مستمعينا الأفاضل، ننقل لكم قصة اهتداء الأخ الكريم طبق ما كتبه بنفسه بتاريخ (۱۲/٤/۲۰۱۱ ميلادية) ونشره على موقع منتديات غرفة الغدير وهو من المواقع الإسلامية على شبكة الإنترنت، قال حفظه الله: (اسمي حسام مهندس المصري أحكي هذه التجربة لكي يعلم الجميع الحقيقة المجردة التي عرفتها بفضل الله. فمنذ أن أبصرت عيني الحياة وأنا أسكن في القاهرة بجوار مسجد الإمام الحسين (ع) وعائلتي بسيطة للغاية فجدي كان يعمل مقابل المسجد بجوار المنزل وكان يعشق الإمام الحسين (ع) وكان يتبع الصوفية وكان دائم التردد على الزيارة باستمرار و والدي تاجر. نشأت معتمدا على نفسي دائما و كنت متفوقا بالدراسة و هذا الأمر جعلني أثق دائما بقدراتي و كنت إنسانا عقلانيا أزن الأمور بالشكل المناسب للعقل لكنني كنت لا أعلم شيئا عن ديني سوى الصلاة والصوم. واستمر حالي على هذا المنوال إلى أن نجحت في الثانوية).
أيها الإخوة والأخوات، ولكن حال المهندس حسام المصري لم يستمر على هذه البساطة، إذ اقترن دخوله الجامعة بوقوعه في حبائل الوهابية ونسختها المحرفة للدين الحق، فأبعدته عن مسجد الحسين – عليه السلام – وأسقطته في متاهات محاربة التوحيد الخالص تحت شعار محاربة الشرك والعودة للتوحيد الأموي، يقول الأخ حسام متابعا قصته مع تغيير طفيف منا بعدم ذكر بعض الأسماء: (دخلت كلية الهندسة و هنا حدثت المعرفة ففي البداية أختلطت بالتيار الفلاني عن طريق أسرة الشروق و كنت أعجب بحركتهم و فكرتهم و آرائهم الدينية وهذا طبعا نتيجة الجهل الذي كنت أتمتع به و لكني رأيت أنهم يوظفون الدين للوصول للحكم و كنت قد بدأت التعرف على أصدقاء جدد فقام أحد أصدقائي بإعطائي شريط للشيخ الفلاني و كنت غير مواظب على الصلاة بشكل دائم فقمت بسماع الشريط و بكيت من شدة الرعب من لقاء الله و العذاب المنتظر لي وبدأت السلسلة و بدأت أشتري أسطوانات للمشايخ وأسمع عن ابن تيمية و ابن القيم و محمد عبد الوهاب و بدأت أسمع إلى الآراء دون تفكير مسبق لجهلي أيضا و بدأت أعتقد بجهل زوار آل البيت و أنهم مشركون و كنت أتمنى أن أقتلهم لأريح الدنيا من هذا الشرك البين و هؤلاء المشركين و بدأت في إطالة اللحية و إن الإقتناع بهذه الأفكار الغريبة و المتعصبة أدى بي إلى هجرة الناس و استخدام أسلوب متطرف أدى بي إلى العزلة الكاملة و الشعور بالشفقة على الأغبياء الذين لا يتبعون الطريق الصحيح و زادت من اعتناقي هذا محاربة السلطة لهذا الفكر التكفيري و تعاطفي مع أصحابه و لكن بمرور الوقت بدأت بالتخلي عن هذا الفكر دون سبب واضح إلى الآن.)
مستمعينا الأطائب، ولعل توجه الأخ حسام المهندس للتخلي عن ذلك الفكر التكفيري الهدام يرجع إلى شعوره الفطري بمنافاته للفطرة السليمة و العقل و الشرع لأن هدف الدين الإلهي هو هداية الخلق و ليس قتلهم و قتل الضلالات و إنقاذ العباد منها و ليس قتل المتأثرين بهذه الضلالات عن غير عمد. يتابع هذا الشاب المصري قصته مبينا المنعطف الذي أنقذه الله به من فتنة الوهابية، فيقول: (و حدثت حرب لبنان عام ۲۰۰٦ و أنا كنت ممن يشاهدون حزب الله و السيد حسن نصر الله على شاشات التلفاز و كنت ممن يؤيدونهم أيضا و لكنني فوجئت بمشايخ الوهابية يشنون حملة ضدهم على الرغم من أن حزب الله يحارب إسرائيل عدوتنا جميعا وبدأت الأصوات الوهابية تنادي أن حزب الله أو الشيعة أخطر من إسرائيل ! و هذا كان أول معرفتي بالمذهب الشيعي. كانت كل معلوماتي التي بدأت بمعرفتها أن الشيعة هم كفرة يعبدون عليا (ع) و لديهم مصحف آخر و هو مصحف فاطمة (ع) و أنهم يسبون الصحابة و هنا بدأت الأفكار تدور برأسي و بدأت أبحث عن الحقيقة كان عندي بعض المعلومات عن الإمام علي (ع) و لكني لم أكن أعرف أي شيء عن الفتنة الكبرى فبدأت بمطالعة كتاب (عبقرية علي) للعقاد، كنت و أنا أقوم بقراءة الكتاب أشعر بالغضب من تجاهل الوهابية لحق الإمام علي (ع) في هذه الفتنة بل و مساواة الإمام بشخص كمعاوية و بدأت في مطالعة كتاب الفتنة الكبرى لطه حسين و بدأت أقرأ عن كربلاء و خروج الإمام الحسين (ع) على يزيد و قمت بمطالعة كتاب أبناء الرسول في كربلاء لخالد محمد خالد و بمطالعة هذا الكتاب بدأت الدموع تسيل بغزارة و بدأ القلب يدق بشدة و قلت:كيف أن يتجاهل الناس خروج الإمام الحسين على حاكم فاسق لعين و كيف تكون عاشوراء للحلوى والتنزه.)
هنا مستمعينا الأكارم يشير الأخ حسام المهندس المصري إلى آثار السياسة الأموية البغضية التي سعت إلى التعتيم على فاجعة عاشوراء و الملحمة الحسينية بتحويل يوم عاشوراء إلى يوم فرح و سرور و لتحقيق ذلك وضع علماؤها الأحاديث المزورة التي تدعو إلى صوم هذا اليوم لكي تضفي على ذلك صبغة دينية فتغطي بذلك جريمتها البشعة في واقعة الطف و تبعد الناس عن استلهام قيم الملحمة الحسينية. و على أي حال فقد كان تعرف أخونا الشاب حسام المهندس المصري على واقعة كربلاء ومن مصادر سنية أيضا الإنطلاقة لمعرفة خط الخلافة الإلهية الحقيقية الذي يمثل الإمام الحسين – عليه السلام – وكشف خط غاصبي الخلافة الذي يمثله الطغيان الأموي و امتداده المتمثل بالنهج الوهابي، يقول هذا الأخ في تتمة قصته: (بدأت في التحدث لبعض أصدقائي من الوهابية الذين كانوا يقولون أنها فتنة لا يجب التحدث عنها مطلقا و أنهم جميعا كانوا على حق، معاوية و الإمام علي، و الإمام الحسين و يزيد و ابن زياد كلهم في الجنة و يحذروني من أنني سأصبح شيعي و أن الصحابة لا يجب التحدث عنهم مطلقا و في أحد الأيام في صلاة الفجر كان معي صديقا لوالدي و كان دائم التعود على زيارة الإمام الحسين فسألني أن أرافقه فذهبت معه بعد إلحاح منه فعندما دخلت المسجد أحسست بشعور غريب يتسلسل إلى قلبي و رأيت أناسا كثيرين يقبلون المقام و تذكرت كلام المشايخ عن الشرك و بدأت أتسأل هل يكون هؤلاء القوم على ضلالة ؟ هل الدموع و التوسل و حب الأولياء شرك).
و هكذا مستمعينا الأطائب جاءت البارقة النورانية الثانية في مسجد رأس الحسين – عليه السلام – في القاهرة لتدخل قلب هذا الشاب و تنفض عنه غبار شبهات الوهابية لكي يتأهل لمعرفة الحقيقة و الدين الحق في رحلة البحث العلمي البعيد عن التعصبات، يقول حسام المهندس المصري:
(بعد انتهاء الزيارة أخذت الأفكار تراودني عن الشيعة فبدأت بالبحث عن كتبهم في الإنترنت وعندما قمت بالدخول على موقع مكتبة الشيعة العالمية هالني كلمة المصحف الشريف فقمت بتحميله لمعرفة مصحف فاطمة الذي سمعت من الوهابية عنه و أن الشيعة لا يعتقدون بقرآن أهل السنة فوجدته أنه مصحفنا فقمت بتحميل الكتب الأخرى و هنا بدأت في التعرف على مصطلح مستبصر و العلامة و السيد و بدأت في البحث داخل الكتب. و قرأت العديد من الكتب و لكن كتاب ثم اهتديت للدكتور محمد التيجاني السماوي وجدت فيه ضالتي و وجدت إجابة عن التساؤلات التي تدور داخلي و قرأت كتب المستبصرين ثم استمعت إلى الشيخ حسن شحاته و بدأت أدرك الحقائق)
واستمرت رحلة البحث عن الحقيقة حتى وصل الأخ مهندس حسام المصري إلى معرفة أن الدين المحمدي النقي هو عند آل محمد – صلى الله عليه و آله – فهم الذين أذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا.. فصار من شيعتهم و لم تمنعه مضايقات الأمن الحكومي من الثبات على هذا النهج الإلهي القويم و مواصلة السعي لترسيخ مودة قربى الرسول الأكرم – صلى الله عليه وآله – في قلبه. وفقه الله لكل خير. وبهذا ننهي مستمعينا الأكارم حلقة اليوم من برنامجكم (بالحسين اهتديت) قدمناها لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران.
شكر الله لكم طيب الإستماع ودمتم في رعايته سالمين.