البث المباشر

الطارف والتليد - 30/11/2010

السبت 25 ديسمبر 2010 - 08:57 بتوقيت طهران

المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم وله الحمد على نعماءه كلها ولاسيما نعمة البيان التي ميزنا بها عن سائر خلقه وسلام عليكم واهلاً بكم في رحاب الطارف والتليد وزيارتنا اليوم لترجمان الاسرار ولسان الغيب البديع حافظ الشيرازي شاعر الفارسية الاول في العرفان وسنستمع لنبض قلبه الكبير وهو يتسع كل مرة لكل لوعة حب في الله واهاسي شوق في سبيله متجاوزاً عما رآه من خطايا البشر راغباً في الخروج من دنيا حتى افراحها اتراح. واعتز انا فرزدق الاسدي مقدم هذه الندوة ان ارفع تحياتي وتحيات زملائي الاعزاء لحضراتكم الكريمة وهم: مهندس الصوت الاخ جعفر فيض اللهي ومستقبلة اصواتكم النبيلة الاخت علياء صالح ومخرج هذا العطاء منا ومنكم الاخ كاظم صادق وقبل الوقوف بباب لسان الغيب حافظ الشيرازي رحمه الله يطيب لي ان اذكر لكم هواتف الوصل بيننا وهي ثلاثة اولها 22013762 والثاني 22013768 وثالثها 22013848 ورمز ايران وطهران الهاتفي 009821 ، من الان فصاعداً يمكنكم ان تتصلوا بنا نحن بأنتظار اسئلتكم ومشاركاتكم حول حافظ الشيرازي.
*******
المحاور: وآن لنا ان نسعد بذكر حافظ القرآن الكريم الشاعر العذب في معانيه الرقيقة واغراضه السامية التي دقت على كثير من اهل زمانه واللاحقين به ان يلجوا في لبابها الطيبة وسرورنا ان يكون معنا الساعة الاخ بشير الجزائري ليأخذ بأيدينا الى شيراز وروضة المصلى فيها حيث مرقد الشاعر الذي توالت على فراقه الدنيا ولما يزل غض الذكر حياً بشعره الرائع على السنة المعجبين به وكل الناطقين بالفارسية معجب به فأهلاً وسهلاً بالاخ بشير الجزائري الجزائري: وبك اكثر وانا سعيد جداً ان اعطي بيدي اليك لتدلني على الطريق الى شيراز المحاور: سلمك الله بل انت تدلنا الجزائري: والى روضة المصلى المحاور: شكراً جزيلاً لك، استاذ بشير ياحبذا لو نبدأ الحوار بهذا الهاجس لربما صح التعبير، برأيك ما الذي بعث حافظاً على اللطافة الفائقة في كل شأن ورفعه في حياته المعطاء كلها؟ الجزائري: اشكرك، بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وسلام على المرسلين وسلام على سيدنا ابي القاسم محمد واله الطيبين الطاهرين في الاولين والاخرين المحاور: اللهم صلي على محمد وال محمد الجزائري: وسلام عليك وعلى كل احبتنا المستمعين الكرام الذين نشتاق للتسليم عليهم واطالة الوقوف بين ايديهم وهم سالمون وغانمون المحاور: ان شاء الله الجزائري: سيدي الكريم كل انسان كان له شأن في هذه الدنيا اذا التفت المرء منصفاً الى سبب شهرته او ذيوعه او سطوعه في عالمه وفي دنياه كلها وبعدها، رأينا ان المحيط، ان العصر هو المسؤول دون غيره عن ذلك فأنا متيقن ان عصر حافظ الشيرازي هو الذي بعثه على ان يكون حافظاً الذي ملك القلوب في ذلك الزمان وسار بها الى هذا الاوان ومازال سارياً بكل قلوب الناس، ليس اولئك الذين يحسنون الفارسية انما الناس الذين عرفوا او اطلعوا على ديوانه بلغاتهم المختلفة فمن المعلوم ان هذا الديوان العجيب كان قد ترجم الى لغات حية كثيرة وما نأسف عليه اشد الاسف هو ان يكون نقله الى العربية اخر نقل له، كنا نتمنى ان يكون هذا التعاطف الودي بين الشقيقين يعني الشعب العربي والشعب القارسي او الشعب الايراني هو الاولى، هو الاسبق وان تنتقل هذه الاثار البديعة من الطرفين من هذا الى ذاك، من احدهما الى الاخر حتى تبقى اواصر الود والقربى قوية وثيقة بينهما. على كل حال شعر حافظ كان قد انتقل الى الفرنسية والالمانية والانجليزية وانتقل بعدة ترجمات هي العجيبة الاخرى اي ينتقل مثلاً الى الانجليزية بأكثر من عشر ترجمات، الى الفرنسية بعدة ترجمات تضاهي العشر، الى الالمانية ايضاًً ولغات عديدة اخرى لاحاجة لنا بذكرها انما فقط نوهنا بذلك المحاور: طبعاً هذا التكاسل الثقافي انت اعرف به ربما هو مترسخ في كل كياننا لربما الجزائري: سبحان الله سبحان الله المحاور: وهو يعني مؤسف الجزائري: اي نعم نحن نأسف على كثير من شؤوننا ونتمنى من الله عزوجل المحاور: كان الاجدر بنا لحسن الجوار على الاقل ان تتم هذه الترجمات او تتعدد الترجمات كما تفضلت الجزائري: هو لو كانت اليقظة لما كنا في هذا الاسف يعني لو كان اولئك الذي آتاهم الله مقاليد امور الناس اولي وعي وبصيرة نافذة لكان كل المسلمين بألف خير المحاور: استاذ بشير عفواً اقاطعك ولكن لكي لانبتعد عن الحديث انت تفضلت ان عصر حافظ الشيرازي هو الذي صنع حافظ الشيرازي ولكن الكثيرين كانوا معاصريه، لماذا صنع حافظ؟ لماذا كان هذا الشخص بالذات؟ الجزائري: شيء جميل جداً، انت تعلم ان الهدايا الالهية والعطايا الربانية ليست متساوية على الناس، سبحانه وتعالى يعطي كلاً ماهو جدير به، ماهو اهله ومستحقه فحافظ الشيرازي ذو نفس صفية في نظر اولئك الذين احبوه وهو ذو نفس فاعلة وربما نفس متهمة عند قوم اخرين من اولئك الذين ضاقت عيونهم في ان ينظروا لأصحاب الابداع نظرة الحق التي تستطيع ان تجلي ذلك الحق لأهله عند اولئك الذين سبقونا او الذين هم بيننا، نحن اليوم نغمط حق الناس الذين معنا مع اننا نلتقيهم في الصباح والمساء فكيف برجل كان بيننا وبينهم مئات السنين... المحاور: استاذ بشير لو تسمح لنأخذ اتصال الجزائري: انا لم اجب المحاور: طبعاً طبعاً سنعود يعني الى تكملة الحديث ولكن سنعود ان شاء الله، مستمعينا كونوا معنا الجزائري: اكرمك الله اكرموا الطارف والتليد من الثقافة والادب بالمشاركة فيه من الخامسة والربع حتى السادسة اصيل الثلاثاء واستمعوا لأعادته صباح الخميس عند الثامنة والربع ولكم فائق الشكر والاحترام الطارف والتليد
*******
المحاور: نحييكم ثانية مستمعينا الاكارم وانتم في رحاب الطارف والتليد من اذاعة طهران وتوقيت العاصمة الان الخامسة وتسع وعشرين دقيقة، الاخ ابو علي من العراق عاود الاتصال، حياك الله الاخ ابو علي ابو علي: السلام عليكم المحاور: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ابو علي: كيف حالكم اخ فرزدق الاسدي المحاور: حياك الله اهلاً وسهلاً بك استاذ ابو علي ابوعلي: لدي سؤال للاستاذ بشير الجزائري المحاور: تفضل اخي الكريم ابوعلي: اي موضوعات تتجلى في غزل الشاعر الكبير حافظ الشيرازي؟ المحاور: شكراً جزيلاً استاذ ابو علي من العراق ابو علي: تحياتي لكم ولكل كادر اذاعة طهران الحبيبة المحاور: وتحياتنا لك والى كل العراقيين، استاذ بشير اي الموضوعات تجلت في شعر حافظ الشيرازي خاصة في غزلياته؟ الجزائري: والله الحديث بموضوعات حافظ الشيرازي حديث عذب عذوبة شعره نفسه، عذوبة نفسه الطيبة هو، هو لاينتهي ولكن نرمز اليه بما كان يرمز هو بالمعاني التي كان يرغب فيها، تلك الرغائب النشوى، الامال الزاهية الالوان التي كانت تخامر فكره العميق جداً، هو تحدث ساعة تحدث بالشراب، بالتصوف الذي هو عند قوم عرفان وعند قوم اخرين تصوف ونستطيع ان نقول هو ربما خرج من دائرة التصوف شيئاً ما ودخل دائرة العرفان شيئاً ما ايضاً كذلك كان من موضوعاته وصف الحبيب وكلها كما يدري السائل الكريم وكما يدري كل الذين يقرأون الشعر الفارسي ذات صبغة عرفانية، ذات انتساب الى حب الله سبحانه وتعالى فأغلب الشعراء الفرس كما هو معلوم يميلون الى ان يخاطبوا الذات الالهية المقدسة، يريدون ان ينالوا شيئاً من الرضوان الالهي وهذا حقهم ولكنهم يمزجونه ايضاً بحديث النفس الظامئة الى الحق الجميل فهم يرون اشياء ينثرونها في المجتمع، يرون اشياء يحبونها في ذلك المجتمع فيريدون ان يجلوا ما يكرهون وما يحبون ولاسيما حافظ الذي امتاز بهذه الميزة على سائر الشعراء الذين سبقوه وحتى الذين لحقوا به. المحاور: استاذ بشير يعني حافظ الشيرازي لربما قدم مزيجاً جداً لطيف من العرفان والغزل في آن واحد الجزائري: هو طبعه هذا، هو هذا الذي اردت ان اقوله، هو دائماً يجعل نفسه في ظمأ شديد الى ان تر الحق جلياً في عيون الاخرين وان تر الباطل ايضاً مهزوماً مكسوراً بأيدي اولئك الذين يعيش بينهم ويتمنى لو ان هذه الحياة تكون طيبة غاية الطيبة بظهور ما اراده الله وبأندحار ما يأباه الله سبحانه وتعالى لخلقه كلهم، على كل حال هذا ايضاً اذا انتقلت منه وجدته يميل الى الشباب ويحدثهم بما يرتفع بنفوسهم الى الذات العلية والمقدسة الى الله سبحانه وتعالى وايضاً يحذرهم مما يرتكز على النفوس الى تلك المنحدرات التي لاتليق بهم ولا بأنفسهم وهذه ايضاً صفة جميلة جداً ان يجعل الغزل محياة للناس ومنجاة لهم، هذه صفة كريمة جداً من شاعر يعيش وسط ناس في غاية الشدة بعضهم على بعض، كان المحيط الذي حرمتني من الحديث فيه المحاور: لا سنواصل الحديث ان شاء الله بعد هذا الجواب الجزائري: اكرمك الله، طيب اذن هذه ايضاً اشارة مني الى ان تعود بي اذا تفضلت المحاور: نعم تكلمنا عن حافظ وعن الموهبة التي اختص بها طبعاً الجزائري: اكرمك الله، ايضاً اذا انتقلت من الحديث بالشباب والحب وما يرتفع بهم وما ينخفض كان حافظ ذكر اولئك الذين هم رمز الحياة الصافية الزكية النقية الذين محضتهم التجارب المحاور: الاولياء الجزائري: احسنت الاولياء وغالباً ما يكونون الشيب، وايضاً تحدث هو بالشيب المحاور: طبعاً هو مصطلح اساسي في ديوان حافظ الجزائري: احسنت، هو ايضا في مصطلحات العرفانيين والمتصوفة كذلك يعني اشياء يراد بها معاني اخرى ليست الظواهر اللفظية التي نسمعها او نقرأها وانما هي مقاصد سامية المحاور: يعني ياله من شيب يافع استاذ بشير الجزائري: احسنت احسنت، بارك الله فيك، او لاتذكرني بما يكدر علي الحديث الذي اريد ان يكون صفواً وعذباً لحضرتك المحاور: ان شاء الله الجزائري: على كل حال فأذا به يرتفع الى كل هؤلاء ليروا اجنحة الملائكة مرفرفة عليهم ولكي يشموا عطر جناح جبرئيل عليه السلام وهو ايضاً يأخذهم الى آفاق الفردوس لكي يحييوا الحياة الطيبة التي يريدها الرب سبحانه وتعالى لكل عبد من عبيده في كل جزء من هذا الكوكب الصغير من هذا الكون البديع الكبير. المحاور: نعم جيد استاذ بشير حسبنا هذا البيان عن لطافة حافظ وحكمته في شعره وسيرته، الى هذا السؤال استاذ بشير يعني اين الدليل من غزل حافظ من قولك في لطافته وحكمته اللتين شعتا في سيرة حافظ؟ الجزائري: اكرمك الله ورحم والديك المحاور: و والديك الجزائري: انا كنت مشتاقاً جداً الى ان اقول شيئاً من غزله حتى يعرف المستمع الكريم، شيئاً عن هذا الشاعر وعن المعاني الطيبة اليسيرة جداً التي كان قد قدمها المحاور: سهلة ممتنعة الجزائري: احسنت، طبعاً هذا شيء من شعره بترجمة الدكتور ابراهيم الشواهدي رحمه الله وهو رجل عظيم جداً، انا اكرمه لأنه كان قد بادر الى بذل روحه وراحه في ان يصل الى خفايا هذا الديوان، الناس ساعة يترجمون، ليس هذا مدحاً للرجل وانما هو تقرير لحقيقة ثقافية يجب ان تقال، هذا الرجل لم يترجم كسائر المترجمين الذين يجدون نصاً فينقلونه من لغة الى لغة ولايميزون بين انوار اللغة وظلالها وانما هو كان قد عاش مدة في شيراز وكرر زياراته اليها وزياراته الى مرقد حافظ وكان يطيل الجلوس عند ذلك المرقد كأنه يتأمل كل معنى قاله حافظ، على كل حال اسمع بلطفك وليسمع الاخوة المستمعون الكرام هذا الشيء اليسير عله يكون جواباً، عله يكون جواباً لسؤالك الذي اعتز به، هو يقول، انظر بهذا اليسر ملوك الارض اصحاب الرعايا، عبدنا نحن خلاق البرايا، هذا نثر لاشعر، انا اشكر للمترجم الكريم الذي جعلنا نحس الشعر نثراً ونحس النثر شعراً، ملوك الارض اصحاب الرعايا، عبدنا نحن خلاق البرايا، اذا افتخروا بديباج وخز فخرنا بالمرقع والعبايا وان ركبوا خيولاً سابقات مشينا في فلاتهم حفايا، رضينا القوت من خبز شعير -هذه صفة للجنس يسمونها، الخبر يضاف الى الشعير فيكون خبر شعير ولكن اذا جعلت الشعير وصفاً للخبر لامضافاً اليه فأنك بالغت في الصفة يعني ان الخبز كان شعيراً شعيراً مابه حبة حنطة قد جاءت وهماً. المحاور: طبعاً على هذا الايضاح طبعاً الجزائري: اكرمك الله، رضينا القوت من خبز شعير اذا اكلوا الحلاوة والقلايا وان نزلوا قصوراً عاليات نزلنا في المساجد والزوايا، غداً تتبين السادات منا –اي والله، ياربي عفوك من ذلك اليوم، يوم الفصل الذي هو غداً- غداً تتبين السادات منا وتبصر من تكون له العطايا المحاور: جميل جميل، هذا شيء جميل جداً طبعاً استاذ بشير الجزائري: سيدي هذا الجمال، أرأيت هذا الكمال الذي جاء سلسالاً من السحر الحلال الذي نعتز كل الاعتزاز ان نشبع منه ونرتوي ولكن يبدو ان وقيتنا لايسمح لنا اكثر من ذلك المحاور: استاذ بشير طبعاً هذا جميل ان نمر بأمثلة تنجلي فيها سترة الرجل الذي لايعرفه زمانه ومابعده برغم الاعجاب المستدام برائع قوله الاسر ولكن اسمح لي ان اعود اليك بعد قليل. الجزائري: انت متفضل يسعد الطارف والتليد من الثقافة والادب ان تعلو اصواتكم العذبة فيه بعطاءها الكريم مرفرفاً بأحد هذه الهواتف الاول 22013762 22013768والثاني 22013848 والثالث ورمزنا الهاتفي هو 009821 ولكم اعذب التحيات والشكر الجزيل من الطارف والتليد.
*******
المحاور: نعم التحية تتجدد من طارفنا وتليدنا اليكم مستمعينا الاكارم وموضوع حلقتنا لهذا اليوم وكنتم معنا خلال هذه الفترة، موضوع حلقتنا لهذا اليوم هو شاعر ايران الكبير، شاعر العرفان، لسان الغيب حافظ الشيرازي وطبعاً هذه الحلقة الثانية وربما الاخيرة في هذا الموضوع، نستضيف كالمعتاد الاستاذ بشير الجزائري في الاستوديو وبحثنا معه بعض الشيء، لنعود استاذ بشير الى السؤال الاول الذي لم يكتمل جوابه، تكلمنا شيئاً عن عصر حافظ الشيرازي وان العصر هو الذي صنع حافظ الشيرازي وتفضلت ان هناك موهبة الهية صنعت حافظ من دون غيره، لنكمل الجواب الجزائري: اكرمك الله، نحن نعلم كل العلم ان معرفة كل انسان منا ليست هي من ذاته انما هي من لطف ربه تبارك وتعالى الذي يقول "هو الذي اخرجكم من بطون امهاتكم لاتعلمون شيئاً" اذن هذا اللطف الالهي هو الذي جعل هذا الرجل قد تغذى اللطف في فكره وفعله وسقاه الحكمة التي ارتفع بها فيما انخفض غيره فسما تذكره ياسيدي ورق تعبيره لذلك كان تصويره لذ لجميع الذين كانوا معه ولجميع اولئك الذين لحقوا به ومنهم نحن هؤلاء الذين نتحدث به الان وبعضنا ينكر ان يكون الرجل في غاية الصلاح بما نوكد انه كان عبداً صالحاً من عباد الله الطيبين الذين ارادوا ان يوصلوا الحقيقة للناس بصورة جميلة زاهية حتى تأخذ مكانتها من قلوبهم، حتى تستولي على تلك القلوب ببهاءها وجمالها اللذين لابد منهما حتى تثبت نيرة بينة لكل من بلغته منهم، على كل حال ... المحاور: استاذ بشير لو سمحت لي لدينا اتصال هاتفي، معنا مستمع كريم، معنا الاخ علي المولى من لبنان، السلام عليك الاخ علي علي: السلام عليك اخي العزيز وعلى ضيفك الكريم المحاور: حياك الله اهلاً وسهلاً الجزائري: عليكم السلام ورحمة الله علي: حياكم الله آجركم الله وثبتنا واياكم على دين محمد وولاية علي المحاور: الجميع ان شاء الله الجزائري: سلام الله عليهما علي: اخوتي قبل ان اطرح سؤال اود ان اعبر عن افتخارنا بهذه الثقافة العريقة والجميلة التي انعم الله بها علينا جميعاً، بهذه الثقافة الايرانية التي تجلت بالشعراء والكتاب الكرام الاحياء منهم والاموات رحمة الله عليهم، سؤالنا اخي الكريم، ما الربيع والروضة والطائر الشادي في شعر حافظ الشيرازي؟ المحاور: شكراً جزيلاً طبعاً هذه مصطلحات جداً مهمة في شعر حافظ الشيرازي، اشكرك استاذ علي المولى من لبنان على هذه الدقة، استاذ بشير الربيع والروضة والطائر الشادي وسائر المصطلحات التي لربما اختص بها حافظ الشيرازي؟ الجزائري: اكرمك الله، لا الحقيقة هو ربما زاد بها على غيره من اخوانه الذين كانوا يميلون الى العرفان والتصوف ولكن لنبين معنى هذه التي وردت في سؤال الحبيب علي المولى حفظه الله ورعاه وكل اخوتنا في لبنان وفي سائر الارض الطيبة، ارض الله المسلمة وغير المسلمة، الربيع عند حافظ الشيرازي هو ربيع الابرار اولئك الذين آتاهم الله الدرجات العلا عنده في رحمته ورأفته والخميلة او الروضة عنده ايضاً هي روضة الصلحاء والاخيار يعني ربما هي ادنى من تلك الاولى والطائر الشادي او البلبل الولهان هو ياسيدي السنة المسبحين اطراف الليل والنهار لربهم يعني هو اراد ان يشير الى اولئك الذين من الله سبحانه وتعالى عليهم بأن آتاهم ان يكونوا له وحده سبحانه وتعالى لالغيره، لا لأنفسهم ولالبيئتهم ولالشيء اخر انما لربهم عزوجل وهذه منحة في غاية العظمة، نتمنى ان ننال شيئاً منها، نتمنى لكل اخوتنا المستمعين ان ينالوا شيئاً منها، لااقل في ساعات الفراغ وفي القليل من الفراغ ولو، ان يذكر العبد ربه سبحانه وتعالى بتسبيحه وبتحميده بتمجيده وهو في طريقه وهو في غرفته قاعد من غير ان يقرأ، من غير يستمتع بالتلفزة وسواها فيذكر ربه سبحانه وتعالى ليذكره الله سبحانه وتعالى في ضراءه مثلما يذكره هو في سراءه. المحاور: وطبعاً هذا ترميز استاذ بشير او الرمزية في شعر حافظ وهي لربما تكون في مستوى عالي ومتعددة الجوانب، كثيرة المصطلحات التي ترمز خاصة لأنها لغة عرفان يعني لربما الشراب يرمز الى شيء، الشيب، مصطلحات كثيرة طبعاً يعني انت توافقني على ان هذه رمزية؟ الجزائري: يقيناً هو كل ما ورد في شعر حافظ كان رمزاً وكان غير حقيقة لمظهر الكلمة الا ان كما قلت لك في اول الحديث الذين نظروا في شعر حافظ كانوا فئات، فئة منهم كانت تراه يسمي الاشياء بمعانيها الحقيقية يعني بما ظهر لنا، الخمر هي الخمر والتغزل بالفتى وليس طبعاً بالفارسية من العسير جداً انك تعرف ان المقصود هو انثى او ذكر لأن الضمير المستعمل هو المحاور: التأنيث والتذكير غير موجود الجزائري: احسنت هو ضمير واحد ليس فيه تذكير ولا تأنيث المحاور: وهذا ايضاً يضفي شاعرية للشعر في بعض الاحيان الجزائري: هكذا، هكذا يقال، على كل حال ومن ها هنا ابتلي الرجل بالاتهام والنفوس بقدر ما تتسع تنصف وترحم وبقدر ما تضيق تظلم وتفخر فأولئك الذين زكت نفوسهم كانوا يرون الرجل عارفاً كريماً وانه لايقصد هذه المعاني المحسوسة المادية التي بين ايدي الناس وانما هو يرمي الى ماهو وراء الافق ولذلك سموه اولئك الذين انصفوه لسان الغيب وترجمان الاسرار، على كل حال وبين هؤلاء وهؤلاء الفئة الثالثة وهي فئة طيبة جداً تقول ربما يكون قد استعمل المادية وسيلة لبلوغه المعنوي المحاور: استاذ بشير انت اعرف مني، التلميح والاستعارة والاشارة في ديوان حافظ لها يعني باع طويل الجزائري: والله عند كل الشعراء لو انصف الناس انا لااميل ان يكون الكلام دائماً معبراً عن حقيقة نفس الانسان يعني الاشياء التي نسمعها ليست بالضرورة بمعانيها الثابتة في اذهاننا انما ربما كانت لمعاني بعيدة جداً جداً عن خواطرنا، لم تمر ببالنا ولكن متى نعرف ذلك عندما تتسع آفاقنا بلطف الله تبارك وتعالى وعندما ايضاً، لو سمحت لي هذه الجملة الاخيرة، عندما تمتد ايدينا الى الكتب، عندما نتأمل الكتب او نقرأ بمعنى " اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ " لا ان نقرأ هذه الجريدة او تلك الجريدة او هذه المجلة وتلك المجلة المحاور: نعم شكراً استاذ بشير وشكراً لكم مستمعينا الكرام، كونوا معنا سنواصل الحديث في هذه الدقائق المتبقية من برنامج الطارف والتليد حول حافظ الشيرازي يسعد الطارف والتليد ان تسطع اصواتكم فيه من الخامسة والربع حتى السادسة اصيل الثلاثاء وهو معاد لكم عند الثامنة والربع من صباح الخميس مشفوعاً بكمال شكرنا واحترامنا بألطافكم الدائمة الطارف والتليد
*******
المحاور: نعم مستمعينا الكرام هذه تحية اخرى لكم من الطارف والتليد ونحن على اعتاب حافظ الشيرازي، لدينا اتصال هاتفي، معنا الاخت عذراء الموسوي من العراق فأهلاً وسهلاً بك الاخت عذراء عذراء: سلام عليكم اخ فرزدق المحاور: عليكم السلام ورحمة الله عذراء: تحياتي لك وللاستاذ بشير ولكل الكادر والمستمعين ومشكورين على هذه البرامج الشيقة المحاور: ولكم الشكر ايضاً عذراء: الله يخليكم، طبعاً حقيقة ذلك الكلام الجميل الذي من خلاله نتذوق طعم الحياة وانا اوجه سؤالي للاستاذ بشير الجزائري المحاور: تفضلي عذراء: سؤالي يقول حبذا مثال او اكثر من مثال من قصار الغزل المترجم في ديوان حافظ الشيرازي؟ مع تحياتي لكم والى اللقاء المحاور: شكراً جزيلاً لك الاخت عذراء الموسوي من العراق وطبعاً هذا شيء لطيف استاذ بشير لحبذا امثلة من قصار الغزل المترجم، طبعاً ان اسعفنا الوقت الجزائري: انا بين يديك ويدي السيدة الكريمة التي تأتينا دائماً بذوقها الرفيع وبسؤالها الكريم الذي يدلنا على معاني ربما نغفل عنها، حرمنا ان نقول شيئاً من غزله في بداية البرنامج في سؤالك الكريم كان قد ولينا سائل كريم ايضاً وحجبنا عن ذلك، هو في احدى غزلياته يقول: مضى قلبي على حال وعنه الان لايرجع بحب الغانيات البيض لن يهدأ ولن يقنع بربي منك لاتنصح فتلك الكأس والصهبا حديثي فيهما دوماً فزدني منهما اسمع، طبعاً اولئك الذين ينقدون على حافظ مثل هذه الاقوال ويرونها تعابير بالغة الخطورة مبتعدة به عن دينه، عن استقامته، عن الحق الذي ندبنا الله سبحانه وتعالى اليه ساعة يقرأون مثل هذا الشعر لابد ان يقولون هذه هي ادلتنا لأنها صريحة في انها خمر، في انها كأس وفي انها وفي انها، كما هو جاري فيما مضى من البيتين المحاور: طبعاً هم لايفهموا هذا الترميز الذي تكلمنا عنه الجزائري: احسنت، يقول: وياساقي الا اقبل وناولني ولاتمهل بها قل لونها ورد كضوء الخد اذ يسطع، انظر جمال في اللفظ ورقة في المعنى وحياة تسري والله في الكلمات يعني انا لااقرأ كلمات على السطور ولااسمع كلمات المحاور: بل هناك ظلال كما تفضلت للكلمة الجزائري: احسنت، وانما اجد احياءاً يفعلون ويفكرون ويسيرون وينعشون وينتعشون ايضاً المحاور: كضوء الخد مثلاً على سبيل المثال في هذا الشكر هي الانوار الهية بالطبع الجزائري: بلاريب، وكأس الخمر هل احسو على سر بلا جهر فيا بؤساً اذا اودت بنا نار الرياء اجمعا، هنا عاد بك من ذاك الايغال الكريم جداً في الخيال الى هذا الظهور الساطع جداً في الحياة التي انت فيها، الى الرياء الذي كان حافظ يشكوه ويتألم منه ويتبرم به ويتمنى للناس ان يخرجوا من ظلماته الى نور الاستقامة على الحق والبعد عن الباطل، هذا مثال يسير جداً قدمته للاخت او هو يقول ايامنا الدواني خرافة الاماني الغم فيها قربى من الحبيب دارا، في روضة غنت لنا عنادل اشجتني هات الصبوح هيا يا ايها السكارى فالخمر ان اسموها ام الخبائث طراً اشهى لنا واحلى من قبلة العذارى، وانت تدري البقية الباقية عليها وانا معتذر لضيق الوقت واسلم على السائلة الكريمة وعلى كل احبتنا الذين تفضلوا بالاصغاء الينا مشكورين. المحاور: وشكراً ايضاً لك استاذ بشير، الحديث طبعاً عن امثال حافظ الشيرازي ليس له نهاية الجزائري: شكراً لأحسانك المحاور: اشكرك جزيل الشكر ونشكركم مستمعينا الكرام لهذا التواصل الطيب من حضراتكم، تكلمنا في هذه الحلقة والتي مضت عن حافظ الشيرازي وقبلها طبعاً تكلمنا عن الشاعر، عن احد كبار شعراء الغزل في ايران وهو سعدي الشيرازي وان شاء الله في الحلقة القادمة سنواصل الحديث عن الغزل في الشعر الفارسي ذاتاً، نأمل ان تكونوا معنا في تلك الحلقة كما كنتم معنا في هذه الحلقات، نشكر لكم مرة اخرى حسن متابعتكم واصغائكم لنا، هذه تحية طيبة من الطارف والتليد والى اللقاء.
*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة