البث المباشر

قصة اهتداء الأخت التونسية حياة ياسين

الإثنين 29 أكتوبر 2018 - 13:49 بتوقيت طهران

بسم الله وله الحمد الخالص إذ هدانا لمحبة وولاية كنوز رحمته للعالمين، صفوته المنتجبين محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين. السلام عليكم إخوتنا المستمعين، تحية من الله مباركة طيبة نهديها لكم في مطلع لقاء آخر من هذا البرنامج وقصة أخرى من القصص الموثقة لقوافل الذين هداهم الله جلت قدرته لدينه الحق، ببركة تعريفهم بملحمة الهداية الحسينية الخالدة. في هذا اللقاء ننقل لكم أعزاءنا من كتاب (كرامات الإمام الحسين عليه السلام) لسماحة الشيخ الدكتور عبد الرسول الغفاري قصة اهتداء الأخت التونسية حياة ياسين... تابعونا على بركة الله.

مستمعينا الأطائب، من جميل تدبير الله، جلت قدرته، لأمر هداية المستعدين للهداية من عباده، إرائتهم لكرامات تعرفهم بارتباط أصحابها به جل جلاله، لكي يهتدي عباده بهم – عليهم السلام -، وهذا ما نلمحه بوضوح في قصة أختنا التونسية حياة ياسين التي كانت بعيدة عن الإلتزام الديني مستهزئةً ببكاء الموالين على المصاب الحسيني، فأراها الله، جلت قدرته، ما جعلها من البكائين على الحسين، ومن الملتزمين بهديه الإلهي، صلوات الله عليه.
 

كتبت هذه الأخت في بداية قصتها معرفة نفسها بالقول:
(بسم الله الرحمن الرحيم.. أنا تونسية الأصل وسويسرية الجنسية، عائلتي تسكن تونس العاصمة وهي غير شيعية ولم نسمع بهذا الإسم مطلقاً في تونس، تزوجت من لبناني شيعي في عام ۱۹۹٥ م وتشيعت في عام ۱۹۹۹ م وكنت غير ملتزمة دينياً، ولا أعرف عن المذهب السني والإسلام إلا الصيام والشهادة أن لا إله إلا الله ومحمد رسول الله، وكذلك لم أسمع بالشيعة إلا عند زواجي ولكني كنت لا أميل إلى أي من الطرفين لما كنت أسمعه عن [مساوئ] الطائفية)...
 

مستمعينا الأطائب.. قبل أن نتابع نقل قصة أختنا التونسية حياة ياسين، نشير إلى أنها كان لها موقف فيه بعض السلبية تجاه مذهب شيعة أهل البيت – عليهم السلام – كما يظهر ذلك من رفضها تسمية ولدها باسم (حسين) وقبولها بالنهاية استجابة لرغبة زوجها الشيعي.. كما يظهر أن وفاة ولدها (حسين) هذا وهو رضيع كان له أثر في زيادة سلبية شعورها تجاه مذهب أهل البيت – عليهم السلام -، ولكن وفي الوقت نفسه كان له أثر مبارك في جعلها تستشعر أحد مظاهر الفداء الحسيني، تقول أختنا الكريمة في قصتها: (البداية كانت عند زيارتي لبنان في عام ۱۹۹۹ م ومنها ذهبت إلى سوريا، وفي زيارتي للسيدة زينب عليها السلام، لحب الإطلاع مع زوجي وليس حباً لها أو التمسك بها، رأيت موضع رأس الحسين عليه السلام في الجامع الأموي والإيرانيات يبكين حوله، فضحكت عليهن واستهزأت بهن، وهذا سبب دفعني للتقرب من موضع الرأس وكذلك الفضول لمعرفة ما في الداخل، فتقربت حتى مسكت الشباك، فرأيت رأساً مقطوعاً فوق التخت، وبعدها صرخت في المقام، يا علي يا علي، (وهذا اسم زوجي) تعال شوف هذا رأس مقطوع في الداخل، كنت لا أعلم شيئاً عن قصة مقتل الإمام الحسين عليه السلام، أخذوني إلى الخارج ورجعت إلى لبنان بذهول وبكاء، إستمرت هذه الحالة ثلاثة أيام وكان بداخلي حزن عميق لا أعلم سببه).
 

كانت هذه أيها الإخوة والأخوات، المكاشفة الملكوتية الأولى التي هزت وجدان هذه الأخت وبها طهرها الله عزوجل من الشوائب التي دعتها للإستهزاء بذاك الموضع المقدس وببكاء المؤمنات عنده؛ وبهذه الهزة التطهيرية تأهلت للمكاشفات الملكوتية التالية التي نقلتها إلى رحاب الإيمان والإلتزام.
 

تحدثنا الأخت التونسية حياة ياسين عما آل إليه مصير ذلك الحزن العميق الذي سيطر عليها قائلة: (إستمرت هذه الحالة ثلالة أيام وأكن بداخلي حزن عميق لا أعلم سببه حتى كانت أول ليلة من شهر محرم وكنت يقظة في فراشي وكانت الساعة حوالي الثانية ليلاً، فرأيت نفسي في مقبرة والقبور سوداء، أي مغطاة بسواد، وكانت هناك دائرة ماء تمشي وأنا أتبعها، فرأيت نفسي بعدها قرب صخرة بيضاء وفيها خطوط من الدم وناس يبكون وأنا أبكي معهم، فأفقت من حلم اليقظة وبكيت بشدة فسمعني زوجي وسألني عن السبب فكانت إجابتي أنه مجرد كابوس، وفي الليلة الثانية من محرم وفي نفس الوقت كنت نائمة في فراشي فصحوت على صورة شيخ لابس سواد وعمامة سوداء وحامل في يده أطباق سوداء، وقال لي إختاري طبق من هذه الأطباق وطلب مني أن أسحب الطبق إلى النصف ثم أخبره برقم الطبق الذي يسبق الطبق الذي سحبته، فقلت خمسة، فصار الطبق أبيض وكتب عليه زين العابدين، فكلمني الشيخ بكلام لا أفهمه وانصرف، وبقيت أبكي للصباح وأخبرت زوجي أني رأيت كابوساً في هذه الليلة أيضاً).
 

مستمعينا الأطائب، ولا يخفى عليكم أن ما رأته هذه الأخت بين اليقظة والمنام لم يكن من الكوابيس ولا أضغاث أحلام، لأن فيه ما يدل على أنه ليس من توهمات النفس وخيالاتها، وهذا ما تبين للأخت حياة ياسين.

تقول حفظها الله، في تتمة حكايتها: (وفي الليلة الثالثة وفي نفس الوقت كنت نائمة أنا وزوجي ثم صحوت وجلست فرأيت نفسي في عالم ثاني وكان زوجي بجانبي وأنا أوزع الماء وأسقي أناساً كثيرين، وفجأة رأيت شخصاً واقف بجانبي ولم أر مثله في حياتي، طويل القامة عريض الأكتاف ومجلل بالسواد وجاء منه صوت رخيم وقال: أنا عطشان، فرفهت رأسي ودهشت لما رأيت والنور يجلل وجهه وبيده طفل رضيع فقلت له من أنت؟ وهو الشخص الوحيد الذي كلمني عند توزيعي الماء، فقال: أنا الحسين بن علي بن أبي طالب، فأحسست بالفرح وأعطيته الماء لكنه لم يشرب وناوله شخص آخر لم أره، ثم أخرجت من جيبي تمرة فأعطيته إياها وسبقني زوجي وأعطاه تمرة أخرى فغضبت، فقال الحسين عليه السلام بعد ما وضع يديه على رأسي: كلي نصفها وأعطيني النصف الآخر ولا تغضبي لأن هناك من هو أحق مني بأكلها وكان يشير إلى الطفل الرضيع وكان شبيهاً بإبني الرضيع المتوفى وإسمه حسين، فقلت كيف تعطيه تمرة وهو رضيع، فقال هو رضيع لكن لو شئت أن تحكي معه فهو يكلمك، بالفعل كلمني الرضيع ولكني لم أذكر من كلامه شيء وصحوت من النوم، وعندما ناولته الماء كان يقول لي (أمانة أمانة أمانة أن توزعي الماء ۱۲ يوم من محرم كل عام ما دمت حية).
 

مستمعينا الأكارم، وكانت هذه الرؤيا الصادقة منعطف هداية هذه الأخت الكريمة التي يسر الله عزوجل أمر من يعرفها بتأويلها فتكون بها هدايتها، تقول - حفظها الله - في ختام حكايتها: (أخبرت زوجي بما رأيت فأخذني إلى سيدة تقيم المجالس الحسينية وطلب مني إخبارها بما رأيت فأخذتني هي الأخرى إلى أحد الشيوخ ففسر لي ما رأيت؛ فالليلة الأولى كانت الصخرة هي صخرة كربلاء ودائرة الماء هي ما حل على أهل البيت من ظلم، أما الليلة الثانية وما يقصد بالطبق الخامس فيقصد به الإمام زين العابدين وقص لي الشيخ ما حل به من ظلم وأسر والليلة الثالثة هي قدوم الإمام الحسين ليذكرك بمصاب كربلاء حامل إبنك الرضيع المتوفى الذي رفضت أن تسميه حسين عند ولادته ولكن زوجك ألح وسماه ومعنى ذلك أن إبنك المتوفى عند أهل البيت، يغذونه في البرزخ، بعد ذلك أعطاني الشيخ كتب عن أهل البيت وعاشوراء، وتشيعت بعد ذلك وتحجبت ولله الحمد).
 

كانت هذه أيها الأعزاء قصة اهتداء الأخت التونسية الأصل والحاملة للجنسية السويسرية والمنقولة في كتاب (كرامات الإمام الحسين عليه السلام) للدكتور عبد الرسول الغفاري وقد عرضناها لكم ضمن لقاء اليوم من برنامج (بالحسين اهتديت) من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران نجدد لكم أطيب التحيات ودمتم بألف خير.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة