجزائري. استاذ بشير الجزائري انت قلت انني لم اسمح ان يعطى الاخ علي حقه؟ طيب هو سأل ماهو التناص وسألك هل هو مذهب قديم او حديث؟ الجزائري: لم اقل انك لم تعطي الاخ الكريم حقه وانما اقول وقلت من قبل تداخل المعاني هو الذي يعجب وهذا التداخل هو جزء من هذا التناص الذي نحن غارقون فيه، اغرقتنا انت فيه جزاك الله خيراً واخرجك من هذا الغرق. المحاور: رحم الله من عمل عملاً فأتقنه. الجزائري: سالماً غانماً، انت اتقنت اما رحم الله من لم يتقن وهو هذا الذي يتكلم الان، نعود الى الاخ الكريم من لبنان لنرفع عنه شيئاً من ظلامته ونقول اول من التفت الى التناص من العرب هو السيد ابن طباطبا في كتابه عيار الشعر، قال مفهوم الاثر الابداعي هو جمال يناله كل من يحسن النظر فيه، انت تعلم ان الجميل اي جميل كان ليس كل الناس يتأثرون به انما فئة تتأثر وفئة لاتتأثر وفئة يكون تأثرها نوعاً ما تلاحظ؟ بمقدار رقة الذوق ورفعته، بمقدار قدرة الفطنة وقوتها الهائلة يكون تعلق الانسان بالجمال وبالقبح، على كل حال اذن اول من التفت الى معنى التناص هو السيد ابن طباطبا وقال ان النص ذو دلالة جمالية لايحسها الا الذين آتاهم الله ملكة الذوق الرفيع. المحاور: طيب اتممت سيدي الكريم؟ الجزائري: اردت شيئاً آخر رحم الله والديك. المحاور: تفضل. الجزائري: جاء عمك عبد القادر الجرجاني رحمه الله. المحاور: رحمة الله عليه. الجزائري: ابن بلدك فأضاف الى هذا المعنى تأملاً آخر سماه نظرية النظم، نظرية النظم لن ينظر الى المعنى وحده ولم ينظر الى اللفظ وحده وانما نظر الى تركيب الجملة من الناحية النحوية وهذا ما يسير عليه ايضاً جماعة من النقاد العصريين اليوم من الفرنسيين الذين ذكرتهم والامريكيين والانجليز والالمان حتى نحن العرب ولا ادري الايرانيين فعلوا ذلك او لم يفعلوا لأني لم اقرأ النقد بالفارسية ولااتقن الفارسية حتى افعل. المحاور: على كل حال عليك ان تسعى سيدي الكريم واعتقد انك تريد ان تقول ان الجرجاني ذهب ليجمع الفصاحة القرآنية مع البلاغة الانسانية؟ الجزائري: خذ بيدي ودعني اقول كل هذا يرجع الى كلمة هي ام الكلمات كلها هذه الكلمة لمولانا وحبيبنا وحبيب الله سبحانه وتعالى محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله) الذي يقول: "ان من البيان لسحراً". المحاور: (صلى الله عليه وآله وسلم) ولكن سيدي الكريم ايضاً هناك سؤال يطرح نفسه، هل القرآن هو ايضاً تناص ام لا؟ الجزائري: لا والله. المحاور: الى الحلقة القادمة سيدي الكريم لأن هناك بحث، على كل حال معي احمد السادة ولم يبقى لدينا سوى دقيقة. الجزائري: جرأة منك في السؤال وانت تعلم ان القرآن ليس هذا. المحاور: السيد احمد السادة من السعودية سيدي الكريم، السيد احمد سلام عليكم اهلاً بك. احمد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. المحاور: يا مئة هلا، اهلاً وسهلاً. احمد: حيا الله الدكتور الفاضل الدكتور بشير. الجزائري: حفظك الله سيدي. احمد: الله يحفظكم دكتورنا، السؤال الذي يطرح نفسه انت قبل قليل تكلمت عن الابداع وما وصل الى درجة الابداع وما الى هنالك، السؤال الذي يطرح نفسه هو ماهي المقايس التي وضعها النقاد والادباء بوصف فلان من الناس بأنه وصل الى درجة الابداع؟ المحاور: نعم شكراً جزيلاً، اذن ما هي المقاييس التي وضعها النقاد والادباء في وصف شيء بالابداع؟ الجزائري: جميل جداً وبأختصار هناك اشياء بديهية تلتقي عندها العقول والاذواق ولاتكاد تختلف، اذا سألت مؤمناً من المؤمنين او آية من آيات الله العظام الصدق جميل او قبيح؟ سيقول لك في غاية الجمال، صحيح؟ اذا سألت فلاحاً من الفلاحين في اقصى الارض وقلت له ايما احسن الصدق ام الكذب؟ يقول لك الصدق، لماذا؟ لأن هذه بديهة، اذا سألت من الاقبح؟ او من القبيح الصدق ام الكذب؟ يقول لك الكذب لأنها بديهة، هناك معايير ذوقية عند الناس حتى ولو لم تسمى، ليس لها من اسماء يتفق عليها الجميع ان هذا الكلام جميل وهذا الكلام غير جميل وهذا الكلام متوسط الجمال وهذا الكلام ادنى من الجمال او انه فاقد الجمال. المحاور: جاءت معذبتي في غياب الغسق كأنها الكوكب الذري في الافق. الجزائري: سلام الله عليك وعليها. المحاور: اذن سيدي الكريم كان بودي ولكن الوقت داهمنا على كل حال كان بودي ان اقول سيدي الكريم الى جانب التناص الذي تحدثت عنه وبودي ان أسأل عن القرآن وابحث هذا الموضوع ليس تشكيكاً في القرآن ولكن للانسان حق ان يتفكر وان يصل الى يقين سيدي الكريم. الجزائري: هذا جميل هذا جميل. المحاور: ولكن سيدي استاذ بشير الجزائري علينا ان نذهب، مستمعينا الافاضل سوف نبقى في برنامج التناص لأن لديه تشعبات كثيرة لذا ادعوكم ايها الاخوة والاخوات ان تبقوا معنا وان لانثقل عليكم وان تبقوا معنا الى الحلقة القادمة ايضاً لنتحدث حول هذا الموضوع، سيدي الكريم طبعاً انا اشرت الى الدكتور احمد طعمة الحلبي الى جانب كلمة التناص هناك التضمين، الاقتباس، السرقة، المناقضة، المعارضة وايضاً مصطلحات عديدة لكن الدكتور احمد طعمة يرى ان للتناص تعقيداً اكبر رغم قرابته من ذلك من هذه المصطلحات. الجزائري: وانا موافقه. المحاور: اذن دعونا ايها الاخوة والاخوات وذكرونا بأتصالاتكم اننا سوف نبقى في التناص وسوف ندخل مدخلاً ومن هذه الناحية سوف ندخل الى الاقتباس والسرقة والعارضة، نبقى في التناص ولكن بودنا ان تتضح الامور كي يمكننا الاستاذ بشير الجزائري ان نوفي بعهدنا في فهم كلمة التناص. انا اشكركم الشكر الجزيل وتقبلوا تحيات اسرة البرنامج وشكري الجزيل لأخي الكبير الاستاذ بشير الجزائري والى جميع العاملين. الجزائري: وشكر لك وحفظك الله. المحاور: في امان الله.
*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة