عندما يصل الزوار إلى موكب في طريق النجف إلى كربلاء، يهتفون "الموت لأمريكا" و"الموت لإسرائيل"، وتصبح خطواتهم أكثر ثباتًا في مرحلة ما على طول الطريق. ويدخل البعض موك، تردد أعلامه صرخة المقاومة من بعيد. وهنا، في العمود 1192، تمت إقامة موكب قوات الحشد الشعبي. حيث يعد رمزا للمقاومة وقوة الجمهورية الإسلامية وذكرى الشهداء.

كلما اقتربنا من الموكب، تظهر صور الأقسام والأجنحة المختلفة للموكب واحدًا تلو الآخر. وعلى الجدران، تبرز صور جرائم الكيان الصهيوني وداعش والولايات المتحدة. من أجساد الأطفال الشهداء الصغيرة إلى وجوه الجنرالات والعلماء النوويين. وعلى الأرض، انتشرت الأعلام الأمريكية والإسرائيلية تحت أقدام الزوار، وكل خطوة تبدو وكأنها ضربة في قلب العدو.

على بُعد خطوات، تلفت خزانة عرض زجاجية صغيرة انتباه الجميع. خزانة عرض تضم شظايا من عملية اغتيال الحاج قاسم سليماني وأبي مهدي المهندس في مطار بغداد على يد الولايات المتحدة. كما وُضعت فيها علب أدوية ومتعلقاتهما الشخصية المتبقية. وبجانب الخزانة، يوجد إطار صغير يحمل صورة الابتسامة الأخيرة للحاج قاسم.
وعلى الجانب الآخر، يتحدث رجل بشغف خاص عن حرب الاثني عشر يومًا الأخيرة، وعن الأنقاض والدمار الذي خلفته الصواريخ الإيرانية في قلب الأراضي المحتلة.
هنا، تُعرض صور شهداء اللواء 28 من قوات الحشد الشعبي بجانب العلم الإيراني، وكل صورة تروي قصة من الشجاعة والبسالة.
هذا العام، وبالنظر إلى الوضع في المنطقة، وخاصة في إيران، خُصص جزء من الموكب لتمجيد إيران الإسلامية. وفي هذا الجزء، تحمل الجدران وجوه الشهداء "باقري"، "طهرانجي"، "سلامي"، "حاجي زادة"، وغيرهم. بالإضافة إلى صور عملية الوعد الصادق، صواريخ عماد، سجيل، خيبر، وطائرات "شاهد" المُسيّرة تُوجّه أنظار الزوار كخطٍّ من القوة.

يقول أشتر الحجامي، المسؤول عن هذا الجناح، مُشيرًا إلى أننا نُنصت إلى أمر الإمام الخامنئي: "
"نظهر هنا أن إيران الإسلامية هي التي أخضعت إسرائيل. لقد أدرك الكثيرون ممن لم يكونوا على دراية بدور إيران سابقًا أن الجمهورية الإسلامية هي القلب النابض للمقاومة".
يقول رسول، أحد الزوار، وعيناه مثبتتان على صورة "سحر إمامي" وإطلاق الصواريخ الإيرانية على الأرض المحتلة:
"سنقف جنبًا إلى جنب مع الإيرانيين حتى تنتصر المقاومة. هنا، عندما يُذكر اسم إيران، يبتسم الجميع بفخر".
ثم يُشير بيده إلى علامة ما. إشارة تبدو وكأنها ترسم مسار الصواريخ الإيرانية من السماء إلى قلب إسرائيل، وبحركة واحدة ثابتة، يطبع هبوطها في أذهان الجميع.

على الجانب الآخر، تُصوّر سلسلة من الصور والملصقات جرائم الكيان الصهيوني. منازل تحولت إلى أكوام من التراب، ومدرسة غارقة في فصولها الدراسية بالدماء، ووجوه أطفال بريئة حُفرت ابتساماتهم في الصور إلى الأبد.
يقول حمزة من لبنان، وهو يحدق في صورة أنقاض الكيان المحتل للقدس بعد الضربة الصاروخية الإيرانية"
"لقد صُدم العالم بقوة إيران الإسلامية، وكنا فخورين بها أيضًا عندما كانت الصواريخ الإيرانية تتجه نحو الأراضي المحتلة، وفرحنا بوصول الجمهورية الإسلامية إلى هذه المكانة".

كما أنه تُذكرنا صور جرائم داعش والعمليات الأمريكية الدموية في العراق وسوريا، مصحوبة بشرح موجز، بالأيام المريرة التي وقفت فيها الأمم خالية الوفاض أمام آلة الحرب.

وأصبح طريق الزوار من النجف إلى كربلاء مسارا لإظهار قوة إيران الإسلامية وإرادة شعوب المقاومة. طريق نهايته كربلاء وأفقه تحرير القدس.