البث المباشر

اهتداء لمعرفة أولياء الله بكرامة لأبي الفضل العباس (ع)

السبت 3 نوفمبر 2018 - 09:04 بتوقيت طهران

بسم الله وله الحمد والمن إذ رزقنا معرفة وموالاة أبواب رحمته للعالمين محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين. السلام عليكم أيها الإخوة والأخوات ورحمة الله وبركاته، تحية مباركة طيبة نهديها لكم في مطلع لقاء اليوم من برنامجكم هذا وقصة أخرى من قصص المهتدين إلى الدين الحق ببركة الملحمة الحسينية.

في هذا اللقاء ننقل لكم أيها الأطائب قصة أخ من الرياض رتب الله جلت قدرته هدايته لمعرفة أولياء الله الصادقين – عليهم السلام – بكرامة أظهرها عزوجل في مسجد أبي الفضل العباس – عليه السلام – في الإحساء.. كونوا معنا لمعرفة تفصيلات هذه القصة المؤثرة.
مستمعينا الأفاضل، ننقل لكم هذه القصة مما كتبه الأخ السيد أحمد العباسي بتأريخ ۳۱/۸/۲۰۰۸ تحت عنوان (كرامة لأبي الفضل العباس – عليه السلام – في السعودية)، وقد نشرتها عدة من المواقع على شبكة الإنترنت، ونحن ننقلها من موقع (صوت الحرية) التابع لنقابة الصحفيين العراقيين.
 

والقصة ترتبط بأحد المعالم الدينية في الإحساء هو مسجد أبي الفضل العباس – عليه السلام– في منطقة المطير في الإحساء وقد أظهر الله عزوجل لعباده فيه كثيرا من الكرامات، يقول السيد أحمد: أحد الإخوان من الرياض كان له طفل معاق وكان معه رجل شيعي زميلا في العمل في المؤسسة التي يعمل فيها، كان الشيعي يرى بأن زميله هذا دائما حزين، وذات يوم جلس معه يسأله عن سبب حزنه، فأجابه: أن الله من عليه ورزقه طفل لكنه معاق ؛ فقال له صاحبه الشيعي: إنه لدينا نحن الشيعة أناس صالحون نسميهم بأبواب الحوائج إلى الله، فلو طلبنا ما نريد لا يردوننا خائبين أبدا ومنهم أبوالفضل العباس عليه السلام وقام الرجل بسرد فضائل أبي الفضل العباس عليه السلام وكيف أنه لبى حوائج أناس آخرين. فتهلل وجه هذا الرجل فرحا وسرورا وسأله بلهفة و قال: أين أجده ؟ فأجابه: إن أردت أن يشفي ابنك بإذن الله عليك أن تنذر لله نذرا تفي به إن أعطاك ما تريد وهو شفاء ابنك، أنا أعرف مسجدا يسمى باسمه (مسجد العباس عليه السلام) بالإحساء.
 

مستمعينا الأفاضل، وقبل أن يتابع الأخ السيد أحمد العباسي نقل هذه الحكاية قدم نبذة عن هذا المسجد العريق في الإحساء، طبق ما اشتهر بين أهالي هذه المنطقة التي تعرف تأريخيا باسم (هجر) ومنها الصحابي الجليل رشيد الهجري من حملة أسرار أمير المؤمنين – عليه السلام –، وهي من المناطق التي دخلت الإسلام دون قتال ودعا رسول الله صلى الله عليه وآله لأهلها بقوله "اللهم بارك لنا في هجر"، يضيف الأخ السيد أحمد العباسي قائلا ما ملخصه: هذا المسجد أنشأ في موضع يقال أن أبا الفضل العباس – عليه السلام – صلى فيه فاخضرت وأورقت أشجار يابسة كانت في الموضع كرامة من الله عزوجل وقد اعتاد شيعة أهل البيت – عليهم السلام – أن يقصدوا هذا المسجد الطاهر، يتوسلون فيه إلى الله فتقضى حوائجهم ببركة أبي الفضل العباس – عليه السلام – وبقي هذا المسجد الطاهر شامخا إلى أن جاء حكم خوارج هذا العصر الوهابية، فحاولوا أن يطمسوا معالمه ويخربوه بالكامل تحت غطاء أنه بدعة وشرك، لكنهم عجزوا عن تدمير جداره رغم بساطة بنائه، الأمر الذي زاد من اعتقاد الناس بكرامة هذا المسجد وازدادت أعداد الزائرين رغم أن الوهابيين قطعوا الأشجار من حوله لكي تصبح الأرض حوله قاحلة.. لكن ذلك لم يمنع من توافد المؤمنين عليه من الإحساء وخارجها وازدادت تبرعات المؤمنين لتوسعته لكن الحكومة لم تكن تسمح بذلك، فاستفتى أهل المسجد آية الله السيد الخوئي رضوان الله عليه في صرف هذه الأموال في مصارف فلم يجيز ذلك لأنها موقوفات خاصة بمسجد العباس – عليه السلام –.
 

أيها الإخوة والأخوات، كلمات هذا الأخ بعثت الأمل وحسن الرجاء بالله عزوجل وسعة رحمته في قلب زميله في العمل، وقرر أن يتوسل إليه من طريق عبده الصالح أبي الفضل العباس مستشفعا به – عليه السلام – لشفاء ولده.. يقول الأخ السيد أحمد العباسي في تتمة الحكاية: ( لما ذهب الرجل إلى المنزل أخبر زوجته بما قاله صاحبه الشيعي، فذهبا إلى نفس المكان الموصوف لهما بصحبة ابنهما المعوق والوحيد وبالقرب من المسجد طبعا كما هي العادة مواقف للسيارات وبالمواقف محل لبيع المرطبات ولوازم الزوار وكل ما يحتاجه الزائر..ترجل الرجل من سيارته وأركب ابنه في العربة المخصصة وهو لا يعلم من أين يدخل وقف بالقرب من صاحب المحل الذي يبيع المرطبات فسأله بلهجة حجازية.. هل هذا مسجد العباس رضي الله عنه اللي من أهل البيت ؟ قال له البائع: نعم ؛ وكان الرجل واقف وزوجته وهم يحدقون بالبائع وهو يتكلم معهم فسألوه مرة ثانية هل هذا مدخل الرجال ؟.. وأين مدخل النساء ؟؟ أشار له على مدخل النساء وأشار لهم بيده على مدخل الرجال فالتفتوا جميعهم على الباب وإذا بهم يرون ابنهم وقد ترك عربته المخصصة للمعوقين وأخذ يسارع الخطى يريد الدخول إلى المسجد.. فذهلوا من المنظر التفتوا بسرعة هم الثلاثة إلى العربة إلى العربة فوجدوا خالية.. فتأكدوا.. أنهم لا يحلمون أن الذي شاهدوه يسارع الخطى بالدخول إلى مسجد هو ابنهم فلحقوا به مذهولين، الأم والأب من مدخل الرجال وهم يبكون وينادونه باسمه إلى أن سقط الطفل مغشيا عليه والأم والأب في حالة ذهول وبكاء.)
 

أيها الإخوة والأخوات، انهمرت دموع الوالدين ومزاجها الفرحة بشفاء ابنهما الذي لم يشاهداه على رجليه من قبل، كانت دموع شوق وحمد وشكر لله عزوجل على هذه الكرامة التي جاءت سريعا وقبل أن يدخلا المسجد للدعا والتوسل..
 

احتضن الوالدان ولدهما الحبيب والوحيد ولم يثير اغماؤه قلقهما.. لقد شعر أنه اغماء مبارك ناتج عن رؤية منظر مهم لم يشاهده غير ذلك الطفل البريء.. يقول الأخ السيد أحمد العباسي حاكيا ما جرى بعد ذلك: (لما أفاق الطفل من غشيته سأله والده: لما ذا لم تدخل المسجد يا ولدي و ما الذي جعلك تقوم من عربتك وكيف استطعت ذلك.. أجاب الطفل: لقد رأيت عند باب المسجد رجلا بهي الطلعة طيب الرائحة وقد فتح ذراعيه وكأنه يستقبلني، قال لي: قم يابني وقف على قدميك.. قلت لا أستطيع ذلك، قال: قم وأنا أعينك. فوجدت نفسي أقف على قدميّ فأسرعت إليه، ولما وصلت إليه مر بيده على مواضع من جسمي وقال لي: إنك معافى بإذن الله).
 

مستمعينا الأفاضل، ويبدو أن نذر والد الطفل كان أن يسعى في توسعة هذا المسجد المبارك إذا من الله بالشفاء على ولده، وهذا ما سارع إلى الوفاء به فور حدوث هذه الكرامة الإلهية، يقول السيد أحمد في تتمة القصة: لقد سارع والد الطفل ودمعه لم يجف بعد إلى طلب مقابلة عمدة المنطقة التي يقع فيها المسجد.. فأوصلوه للعمدة، فطلب منه ترتيب أمر توسعة المسجد فأخبره العمدة بأن البلدية الحكومية لا تعطي التراخيص، فقال الرجل: أنا سوف أتكفل بالحصول على التراخيص اللازمة لبناء المسجد وسأقوم ببنائه على نفقتي. أجابه عمدة المنطقة: وفقك الله يكفينا أن تخرج لنا التراخيص لدينا من التبرعات ما يفيض عما يلزم لإعمار المسجد وتوسعته. فذهب الرجل وغاب أياما وعاد ومعه التراخيص اللازمة وأصر أن يساهم في بناء المسجد)
 

لقد أعان الله تعالى هذا الأخ الذي سارع للوفاء بنذره، أعانه على تحقيق ما يرجوه من الحصول على التراخيص اللازمة لتوسعة المسجد، بل وأقنع البلدية التي كانت تمنع هذه التوسعة من المساهمة فيها، يقول الأخ السيد أحمد في نهاية ما كتبه: (لا يصدق كل من ذهب إلى مسجد أبي الفضل العباس – عليه السلام – في منطقة المطير في ما يراه الآن إذا زاره فقد تمت توسعته بصورة بهية، والعجيب أن بلدية المنطقة كانت قد تعمدت في السابق على شق شارع يفصل بين مبنى المسجد وبين مرافقه الأخرى لكي يعيقوا حركة الزائرين وقد أفتى العلماء حينها بعدم جواز المرور عبر هذا الشارع، ولكن في التوسعة تنازلت البلدية فتم ضمه لمرافق المسجد الذي أصبح كامل الخدمات من المرافق ومواقف لسيارات الزائرين وغير ذلك مما ييسر أمر زيارته)
 

وبهذا اهتدى هذا الأخ من أهل الرياض إلى معرفة أولياء الله المكرمين الذين جعلهم عزوجل وسائل لنيل فضله، وصدق هذا الرجل في وفائه لهم عليهم السلام ووفائه بالنذر فجازاه الله خير الجزاء إذ أعانه على توسعة هذا المكان المقدس ليكون مسعاه صدقة جارية له إلى يوم القيامة، فيجعل الله له نصيبا من ثواب الزائرين لمسجد أبي الفضل العباس – عليه السلام – والمتوسلين به إلى الله عزوجل.
وختاما نشكر لكم مساعيكم مستمعينا الأفاضل طيب المتابعة لحلقة اليوم من برنامج (بالحسين اهتديت) خالص التحيات نجددها لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران، دمتم بألف خير.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة