البث المباشر

صور من هدايات المنبر والشعائر الحسينية

السبت 3 نوفمبر 2018 - 13:05 بتوقيت طهران

بسم الله وله الحمد تبارك وتعالى رب العالمين وأطيب صلواته وأنمى بركاته وأسنى تحياته على ينابيع رحمته للخلائق أجمعين محمد وآله المعصومين. السلام عليكم إخوتنا المستمعين، أهلا بكم في حلقة جديدة من هذا البرنامج نخصصها لنقل نماذج وثائقية عن آثار المنبر الحسيني والشعائر الحسينية في الإهتداء إلى الدين الحق ننقلها لكم من الجزء الرابع من موسوعة (من حياة المستبصرين) ومن تحقيق طويل أعده الصحفي (سليمان الريسوني) ونشره في صحيفة (المساء) المغربية عن حسينيات الشيعة المغاربة المقيمين في بلجيكا، تابعونا على بركة الله.

جاء في المصدر المذكور وضمن الحديث عن قصة استبصار الأخ حسن شعيب من أندونيسيا أنه حفظه الله : (اعتنق مذهب أهل البيت (عليهم السلام) بعد سماعه بمذهبهم على لسان علماء الدين ومنهم خطباء المنبر الحسيني المهتمين بنشر معارف أهل البيت (عليهم السلام) كما أنه طالع العديد من كتب الشيعة ومصادرهم وقارنها بما كان قد قرأه من كتب أهل السنة فعرف أن الحق مع أهل البيت (عليهم السلام) وهم أدرى بالذي فيه، فما كان منه إلا أن يتبع الحق ويهتدي إلى الصراط المستقيم ويسعى (حسن بن شعيب) حاليا في هداية أبناء قومه إلى التمسك بتعاليم الدين الحقة إذ فتح باب بيته لإقامة المجالس العلمية وأداء المراسم المذهبية وخاصة العزاء الحسيني مما أكسبه احترام الكثيرين من أبناء الشيعة والسنة).
 

أيها الإخوة والأخوات ونقل مؤلف كتاب (من حياة المستبصرين) عن سماحة الخطيب السيد مسلم جابري الحادثة التالية قال : (لما كنت أواصل دراساتي العليا في باريس سنة ۱٤۰۱ هـ وافقت أيام العشرة الأولى من محرم، فدعونا المسلمين من شمال إفريقية المتواجدين في باريس للحضور ليلة تاسوعاء وعاشوراء في المركز الإسلامي الإيراني، فحضر جمع كبير منهم، فأسمعناهم مقتل الحسين (عليه السلام) بصوت المرحوم الشيخ عبد الزهراء الكعبي، فكان الجميع ينصتون ويبكون تفاعلا مع المأساة الحسينية، وكانوا يقولون : إن هذا الأمر لم نعلم به، وأظهروا تعاطفهم مع الإمام الحسين (عليه السلام) واشمئزازهم من القتلة المجرمين).
 

وفي الجزء الرابع أيضا من كتاب (من حياة المستبصرين)، كتب زميلنا الأستاذ المصري الأخ معروف عبد المجيد عن المنعطف الأول في رحلته التي هدته لمعرفة مدرسة أهل البيت – عليهم السلام – والتشيع لهم، فقال – حفظه الله – : (ذات يوم كنت أبحث عن إذاعة القاهرة وفي يدي مذياع صغير، وأنا جالس وحدي في غرفتي. كنت أعيش حينها خارج مصر، وكان الشوق إليها يغمر قلبي ويستولي على مشاعري، ولم تكن الفضائيات قد ظهرت بعد وفجاءة، تناهى إلى أذني صوت رخيم عذب، فأوقفت مؤشر المذياع، كان الأداء مختلفا تماما عن أداء كل ما سمعته من قبل، فازدادت دهشتي، كان الرجل يتحدث عن الإمام الحسين (عليه السلام) وعن الكارثة المريعة التي وقعت في كربلاء لا أدري في أي شهر من الشهور كنا، وربما كنا في شهر محرم في تلك الأيام لم أكن قد عرفت بعد البكاء على الحسين (عليه السلام) ومعنى هذا البكاء، ولكنني وجدت نفسي قد غمرها حزن شديد، فأجهشت بالبكاء، وفاضت الدموع من عيوني بغزارة وحرارة دون إرادة، ورحت أبكي بمرارة وحرقة لم أعهدها من قبل، إلى أن انتهى الحديث الذي استولى على جوانحي قادما عبر الأثير، وقد تجسدت أمامي مصيبة أهل البيت الأطهار (عليهم السلام).
 

أيها الإخوة والأخوات، بتأريخ ۱۳/۱۲/۲۰۱۱ نشرت صحيفة (المساء) المغربية تحقيقا ميدانيا أعدها الصحفي (سليمان الريسوني) عن حسينيات المستبصرين المغاربة المقيمين في بلجيكا، اشتمل على إشارات عدة لآثار الشعائر الحسينية في الهداية إلى الدين الحق. جاء في مقدمة هذا التحقيق المطول : (اليوم هوالجمعة الرابع عشر من محرم سنة ۱٤۳۳ للهجرة وقد مضت أربعة أيام على ذكرى عاشوراء التي يخلدها الشيعة بالبكاء حزنا على الحسين.. وقد قال خطيب الجمعة في مسجد الغفران في العاصمة البلجيكية بروكسل : إن خطر الشيعة والتشيع على الأمة الإسلامية وعلى أبناء الجالية المغربية أشد من خطر اليهود الصهاينة....
 

وهذا ما أثار الجالية المغربية فلا حديث لهم عن خطبة الجمعة هذه). وكان خطيب الجمعة هذا هومستمعينا الأفاضل من مشائخ الوهابية المتعصبين الذين أثار بغضائهم التأثير القوي للشعائر الحسينية في التعريف بمظلومية أهل البيت – عليهم السلام – وفضح ذيول الطغيان الأموي من مشائخ الوهابية. وهذا ما نبه إليه الشيخ (عبد الله الدهدوه) والشيخ (محمد بن خيدر) والشيخ عبد اللطيف الذين التقاهم مراسل صحيفة المساء المغربية في مسجد الإمام الرضا – عليه السلام – في بروكسل وكلهم من المغاربة الذين اهتدوا بالحسين – عليه السلام – فاختاروا التقرب إلى الله بالتشيع لأهل بيت النبوة – عليهم السلام – قالوا للمراسل : (لقد أحيينا عاشوراء بالحزن والبكاء ودراسة فلسفة عاشوراء.. لأن البكاء على الحسين سنة نبوية مؤكدة وقال الشيخ عبد اللطيف لقد كانت العادة عندنا في مدينة فاس هي توزيع الماء على المارين لأن الحسين مات عطشا، وكنا نوقف الإحتفال في الأعراس حتى تنقضي عاشوراء لقد غادرت المغرب في السبعينيات ولا أعرف التحولات التي حدثت فيه لكنني بدأت أسمع أن عاشوراء أصبح مناسبة للفرح وشراء الحلويات واللعب، ولست أدري سبب هذا التحول داخل مجتمع يقدس أهل البيت ؟ وهنا أجاب الشيخ عبد الله الدهدوه عن هذا التساؤل فقال : هناك أيدي خفية اشتغلت تحت جنح الظلام على تحويل عاشوراء في المغرب إلى يوم فرح.. ولا أستبعد أن تكون يد للحركة الوهابية التي انتشرت في المغرب، فبعدما كان المغاربة يحرمون الإحتفالات في عاشوراء أصبحنا أمام احتفالات تعم أرجاء البلاد.
 

وبانفعال قال الشيخ محمد : هل من المنطق أن يتخذ المرء يوم وفاة الرسول عيدا ؟ إن الحديث النبوي يقول : حسين مني وأنا من حسين، ونحن نقول أيها المؤمنون التزموا بسنة نبيكم في حزنه على سبطه الحسين).
 

مستمعينا الأفاضل، وكما تلاحظون فإن متعصبي الوهابية ومن ورائهم يسعون بكل جهدهم لإحياء سنة بني أمية في تحويل يوم عاشوراء إلى يوم فرح لإبعاد الناس التأثر بالهدايات الحسينية، ولكن هذه الجهود تبقى على كثرتها عاجزة عن إطفاء نور الله الذي أحجبته في القلوب ملحمة سيد الشهداء – عليه السلام –، وهذا ما تشير إليه الأخت الكريمة (إيزابيل سمية) وهي مسيحية بلجيكية هداها الله عزوجل إلى دينه الحق، وهي الآن تشغل منصب نائبة رئيس هيئة مسلمي بلجيكا، قالت هذه الأخت لمراسل صحيفة المساء المغربية : (أنا أنحدر من أسرة مسيحية، ولا يخفى على أحد أن الأديان عامة تعرضت لمجموعة من التخويفات والتحويلات، ومن خلال بحث روحي رافقني منذ طفولتي وجدت في الإسلام بشكل عام وفي التشيع بشكل خاص نموذجا حياتيا أخلاقيا يحرر المرأة والإيمان وهونموذج للتوازن بين التقليد النبوي والحداثة، وقد مكنني إطلاعي ودراستي لمجموعة من المراجع المختلفة من أن أسلط الرسالة السماوية على يد آل بيت رسول الإسلام النبيل..)
 

وفي جانب آخر من حديثها لمراسل صحيفة المساء المغربية تشير الأخت إيزابيل إلى قضية إحياء البدعة الأموية باحتفالات يوم عاشوراء فتنبه إلى عجزها عن محوروح الإنجذاب إلى قيم الملحمة العاشورائية، قالت حفظهما الله : (من الأمور التي اطلعت عليها بنفسي منذ أكثر من عشرين سنة خلال أسفاري للمغرب، أنه ورغم أن البعض يحتفلون الآن بما يسمونه (بابا عاشوراء)، فإن هناك الكثير من الناس يوزعون على الأطفال الصغار قللا صغيرة من الطين مملوءة بالماء إحياء لذكرى مأساة عاشوراء).
 

وها نحن نصل مستمعينا الأفاضل إلى ختام حلقة أخرى من برنامجكم (بالحسين اهتديت) استمعتم لها من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران.
شكرا لكم وفي أمان الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة