المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم وله الحمد على خلق الانسان وتعليمه البيان وسلام على محبي الطارف والتليد واهلاً بهم وبمستمعينا الكرام كافة لنقف وقفة خاطفة على اثر الرثاء الحسيني في الادب العربي وهو اثر يستحق التأمل لما يزخر به من جمال وجلال عسى ان نجتاز معالم كمالها بلطافة سمعكم وحصافة رأيكم ويطيب لي انا فرزدق الاسدي ان اشفع تحيتي لكم بتحيات زملائي في تقديم هذه الندوة لحضراتكم وهم: مهندس الصوت الاخ امير زاهدي ومستقبلة اصواتكم الكريمة الاخت علياء صالح ومخرج هذه اللفتة الثقافية الادبية الاخ كاظم صادق ولأعزاءنا القدامى والجدد ان يسعفونا بأذواقهم وآراءهم فيما يسمعون ايضاحاً له واكمالاً ان يتصلوا بنا بأحد هواتفنا الاتية، الاول 22013762 والثاني 22013768 والثالث 22013848 ورمزنا الهاتفي 009821 مستمعينا الاكارم لايختلف مؤرخو الادب ودارسوه في ان رثاء الحسين عليه السلام تدفق في روافد اغنة الادب العربي غنى كبيراً ببديع الاساليب ورفيع المعاني ولنا ان نعرف الينابيع التي انبجست منها هذه الروافد التي ولهت القلوب بحب الحسين عليه السلام واستمطرت الدموع حزناً عليه واستثارت العواطف شوقاً اليه وغضباً على قاتليه وذلك بمحادثة الاخ الجزائري فأهلاً وسهلاً به
الجزائري: بك اهلاً وسهلاً وحياك الله
المحاور: حياك الله استاذي بشير الجزائري
الجزائري: حفظك الله
المحاور: استاذي بشير طبعاً اعزيك ونفسي عن سيدنا الحسين عليه السلام وسؤالنا الاول هو من تدفق برأيك هذا الرثاء الحار لسيد الشهداء عليه السلام وقذف حبه في قلب المسلم وغيره؟
الجزائري: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وسلام على المرسلين وصلى الله على سيدنا ابي القاسم محمد واله الطيبين الطاهرين في الاولين والاخرين
المحاور: " اللهم صلي على محمد وال محمد الجزائري: سلام على الحسين وعلى اولاد الحسين واصحاب الحسين وهم الذين رسموا لهذا الدين منهج البقاء الانضى والاسنى في هذه الحياة الطيبة وجعل هذه القلوب تهفو اليهم، الى ذكرهم سلام الله عليهم. الواقع ان هذا الرثاء الذي سميته الرثاء الحسيني ويا لها من تسمية رفيعة جميلة جداً لأنه كان خاصاً بأبي الضيم، ابي الضيم، الامام الحسين عليه السلام وهو منقطع النظير، واقعاً نبع من عمق الولاء لسيدنا الحسين عليه السلام لسادتنا اهل البيت المطهرين سلام الله عليهم اجمعين لأنهم اهل بيت ومهبط الملائكة ومهفى القلوب، كل القلوب حتى القلوب التي لاتنتمي الى الاسلام تهفو اليهم لما هم عليه من السمو ومن اللطف بالناس اجمعين وكلنا يتذكر ان الحسين عليه السلام حتى في لحظاته الحرجة وهو يواجه ذلك الجيش الجبار الذي كان قد نسي كل معنى من معاني الاخلاق السامية، يواجهه بالموعظة والتذكير عسى ان يتوب الى نفسه ويرجع الى ربه سبحانه وتعالى فلا يبوء بالنار المؤججة لمن كان قد وقف في وجه الحسين عليه السلام، من ها هنا كان هذا الرثاء قد نبع وكان بالغ التأثير في النفوس لأنه كان صادقاً، اولئك الذين احبوا الحسين ما احبوه لمال ولا لجاه، اولئك الذين احبوا الحسين عليه السلام كانوا قلة قليلة ولنقل ندرة نادرة والنادر شبيه العدم فهؤلاء ساعة اقبلوا على الحسين كانوا واثقين ثقة الحسين انهم لاينالون دنيا يعني ليس هناك ملك، ليس هناك مال، ليس هناك رئاسة او جاه وانما هناك فناء في الله سبحان وتعالى، اقدام على ان يرتفعوا الى السماء. اولئك الذين جاءوا بعدهم والذين لم يوفقوا لأن يكونوا مع الحسين عليه السلام في المعركة الحاسمة، معركة الاباء والفداء والكرامة والسعادة، جاءوا فنظموا في الحسين هذا الرثاء فكانوا في غاية الصدق فيه والصدق كما ترى وكما تعلم يخرج من القلب ويبلغ اعماق القلب.
المحاور: نعم، طبعاً استاذ بشير يعني حرارة هذا الرثاء الحسيني ناجمة عن الايمان بأمامته وصدق المودة له عليه السلام وهذان العاملان هما اللذان منحا الرثاء الحسيني رونقه وغزارته المستفيضة التي ان شاء الله سنعود اليها بعد الفاصل
الجزائري: ان شاء الله
المحاور: نعم والان استاذ بشير نستأذنك والمستمعين الكرام ان نلج رحاب الرثاء الحسيني فنضيء القلوب بما يتيسر لنا منه على ما يروق لك استاذ بشير
الجزائري: اكرمك الله، هذا لطف منك، سيدي انا بودي ان امر بأولئك الذين ينتمون الى الحسين عليه السلام فمثلاً السيد الحبوبي
المحاور: السيد سعيد
الجزائري: محمود
المحاور: محمود؟ نعم
الجزائري: هذا السيد من النجفيين وانت تعلم ان النجف هي النبع الاول في كل الدنيا وهذا نقوله بفخر واعتزاز، هي منهل الشعر ومنهل الشعر الرفيع جداً يعني ليس الشعر العادي، الشعر الذي يمر على كثير من الرؤوس وعلى كثير من الالسنة لا، هذا شعر ينبع من القلوب ويبقى في القلوب، الشعر النجفي. انظر الى هذا اليسر وهذا الوضوح في هذا المعنى الجميل جداً لهذا السيد الكريم المتوفى سنة 1389 للهجرة:
شجون يقظ لها المضجع
وهم لها العين لاتهجع
وحزن تولاك يابن الوصي
لأمر هو الحادث الافضع
أتاك بأن خلافتكم تحلى
بها الالكع و الاكوع
يزيد الغرور، يزيد الفجور
يزيد الخمور ومايتبع
ثبت تأرقك الهاجسات
وما لك في دفعها مطمع
أيلعب بالحكم وغد
ولايد بالحسام له تصفع
انظر لهذا الجمال انه نثر لاشعر، يعني من سهولته ومن وضوحه ومن سناءه انه يتجلى لأقل الناس معرفة بالعربية وبالشعر، هذا طبعاً يمثل الموهبة الحقيقية، الموهبة الطبيعية التي لم تنتمي للتكلف والتصنع اللذين يتلفان الشعر، الشعر الجميل هو ما جاء على السجية، مالم يجيء على ان نبالغ في صنعته ونتامل في وزنه وعروضه حتى يجيء على وفق قالب خاص لكنه يجيء ميتاً لايجيء حياً اما مثل هذا الشعر فأنت تراه يفيض حياة ووضوحاً وجمالاً.
المحاور: استاذ بشير لو سمحت نأخذ اتصال ونعو ان شاء الله الى هذه الابيات والى السيد الحبوبي
الجزائري: تفضل
*******
المحاور: معنا مستمع كريم وهو الاخ مهدي احمد من السعودية، السلام عليك اخ مهدي
مهدي: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
المحاور: وعليكم السلام اهلاً وسهلاً تفضل اخ مهدي
مهدي: اجركم الله ان شاء الله
المحاور: ايضاً ايضاً اخي الكريم
مهدي: الله يحفظكم ان شاء الله
ذلك القلب ما قد حل فيه لو اصاب الجبل العاتي فراه أي صبر يحمل القلب المدمى كيف والدين هدت له عراه زينب يا قلبها والجرح لما يوم عاشوراء والسهم اتاه حينما قد شهدت جسم اخيها وطعان القوم قد شلت قواه
مذ رأت جسماً طعين صرخت اي وا حسين
عينه دمع الى ان جاء سهم صار في العين فمن يبكي اساه فوق غوغاء الطفوف ضرجوه وهو عطشان ولم يروى ظماه ساعة والشمر قد جاء اليه يركل الجسم وبالنعل ارتقاه كبلوا الوجه والسيف بكف حز رأس السبط لكن من قفاه
ودماء الودجين نزفت اي واحسين
المحاور: احسنت اخ احمد مهدي لك جزيل الشكر على هذه المساهمة القيمة، ان كان لديك سؤال او مداخلة تفضل اخي احمد مهدي؟
مهدي: سؤالي هو ماهو اثر الرثاء الحسيني في الادب العربي؟
المحاور: جيد، شكراً جزيلاً لك وطبعاً هذا هو محور البرنامج لهذا اليوم ان شاء الله
الجزائري: احسنت
المحاور: يعني سنفصل في هذا ولك جزيل الشكر، استاذ بشير هل لك من شيء؟
الجزائري: انا بين يديك، اشكر للاخ الكريم هذه المداخلة الكريمة جداً وتذكيرنا بجميل شعر في شأن سيدنا ابي عبد الله الحسين عليه السلام وهو الحي في قلوبنا وفي عيوننا وفي السنتنا، الذي لايفارق هذه الالسنة وهذه القلوب وهذه المشاعر الجياشة، مشاعر محبي اهل البيت عليهم السلام. اثر الرثاء الحسيني في الادب العربي كبير جداً حتى اننا في غنى انه لكبير جداً لأن هذه القضية جلية واضحة لكل ذي عينين ممن له ممارسة للادب العربي
المحاور: هو شكل حيزاً من الادب العربي لربما
الجزائري: احسنت، ان لم يكن هو النهر، النهر الاول، انا اعتقد جازماً ان رثاء الحسين عليه السلام كان هو اعظم الانهار الصافية العذبة التي جرت في ادبنا العربي الكريم وتعلم منها الناس كثيراً حتى ان اولئك الذين لاصلة لهم بالحسين ولاصلة لهم بالاسلام كانوا قد استقوا من هذا المعين الذي لاينضب وراحوا ينتفعون به في معالجة شؤونهم وقضاياهم اذا كانت مفرحة او اذا كانت محزنة
المحاور: استاذ بشير يعني نحن لربما لايوجد تيار ادبي استمر هكذا اكثر من الف وثلاثمئة سنة لحد الان
الجزائري: احسنت، لهذا سميته النهر الاعظم يعني انت اذا وقفت على النيل وقلت هذا النهر الاعظم قد اصبت واذا وقفت على الرافدين سلام الله عليهما برغم المصائب والفواجع التي تمر بهما وعليهما فأنك لابد لك ان تقول النهران الاعظمان يعني دجلة والفرات لأنهما يمتدان من ارض بعيدة جداً، من ارض عالية الى ارض دانية، منخفضة عنها يعني تركية جبالها، جبال ارارات اعلى من ارض العراق بكثير، العراق منخفض بالنسبة الى تركية، على كل حال حتى لايشغلنا التمثيل اقول ان الرثاء الحسيني هو النبع الصفي جداً للابداع العربي لذلك اقدم هؤلاء الادباء والشعراء على الاقتباس منه والاستفادة بصوره الجميلة المؤثرة المحزنة وهو في تطور مستمر، لم يقف على حالة واحدة يعني الصورة الرائعة التي ندب بها الحسين عليه السلام ورثي في الايام الاولى لشهادته وكان ذلك الندب والنعي سراً خفياً لما تطورت الايام ومضت وصار علناً وصار صريحاً كانت الصورة ايضاً قد تغيرت معه وتبدلت وصارت تنتقل من الكلمة الى الصورة، كانت توعية باللفظ فصارت توعية بالتصوير، على كل حال اذن اثر الرثاء الحسيني في الادب العربي عميق جداً وواسع جداً ولذلك بقي وبقيت الناس تستفيد منه.
المحاور: استاذ بشير انا طرحت هذا الموضوع لأننا شهدنا تيارات ومدارس ادبية كثيرة امتدت من عصر الجاهلية لحد الان ولكن لاتوجد مدرسة لحد الان؟
الجزائري: كلها اندحرت وكلها انطفأت يعني حتى المشتعل منها والمتأجج اذا كان مثلاً اسلوباً غزلياً كما تعلم الغزل مؤثر في نفوس الناس ولاسيما في الفئة الشابة الا انه قد انحسر وولى بينما الرثاء الحسيني بقي يزداد لافقط في العدد، في الكم وانما في النوع، في الصورة الان الشعر الحسيني مضامينه وصوره تختلف كل الاختلاف عما كان في القرن الاول، القرن الهجري الاول في غاية الجمال وهو ايضاً في اللغة العامية التي تسير في رثاء الحسين عليه السلام واول عامية تعنى بمأساة الحسين عليه السلام والتذكير بها هي العامية العراقية بلا خلاف بين العرب كلهم وغير العرب وهي اجمل العاميات العربية واروعها ايضاً تصويراً وليس هذا من باب الدعاية لهذه اللهجة ولامن باب تكبيرها وانما من باب قول الحقيقة العلمية والادبية الفنية.
المحاور: بل استاذ بشير انا اتصور ان رثاء الحسين حتى انه تلون بعد انتشار هذه القضية في مختلف البلدان الاسلامية يعني من ايران، افغانستان
الجزائري: صحيح
المحاور: الهند يعني تلون بألوان
الجزائري: لكن بقيت الفاجعة بألوانها الشتى، بألوانها الزاهية الحارة والباردة كلها متجلية في اللهجة العراقية فصيحها وعاميها
*******
المحاور: نعم، استاذ بشير معنا مشارك كريم وهو الاخ علي الطويل من السعودية، السلام عليك الاخ علي
علي: حياك الله اخ فرزدق
المحاور: حياك الله مئة هلا بك
علي: وبالاخ بشير ايضاً
الجزائري: حياك الله، مرحباً ابو الحسين
المحاور: تفضل اخي الكريم علي
علي: عنهم عليهم السلام قولهم "احيوا امرنا رحم الله من احيى امرنا" هذه المجالس الحسينية هي احياء لأمرهم عليهم السلام وامرهم امر الله سبحانه وتعالى
الجزائري: احسنت
علي: وسواء كانت هذه المجالس تلقى فيها الخطب المتميزة او غير المتميزة فهم عليهم السلام كانوا يعلمون بذلك، ان هذه المجالس سوف تكون لها وضعيتها الان التي هي موجودة عليها ولو كانت في بساطتها من القاء ابيات حسينية ونواعي وامثال ذلك وهناك الاطوار الحسينية التي استهدفت مع مرور الزمن الى اننا نجد في هذا الزمان بعض الجهلة للاسف ممن يحظون بالمال وينتقدون اداء هذا الخطيب او ذلك الخطيب بهذه الابيات وهذه الاطوار وانا اريد منكم تسليط الضوء على هذا الجانب، المفروض اننا نحفظ مآتم ابي عبد الله الحسين عليه السلام وعلينا ان نحترم من يلقي هذه الخطابة علينا ابياتاً او موضوعاً لا ان نطلع بعد ذلك ونذهب الى اعمالنا اوغيرها او الى اماكن اخرى ونجلس ونضحك، كيف يقول هذا الخطيب هذه الكلمات ونسخر للاسف الشديد، هذه الخطيبة حينما القت هذه الابيات او ذلك الخطيب، القتها على الامام الحسين عليه السلام، أليس امامنا؟ أين الاحترام للائمة عليهم السلام؟ للاسف البعض ممن يحمل الشهادة الجامعية، ممن له اولاد، ممن هو مربي الاجيال ومعلم وامثال ذلك او معلمات يتصرفون بتصرفات للاسف الشديد، فنرجو منكم التنبيه على ذلك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المحاور: شكراً جزيلاً لك الاخ علي الطويل من السعودية على اثارة هذا الموضوع المهم طبعاً، ان شاء الله سنتطرق اليه مستمعينا بعد فاصل قصير
*******
المحاور: مستمعينا الاكارم هذه اذاعة طهران وهذا برنامج الطارف والتليد، نشكركم على حسن المتابعة لحد الان، موضوعنا لهذه الحلقة هو اثر الرثاء الحسيني في الادب العربي، كانت لنا مشاركة قبل هذا الفاصل من الاخ علي الطويل من السعودية، استاذ بشير يعني بما ان قضية انشاد المنشدين او الرواديد او الخطباء ايضاً هو موضوع لربما يستخدم بعض الجوانب الادبية مثلاً نحن نعير اهمية جداً كبيرة للشعر في الانشاد، ماهو تعليقك على هذا الامر بشكل مبسط؟ ارجو لو سمحت
الجزائري: سلام الله على الحسين وعلى اصحاب الحسين وعلى محبي الحسين في اخر الزمان منهم حبيبنا الاخ علي الطويل الذي دائماً يذكر بهذا المعنى الكبير كلما اتصل وكانت هناك مناسبة لهذا الامر ذكر بهذا الشأن لأنه يشعر ان احترام المجلس الحسيني واجب عقلي
المحاور: هذه تعود الى نباهته
الجزائري: احسنت حتى يبقى الانسان يقظ القلب دائماً، هذه طبعاً سجية كريمة جداً من الاخ ابي حسين نتمنى ان تسود كل القلوب واول هذه القلوب قلبي اتمنى ان يكون مستوعباً لهذه النصيحة الطيبة
المحاور: الجميع ان شاء الله
الجزائري: ولكن كما يقال ليس في الامكان ابدع مما كان، المجلس الحسيني فيه الناس شتى كما هم في الحياة، المجلس الحسيني تصوير للحياة او هو
المحاور: نموذج مصغر
الجزائري: احسنت، مثال مصغر كما تفضلت لهذه الحياة بكل ما فيها يعني فيها البر وغيره، فيه المؤمن وسواه، هؤلاء يجتمعون يستمعون للحسين عليه السلام ولذكره فيألمون ويحزنون ويبكون ويخرجون ومنهم من تبقى العبرة في قلبه متكسرة ولوعة حرى ومنهم من تخف بعد قليل ومنهم من يخرج حتى بلا لوعة ولاعبرة ولاشيء، لماذا؟ لأن كل شيء حتى اذا كان قد سال دمعه لحظة ما في اثناء ذلك المجلس فقد جف دمعه وانتهى كل شيء لأن بمقدار توجه النفس يكون تجاوبه مع ذلك المجلس
المحاور: استاذ بشير
الجزائري: اسأل الله ان تكون المجالس قد بلغت غايتها كما تمنى الاخ الكريم وذكر
المحاور: ان شاء الله، لكي لانبتعد استاذ بشير في هذه الدقائق المتبقية عن موضوعنا، تفضلت بقراءة ابيات للسيد محمود الحبوبي، حبذا بتعريف يسير للسيد الحبوبي
الجزائري: رحم الله والديك ورحم الله السيد الحبوبي وكل الذين نظموا في ابي عبد الله الحسين عليه السلام اياً كان مدحاً كان او رثاءاً وانا بودي ان اذكر هنا سريعاً ان بين الرثاء والمدح فرقاً كبيراً فالمدح هو ان يكون للاحياء والرثاء يكون لمن مضوا الى تلك الدنيا الباقية، اهل الفانية نمدحهم واهل الباقية نرثيهم واهل الحسين عليه السلام جدير بالرثاء اي ذكر مناقبه، على كل حال السيد الحبوبي هو السيد محمود بن السيد حسن بن السيد محمود، تاريخ ولادته هو سنة 1323 ووفاته كما تقدم 1389 للهجرة، شاعر رقيق الطبع جداً، عذب الاسلوب، من اعلام الشعر والادب في النجف، يقولون انه كان في غاية الاناقة واللياقة، كل من عاشره، كل من عرفه يعرف ان هذا السيد كان يعتز كثيراً بمظهره حتى ليدل على جوهره
المحاور: خصلة نبوية طبعاً هذه
الجزائري: احسنت، يقال ان رسول الله كان ينفق ثلثي ماله على الطيب وما كان له ايضاً من مال صلى الله عليه واله وسلم وكان ريحه طيباً بذاته ولكنه كان يدل المسلمين على ما يحييهم والطيب من اسمى معاني الحياة الكريمة. على كل حال فهذا السيد كان في غاية الاناقة واللياقة كما قلت لحضرتك الكريمة، له ديوان عنوانه رباعيات الحبوبي، طبع في النجف سنة 1370 اي قبل وفاته، قبله كان ديوانه العام قد طبع سنة 1367 ايضاً في النجف الاشرف وهو مغرم بوصف الطبيعة وصفاً جميلاً بديعاً حتى انه يكاد يتفرد بهذا لايرقى اليه متقدم ولامتأخر.
*******
المحاور: استاذ بشير شكراً على هذا الايضاح، معنا مشاركة اخرى، معنا الاخ الكريم فاضل المغسل من السعودية، السلام عليك اخ فاضل
فاضل: عليكم السلام اخي العزيز فرزدق
المحاور: حياك الله
فاضل: وايضاً الى الاستاذ بشير الجزائري المحترم
الجزائري: فديت الفاضل الكريم
فاضل: الذي يتحفنا دائماً بهذا الكلام الطيب
الجزائري: طيب الله انفاسك
فاضل: الجميع استاذي، بودي فقط، وفعلاً وقعت في عدة اشتباهات واود ان اصحح تلك الاشتباهات السابقة لألم يعصرني طوال هذا الاسبوع، من الثلاثاء الى هذا الثلاثاء، حقيقة تفضل الاستاذ بشير الجزائري هو السيد جواد شبر وليس المفسر عبد الله شبر والخطأ الثاني واعتذر الى جميع المستمعين الاعزاء في قضية الرثاء الحسيني لقد نقلت انه ابن الابار في الجزء الرابع في سوانح الافكار او مايسمى بأدب الطف الجزء الرابع القائل لم افتح الصبح يوماً الى اخر الابيات هو احمد الهاشمي وقلت ان جواد شبر كان له حديث مع العلامة المرهون في قضية موضوع الرثاء الحسيني، هل هذا يعد من الرثاء الحسيني؟ هذا موجود لكن بحثت عنه فلم اجده لأن قراءة الكتاب قديمة جداً فأحببت ان اصحح هذه المعلومة ايضاً فهي موجودة والامر الاخر الذي تود ان اقوله استاذي بشير الجزائري لماذا الرثاء الحسيني في تلك الحقبة القديمة مثلاً على سبيل المثال وبأختصار شديد، هناك رجل يقال عنه معاوية بن عنبسة بن صخر له ابيات جميلة يقول:
وجدي وهو عنبسة بن صخر
برئ من يزيد ومن زياد
وله قصة طويلة في هذا الجانب وايضاً هناك انواع من الفنون الاخرى في الرثاء الحسيني يقول:
وسع طرفي بلا سبب لقتلي
كما سعى الحسين الى زياد
فشاهدي هذه الالوان فهل هي تعد فعلاً بحقيقتها لوناً رثائياً على الامام الحسين، البعض يقول انها نوع من الاستخفاف بالمصيبة، هذا كان قصدي الى الاستاذ بشير الجزائري شاكراً ومقدراً مرة اخرى وتحية لكم جميعاً
المحاور: شكراً جزيلاً
الجزائري: لم اسمع الجمل الاخيرة جيداً
المحاور: ان شاء الله سنتطرق اليها
الجزائري: ألا تستعيده؟
المحاور: استاذ فاضل ان كنت معنا، ان كنت لازلت معنا تفضل بالسؤال الثاني لو سمحت، نعم انقطع علينا الاتصال، استاذ بشير في البدأ ماذا عن جواد شبر وعبد الله شبر؟
الجزائري: انا اكاد احملك مسؤولية انقطاعه،
المحاور: انا في خدمتك استاذ بشير
الجزائري: تمنيت ان تستعيده لأني لم اسمع الجمل الاخيرة دقيقاً واضحاً، سيدي الكريم انا اقول بصريح القول ان الاستاذ فاضلاً المغسل اعطانا الان صورة من الادب الحسيني الكريم والله انه لأدب حسيني نبيل جداً فالرجل جاء ليعلن انه كان قد اخطأ حينما قال كذا وكذا في الحلقة الماضية وانا ساعة اجبته في ذلك اليوم لم اقل انه اخطأ وانما كنت قد قلت انما جاء على لسانه هو سبق لسان وفرق بين الخطأ وسبق اللسان ثانياً الصور التي ذكرها هو بأختصار، الصور التي ذكرها تعد رثاءاً لأن كل ما تعلق بمكرومة من مكارم ابي عبد الله الحسين عليه السلام كما هو معلوم، كل ذكر لمنقبة من مناقب الاموات هو رثاء فلايبعد ان يكون ما نظم على لسان هذا الشاعر او ذاك الشاعر او نسب اليه لايبعد ان يكون رثاءاً لأبي عبد الله الحسين عليه السلام ولنا حديث خارج الاستوديو مع الاستاذ فاضل اذا شاء
المحاور: هو طبعاً الان معنا موجود على الخط، استاذ فاضل انا احييك ثانية واود ان شاء الله لو تكرر لنا السؤال الثاني بوضوح
فاضل: انا اعتذر على سرعة الكلام لأن مسألة الوقت مهمة جداً في البرنامج هذا فأردنا ان نستفيد منه
المحاور: نشكرك جزيل الشكر على تقديرك لهذا الموضوع
فاضل: طبعاً استاذي بشير الجزائري هو من يلهمني حقيقة ويفوضني وهذا فخر لي وهذا وسام اعلقه
الجزائري: دمت تاجاً على رأسي
فاضل: وقعت في عدة اشتباهات في الحلقة السابقة احببت ان ابينها خصوصاً اني نسبت ابيات لغير قائلها والاستاذ بشير الجزائري حريص على هذا الامر فأحببت ان اؤكد هذه الحقيقة واعتذر للمستمعين، الامر الثاني انه مثلاً الاستاذ بشير يقول قائل من الشعراء ايضاً يقول لديه فصل يقول، عقيق يماني يقول:
حمرتي من دم قلبي اين من يندب اينا
انا من احجار ارض قتلوا فيها الحسينا
تمام؟
الجزائري: نعم
فاضل: شاعر اخر يقول: انا هروي شديد السواد وقد كنت ابيض احمر مثل اللجين، بما معناه، لااتذكر الابيات جيداً فهل هذا اللون استاذ بشير البعض من النقاد يقول ان هذا ليس رثاءاً حسينياً، هذا قد يسيء الى مسألة الرثاء الحسيني، ماذا يقول الاستاذ بشير الجزائري في هذه النقطة بالتحديد؟ شكراً لكم
المحاور: اشكرك جزيل الشكر الاخ فاضل المغسل على هذه النقاط، استاذ بشير طبعاً هذا موضوع جداً مهم، كيفية الرثاء خاصة عندما تكون للامام الحسين او امثاله؟
الجزائري: هو جمال الشعر ان يكون بعيداً عن الفلسفة، الشعر الذي مر بنا قبيل قليل وذكرناه للسيد محمود الحبوبي كان بعيداً كل البعد عن الفلسفة، كان كلاماً اشبه بالنثر، انت اذا طالعت
المحاور: لم يتصنع به
الجزائري: احسنت، طالعت السيد الحميري رحمه الله او السيد الشريف الرضي او الشريف المرتضى او اياً من هؤلاء الكبار الذين احبوا الامام الحسين عليه السلام ورثوه لاتجد احداً منهم يقترب من الفلسفة، السيد الشريف المرتضى معروف عنه والسيد الشريف الرضي ايضاً معروف عنهما العمق في الكلام، في معرفة الدفاع عن العقيدة، عن الدين الحقيقي السليم كما جاء به رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لكنهم في شعرهم بعيدون كل البعد عن مثل هذا الفن لأن هذا فن ينتمي الى الفلسفة والفكر والثقافة العميقة ولاينتمي الى الذوق والفن الذي هو ستطع وجلي لكل العيون ولكل القلوب وايضاً يبقى على كل الالسنة، الفلسفة لاتبقى على الالسنة، تمضي، تمر بالرؤوس وتمضي من الجهات الاخرى منها.
المحاور: استاذ بشير يعني الوقت يداهمنا ولدينا اسئلة
الجزائري: لا لا اردت فقط
المحاور: ايضاح طبعاً
الجزائري: هذا الذي ذكره اذا كان قولاً مسموعاً، قال كان احدهم يسير في الليل بين الجبال او في الصحراء وسمع قولاً في رثاء الحسين عليه السلام، بيتاً او بيتين او خمسة ابيات وهذا وارد ايضاً في الكتب كثيراً، كتب الادب والتاريخ، ذاك التفجع يعد رثاءاً للحسين عليه السلام، لم لا؟ لم لا؟ اما الذين يقولون ليس هذا برثاء للحسين لأنه لم يكن الشاعر قد قصده لأنه جاء من الجن او جاء من غير الجن او جاء من مجهول فهذا لامعنى له لأنه فلسفة ونحن بعيدون عنها في تناول الادب، سلم الادب من اثار الفلسفة.
*******
المحاور: استاذ بشير لدينا اتصال هاتفي في هذه الدقائق الاخيرة، معنا الاخ يوسف الجمعان، السلام عليك الاخ يوسف
يوسف: عليكم السلام اخي الكريم، احييك واحي الاستاذ بشير الجزائري
المحاور: اهلاً وسهلاً
يوسف: لقد اسهم شعراء اهل البيت في خدمة القضية الحسينية وقد كان لهذا الشعر في خدمة القضية انتشاراً واسعاً وتصويراً لما جرى من احداث في صعيد كربلاء وعندما تذكر هذه الابيات وتلك القصائد فأنما هي تصور ماجرى في صعيد كربلاء للمستمعين ويجعل هناك اتصالاً عقائدياً كبيراً بين محب اهل البيت عليهم السلام وبين قضية الامام الحسين، احب ان اشير بالنسبة للابيات التي ذكرها الاستاذ فاضل المغسل ولم يذكرها واقعاً ولم تحضر على باله، انا اذكرها وهي كانت ابيات للدر النجفي واقعاً هي: انا در من السماء نثروني يوم تزويج بضعة المختار كنت انقى واسطع من السماء بياضاً اصابتني دماء نحر الحسين تحول هذا الدر الابيض الى در احمر بعد حادثة كربلاء
المحاور: نعم شكراً جزيلاً اخ يوسف على هذه المداخلة القيمة، مستمعينا الكرام نشكركم جميعاً على متابعتكم لهذا البرنامج سنكون معكم ان شاء الله في الاسبوع القادم بموضوع ادب المرأة الحديث في ايران فكونوا معنا، الى لقاء اخر نستودعكم الله والسلام عليكم .
*******