البث المباشر

اهتداء ابراهيم وتري ببركة تفاعله القلبي مع الملحمة الحسينية الخالدة

الإثنين 29 أكتوبر 2018 - 15:38 بتوقيت طهران
اهتداء ابراهيم وتري ببركة تفاعله القلبي مع الملحمة الحسينية الخالدة

السلام عليكم إخوة الإيمان ورحمة الله وبركاته، ها نحن نلتقيكم بتوفيق الله في حلقة أخرى من هذا البرنامج نزيد فيها معرفتنا بآثار وبركات الملحمة الحسينية من خلال التعرف على تجارب وقصص الذين هداهم الله عزوجل لدينه الحق والبراءة من أعدائه ببركة التأثر بملحمة سيد الشهداء _عليه السلام_. ومن هؤلاء، أخونا (ابراهيم وتري) من ساحل العاج، ننقل لكم قصته طبق ما كتبه بنفسه في الجزء الأول من موسوعة (من حياة المستبصرين)، تابعونا على بركة الله.

ولد الأخ ابراهيم وتري سنة ۱۹۸۰ ميلادية في قرية (سوكو) التابعة لمدينة (بوندوكو) في ساحل العاج وكان تعرفه على واقعة كربلاء قبسة من النور التي جلت له الحقائق، فهداه الله إلى اعتناق مذهب أهل بيت النبوة المحمدية – عليهم السلام -.
كتب الأخ ابراهيم قصته بدءً من الإنطلاقة الأولى، قال – حفظه الله -:
(لا زلت أتذكر ذلك اليوم الذي طرقت سمعي فيه كلمة الشيعة.. كنت آنذاك طالباً في مدرسة التربية والتعليم الإسلامي، وكنت أحب مادة التاريخ، وفي أحد الأيام كان الدرس يرتبط بالعهد الأموي، فتطرق الأستاذ في الدرس إلى أهم الأحداث التي وقعت خلال فترة الحكم الأمويين، ومنها واقعة الطف! فأشار بشكل عابر إلى مجرياتها وقال: إن الخليفة يزيد بن معاوية قتل الحسين (رضي الله عنه) وأهل بيته بصورة فجيعة وبادر إلى إبادة الشيعة في هذه الواقعة).
 

إهتز الفتى (ابراهيم) لما سمع وتعجب كثيراً من أن يكون قاتل الحسين – عليه السلام – هو خليفة رسول الله، يزيد بن معاوية، حسبما تعلمه ابراهيم يومذاك؛ يقول هذا الأخ في تتمة حكايته:
 

(تأثرت من أعماق كياني بواقعة الطف الدامية التي كان ضحيتها إبن بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته، وتداعى في ذهني التساؤل التالي: كيف تجرأ يزيد على ارتكاب هذه الأفعال الشنيعة وهو الخليفة يومذاك! ثم وقع تساؤل في نفسي هو: يا ترى من هم الشيعة الذين ذكرهم الأستاذ وقال إن يزيد أبادهم؟ وما هي صلتهم بالحسين (عليه السلام)؟ ولما انتهى الدرس توجهت إلى الأستاذ فقلت له: من هم هؤلاء الشيعة وما هي صلتهم بالحسين (عليه السلام) ولماذا أمر الخليفة يزيد بقتلهم وقتل ابن بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ فأجابني الأستاذ: إن الشيعة طائفة إسلامية تعتقد بإمامة علي بن أبي طالب وولده وتقول بأنه الأحق بالخلافة بعد النبي (صلى الله عليه وآله) كما أن لهؤلاء معتقدات تغاير ما عليه المسلمون وهي عقائد ضالة ومنحرفة، وهم أناس خرافيون لا يستندون إلى دليل منطقي أو برهان عقلي فيما يذهبون إليه).
 

كانت علامات الإستغراب وعدم الإقتناع ظاهرة على وجه الأخ (ابراهيم وتري) وهو يستمع لما يقوله الأستاذ، فلجأ الأخير إلى إعطائه حكماً عاماً بضلالة أتباع مدرسة أهل البيت – عليهم السلام – واستند لما ألقاه عليه لكي يوجهه إلى شخص من أقاربه توهم أن إبراهيم سيتيقن بواسطته من ضلالة الشيعة، ولكن كانت لله مشيئة أخرى.
يقول الأخ ابراهيم وتري متابعاً حكايته:
(ثم قال لي الأستاذ: ويمكنك للمزيد من التعرف عليهم أن تذهب إلى (آدم وتري) لأنه أصبح منهم وانتمى إلى التشيع، فأحبذ أن تلتقي به لتجد الإنحراف الفكري عنده بصورة مباشرة وتلمس أفكاره الضالة بوضوح.
 

استغربت من كلام الأستاذ عندما أنبأني بأن آدم قد انتمى إلى التشيع! فقلت لنفسي: إنه خير من أستفسر منه حقيقة هؤلاء الناس الذين لاقوا ما لاقوا يوم عاشوراء. فقصدته وأخبرته بما جرى بيني وبين أستاذي حول واقعة الطف وطلبت منه أن يبين لي ما عنده ويذكر لي أسباب انتمائه لهؤلاء الناس؟ فقبل مني ذلك واتفقنا معاً على موعد معين لنتحدث في هذا الموضوع).
أيها الإخوة والأخوات، وهكذا يسر الله، جلت حكمته، السبيل للأخ ابراهيم وتري لكي يتعرف على مدرسة أهل البيت – عليهم السلام – من قريب له يثق به وقد اهتدى بأنوارها؛ يقول الأخ ابراهيم في تتمة حكايته:
 

في الموعد المقرر، بدأ الأخ آدم يحدث الحديث قائلاً: إن الأحداث التي تلت وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) كثيرة، ويحتار الباحث في تعيين الإنطلاقة في البحث. فقلت له: الأفضل أن نشرع من البداية كي تتضح الأمور؛ فبدأ آدم بالحديث عن مرض رسول الله (صلى الله عليه وآله) ورزية يوم الخميس وانتهاك القوم لحرمة بيت فاطمة بنت رسول الله، ثم تدرج في الأحداث التي وقعت بعد تولي يزيد لأمر الخلافة).
 

مستمعينا الأفاضل،، إن شخصية يزيد معروفة وواضحة لمن له أدنى مراجعة لكتب التاريخ لأن الإنسان مخبوء تحت لسانه، والأقوال المنقولة تكشف بوضوح حقيقة أمره، كما أن يزيد لم يكن من أمثال المنافقين ليخفي سريرته، بل كان يجهر بالفسق والفجور قولاً وعملاً منذ نشأته حتى تنصيبه للخلافة، وورد أنه قال بعد موت أبيه معاوية وإفضاء الأمر إليه: "قد وليت الأمر بعده ولست أعتذر عن جهل ولا أشتغل بطلب علم" فهو يقر بعنجهيته ولهوه وجهله ويفرض على أمة الإسلام وجوده ويهدد من يخالفه بالإرهاب والقتل.
 

وهكذا أزالت الحقائق التي عرفها الأخ ابراهيم وتري الحجب التشويهية لمدرسة أهل البيت التي سعى أستاذ التاريخ في مدرسته لفرضها عليه، ففتح الله قلبه للحق وموالاة أولياء الله الصادقين والبراءة من أعدائهم، يقول الأخ ابراهيم وتري:
 

جعلني كلام قريبي مذهولاً مندهشاً بعدما كشف لي الستار عن هذه الحقائق التاريخية! فتجلى لي بوضوح أن من يحمل هذه الصفات المذمومة والرذائل الموبقة لا يجوز له أن يلقب خليفة رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأنه يفقد جميع مقومات الخلافة. فمن ذلك الحين وجدت يزيد رجلاً على حد تعبير الذهبي: ناصبياً، فظاً، غليظاً، جلفاً، يتناول المسكر، ويفعل المنكر، افتتح دولته بمقتل الشهيد الحسين واختتمها بواقعة الحرة فمقته الناس، فاتفقت مع الأخ آدم على عقد لقاءات أخرى لأتعرف على الشيعة أكثر فأكثر، وتكررت اللقاءات وتعددت البحوث حول مواضيع الإمامة والخلافة، وكان آدم يدعم أقواله بالأدلة والبراهين ويرشدني إلى الكتب، لا سيما كتب أبناء العامة، لأحقق في الأمر بنفسي، وهكذا بقيت أستفسر وأطالع، وبمرور الزمان تعرفت على حقائق واجهت في الأذعان بها صعوبة بالغة، نتيجة الترسبات الفكرية السابقة)
 

ولكن نور الحسين – عليه السلام – الذي كان قد أشرق في قلب الأخ ابراهيم كان أقوى من تلك الترسبات الفكرية فأزاحها الله عن عينيه وهداه إلى الدين الذي ارتضاه لعباده، قال حفظه الله في ختام قصته:
 

وشيئاً فشيئاً بدأت سحب الظلام تنقشع من أمامي ونور الهداية يجذبني، فقررت الإلتحاق بسفينة النجاة والإهتداء بنجوم الأمان والإنتماء إلى مذهب أهل البيت (عليهم السلام) الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، فأعلنت استبصاري عام ۱۹۹۳م في ساحل العاج".
كانت هذه أيها الإخوة والأخوات، قصة اهتداء الأخ ابراهيم وتري إلى البراءة من أعداء الله واعتناق مذهب الثقلين القرآن والعترة وذلك ببركة تفاعله القلبي مع الملحمة الحسينية الخالدة.
 

وبانتهائها ننهي – أيها الأكارم – لقاء اليوم من برنامجكم (بالحسين اهتديت) استمعتم له مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران تقبلوا منا خالص التحيات ودمتم بألف خير.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة