البث المباشر

الطارف والتليد - 23/11/2010

السبت 18 ديسمبر 2010 - 10:13 بتوقيت طهران

الطارف والتليد الحلقة 66 برنامج 2/9/89
المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم نحمد ونستعين به ونصلي ونسلم على حبيبه المصطفى واله الطاهرين ونلج الطارف والتليد بهداهم السديد الرشيد واول قولنا خيره واطيبه سلام عليكم ورحمة الله واهلاً بكم بباب حافظ الشيرازي شاعر الفارسية الذي لم يسبقد احد في الغزل ولا لحقه فيه احد ولذا استأثر شعره بأقبال العامة والخاصة عليه وتقديمه على ما عداه من متقدم ومتأخر. ويطيبلي انا فرزدق الاسدي مقدم هذا اللقاء ان ارفع لمستمعينا الاعزاء تحيات محبيهم زملائي الكرام في تقديم ما تستمعون اليه وتتحدثون فيه الان من الطارف والتليد وهم: مخرج هذا العطاء المشترك الاخ كاظم صادق مهندس الصوت الاخ امير زاهدي ومتلقية مشاركاتكم الكريمة الاخت علياء صالح نرحب بكم ثانية مستمعينا الاكارم وانتم في رحاب الطارف والتليد الذي يأتيكم من اذاعة طهران، الساعة الان الخامسة وخمس وعشرين دقيقة بتوقيت طهران، نحن بأنتظار اتصالاتكم ومشاركاتكم حول موضوعنا لهذا اليوم وهو علم كبير من اعلام الادب الفارسي ألا وهو حافظ الشيرازي، في بادئ الامر ارحب واحيي الاخ الكريم استاذي بشير الجزائري في هذه الندوة الجزائري: حياك الله واكرمك وزادك لطفاً وشرفاً ومزيداً ان شاء الله المحاور: واليك ايضاً استاذي الكريم، استاذ بشير ياحبذا لو نبدأ بنفس حافظ الشيرازي، من هو حافظ الشيرازي الذي نقف ببابه في هذه الساعة مسرورين الجزائري: سلام الله عليه اولاً وآخراً، حافظ الشيرازي ذلك الرجل الذي لقب هذا اللقب الجميل جداً شمس الدين هو محمد بن بهاء الدين التاجر الاصفهاني الذي هجر اصفهان المحاور: ابوه تقصد الجزائري: اي نعم، التاجر الاصفهاني الذي هجر اصفهان وقصد شيراز واقام فيها وتزوج وانجب ثلاثة من الابناء الكرام كان اصغرهم شمس الدين اي محمد، هذا الذي يسميه الناس حافظاً الشيرازي، سلام الله على حافظ في اول عمره الذي كان قد بدأ سنة 726 المحاور: القرن الثامن الجزائري: نعم يعني قد خرج من الربع الاول من القرن الثامن المحاور: يعني هو معروف انه من شعراء القرن الثامن الجزائري: رحم الله والديك، احسنت بل شاعر ايران اولاً وآخراً، على كل حال لم يلبث ابوه ان فارق هذه الدنيا الى رحمة الله تبارك وتعالى ولمكانة ابيه عند الناس سلمته امه الى وجهاء شيراز وعلماءها كي يعتنوا بتعليمه وتربيته ولكنه ضاق بهم ذرعاً، لم يتحملهم ففر منهم صغيراً وعمل لدى خباز وكان يعمل طوال الليل المحاور: لكي يدرس في النهار الجزائري: احسنت، حتى ينصرف الى الدرس في النهار والى درس القرآن على وجه الخصوص وحفظ القرآن ولما يزل صبياً ومن ها هنا لقب حافظاً فأذن حافظ ليس اسمه، لم يكن اسمه حافظاً المحاور: هو محمد شمس الدين الجزائري: وانما محمد ولقبه شمس الدين، اكرمك الله، لو طلب اليك ان تكنيه بأبن بماذا تكنيه؟ المحاور: والله يعني حافظ يصعب التكنية والتسمية واي شيء اخر الجزائري: طيب ولاسيما اذا كان اسمه محمد، على كل حال هذا الرجل كان هذه بداية عمله في هذه الحياة المريرة، تعلم ايضاً هو شيئاً من العلوم الدينية يعني الحديث والتفسير اللذان هما اهم العلوم عند المسلمين في تلك الايام وتعلم الشعر العربي والفارسي، طبيعة الشعراء الايرانيين حتى اليوم العناية بالشعر العربي وكثيراً ما تجد كبار الشعراء الايرانيين يسألونك اول مايسألونك عن امرء القيس والمتنبي وتجدهم يحفظون كثيراً من شعرهما ويفسرون ذلك المحفوظ لديهم المحاور: استاذ بشير بين كلامك يعني لديه ملمعات كثيرة ربما سوف نصل اليها في هذه الحلقة الجزائري: ربما ربما المحاور: ولكن اسمح لنا بفاصل قصير لنعود بعدها الى المستمعين الجزائري: تفضل يسعد الطارف والتليد من الثقافة والادب ان تعلو اصواتكم العذبة فيه بعطاءها الكريم مرفرفاً بأحد هذه الهواتف الاول 22013726 الثاني 22013768 الثالث 22013848 ورمزنا الهاتفي 009821 ولكم اعذب التحيات والشكر الجزيل من الطارف والتليد
*******
المحاور: نعم مستمعينا الكرام الخطوط مفتوحة لكم لكي تشاركونا في هذا العطاء الزاخر ان شاء الله حول حافظ الشيرازي، لدينا مشاركات، مشاركات طبعاً مسجلة من مستمعينا الاكارم، نستمع اليها لنعود الى الاستاذ بشير الجزائري لنحاوره اكثر عن حافظ الشيرازي، نسامع الى آراء الاخ سينا بروانة من ايران والاخت علياء النجار من سوريا سينا: شمس الدين محمد حافظ الملقب بخواجة حافظ الشيرازي الشهير بلسان الغيب من اشهر الشعراء الايرانيين ونجم ساطع في سماء العلم والادب في ايران، لاتتواصل معلومات لدينا دقيقة عنه وخاصة عن ولادته الا ان الادلة تشير الى انه ولد في حدود عام 726 في مدينة شيراز، منذ طفولته اتجه الى الكتاب والمدرسة وفي مطلع شبابه تعلم الشيرازي كافة العلوم الدينية والادبية الموجودة في زمانه وصار من المشاهير في مجال العلم والادب في مدينته فكان في هذه المرحلة من حياته يحفظ القرآن الكريم بمختلف القراءات ولذلك اطلق على نفسه لقب حافظ، امضى حافظ معظم حياته في شيراز ونال شهرة واسعة، يشتهر حافظ بالشعر الغزلي والعرفاني ويتسم شعره بذروة الفصاحة والبلاغة والملاحة وعبر من خلال شعره عن كافة مكنونات قلبه من العشق للحقيقة والوحدة والوصل بين الارواح كما عبر عن غضبه ونفوره من الفرقة والنفاق والرياء، استعمل في اشعاره كلمات وتعابير خاصة بين من خلالها ما يقصده من المفاهيم فكان اسلوبه مبتكراً فريداً من نوعه وتعتبر قصائده قمة الابداع في الادب الفارسي. سينا بروانة من ايران محافظة طهران
*******
علياء: احيي الاستاذ بشير الجزائري على موسوعته الادبية الرائعة التي يقدمها لنا كل ثلاثاء، اقول ان حافظ صديق الايرانيين خاصة ومن يفتن الى شعره عامة فهو مازال الى الان في شوارع طهران واصفهان يصاحب الاجيال من جيل الى جيل حيث تقصده القلوب الحائرة الباحثة عن الطمأنينة، معلوماتي اليوم عن حافظ الشيرازي هذه الشخصية العظيمة هي معلومات ربما تكون معروفة لكنه ولد شمس الدين محمد في 1325 ميلادي يعني ما يوافقه 726 هجري قمري في شيراز، هو كان يحفظ القرآن ولذلك سمي بحافظ، توفي في 1391، اشعاره بحث عنها الاديب الالماني غوته الى ان وجدها للغرابة والصدفة في 1814 ، طبعاً لقب حافظ بترجمان الاسرار او لسان الغيب وقد كان يعرف بالتقوى والصلاح والعرفان والصلة بالله عزوجل، كان ينشد قصائده الجميلة ومن بين ماوقعت تحت يدي وترجم الى العربية يقول: ماذا لو سقط ظل المعشوق على العاشق فنحن بحاجة اليه وهو مشتاق الينا، طبعاً هو في هذا البيت يعلق على قول الغزالي الذي يقول: طار شوق الاباري الى لقاء الله وان الله الى لقاءهم اشد شوقاً، بعد كل هذا الشعر العرفاني الجميل لحافظ استحق الكأس ااتي يقولون عنها الكأس التمجيدية وهو فعلاً شاعر بحق وبكل معنى الكلمة. تحية الى الجميع وشكراً لكم، علياء النجار من سوريا
*******
المحاور: وايضاً تحية منا الى علياء النجار من سوريا والى سينا بروانة من ايران، استاذ بشير طبعاً جوابك لم يكتمل رغم ان الاخت علياء والاخ سينا قالوا بعض الشيء عن حياته ولكن تفضل بتكملة الجواب لكي نلج في غمار ان شاء موضوع آخر حول حافظ الشيرازي الجزائري: اعزك الله، اعزك الله الرجل وهو فتى في مطلع عمره كان ذا قريحة وقادة جداً وعقلاً ثاقباً جداً في هذه الحياة فكان يبحث عن نفسه لوجدانها للحصول عليها، كما تقدم تعلم التفسير والحديث سريعاً، تعلم الشعر العربي والشعر الفارسي وهو صبي وكان قد سمع ان شاعراً بزازاً قريباً من محل عمله فكان يتجه اليه كلما سنحت له الفرصة، يسمع منه ويسمعه ما كان قد نظمه المحاور: انشده الجزائري: الرجل يستخف به ويستهزأ يعني لايعجبه ذلك الذي يسمعه منه ويبدو ان ذلك الرجل لم يكن حسن الذوق ولم يكن ذا طبع كريم جداً ولذلك كان يهزأ به ويسخر منه المحاور: ولكن هذا طبيعي استاذ بشير لكل استاذ وتلميذه لكي يرتقي بمستواه الجزائري: لا هو لم يكن استاذه انما كان هو المحاور: وخاصة ان حافظ كان في شبابه الجزائري: كان جاره وكان هذا صبياً لطيفاً يقدم عليه حتى يتعلم منه، حتى يقبس منه، انت لو مر بك فتى مهما كان من العمر وقرأ عليك شعراً لاتقول له شعرك غير جيد المحاور: لاافقهه طبعاً الجزائري: انت لاتفقه الشعر، من انت والشعر، هذه الكلمات النابية لاتليق بأحد، على كل حال فكسر نفسه وآذاه ايما ايذاء فأنكفأ من جانب وكان في تلك المرحلة كما يروي الرواة عنه صدقوا او كذبوا هم المسؤولون عن مثلما رووا، كان في ذلك الوقت قد تعلق فتاة اسمها شاخة نبات المحاور: معروفة هذه الجزائري: اسم فارسي، بتعلقه هذا البنت لم تكن قد التفتت اليه فتضاعف الكسر النفسي ثانية
*******
المحاور: استاذ بشير قبل ان نتطرق الى شاخة نبات اسمح لي ان نذهب الى اتصال هاتفي، الاخ وسام من العراق، السلام عليك الاخ وسام وسام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته المحاور: وعليك السلام وسام: تحياتي وسلامي الى الاستاذ بشير الجزائري الجزائري: حياك الله ورعاك واكرمك وسام: الله يسلمكم، لو بالامكان لدي سؤالين حول الشاعر المحاور: تفضل عزيز وسام: شكراً جزيلاً، لم لقب الشاعر محمد شمس الدين الشيرازي بعدة القاب فمنها حافظ ولسان الغيب وترجمان الاسرار فلماذا هذه الالقاب هل هناك سر وراء هذه الالقاب؟ المحاور: نعم الجزائري: اكرمك الله، اكرمك الله وسام: اما السؤال الثاني هو ماهي الاغراض التي تطرق لها الشاعر شمس الدين محمد حافظ الشيرازي؟ المحاور: احسنت احسنت الاخ وسام من العراق، اشكرك على سؤاليك، استاذ بشير بودك ان نجيب على الاسئلة الان ام تكمل؟ الجزائري: كما تحب المحاور: طبعاً تفضلت بعض الشيء عن تلقيبه بحافظ الشيرازي، عن لسان الغيب، ترجمان الاسرار اذا عندك شيء اخر الجزائري: اكرمك الله، اكرمك الله، هو الرجل كان قد شاع شعره بين الناس ولذه الناس ايما ملذة وكان غريباً عليهم في رونقه وجماله وبهاءه فتأثروا به كثيراً وكانوا يرونه معجزة من المعجزات فيظهر من بعض التواريخ ان لقب لسان الغيب او سواه من الالقاب المحاور: ترجمان الاسرار الجزائري: احسنت او اي لقب من القابه الاخرى كان قد سمعه في حياته هو ولكن الثابت ان الشاعر الكبير جداً والعالم الفقيه عبد الرحمن جامي الذي جاء في القرن اللاحق للقرن الذي كان فيه حافظ الشيرازي هو الذي حفظ عليه هذه الالقاب يعني سماه لسان الغيب بالدرجة الاولى في كتابين من كتبه رحمه الله، على كل حال هذا اذن السبب الذي كان قد لقب به حافظ لسان الغيب وحافظ الاسرار مثل ما يقولون او سر الاسرار كما يقولون، على كل حال ذكره عبد الرحمن في كتابه نفحات الانس وبهارستان وتستطيع ان تقول عنه روض الربيع اذا شئت ان تترجمه ترجمة ادبية او تقول ارض الربيع او مكان الربيع الترجمة غير ادبية، على كل حال هذا واحد السؤال الثاني المحاور: السؤال الثاني هو الاغراض التي تطرق اليها حافظ في شعره الجزائري: الحقيقة حافظ الشيرازي لم يتناول من الاعراض الشعرية الا غرضاً واحداً هذا الذي عرف به وشاع عند الناس واكرموه ايما اكرام بهذا الذي تناوله وهو الغزل الرقيق، الغزل الذي تستطيع ان تسميه الغزل العرفاني او الغزل الفلسفي لأنه كان عميق الفكرة، لم يتناول اي شيء من الاغراض الاخرى لكن هذا الغزل كان جامعاً مانعاً للنقد الرائع جداً لأولئك المرائين والمنافقين والمخادعين، كان ينقد المجتمع نقداً بليغاً جداً لكن في اطار الحديث مع الله سبحانه وتعالى والدعوة اليه. المحاور: نعم استاذ بشير طبعاً حافظ الشيرازي وسعدي الشيرازي كلاهما معروفين بالغزل ولكن بم امتاز حافظ الشيرازي يعني من شعراء عصره ومن جميع المتغزلين بالفارسية؟ الجزائري: رحم الله والديك، حافظ الشيرازي جاء بعد سعدي بمئة عام تقريباً او اقل من هذا المحاور: طبعاً طبعاً الجزائري: يعني كان سعدي قد توفي سنة 691 وحافظ توفي سبحان الله كما تقول التواريخ سنة 791 ، هذه المسافة بينهما فرقت بينهما على انهما علما هذا الغزل الايراني الكريم يعني الجميل، حافظ يتكلم بلغة عرفانية تصل النفس بخالقها سبحانه وتعالى وتعود بها الى رحابه وتعلمها كيف تعود وتعلمها كيف تزكي ذاتها، قريبة من بارئها سبحانه وتعالى الذي ينظر اليها ليل نهار ويراها ولاتراه اما سعدي فقد كان يتحدث بالغزل بألوان مختلفة منها هذا الجانب، منها وصل هذه النفس بربها سبحانه وتعالى ووصلها بذاتها ايضاً ووصلها بمجتمعها فسعدي مساحته اكبر في النظر الى النفس الانسانية ومخاطبتها في غزله الذي كان رقيقاً جداً وسهلاً عذباً ايسر من غزل حافظ، غزل حافظ كان غزلاً بليغاً متسماً بالصنعة البيانية غير المتكلفة يعني صنعة عفوية، في نفس الوقت كان ذا تشبيه وتمثيل رفيع جداً يعني ليس سهلاً على كل انسان ان يعرف المقاصد الاساسية لحافظ لذلك اختلف الناس في تفسيره المحاور: هو طبعاً عنده المجاز والاستعارة استاذ بشير جداً معروفة ولربما من تميز بها في اللغة الفارسية في الشعر الفارسي الكلاسيكي الجزائري: احسنت، انت بحكم علاقتك بالفارسية ثقتك بالمعاني الجميلة التي كان قد توسل اليها وجعلها تشرق في عيون الناس وقلوبهم اكبر مني ومن غيري المحاور: اشكرك استاذ الجزائري: حقيقة، الرجل كان بليغاً جداً في كل ما تناول بحكم الصنعة ولذلك كما قلت لك اختلف الناس في تفسير غزله فئات عدة، منهم من ذهبوا الى ان غزله انما هو هذا الغزل المحسوس المتعارف بين جميع الشعراء الذين ينتسبون الى الله والذين لاينتسبون الى الله، اولئك الذين يخشون الله والذين لايهمهم الى اي جهة نسبوا ومنهم من يرى لا، هو شعر عجيب بليغ يوهم الناس هذين الوهمين فمن كانت نفسه طيبة فسره بأنه شعر منتمي الى السماء ومن كانت نفسه دانية فسره بأنه شعر او غزل ينتمي الى الارض والتراب، على كل حال فأنت ترى هنا ثلاثة فئات اختلفت في تفسير شعره الجميل علماً بأنه يبقى عند هذه الفئات الثلاث جميلاً وراقياً جداً. المحاور: اشكرك استاذ بشير لنذهب الى فاصل قصير لنعاود الحديث عن حافظ الشيرازي
*******
المحاور: انتم مع الطارف والتليد والذي يأتيكم من اذاعة طهران، نشكركم لحسن متابعتكم وحسن اصغائكم، معنا مستمع كريم يريد ان يتكلم او لديه مداخلة او سؤال حول حافظ الشيرازي الا وهو الاخ فاضل المغسل من السعودية، السلام عليك الاخ فاضل فاضل: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته استاذي العزيز المحاور: حياك الله فاضل: احييك واحيي استاذي الاستاذ بشير الذي حقيقة اتلذذ بسماع صوته في كل مرة، الطارف والتليد منذ زمن بعيد لم استمع له بسبب الحج وظروف الحج المحاور: تقبل الله حجكم ان شاء الله فاضل: تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال، بودي ان اقول للاستاذ بشير الجزائري هذا الاستاذ الذي يتحفنا بتلك اللغة الجميلة وهي مرآة لكل الادب سواء الفارسي او العربي، اقول له هذا السؤال، قبل ان اسأل السؤال اقول له هل توافقني ان للشعر اماكن سجود كما ان للقرآن الكريم اماكن سجود؟ وسؤالي الاخر انه كيف انتشر استاذي العزيز بشير الجزائري شعر حافظ الشيرازي حتى تعلقه الناس وحفظوه في كل الازمنة ودخل ديوانه كل البيوت ويوجد في جميع المكتبات وللاسف ما خلا مكتبتي، ماعدا مكتبتي تفتقد الى هذا الديوان، الحمد لله انا عندي جهاز كمبيوتر والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته المحاور: اشكرك الاخ فاضل المغسل على السؤالين اللطيفين جداً، استاذ بشير هل للشعر اماكن للسجود؟ الجزائري: والله انا احييه تحية طيبة المحاور: سؤال جداً لطيف وشاعري الجزائري: اقول له حج مبرور وسعي مشكور وعود للبيت المعمور كما الف هو بلطف الله، اسأل الله له خير الدنيا والاخرة، الواقع انا في هذا مخالف ولااكاد اخالف حبيبي وسيدي ابا علي فاضلاً في شأن من الشؤون الا في مثل هذا، هو يكرم الشعر لأنه شاعر وربما انا اخالفه في انه لاسجود للشعر لأنني لست بشاعر، على كل حال انا احييه واقول انما انتشر شعر حافظ ببراعة حافظ، بلطفه ورقة طبعه، هو كان لطيف جداً قريباً من نفوس الناس وكان يحسن اداء شعره فكان الناس يتلطفون في ان يكونوا قريبين من سماعه، في نفس الوقت هو كان قد فرضت عليه الحياة القاسية ان يكون معلماً رحم الله المعلمين ومنهم المدرس الكريم الاخ فاضل المغسل نفسه، هذا التعليم كان في زمانه تعليماً مراً اذ ما كاد يصل به الى رغيف الخبز الذي كان يتوخى ان يناله براحة بال، على كل حال اذا كان علم تلاميذه الكشاف للزمخشري لأنه كان مفسراً للقرآن الكريم وكان يعلمهم ايضاً المصباح للمطرزي في النحو مثلما يعلمهم مفتاح العلوم للسكاكي في مختلف العلوم هكذا بعد ان يقدم لهم هذه العلوم الاساسية عندهم كان يلتفت الى قصيدة او قصيدتين من روائع شعره يقرأها عليهم متلذذاً بها فيلذوها هم انفسهم، ساعة يلتذونها ينشرونها بين الناس بمثل هذه الطريقة صار شعره على كل لسان وبلغ كل قلب وبيت. المحاور: استاذ بشير يعني مادمنا في هذا البحث برأيك فيما يختلف او يأتلف الغزل العربي والفارسي؟ الجزائري: والله لااكاد اذا كان في هذا الزمان لايكادان يختلفان، الان صار لدينا في الشعر العربي غزل عربي طلق المحاور: ماذا تقصد بالطلق؟ الجزائري: يعني انه لم يكن مطلعاً لقصيدة او بداية لقصيدة، كان الشعراء العرب يبدأون قصائدهم كما تعرف خاصة في الجاهلية بالشوق، بيت او بيتين من الشوق، بوقوف على اطلال من يحبون او على ديارهم، بتذكرهم الى اخره المحاور: البنيوية للقصيدة العربية الجزائري: احسنت، القديمة حتى في صدر الاسلام الى زمن قريب جداً، القصيدة العربية هذا شأنها واذ تأثرت بها شقيقتها القصيدة الفارسية الناشئة عنها، المتأثرة بها فكانت صورة اخرى لها، ايضاً كان الشعراء الفرس ينظمون بهذا النحو ايضاً يقفون على الاطلال وايضاً ينادون احبتهم المحاور: ولكن ما استمرت كثيراً هذه الوتيرة الجزائري: يعني استمرت الى القرن الخامس الهجري، الى القرن الخامس الهجري بدأ الشعر الفارسي يأخذ منحى جديداً هو ان تستقل القصيدة، قصيدة الغزل نوعاً ما في بداية القصيدة التي هي ذات غرض اذا كان الغرض مدحاً او رثاءاً او وصفاً، تلاحظ؟ فتأخذ مثلاً ثلاثة ابيات كاملة كلها غزلاً المحاور: وطبعاً العصر الذهبي للغزل الفارسي يبدأ من هناك الى ان يبلغ ذروته في حافظ الجزائري: احسنت حتى اذا بدأ القرن السادس كانوا قد انتقلوا الى القصيدة المستقلة تمام الاستقلال عن القصيدة ذات الغرض يعني عن قصيدة المدح والوصف والرثاء والهجاء والخ لكنهم حددوها تحديداً، حددوها بسبعة ابيات في الاقل ومنهم من ذهب الى ستة ابيات اول ما بدأت، من سبعة ابيات في الاقل والى خمسة عشر بيتاً في الاكثر وبمرور الزمان اصبحت تبدأ بخمسة عشر بيتاً ولاتزيد عن عشرين بيتاً او لاتزيد عن خمسة وعشرين بيتاً وهكذا والدنيا في حال تغير وتغيير. المحاور: نعم شكراً جزيلاً استاذ بشير، مستمعينا الكرام كونوا معنا سنعود اليكم
*******
المحاور: مستمعينا الكرام نحييكم في هذه الدقائق المتبقية من برنامج الطارف والتليد ونشكر لكم حسن متابعتكم واستماعكم لنا وحسن مشاركاتكم ومنها الاخت امينة من البحرين التي هي الان معنا على الهاتف، السلام عليك اخت امينة امينة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته الاخ فرزدق والى ضيفك الكريم مصباح اذاعة طهران المحاور: حياك الله اهلاً بك، تفضلي ان كانت عندك مداخلة او سؤال امينة: سؤال ان شاء الله المحاور: تفضلي امينة: اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم وافضل الصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين محمد وال بيته الطيبين الطاهرين، سؤال الى الاخ ابو محمد الجزائري الجزائري: تفضلوا امينة: ما خصائص غزل حافظ الشيرازي؟ وشكراً جزيلاً لكم المحاور: جيد شكراً جزيلاً لك الاخت امينة من البحرين امينة: نسألكم الدعاء المحاور: حياك الله اهلاً وسهلاً بك، استاذ بشير ما هي خصائص غزل حافظ الشيرازي؟ الجزائري: والله قبلاً قد قلت اهم خصائصه روعة اداءه هو، قلت لك ان الرجل كان رقيق الطبع، لطيف المعشر فكان اذا تحدث حديثاً عاماً سالباً لقلوب من حوله فكيف به وهو يقرأ عليهم شعره الذي سهر هو في نظمه وتقديمه لتلك النفوس المخاطبة به، هذه الخصيصة الاولى الخصيصة الثانية جمال هذا الشعر في ذاته، شعره كان في غاية الرقة والعذوبة والسهولة والاحكام البنائي كما تقول انت البنيوي، كان شعره محكماً غاية الاحكام، قوياً اقوى من شعر السعدي الشيرازي، السعدي اقرب الى مخاطبة العامة بينما حافظ كان اقرب الى مخاطبة الخاصة واولئك الذين يتأملون ويتدبرون ويتبصرون ولذلك اختلفوا في تفسير شعره كما قلت لك، على كل حال هذه هي اهم خصائص شعره وانا شاكر لك وللسائلة الكريمة . المحاور: شكراً جزيلاً لك استاذ بشير ونشكر الاخت امينة على هذا السؤال، مستمعينا الكرام طبعاً نحن وقفنا على باب حافظ الشيرازي والكلام لم يكتمل حوله ان شاء الله سوف يكون للكلام تكملة في حلقتنا في الاسبوع القادم، نأمل ان ترافقونا في تلك الحلقة ايضاً، لكم منا خالص الدعاء والى اللقاء.
*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة