البث المباشر

قصة بدر الدين العلي الذي شيعه رضيع الحسين عليهما السلام

الإثنين 29 أكتوبر 2018 - 13:15 بتوقيت طهران

بسم الله وله عظيم الحمد إذ رزقنا محبة وموالاة صفوته المنتجبين محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين. السلام عليكم إخوتنا المستمعين ورحمة الله وبركاته، أهلا بكم في حلقة أخرى من هذا البرنامج نعزز فيها حب الحسين – عليه السلام – في قلوبنا بنقل قصة أخرى من قصص الذين هداهم الله عزوجلزببركة تعريفهم بالملحمة الخالدة التي جسدها مصباح الهدى الإلهي في واقعة عاشوراء مولانا سيد الشهداء من الألين والآخرين أبوعبد الله الحسين –صلوات الله عليه–، في هذا اللقاء ننقل لكم قصة اهتداء الأخ بدر الدين العلي من الوهابية إلى الدين الحق الذي ارتضاه الله لعباده، تابعونا على بركة الله.

نشرت قصة هذا الأخ مفصلة على موقع (منتدى الكفيل) وقد ورد فيها تعريف الأخ بدر الدين العلي بأنه عراقي الأصل وقد ولد في الكويت إثر انتقال عائلته إليها في بداية السبعينات، فنشأ على الأفكار الوهابية وتأثر بافتراءاتها على أتباع مدرسة أهل البيت – عليهم السلام – وامتلأ قلبه بالكره الشديد لهم، جعل الأخ بدر الدين لقصته عنوانا هو (عبد الله الرضيع شيعني)، وقال فيها : ( قبل اجتياح صدام المقبور للكويت عام ۱۹۹۱ كنت أتبع الفكر الوهابي وكان الوهابية يحثون الناس على الجهاد في أفغانستان وكان الذهاب إلى هناك أمنية يتمناها الكثير من الشباب.. ولكن بعد دخول صدام تغيرت الموازين وانتهت الأحلام بالجهاد وغيرها من الأماني وكان يجب علي الرجوع إلى بلدي الأم العراق..

فعلم بذلك بعض الأصدقاء بسفري إلى العراق فسألني : في أي المدن العراقية سيكون استقرارك ؟ فقلت له : في مدينة كربلاء. فقال لي بتعجب : إلى معقل الشيعة ؟ فصدمت عندها كيف أعيش في وسط الشيعة أهل البدع والضلالة.. فقال لي صديقي : أخاف أن تصبح شيعيا.. فقلت له سوف أجعل الشيعي الذي يلاقيني يتبع المذهب السني و ليس العكس، وفعلا توجهنا نحو كربلاء.. وبعد ٥ سنوات من الحوارات والجدال.. وفي ليلة العاشر من محرم في سنة ۱۹۹٦ كنت مع أحد الإخوة الشيعة في جدال وحوار أحقية المذهب الشيعي وبعد نقاش عقيم الجدوى غادر الأخ الشيعي إلى المنزل غاضبا فأحسست بالنصر عندها لانسحاب الشيعي من الحوار، وكالعادة بعد كل نقاش أشعر بأني في الطريق الصحيح)
 

كان الأخ بدر الدين العلي قد سمع من أصدقائه الوهابية بأن الشيعة أشد خطرا على الإسلام من اليهود وأنهم يعبدون عليا والحسين ويسجدون لتربة الحسين ويعتقدون بأن جبرئيل قد خان الأمانة وسلم النبوة لمحمد بدلا من علي وأن كبار الصحابة من أهل النار ويحرفون القرآن وأن أصلهم من المجوس ونظائر ذلك، ولذلك رأى أن مجاهدتهم أوجب عليه من الجهاد مع الأفغان في كابل، وبهذه الروحية جاء إلى كربلاء للإنتقام من الشيعة، ولكن الله علم أن ذلك لم يكن منه على عناد وجحود فقدر له في كربلاء نفسها مسارا آخر يقول الأخ بدر الدين في تتمة حكايته : ( في صبيحة اليوم الثاني كان يوم (عاشوراء) يوم مقتل الحسين استيقظت من النوم، وبقيت أنتظر أحد الأصدقاء لأجل المذاكرة للإمتحانات النهائية، ولكن بعد تأخره فكرت بفتح التلفاز فرأيت القناة العراقية الأولى، وقناة الشباب تبث مقتل الإمام الحسين، فقلت في نفسي: (خليني أسمع كذب الشيعة وأضحك قليلا على خرافاتهم قبل أن يأتي صديقي) بدأت فعلا بالضحك، وبعض التعليقات حول عدد القتلى الذين يقوم بقتلهم أنصار الحسين، إلى أن بقي الإمام الحسين وحيدا في المعركة.. في هذه اللحظات بدأت أسأل نفسي كيف سوف يقتل الحسين، بالمنازلة أو بسهم، أو برمح، أبعد شيء كنت أتصوره أن تجتمع عليه مجموعة وتقتله.

فبدأت أسمع كلام الإمام الحسين للقوم وقد حيرتني كلماته، فانتبهت وخرجت من الغفلة فالحسين لا يمثل الشعية فقط بل يمثل المسلمين، كلام الحسين أرجع لي وعيي،فبدأت أتساءل هؤلاء يريدون قتل من ؟)
 

وهكذا مستمعينا الأفاضل، كانت القبسة النورانية الأولى التي نفذت إلى قلب الأخ بدر الدين العاملي هي مواعظ سيد الشهداء – عليه السلام – لقاتليه قبل مقتله فقد أدرك أنها مواعظ إلهية.. فبدأت تنقشع عنه السحاب السوداء التي خيمت على قلبه وهو يأتي لكربلاء.. لقد جاء إلى أرض الحسين – عليه السلام – وهو يعتقد أن الله اختار له الإقامة فيها لكي ينقذ أهلها من عبودية الحسين ويعيدهم إلى عبودية الله، فإذا به يرى أن الداعي الحق لعبودية الله هو سيد الشهداء – عليه السلام – لقد هزته الكلمات التي سمعها في مقتل الحسين – عليه السلام – يتابع الأخ حديثه مبينا الهزة الثانية بقوله : (انتبهت من الأحداث حتى جاء الإمام الحسين بابنه الرضيع للقوم يسألهم الماء، قلت في نفسي الآن يستسلم الحسين لأجل الماء..

ولكن ما حصل في معسكر ابن سعد حول عطش الرضيع جعلني أعتقد بأن الحسين انتصر على ابن سعد.. ولكن جرت الأحداث بغير ما هومتوقع فبعد حدوث النزاع في صفوف الجيش، افترق الجيش بين من يقول أعطوا الحسين الماء والبعض الآخر يريد إبقاء الحصار على الحسين وأطفاله، حتى قال عمر بن سعد كلمته الأخيرة لحرملة ((اقطع نزاع القوم)) وكان حرملة من الرماة القساة، فعرف غرض ابن سعد ورمى سهمه.. لقد نحرني وقتلني حرملة بسهم الرضيع ووقفت من هول الفاجعة بدون إحساس تسيل دموعي لهذا المشهد الأليم و إلى اليوم عندما أذكر هذا المشهد المفجع.. ما الذي يجري.. ما الذي يحدث.. أين الإسلام أين دين الرحمة!)
 

نزلت حادثة مقتل عبد الله الرضيع – عليه السلام – وبتلك الصورة المفجعة كالصاعقة على قلب هذا الشاب الذي امتلأ قلبه بكره الشيعة، كانت صاعقة نور صعق لها، جعلته يعيد النظر في كل ما كان يعتقده.. تركته في حالة من حيرة وشك بكل شيء ولكنها كانت حالته مؤقته أوصلته إلى اليقين بالإسلام الحق وليس الإسلام الذي تعلمه من أشياع ابن سعد ويزيد وبني أمية وقتلة الحسين وابنه الرضيع – عليهما السلام –، يصور لنا الأخ بدر الدين العاملي حالته تلك بقوله : ( بعد أن انتهيت قلت لنفسي ماذا يجري علي فأنا أردت أن أضحك على الشيعة فإذا بي أبكي ولا أعلم لماذا لا أستطيع التوقف عن البكاء، أسأل نفسي لماذا تبكين.. فترد علي لهذا الموقف الأليم فما الذي فعله الرضيع لكي يقتل بهذا الشكل الفضيع. تركت الصلاة أكثر من يوم ولا أعرف السبب،.

كأني أعترض على هذا الإسلام كيف يجازي رجاله.. وبعد فترة هدأت نفسي وقلت ليس السبب الإسلام ولكن مجموعة من المنحرفين حسبوا على الإسلام، وأقنعت نفسي أن يزيد (عليه اللعنة) لا يمثل الإسلام الحقيقي، وأنا تعجلت بحكمي على الإسلام.. ومع الإنشغال بالإمتحانات تناسيت الموضوع )
 

ولكن الله جلت قدرته شاء أن ينمي في قلب الأخ بدر الدين العلي بارقة النور التي أسكنتها في قلبه فاجعة قتل رضيع الحسين – عليهما السلام – فهيأ – عزوجل – لهذا الشاب أسباب متابعة البحث للوصول إلى الحقيقة وركوب سفينة النجاة، يقول هذا الأخ في القسم الأخير من قصته : ( بعد أسبوع من يوم عاشوراء – وجدت كتابا في المنزل بدون عنوان، لأن الكتب الممنوعة في زمن صدام كانت تستنسخ وتترك بدون عنوان أو يوضع عليها عنوان وهمي فتحت الكتاب وإذا عنوانه في الداخل (ثم اهتديت) للتيجاني السماوي التونسي، تذكرت الإسم أنه قد مر علي كثيرا، وتذكرت أنه في إحدى الحوارات مع أحد الإخوة الشيعة في جامعة بغداد وبعد أن انتهى النقاش معه نصحني بقراءة كتاب (ثم اهتديت) لأحد علماء السنة الذين اهتدوا إلى الحق، فبادرته في تلك اللحظة أعطني إياه لكي أكشف كذب ملفقيه، فجاوبني أنه لا يملكه والكتاب غير متوفر في المكتبات الممنوعة في العراق.

أنا متيقن أنني لو قرأت الكتاب في تلك الفترة لم أكن لأهتدي إلى الحق، لأن هدفي كان محاربة هذا الكتاب وليس معرفة الحق، وهذا هو السبب نفسه الذي يقف أمام أكثر المخالفين لمذهب أهل البيت، فهم لم يقفوا محايدين حتى يقارنوا بين المذهبين، أيها على الصراط المستقيم فيتبعوه، إنما وقفوا مع دين آبائهم لكي ينصروا دينهم حتى لو كان هذا الدين فيه خلل واضح أو تناقضات كثيرة وكبيرة، وهذه الحقيقة يعرفها أكثر علماء الوهابية لذلك كانت نصائحهم للناس بالإبتعاد عن الشيعة وكتبهم وبعد أن تعرفت على الكتاب وقبل قراءة الكتاب نظرت إلى السماء وقلت : يا إلهي، هل تريدني أن أضل.. والله خفت من هذا الكتاب كثيرا، فبالأمس عشت لحظات مؤلمة مع الحسين واليوم.. هذا الكتاب الذي سيكشف الكثير من الأمور الخطيرة قرأته حتى أعلنت تشيعي بين إخوتي وأهلي.. وبعدها رزق الله عائلتي الإلتحاق بسفينة أهل البيت عليهم السلام)
 

مستمعينا الأفاضل كانت هذه قصة الأخ بدر الدين العلي العراقي، المولود في الكويت واهتدائه للدين الذي ارتضاه لعباده، والتي كتبها تحت عنوان (عبد الله الرضيع شيعني) قرأناها لكم في حلقة اليوم من برنامج (بالحسين اهتديت).. نشكر لكم طيب الإستماع لهذا البرنامج الذي يأتيكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران تقبل الله أعمالكم وفي أمان الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة