البث المباشر

اهتداء الشيخ الكبيسي وعميق تفاعله الوجداني مع المظلومية الحسينية

الإثنين 29 أكتوبر 2018 - 15:50 بتوقيت طهران

السلام عليكم إخوة الإيمان ورحمة الله، على بركة الله نلتقيكم في حلقة اليوم من هذا البرنامج ننقل لكم فيها من الجزء الأول من موسوعة (من حياة المستبصرين) قصة هداية الله تبارك وتعالى لأحد طلاب الحقيقة إلى إتباع دينه الحق والبراءة من أعدائه ببركة التأثر الوجداني مع ملحمة سيد الشهداء مولانا الحسين – صلوات الله عليه – تابعونا مشكورين...

أيها الأطائب، فضيلة الشيخ أبو حيدر الكبيسي هو مواليد سنة ۱۹٥۸ ميلادية في محافظة ذي قار العراقية، وقد اهتدى إلى الإسلام المحمدي النقي سنة ۱۹۸٦ بعد رحلة طويلة اشتملت على دراسات مكثفة ومعمقة ومحاورات عديدة أجراها على العلماء، معتمداً على خلفيته في طلب العلوم الدينية، ولكن كانت الإنطلاقة من الحسين _عليه السلام_.
 

يقول فضيلة الشيخ الكبيسي: (وكنت منذ الصبا أجد قلبي ينبض بمحبة أهل البيت (عليهم السلام) وكنت أهوى الحضور في المجالس التي تقام إحياءً لذكرى استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) لا سيما التي تقام في شهر محرم الحرام، كما كنت أقصد حرمه الطاهر في كربلاء لأداء مراسم الزيارة أيام الأربعين مع مواكب المعزين من الشيعة، مما أدى إلى تعلقي لمعرفة أهل البيت (عليهم السلام) وقراءة تاريخهم وتتبع سيرتهم الشريفة. وكنت بعد معرفتي لكل إمام من أئمة أهل البيت (عليهم السلام) أقف منبهراً لعظمتهم وجلالة قدرهم، حتى إنني ولشدة إعجابي بشخصية الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) صرت أذكره في الإقامة عند الصلاة، رغم أنني كنت أؤدي الصلاة وغيرها من الفرائض وفق المذهب الحنفي! كنت مسروراً بإلمامي ومعرفتي بأهل البيت (عليهم السلام) ولكن مصرع الإمام الحسين (عليه السلام) وما جرى عليه من مآسي في كربلاء أوجد حرقة في قلبي، فكنت أطفؤها بدموعي من خلال مشاركتي في مآتم العزاء التي تقام حزناً عليه، ولم أكن أبالي بالإنتقادات التي كان يوجهها لي أبناء طائفتي، لأنني كنت أرى أن كل فرد يمتلك المشاعر الإنسانية ويتمتع بسلامة الوجدان يتأثر وينفعل بارتكاب أي ظلم أو جور بحق إنسان عادي، فكيف به إذا سمع بوقوع ظلامة فادحة على قريب له أو عزيز كان يكن له المحبة من خلال قرابة أو صداقة أو عقيدة؟ كان واضحاً لدي أن البكاء لا ينافي الصبر بل هو يمثل حالة طبيعية للنفس إزاء الأحداث المؤلمة... فهو لا يتنافى مع الفطرة السليمة).
 

أيها الأخوة والأخوات، وقبل أن نتابع نقل كلام فضيلة الشيخ الكبيسي عن عميق تفاعله الوجداني مع المظلومية الحسينية، نشير إلى أنه – حفظه الله – قد قاوم الإنتقادات التي وجهها إليه المتأثرون بخلفيات دعايات بني أمية والطواغيت الذين سعوا لإبعاد المسلمين عن البكاء على مظلومية سيد الشهداء – عليه السلام – لكي يحفظوا عروشهم من الآثار النهضوية التي يتركها التفاعل الوجداني مع الملحمة الحسينية، فحاولوا إضفاء صبغة شرعية على دعاياتهم تلك من خلال نهي بعض الصحابة عن البكاء، في حين أن السنة المحمدية صريحة في بكاء رسول الله – صلى الله عليه وآله – على من توفي من قرباه، بل وغيرهم بصورة عادية، فكيف بالإمام الحسين الذي جرى عليه من المصائب ما لا تطيقه الجبال؟
 

لقد شرع رسول الله – صلى الله عليه وآله – للمسلمين كافة البكاء على سبطه الشهيد – عليه السلام – حتى قبل استشهاده فقد أكدّ أصحاب السنن وأرباب السير في كتبهم أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بكى عدة مرات على سبطه وريحانته الإمام الحسين (عليه السلام)؛ فمثلاً روى الطبراني بسنده عن عروة عن عائشة، قالت: "دخل الحسين بن علي (عليه السلام) على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو يوحى إليه، فقال جبرئيل لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أتحبه يا محمد؟ قال: "يا جبرئيل وما لي لا أحب إبني؟! قال: فإن أمتك ستقتله من بعدك! فمد جبرئيل (عليه السلام) يده فأتاه بتربة بيضاء، فقال: في هذه الأرض يقتل إبنك هذا يا محمد واسمها الطف.. فلما ذهب جبرئيل (عليه السلام) من عند رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والتربة في يده يبكي..."
 

نعود، إخوة الإيمان، إلى تتمة قصة إهتداء فضيلة الشيخ الكبيسي إلى الدين الحق ببركة حب الحسين والبكاء على مظلوميته – عليه السلام -، قال حفظه الله: (أدركت أن فاجعة الحسين (عليه السلام) لها بعد مأساوي لا يصمد أمامه أي إنسان سليم الوجدان مرهف الإحساس، ولذلك تفاعلت بكامل كياني مع أحداث كربلاء واندمجت بها قلباً وعقلاً. ولقد شدني الإمام الحسين (عليه السلام) نحو مذهب أهل البيت (عليهم السلام) وأدركت أنه صاحب الحق، وأن بكاء الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) عليه هو إعلان عن سلب الشرعية عمن ناوءه وقاتله، حيث اعتبره رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) سنخاً له حينما قال: "حسين مني وأنا من حسين". فمن هنا تبينت لي الأهداف التي جاهد من أجلها الإمام الحسين (عليه السلام) فتأثرت بنهضته وأعلنت استبصاري عام ۱۹۸٦ م".
 

كانت هذه -مستمعينا الأطائب- قصة إهتداء فضيلة الشيخ أبي حيدر الكبيسي إلى إعتناق مذهب الثقلين ببركة تأثره بالملحمة الحسينية الخالدة نقلناها لكم أيها الأكارم ضمن حلقة اليوم من برنامجكم (بالحسين اهتديت) إستمعتم له مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران تقبل الله أعمالكم ودمتم في رعاية سالمين.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة