البث المباشر

رواية زوار الأربعين عن الصواريخ الإيرانية التي دكت إسرائيل

الثلاثاء 12 أغسطس 2025 - 15:05 بتوقيت طهران
رواية زوار الأربعين عن الصواريخ الإيرانية التي دكت إسرائيل

يتحدث الزوار بحماس خلال مسيرة الأربعين عن قوة إيران الصاروخية. صواريخ وصلت إلى قلب الكيان الصهيوني، ونقلت رسالة قوة الأمة الإسلامية وتضامنها إلى العالم.

منذ اللحظة التي تطأ فيها قدمك طريق النجف - كربلاء، ومع صوت اللطميات واستشمام رائحة الشاي العراقي، يُسمع همسٌ بين زوار الأربعين: "صواريخ إيران...".

يبتسم الزوار من العراق إلى لبنان، ومن باكستان إلى اليمن، ويتحدثون عن الخبر الذي هزّ العالم قبل أسابيع. لقد أصبحت هذه القصة جزءا من معنى الأربعين هذا العام بالنسبة لهم.

تتحرك موجة من الزوار من شوارع النجف وكربلاء نحو بين الحرمين. ترفرف الأعلام السوداء والخضراء والحمراء وسط الحشود المليونية، ويمتزج صوت اللطميات بوقع الأقدام. ترتفع أعلام إيران، العراق، لبنان، باكستان واليمن ودول أخرى جنباً إلى جنب، ولكن بين هذه الأعلام غالباً ما تتجه العيون إلى العلم الإيراني.

ليس الإعجاب والامتنان فقط للمواكب الإيرانية التي، تستقبل الزوار بالشاي والخبز والطعام الساخن إلى جانب إخوانهم العراقيين، بل أيضًا لما يُتداول في كل الأوساط هذه الأيام: قوة الجمهورية الإسلامية الإيرانية والصواريخ التي سقطت في قلب الأراضي المحتلة.

يتوقف في منتصف الطريق، رجل عراقي بوجهٍ مُسمرٍّ ووشاحه الأسود. يرفع يديه، ويرسم خطًا وهميًا من الشرق إلى الغرب، ويقول بحماس: "«أخوي! أنتو رجال! من هنا... إلى هناك!".

بجانبه، يبتسم شاب أردني يرتدي وشاحا أسود حول رقبته، ويقول:

"لقد أثبتت الصواريخ الإيرانية أنه عندما تنتزع حقك، لا أحد يجرؤ على المساس بك بعد الآن".

ينضم المزيد من الزوار إلى الحشود المليونية لزيارة الأربعين.

يقول زائر باكستاني، يحمل كوبًا من الشاي العراقي، بنبرة حماسية:

"لقد أسعدتمونا بكسركم سلطة إسرائيل".

تتكرر هذه الإشارة مرارًا على طول الطريق. يمد شاب أو في منتصف العمر يده نحو الأفق، ويرسم خطًا من نقطة خيالية في الشرق إلى حيث يعتقد أن هدفه. تروي هذه الثواني الصامتة القليلة القصة كاملة. رحلة اخترقت الحدود وتجاوزت الحواجز.

يقول زائر يمني، يخبز خبزًا طازجًا في المواكب الإيرانية، بثقة عندما نسأله عن هذه المشاهد:

"لقد أثبتم أيها الإيرانيون أن أقوالكم وأفعالكم واحدة. كثيرون يتكلمون، لكنكم عملتم بما وعدتم".

تعتبر إحدى النساء العراقيات المرافقات لقافلة الزائرات هذه الحادثة جزءًا من ثقافة الأربعين، وتقول:

"إن الأربعين هو يوم العزاء وكذلك إظهار لقوة الأمة الإسلامية. وكما صمد الإمام الحسين (ع) مع أصحابه القلائل في كربلاء أمام الظلم والجور، تدافع الأمم اليوم عن نفسها بأدوات عصرها".

يقول رجل بحريني في طريقه إلى مرقد أبي الفضل العباس (ع)، بهدوء ورزانة: "ربما لا أستطيع التحدث بحرية في بلدي، لكن هنا أقول: سلمت يداكم. لقد فعلتم شيئًا لم يستطع حتى الأعداء إنكاره".

كلما سُمع صوت الدعاء واللطمية من مرقد الإمام الحسين (عليه السلام)، يمتلئ الطريق بالصمت والدموع. ولكن ما إن تستمر الحركة، حتى يعود الحديث إلى نفس الموضوع. وبالنسبة للكثيرين، ليس حب الإمام الحسين (ع) والإعجاب بقوة الجمهورية الإسلامية الإيرانية قضيتين منفصلتين، بل هما طريق واحد.

يقول شاب بصراوي، يحمل راية "لبيك يا حسين" على كتفه، ويسير في مسيرة الأربعين منذ أكثر من أسبوعين:

"الأربعين يعني أن المظلومين ليسوا وحدهم. سواء في عام 61 هـ أو اليوم".

يقول رجل نيجيري ناطق بالإنجليزية ضمن قافلة من زوار أفارقة، بحماس: "سمعنا أن أنظمة العدو الصهيوني لم تستطع إيقاف الصواريخ الإيرانية. وهذا يعني الأمل لكل من يؤمن بالعدالة".

 يصل كل شيء إلى ذروته عند الوصول إلى بين الحرمين: الضوء، الصوت، وحماسة الحشود المليونية.

هذا العام، وقبل حلول الأربعين، لم تشهد شوارع النجف وكربلاء حضور ملايين الزوار المتحمسين لأداء زيارة الأربعين فحسب، بل أصبحت أيضًا مسرحا لتجسيد رسالة عالمية.

رسالة ترددها أفواه الزور بحركاتهم وابتساماتهم المعبرة:

"إن إيران ليست وحيدة. نحن ممتنون وطريقنا واحد".

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة