البث المباشر

الفلسطينية ناهد محمود وقبسات مظلومية الحسين وجده المصطفى (ص)

السبت 3 نوفمبر 2018 - 12:16 بتوقيت طهران

بسم الله مبدأ كل خير ومنتهاه، والحمد لله على جميل صنعه وكريم هداه، و أزكى صلواته و تحياته و بركاته على أبواب رحمته للعالمين و معادن حكمته للطالبين النبي المصطفى الأمين وآله الطيبين الطاهرين. السلام عليكم أعزائنا المستمعين، تحية من الله مباركة طيبة ونحن نلتقيكم بتوفيق الله في حلقة جديدة من هذا البرنامج نخصصها لقصة أختنا الفلسطينية الكريمة الجامعية ناهد محمود التي من الله عليها بالهداية إلى دينه الحق وسلوك صراطه المستقيم الموصل إلى كمال الإنسان وقربه من ربه و فوزه برضاه ورضوانه تبارك وتعالي.

مستمعينا الأطائب روى علماء المسلمين من مختلف مذاهبهم قول رسول الله – صلى الله عليه وآله –: "حسين مني وأنا من حسين". ومن معاني هذا الحديث الشريف أن الملحمة الحسينية هي التي حفظت دين محمد – صلى الله عليه وآله – للعالمين، وأحبطت مساعي الطغيان الأموي لطمس معالمه.
 

كما أن من معاني هذا الحديث الشريف وقوله – صلى الله عليه وآله –: ( وأنا من حسين)، أن معرفة الأمة للحسين تقودهم إلى المعرفة الصحيحة بشخصية جده المصطفى لأن الحسين هو الذي جسد للأمة القيم المحمدية النقية في ملحمته التضحوية الخالدة.
كما أن الدمعة على الحسين – عليه السلام – هي التي تبعث في قلب الإنسان الغيرة النقية على رسول الله – صلى الله عليه وآله –، لأن الحسين من محمد و محمد من الحسين.
 

وهذا المعنى نستلهمه في أحد مصاديقه من قصة أختنا الكريمة الجامعية ناهد محمود الفلسطينية المولودة سنة ۱۹۸۱ ميلادية والمهتدية بالروح الحسينية إلى اتباع مدرسة الثقلين القرآن والعترة المحمدية في مطلع سنة ألفين وسبعة للميلاد.
 

وقد كتبت الأخت الكريمة قصة استبصارها بتأريخ الثامن والعشرين من شهر محرم الحرام سنة ۱٤۲۸ للهجرة، واختارت لها عنوان (التعطش لمعرفة الحق) وقد نشرت قصتها على موقع شبكة الحق الثقافية وكذلك موقع مركز الأبحاث العقائدية وغيرهها من المواقع الإسلامية على شبكة الإنترنت، تقول هذه الأخت الكريمة في قصتها: (أنا فلسطينية الجنسية، ولكنني عشت القسط الأكبر من حياتي بالسعودية حيث كان يعمل والدي، كانت أول مرة أسمع فيها بكلمة شيعة عندما كنت بالصف الثالث المتوسط (الإعدادي) من إحدى مدرساتي أثناء الشرح وسألت صديقتي التي كانت تجلس بجواري من هم الشيعة؟ فردت على سؤالي بقول (هم الذين يقولون بأن جبرئيل أخطأ ونزل على محمد بدلا من علي) ولكنني وجدت بأن هذا الكلام كان غريبا إلى حد أني لم أصدقه، وعندما عدت إلى فلسطين سألت خالتي عن هذا الموضوع فأجابتني بطريقة أرادت من خلالها تقريب الموضوع إلى عقلي (هم الذين يعتقدون بأن عليا – عليه السلام – أحق بلاخلافة من أبي بكر) ثم بدأت رحلتي مع البحث حيث أن طبيعتي تهوى البحث والحمد لله أرغب دائما بالإطلاع على أي موضوع غامض بالنسبة لي بنفسي.
 

أيها الإخوة والأخوات، ولصدق أختنا ناهد محمود في طلب الحق والحقيقة والبحث عنها بعيدا عن التقليد الأعمى والتعصبات الموروثة، فقد يسر الله عزوجل أسرع الطرق للوصول إلى الحق وهو معرفة مصباح هداه وسفينة نجاته الحسين – صلوات الله عليه –، والتفاعل الوجداني مع مظلوميته وملحمته الخالدة، فرتب الله جلت قدرته أن يكون أول ما تعرفت عليه مما يرتبط أهل بيت النبوة المحمدية – عليهم السلام –، تقول أختنا الفلسطينية الكريمة: قمت باستعارة إحدى الكتب من خالتي التي كانت تخفي تشيعها واطلعت عليه وكانت مفاجأتي عظيمة عندما عرفت عن استشهاد سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين عليه السلام ومن الذي قام بقتله وكانت صدمة قوية إذ أنني لم أسمع عن مصاب آل بيت نبينا عليهم صلوات الله أجمعين بل وأدهى من ذلك أذكر بأني قد درست عن يزيد بن معاوية، عندما كنت طالبة بالمدرسة، صور لنا و كأنه كان ابن شخصية فذة و أميرا للمؤمنين ولم أكن أعرف بأنه فاسق شارب خمر، و بدأت الأسئلة تراودني عن حياة آل بيت نبينا وعن كل ما درسته وكنت أعتقد بصحته من قبل إذ أصبحت أسأل نفسي هل يعقل بأن كل هذا الكم الهائل من الأحاديث روتها فلانة أما السيدة البتول فاطمة عليها سلام الله فلم أسمع لها حديثا قط؟ وكأنه لا وجود لها في حياة النبي الكريم عليه صلوات الله وعلى آله وسلم! ولماذا يتم التعتيم على وقعة كربلاء المقدسة؟ ما هو الهدف من هذا؟
لقد أوجد الله عزوجل في قلب الأخت ناهد ومن خلال تعريفها بالمظلومية الحسينية بارقة نور كشف لها حقيقة عامة هي أن هذه المظلومية فرع مظلومية رسول الله – صلى الله عليه وآله – فهو المستهدف الأول في حرب الإبادة التي شنتها الحكومة الأموية يوم عاشوراء ضد أهل بيته –عليه وعليهم السلام –، وهذه الحقيقة المعرفية تجلت في ردة فعلها تجاه كتاب عرض صورة النبي المصطفى – صلى الله عليه و آله – طبق الرؤية الوهابية وهي وريثة ومجددة الإنحراف والطغيان الأموي، تقول أختنا الفلسطينية متابعة رواية قصة هدايتها: (رغم أنني كنت متلهفة لمعرفة أمور كثيرة أحسست بأنني لا أفهمها إلا أن قلة الكتب ؛ إذ بالكاد تستطيع أن تجد كتابا يتحدث عن آل البيت هنا ؛ ودراستي الجامعية منعتني من مواصلة البحث حتى وقع بين يدي كتابا لم أكن أعلم بأن مؤلفه مفكر وهابي وكان الكتاب يتحدث عن سيرة المصطفى عليه الصلاة وعلى آله وسلام وقد أظهر الرسول بطريقة أثارت نفوري إذ صور شخص الرسول الكريم بطريقة جعلتني أصدق أقوال وتهم الغرب ضد شخصه الكريم عليه الصلاة وعلى آله وسلم، وهذا ما أعادني للبحث مرة أخرى عن كل ما يتصل به وبآل بيته عليهم الصلاة والسلام وبدأت بالبحث من حياة آل البيت ومصابهم).

و هكذا مستمعينا الأفاضل،تضاعفت همة الأخت الكريمة ناهد محمود للحصول على المعرفة المطلوبة والصحيحة بالنبي الأكرم – صلى الله عليه وآله – ومعرفة دينه الحقيقي المنزه عن التحريفات والتشويهات الأموية، فهداها الله عزوجل للحصول على ما تطلب من وسيلة أخري، تقول الأخت ناهد في خاتمة قصتها: ( هذه المرة بحثت عن المواضيع التي أردتها من خلال شبكة الإنترنت حتى وقعت عيني على أسماء مجموعة من الكتب في موقع شيعي و لفت نظري كتاب (دفاع عن آل الرسول) لصالح الورداني وكانت هذه أول صلتي بهذا الموقع لأبدأ بالبحث في مجموعة من الكتب مثل كتاب (الخدعة)، وكتاب (السيف والسياسة في الإسلام لصالح الورداني) وكتاب (مظلومية الزهراء عليها السلام) للكاتب السيد علي الحسيني الميلاني، (تزوج أم كلثوم من عمر) للكاتب السيد علي الحسيني الميلاني، (لقد شيعني الحسين عليه السلام) للكاتب إدريس الحسيني، (السلفية بين أهل السنة والإمامية) للكاتب السيد محمد الكثيري، (الرجعة أو العودة إلى الحياة الدنيا بعد الموت) لمؤسسة الرسالة وأرغب في زيادة بحثي وأسأل الله أن يعينني على سلوك نهج آل البيت عليهم السلام في كل شيء)
 

كانت هذه مستمعينا الأفاضل قصة استبصار أختنا الجامعية الفلسطينية ناهد محمود واهتدائها للدين المحمدي النقي الذي ارتضاه لعباده، وقد نقلناها لكم ضمن حلقة اليوم من برنامجكم (بالحسين اهتديت).
 

نشكر لكم طيب الإصغاء والمتابعة ونجدد لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران خالص التحيات والدعوات بالمزيد والمزيد من معرفة ومودة وموالاة محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.. والحمد لله رب العالمين.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة