البث المباشر

الطارف والتليد - 06/01/2010

الأربعاء 6 يناير 2010 - 00:00 بتوقيت طهران

المحاورة: بسم الله الرحمن الرحيم وبه تعالى نستعين وافضل الصلاة والسلام على الرسول الكريم محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم في رحاب ندوتكم الثقافية الادبية الطارف والتليد. لكم اطيب تحية ازكى امنية وان شاء الله تكونون بأتم صحة وعافية، لنختم الكلام على شريكنا في الكون والحياة والتكليف الالهي ونعني كما يقول معد البرنامج قريننا في الذكر الحكيم اي الجن وما جرنا اليه الا هذا التراث العظيم من حكاياته السارية الينا بألسنة الاباء اينما كانوا من جيل الى جيل واملنا ان نلخص اليوم نشأة هذه الحكايات واثرها الادبي. ونحن سعداء اذ نكون معكم في كل مكان، لقاءنا يمتد حتى السادسة كما قلنا ولكن فترة رفع اذان المغرب في مدينة طهران وضواحيها ايضاً اقطاعنا ولكن لابأس في ان نكون مع اخ الفتموه في هذه الندوة الادبية لا نقول لعلاقته الوثيقة بالجان وانما لرغبتكم انتم ايضاً في عرضه لحكاية الجان التي هي من انواع الحكاية الشعبية الممتعة في كل قرية ومدينة في هذا العالم الذي لم يغن بتطوره الفائق ووسائل رفاهه الرائق عن هذه الحكاية بألوانها المتعددة، أليس كذلك استاذ جزائري؟ الجزائري: والله انا بدءأً اقول بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي جعلك تنسبيننا الى الجن لا الى الانس وهذه لفتة كريمة منك ايضاً ومن اولئك الذين يطيب لهم ان نكون بين ايديهم ونحن لامن الجن ولا من الانس. المحاورة: ان شاء الله نكون من اولاد الخير والسلامة. الجزائري: اكرمك الله. المحاورة: والله في الحقيقة مستمعينا وفي غياب الاخ رائد ونتمنى له السلامة وعندما عرض الاستاذ كاظم صادق في ان اكون معكم استاذ جزائري وما طالعت هذه الاوراق حتى رأيت جن وجان فقرأت المعوذتين ودخلت الاستوديو. الجزائري: اكرمك الله وحفظك بالمعوذتين ان شاء الله. المحاورة: طيب اذن عرفنا ما هي حكاية الجان او الجن ولماذا عدت شعبية؟ الجزائري: سبحان الله طبيعة هذا الانسان امتداد خياله الى آفاق لاحد لها وهو اذا يعيش هذه الحياة القاسية المرة امس واليوم وغداً لااعتقد ان الانسان سيجد الحياة طيبة ناعمة كما يشتهي، هي طبعها هكذا انها تؤلم من سكن اليها ورغب فيها وتبعد عن مثل هؤلاء ولكن قد تدنو وترغب في اولئك الذين اعرضوا عنها وعلو عليها، هذا الخيال الطيب الذي عند هذا الانسان آتاه الله سبحانه وتعالى نعمة لعبده هذا اذ يغيب به عن آلامه، يقرب به من آماله ولو قرباً من احلام اليقظة، مرة وانا قاعد هنا بين يديك اتمنى ان اكون بعيداً عن عالم الجن الذي نسبت اليه. المحاورة: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. الجزائري: أسأل الله ان تكوني مطوقة ببِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ من كل شيطان رجيم. المحاورة: حياك. الجزائري: على كل حال هذا الخيال هو الذي حمل هذا الانسان ان يصطنع مثل هذه القصص كما اصطنع كثيراً من الحكايات الشعبية، الحكايات الشعبية ملونة ومتنوعة منها حكاية الحيوان، منها حكاية الشطار يعني اولئك الاذكياء الذين يستطيعون ان يقلبوا الواناً من الحقائق ويخرجون سالمين غانمين من دون ان يتأثروا لا بجن ولا بأنس وأسأل الله ان يكون بعض الناس قد نالوا شيئاً من هذه الدرجة في الشطارة والمهارة وعاشوا سعداء في هذه الدنيا من غير ان يضروا انفسهم او يضروا من جاورهم. المحاورة: والله في الحقيقة في تقديمك الصورة الادبية لا احد يخشى الان من الجن او الجان؟ الجزائري: هو حق. المحاورة: عندما قلت ان الانسان العادي زحف بفكره وبخياله كي يتهرب من الواقع الذي هو فيه. الجزائري: اكرمك الله، نحن في عقيدتنا الاسلامية الصائبة، في العقيدة الاسلامية الصافية قبل ان تتكدر بأفكار الناس يعني حينما جاء الاسلام بصورته النقية الصفية لم يخفن من الجن، الجن ملة اخرى او امة اخرى او قوم آخرون مثلما نحن قوم ونحن امة ونحن ملة من الملل، القرآن الكريم يصفهم بأنهم امة مثلنا لا يختلفون عنا في شيء سوى واحد من هذه الاشياء الا وهو انهم لا يرون وانهم يتلونون كيف شاءوا ويتنوعون كيف شاءوا وهذه ايضاً لطيفة او هدية من الله سبحانه وتعالى لخلقه، على كل حال هؤلاء شركائنا كما تفضلت انت في بدأ الكلام بالذكر، شركائنا في الحياة، شركائنا في الكون، يصلحون ويخربون، يحسنون ويسيئون، فيهم الخير وفيهم الشرير، فيهم الكريم وفيهم البخيل، فيهم العالم وفيهم الجاهل، فيهم من يعبد الله سبحانه وتعالى عبادة حقاً وفيهم من يعبده على حرف مثلما نحن ايضاً فينا الكثير الكثير من الناس الذين يعبدون الله على حرف فأذا بلغوا ذلك الحرف نسوا تلك العبادة التي عبدوا الله سبحانه وتعالى بها، على كل حال. المحاورة: على كل حال انت الان تفسر حالة انزلاق الحديث بحكاية الجن الى الحديث بالجن انفسهم. الجزائري: احسنت. المحاورة: ولا نريد ان تشوقنا اكثر لكي ندخل اكثر في هذا العالم. الجزائري: اكرمك الله اكرمك الله هذه هي الحقيقة لأن هذا المخلوق عجيب في نظر هؤلاء الناس وزاده عجباً في اعينهم وفي عقولهم هذه الحكايات التي نتحدث بها الان فنسوا الحكاية التي ينقلونها من جيل الى جيل ومن قوم الى قوم ومن ارض الى ارض وراحوا يتحدثون بذاك الذي يسمونه هو بطل هذه الحكاية التي هي لون من الحكاية الشعبية. المحاورة: طيب مقدمة وصورة حلوة ادبية في الحقيقة كما قلت وان شاء الله المعوذتين تفعل فعلها يا رب العالمين بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، احسنت استاذ جزائري وهناك اسئلة كثيرة في هذا العالم، ان شاء الله يكون لبعد رفع اذان المغرب في مدينة طهران وضواحيها وايضاً تتعرفون على ارقام هواتفنا لكي يتسنى لكم ان تتواصلوا مع لقاءكم المباشر الطارف والتليد، مستمعينا الاحبة في كل مكان يرتفع الان اذان المغرب في مدينة طهران وضواحيها. المحاورة: الله اكبر كبيراً والحمد لله كثيراً وسبحان الله بُكْرَةً وَأَصِيلا. المحاورة: تقبل الله صالح الاعمال منكم في كل مكان وها نحن نعود الى حضراتكم في الطارف والتليد في نشأة الحكاية عن الجن واثرها الادبي مع الاستاذ بشير الجزائري واذا كانت لديكم اتصالات هاتفية تعرفتم على الارقام وجسور التواصل التي تكون معكم مع الاستاذ الجزائري، وصلنا انه كان ماهي حكاية الجن؟ لماذا عدت شعبية؟ وانزلق الحديث بالاستاذ الجزائري بحكاية الجن في الحديث عن الجن انفسهم ونحن ان شاء الله نرى هذا العالم الجميل وان كانوا يرونا لكننا لا نراهم، كيف؟ الجزائري: سبحان ربنا هكذا نعتقد نحن. المحاورة: الان كيف يعني يعيش انسان استاذ جزائري ساقه الحظ الى دنيا العفاريت؟ العفاريت هم الجن انفسهم؟ الجزائري: يقال ات العفاريت الذين نسميهم نحن بعاميتنا العراقية شقاوة يعني الذي مثلاً هو بطل من الابطال او الذي يدعى بالعربية الفصيحة الجميلة الفتى والفتوة كما يذكرنا القول الرسولي او النبوي الكريم "لا فتى الا علي ولا سيف الا ذو الفقار" ولكن الفتوة في مختلف العصور اخذت معاني متباينة انها مرة خيرة ومرة شريرة مرة متوسطة ولكن يبقى الاصل فيها انها تمثل القوة الضاربة التي تنتصر للضعيف وتقف مع من يستحق العون وتقف في وجه اولئك الجبابرة والظالمين والمستبدين. المحاورة: هذه الفتوة يعني. الجزائري: هذه هي الفتوة. المحاورة: اما الجن والعفريت ذلك الشاطر الكثير الحركة الذي يختفي سريعاً. الجزائري: هؤلاء في الانس، هؤلاء منا. المحاورة: هؤلاء منا عندما نقول انه انس؟ على ما يبدو. الجزائري: اما اولئك العفاريت فهم من الجن. المحاورة: طيب اسمح لنا هناك اتصال هاتفي مباشر من السعودية الاخ احمد سلام عليكم. احمد: السلام عليكم. المحاورة: حياك الله الاخ احمد السلام عليكم ورحمة الله. احمد: حياك الله واحيي الدكتور بشير. الجزائري: مولاي تفضل. احمد: حياكم الله دكتور لو سمحت لي اتكلم انه الجن انفسهم كما تروي بعض القصص هناك بيننا وبينهم ابواب مثل المرآة كمثال وقد تطرق لها الكثير من القصص وقد ذهب احد العلماء تصديقاً لكلامك او عفواً بعض الكتاب تصديقاً لكلامك دكتور بشير بأن الجن يروننا ولا نراهم من حيث ان سرعة اجسامهم تعجز اعيوننا عن رؤيتهم. المحاورة: طيب احمد السادة لو يكون لديك ايضاً اختصار في مشاركتك تفضل. احمد: فما مصداقة هذا الامر؟ وشكراً. الجزائري: وكذلك شكرنا الجزيل للسيد احمد السادة وشكرنا ايضاً لك اذ فتحت علينا نافذة اخرى لم نزل نصارع حتى نخرج من النافذة الاولى وهي نافذة العفاريت الذين قابلناهم في الفتيان بالعربية الفصيحة الجميلة وبالشقاوات بالعراقية العامة. المحاورة: الاطار الذي انت فيه يعني اثر حكاية الجان، الاثر الادبي وتقديمه الادبي الى الشارع الشعبي او وجوده في القصة؟ الجزائري: نحن نريد ان نقول للسيد الكريم احمد الذي قال هناك من النوافذ التي يمكن ان يلتقي فيها الانسان والجان هي المرآة مثلاً هكذا ورد في السنة كثير من الناس ولكن لادليل لدينا على مثل هذا ربما يتصور المتصور هذه الامور ولكن قد تكون بعيدة كل البعد عن الحقيقة، الله سبحانه وتعالى حجب امة عن امة ولكنه جعل الاثنين مكلفين تكليفاً واحداً، جعلهم مشتركين في الاستجابة له سبحانه وتعالى وآتاهم ما آتى البشر جميعاً، كل الخصائص التي نمتلكها يمتلكونها ويزيدون علينا بشيء انهم غير مرئيين وانهم يتنوعون كما يشاؤون ويتلونون كما يشاؤون. المحاورة: خير ان شاء الله دستور، الان نستمع الى سوريا معنا المستمع الكريم يعرب حمامة، سلام عليكم يعرب. يعرب: عليكم السلام ورحمة الله اهلاً اختي الكريمة. المحاورة: حياك الله تفضل. يعرب: اختي الكريمة يعني انا متابع للبرنامج اود أسأل الاخ الكريم هذا السؤال، ما هو الدليل على قوله في البرنامج ان الجان هم شركائنا في التكليف وهل يقصد بالتكليف العبادي والحياة؟ المحاورة: نعم سؤال آخر؟ شكراً على الاتصال الهاتفي وكذلك على الاسئلة، نستمع اليك جزائري في ردك على يعرب من سوريا. الجزائري: انا اشكر هذا الاسم الذي يحمل لفظ الفعل، اشكره كل الشكر، يعرب من الاسماء التي في صورتها الفعل، هو ان شاء الله اسم وفعل كريم، احييه التحية كلها، دليلنا يا سيدي قول الله سبحانه وتعالى: «وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ» والتكليف الذي كلفهم الله سبحانه وتعالى اياه هو التكليف نفسه الذي كلفناه يعني العبادة، لم يكلف الله سبحانه وتعالى الانس والجن شيئاً الا عبادته عزوجل ولذلك قال: «وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ». المحاورة: طيب قبل ان تسترسل استاذ جزائري ان شاء الله هذه الاجابة يعني موفرة لأستفسار يعرب حمامة، لدينا اتصال هاتفي آخر من السعودية يبدو ان عالم الجن والجان موضوع حلو رائع كما قلت ان شاء الله، نقرأ المعوذتين ونسأل، نرحب بك علي الشريدة السلام عليكم. الشريدة: السلام عليكم ورحمة الله.
لم يقل كلام فما ترى الفاظه
الا لئالئ سويت بنظام
اتراه كما اقول محدثاً باللفظ
والالفاظ محض كلام
هذا هو حالي مع الاستاذ بشير استاذ الكلمة. المحاورة: هنيئاً له. الجزائري: اكرمك الله اكرمك الله والله كرامة نحن دونها ولا نردها نشكرها لك ونحفظها عليك. الشريدة: فقط اتشرف بأني اخاطبك لأن الاخت المقدمة هي مكملة لك حقيقة هذا اليوم. المحاورة: حياك. الشريدة: والله يشافي الاستاذ رائد لكن سؤالي خوفنا من الجن ونحن صغار بل لدينا الفاظ كانت تسمى النخلة لدينا لا تخرج في الظهر حتى لا تراكم ام الخضر والليف، يقال لنا هكذا، سؤالي فقط لعله مداخلة، كانوا يرون الجن سابقاً فلماذا لا يرون الان في هذا الوقت؟ وفقكم الله. المحاورة: شكراً على استفسارك وحياك الله، نعم استاذ يعني سؤال يتبادر الى الذهن سؤال علي الشريدة سابقاً لذلك دخل الى الادب الان لا نرى هل نحن جان؟ هل اصبحنا جن؟ الجزائري: رحم الله والديك لا لو كنا جناً لرأيناهم لأنهم منا وهم يرون بعضهم ولكن ما زلنا بلطف الله من الفئة الاولى التي هي سيدة هذا الكوكب يعني الانسان خليفة الله سبحانه وتعالى ولم يكن الجن هذه الفضيلة لم تقدم لهم انما اختص الله سبحانه وتعالى بها هذا الانسان الذي هو انت ان شاء الله وامثالك خليفة الله سبحانه وتعالى في هذه الارض، اذن أسألك قبل ان اجيب الاخ ابا الحسين علياً الشريدة، بالله عليك انت رأيت الجن؟ المحاورة: لم اره لكن كما قال علي يعني امي تقول ان مثلاً والدتها قد رأت او ان قصص الجدات قد رأينا عندما كان الكهرباء غير موجود، البعض يضحك عن الموضوع بأعتبار انه لعله ظل. الجزائري: اكرمك الله، انت ساعة سمعت هذه الحكاية في ذاك الزمن والان ساعة تستعيدينها بخاطرك نظرك اليها كيف يتم؟ يعني تنظرين الى ما كنت قد سمعت ايام الطفولة بنفس النظرة التي تنظرينها الان؟ المحاورة: بأختلاف الامكنة التي ظهرت فيها الجن؟ الجزائري: صحيح هو الجن يختلف في الرؤية او في تصور الناس في الزمان وفي المكان ولكن انا اعتقد حينما يتكامل عقل المرء وتستتم روحه الدينية، طبيعته التي فطره الله سبحانه وتعالى عليها يكون بعيداً عن مثل هذه الامور، نعم هو يوقن يقيناً قاطعاً ان هناك خلقاً مثله يعني مثل هذا الانسان، موجود في هذه الارض، في هذه الارض ايضاً يعني انا معتقد ان الجن يعيشون في الارض لا يعيشون في السماء ومعتقد ان الذين يعيشون في السماء غير هؤلاء وهم الملائكة وان اولئك يختلفون عن الجن وعن الانس، الجن نعتقد بخلقهم من النار كما دلنا القرآن الكريم على خلقهم والانس مخلوقون من الطين واولئك مخلوقون لا من طين ولا من نار فهم ارواح مجردة. المحاورة: طيب دعنا الان لكي لا نذهب بعيداً عن مركزية الطارف والتليد يعني اثر الجان في الحكايات، اثرها الادبي، يعني لماذا استهوى الادب وجود الجن فكان في الادب الذي قدم وهذا الادب يعني لطيف، نحن نخشى لكننا نود ان نقرأ استاذ جزائري؟ الجزائري: احسنت احسنت هو نفس السؤال الذي تفضل به الاخ وعرضه الكريم الذي اراه و هو قال اياكم ان تخرجوا لألا تراكم ام الليف وانا متيقن ان المقصود بأم الليف هي النخلة كما هو اشار اليها ايضاً. المحاورة: لا ادري آباءنا قالوا لأجل ان لا نقطف التمر او حتى على السدرة النبق من كان انا اتذكر امي كانت تقول دائماً لا تخرجوا في الظهر لأن النبقة لها الجن وتحرس النبقة لا ادري لكي لا نأكل كانوا يخوفوننا؟ لنستمع اليك الان ادبياً! الجزائري: هذا حق حقاً، انا لا امنع اولئك الكرام ان يصونوا نخلهم عن الشرور. المحاورة: لأنه هم ايضاً موروث لديهم استاذ جزائري انا اعتقد. الجزائري: والله انت تقودينني من واد الى واد. المحاورة: لا الحكاية الادبية يعني، الادبية وكلها جان لكن نحب ان نقرأها لماذا هذا الشغف النفسي في علاقتنا مع القصص التي فيها الجن واضاً مقدمة بأساليب مختلفة حتى انت عند اعداد البرنامج حضور هذا الجن بأساليب مختلفة؟ الجزائري: والله اذا كنت يوماً هذا هو لطفك، هذا اعدادك انت ولكن انا اذا فكرت يوماً ان اعد شيئاً من هذا القبيل فأني ساعة اعده تتوارد في خاطري افكار لم تكن من قبل قد خطرت لي نهائياً، طبيعة هذا الانسان مفطور على ان يأتي بالجديد، بالجميل، بالاخاذ نحن كما قلنا في الاول كلنا الملك والراعي كلاهما متعب في هذه الحياة فيتمنى ان يجد عالماً يأنس به ويستريح اليه ويرضى به. المحاورة: عالم مخيف يا اخي! اي عالم نستأنس به، ان شاء الله لما يكون جن ويخرج لك في الظلمة ويكون هناك عفريت وحركة خفية وان كانت هي حلوة مخيفة لكن اقول انها حلوة لأن لدينا رغبة في ان ندخل في هذا العالم. الجزائري: انت تفارقين شيئاً يسيراً جداً. المحاورة: ما هو؟ الجزائري: هو ان هذا الخوف وهذا الجن وان كل هذه العوالم المتضاربة بألوانها المخيفة والراعبة لم تكن سوى حكاية. المحاورة: احسنت، هي نريد ان نرى هل نحن ايضاً من ابطال هذه الحكاية، سندخل في يوم ما من ابطال هذه الحكاية؟ الجزائري: انا متيقن لو لم تكوني كذلك لما كنت هاهنا. المحاورة: دعنا وهذا الفاصل، الاستاذ كاظم يسمح لنا والا سندخل في عالم الجن ومرة اخرى اقول دستور بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. الجزائري: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. المحاورة: نتواصل على الهواء مباشرة مع الطارف والتليد وحكايات الجن وعن اثرها الادبي في الحكاية الشعبية او الحكاية الفصيحة، يعني هذا سؤال سنوافيك به استاذ جزائري، فقط لكي تكتمل وندخل في القصة وسطور القصة والحكاية الادبية، أين يعيش الجن؟ ماذا بيننا وبينهم من صلات؟ هل توصل الباحثون في التراث الشعبي في تفسيرهم لأبطال هذه الحكايات؟ الجزائري: اكرمك الله اكرمك الله، هؤلاء نظراتهم كثيرة جداً هم يقولون ان هؤلاء انما يعيشون في اراضي نائية قصية يعني في ابعد ما يكون اما انا اذا سألتني فوالله لا استبعد ان يكون الجن معي الان. المحاورة: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، بكل سرور ونحن نرحب ايضاً بهذا العالم الذي هو من خلق الله. الجزائري: سلمي عليه اذا كان مؤمناً واستجيري بالله منه اذا كان. المحاورة: تأدبنا استاذ جزائري عندما كانت تيمناً بالسورة المباركة عندما ندخل في بيوتنا ان نسلم عليها فيقولون لعله هناك الجن يعني ايضاً تراث اخذناه من آباءنا. الجزائري: نعم نعم، هؤلاء الطيبون الذين. المحاورة: الان الا ان يأتي لنا بالجن استاذ جزائري يعني انت لا تنفك عن هذا الموضوع. الجزائري: اكرمك الله والله ما انا طلبته انما قوم من هؤلاء الذين يتفضلون علينا بالاستماع الينا والذين يسألوننا ايضاً مشكور لهم انا هذا السؤال هم الذين جرونا الى هذه الحلقة الثالثة. المحاورة: والله انا لم اعرف ذلك وان شاء الله يكون خيراً لرائد اننا دخلنا معك في هذا اللقاء الممتد على مدى اربعين دقيقة، هناك اتصال هاتفي لو تسمح لنا، علاء من استراليا معنا، علاء سلام عليكم. علاء: سلام عليك وعلى ضيفك الكريم. الجزائري: وعليكم السلام ورحمة الله. المحاورة: حياكم الله. علاء: عندي سؤال من الاستاذ. المحاورة: تفضل. علاء: بما نستدل على مشابهة الجن للانس؟ وشكراً لكم. المحاورة: سؤال آخر؟ طيب شكراً جزيلاً طيب استاذ جزائري. الجزائري: في القرآن الكريم آيات كثيرة تشير الى ذلك انا اكتفي حتى نستطيع ان نواصل الحديث اكتفي بآية واحدة فقط تدل على انهم شركاءنا في كل شيء وانهم مشابهونا في كل شيء، رب العالمين سبحانه وتعالى في قصته على نبيه الحبيب الكريم الذي آثره بملك لن يتسنى لغيره من العالمين اجمع لا من الانبياء ولا من الاولياء سليمان (سلام الله عليه)، يقول: «فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ» يعني هو النبي سليمان (عليه السلام) كان متكأً على عصاه زمناً طويلاً جداً وهم يتصورون انه هو قاعد يستعرضهم يعني ينظر اليهم، الى الجند لأنه كان له جنود من الانس ومن الجن وكل يخدمه والطير وكل له وظيفته، على كل حال كل هؤلاء لم يفكر احد منهم ولم يخطر بباله ان سليمان (عليه السلام) كان قد توفي حتى جاءت الارضة فأكلت منسأته ومنسأته هي العصا، اكلت العصا فتحطمت فسقط هو فتبين لهم انه كان ميتاً وهم لم يلتفتوا، هذه الاية اذ تبين لنا انهم لا يعلمون الغيب ويتبن لنا انهم يشبهوننا يعني مع انهم اوتوا هذه الموهبة العظيمة جداً وهي ان لا يروا وهي ان يتنوعوا، ان يتلونوا، ان يختاروا لأنفسهم اي صورة يشاؤون هذه ايضاً تدل على انهم قوم لا يعلمون الغيب لأنه قد اختص الله سبحانه وتعالى نفسه به وانت تعلمين ان الله سبحانه وتعالى قسم الصفات فأختص نفسه بصفات وشارك عباده بصفات واختص عباده ايضاً بصفات. المحاورة: طيب استاذ جزائري لا ادري اذا كان هذا اللقاء سيمتد الى الاسبوع القادم لأن لدي سؤال اذا كان الحلقة الاخيرة منه لأطرح السؤال. الجزائري: انا اميل الى ختمه عند هذا الحد حتى لا تختطفنا الجن لأني متيقن ان كثيراً من الناس قد اختطفتهم الحوريات او قد اختطفتهم الجنيات وان كثيراً من الجان قد جاءوا فأختطفوا كثيراً من بناتنا ومن امهاتنا حتى. المحاورة: هي هذه الحكايات المشوقة والخيالية الا ترى ان الاعلام ساهم في ان يخاف الانس او ان نخاف فكرياً من ان نلتقي مع الجن او الجان؟ الجزائري: لا اعتقد ان الاعلام. المحاورة: لماذا لا يااستاذ السينما، القصة. الجزائري: بمعناه الحديث، اذا كان بمعناه الحديث فلا اثر له في مثل هذه الحكايات، هذه الحكايات. المحاورة: ليس حكايات الف ليلة وليلة القديمة وما الفه الاعلام من تقديم المسلسلات لكن هناك بعض القصص التي تأتي في الموضوع فيوفر مساحة خيالية مخيفة في ان يلتقي هذا الانس مع الجان كما نقول دائماً. الجزائري: نعم نعم والدليل على هذا انه ارقى مدن السينما في العالم الان تعمد الى تقديم افلام من هذا القبيل، افلام يكون ابطالها الجن ويكون المغلوبون فيها الانس، لماذا لأن طبيعة الانسان كما تقدم في صدر حديثنا لأن طبيعة الانسان الميل المطلق الى ان يرى عالماً لا يعيشه في ايامه من صباحه الى مساءه ومن مساءه الى صباحه في هذه الاربع والعشرين ساعة التي نسميها اليوم. المحاورة: طيب ليكن لدينا فاصل استاذ كاظم لو يسمح لنا ونعود الى الحديث. المحاورة: شكراً لكم وقد تواصلتم معنا ومع الطارف والتليد في اثر حكايات الجن على الصعيد الادبي او اثر هذه الحكايات في الادب، بعد ان تناوش الاستاذ الجزائري على الكثير من الاسئلة ايضاً لنعود الى النقطة التي كانت أين يعيش الجن؟ نحن نسمع استاذ جزائري، قلت انها تعيش في مناطق نائية او كما يقولون في حالة المقابر وايضاً كانوا يخوفوننا الاباء والامهات من ان نكون هناك او في الصحارى يعني في الحقيقة هناك بعض المدن والانترنت ينشر وجود الجن في تلك المناطق وان لديهم ضجيج وزعيق ولا يريدون ان يتقدم اليهم عالم الانس، فهل هذا العالم لديه حضارة؟ يعني عدا النواحي العبادية والدينية التي ايضاً تناوش المستمعين ذكرها؟ الجزائري: انت اعجبتني بهذا السؤال! اي حضارة بأبيك، بأمك رحمهم الله وبكل آباءك الطيبين، اي حضارة اعظم من حضارة الدين التي تقول لك اعبد الله وارحم اخاك، من لم يرحم من في الارض لم يرحمه من في السماء. المحاورة: طيب مسجد الجن في مكة، ما موضوعه، ما معلوماتك عن هذا المسجد؟ الجزائري: انا ها هنا اتخذ موقف عبد الملك بن قريب بن عبد الملك الاصمعي العالم اللغوي الفذ رحمه الله الذي كان اذا سؤل عن القرآن الكريم وهو امهر انسان في العربية بدقائقها وبخصائصها التي لم يبلغها احد من العلماء فضلاًعن العامة، كان اذا سؤل عن القرآن الكريم يتبدل لونه الواناً يصفر وجهه ويخضرويضطرب ويرتعش ويقول ما انا والقرآن، ما انا والقرآن، انا لا اريد ان امر بمسجد الجن في هذا الوقت ولكن ربما نمر به ان شاء الله في موضوعك الذي اخترته انت للحلقة القادمة الانسان والشيطان، لا ادري اذا قدمت الشيطان على الانسان او الانسان على الشيطان. المحاورة: هو كما وردنا من الاستوديو وبأعتبارك انت معد هذا اللقاء الطارف والتليد من بعد الجان والشيطان لا ادري الى اين تريد ان تذهب بنا وبالمستمعين استاذ جزائري؟ الجزائري: أسأل الله سبحانه وتعالى ان يخرج رقبتي من هذه الربقة التي تضعينها فيها والذي اقول الذي يعد هو رب العالمين سبحانه وتعالى وانا انفذ. المحاورة: ان شاء الله يكون التوفيق، طيب اذا كان لديك من كلمة اخيرة في هذا الموضوع ولو كان سؤال تبادر الى احد الموجودين خارج الاستوديو المباشر في غرفة الانتاج بخصوص يعين هل هناك عمر للجن؟ الجزائري: نعم. المحاورة: هل يموتون؟ الجزائري: عمرهم عمري وعمرك يعني اذا من الله سبحانه وتعالى عليهم بستين سنة فهم غانمون، اذا زادت على الستين فتلك نعمة اخرى، هم لايختلفون عنا في شيء كما قلت لك مرات ومرات وانا آسف ان سير الحديث يفرض علي هذا التكرار، لا يختلفون عنا في شيء الا في انهم غير مرئيين وانهم يتنوعون كما يشاؤون. المحاورة: السلام على خلق الله وعلى هذه الكائنات وعلى هذه الافلاك التي خلقها وهي من جميل وبديع صنعه. الجزائري: اكرمك الله. المحاورة: سبحانه وتعالى، لا يسعنا في الختام الا ان نتقدم اليك بالشكر الجزيل نقلتنا في عالم الجن ويا رب الليلة استطيع ان انام استاذ جزائري. الجزائري: ان شاء الله. المحاورة: وقد تأخرنا حتى في العمل وشكراً لأتصالاتكم الهاتفية في كل مكان، الاسبوع القادم ان شاء الله سنكون مع الشيطان والانسان، نلتقيكم دائماً على الخير والهدى، استاذ جزائري لك الشكر الجزيل حياك الله. الجزائري: شكر الله سعيك وحفظك.
*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة