البث المباشر

اهتداء الأخ محمد آتوماني من جزر القمر

الإثنين 29 أكتوبر 2018 - 12:31 بتوقيت طهران

السلام عليكم أيها الأكارم ورحمة الله وأهلا بكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج، نستنير فيها معا بقصة هداية الله عزوجل لإثنين من طلاب الحق إلى دينه الحق ببركة تعرفهم على النهضة الحسينية وأسرارها تابعونا على بركة الله .

قصة هذا اللقاء ننقله مما كتبه صاحبها في الجزء الأول من موسوعة (من حياة المستبصرين)، وهو الأخ محمد آتوماني من مواليد دولة جزر القمر سنة ۱۹٦۱، وكان منذ صغره شغوفا بالبحث والتحقيق في المعارف الإسلامية وكانت هذه الخصلة سببا لإهتدائه هو وأستاذه إلى الدين الحق الذي ارتضاه الله عزوجل لعباده، يقول الأخ (محمد آتوماني) عن بداية تحركه باتجاه الدين الحق قائلا:
(في أحد الأيام سمعت بمذهب يطلق عليه الإمامية فدفعني حب الإستطلاع لأن أتعرف على أتباعه، فقصدت أحد مساجدهم في مدغشقر، وهو مسجد خاص بالهنود والباكستانيين الذين يدعون بالخوجة . فما أن دخلت مسجدهم وإذا أفاجأ ببعض الأمور التي لم أكن آلفها من قبل في مساجدنا !! ككيفية أذانهم، إذا رأيتهم يأتون بعد الشهادة بالرسالة لنبينا محمد ( صلى الله عليه وآله ) بشهادة أخرى وهي الشهادة بالولاية لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) فاستغربت من ذلك ! وعزمت على البحث عن حقيقة هذا الأمر، وعن

الدافع والمحفز الذي دعاهم للإتيان بهذه الشهادة
أيها الأعزاء و شاءت الإرادة الإلهية أن يكون تحقيق الأخ محمد آتوماني بشأن مشروعية الشهادة الثالثة مشتركا مع طالب من طلاب الحقيقة شاء الله هدايته للدين الحق، يقول الأخ محمد حفظه الله: ( كان لي أستاذ يعينني في الشؤون الدينية وكنت أتلقى منه معالم ديني وألتجئ إليه حينما يعترضني سؤال أو شبهة، لأنني كنت متمعنا وفاضلا في المسائل الدينية، وكان يتيح لي المجال للبحث والحوار ولا يقابلني بشدة، لأنه كان يرى أن السؤال والإستفسار حالة طبيعية لابد أن يمر بها الإنسان الباحث حتى يصل إلى الحقيقة، ومن هذا المنطلق لم يكن متعنتا في مبادئه أو متعصبا كغيره ممن كانوا لا يسمحون للباحث أن يستشكل عليهم ويرمونه بالكفر والضلال وينسبون مقولاته إلى الفرق المنحرفة، بحيث يجعلونه يخشى أن يوجه إليهم سؤالا أو إشكالا خوفا على سمعته وماء وجهه، وخشية أن يتهموه بالإنحراف ! ولكن أستاذي لم يكن من هذا القبيل، فقصدته لأسأله عن مسألة الأذان وسبب اختلافنا مع الشيعة، فبدأ الأستاذ يوضح لي الحقائق المرتبطة بهذا الموضوع 
 

وهكذا مستمعينا الأفاضل بدأت رحلة الأخ محمد آتوماني وأستاذه لمعرفة الحقيقة وبعد تحقيق موسع توصلا إلى نتيجة مفادها أن أتباع مدرسة أهل البيت – عليهم السلام – قد تعرضوا لأشكال الإرهاب والقمع العقائدي والتشويه من أجهزة الحكومات الجائرة لاعتقادهم بأن العترة المحمدية هم الذين نصبهم الله عزوجل خلفاء لرسول الله ومرجعا لأمته – صلى الله عليه وآله –، فكان عليهم أن يواجهوا هذه الهجمات الإرهابية العقائدية حفظا للدين الحق، وهنا التفت الأخ محمد وأستاذه إلى أهم وسائل الإمامية لحفظ الدين المحمدي الأصيل وهما موقفان يلخصهما هذا الأخ بقوله: ( إن الشيعة بذلوا اهتماما خاصا لإحياء نهضة الإمام الحسين (عليه السلام) فسلطوا الضوء عليها، لأنها كانت حركة تبناها الإمام الحسين (عليه السلام) وأعانه على ذلك أنصاره، ليغرسوا الوعي في المجتمع وليلفتوا أنظاره إلى واقع الأمر، وما حل بشريعة الرسول (صلى الله عليه وآله) من تحريف وتلاعب من بعده، ومن هنا تصدى الشيعة لإحياء هذه النهضة فجعلوها وسيلة لإحياء المفاهيم الحقة و إضفاء الوعي في المجتمعات، لئلا ينخدعوا بالتيارات المنحرفة التي مثلت امتدادا للحركة الأموية ضد الإسلام، الذين تلاعبوا بمبادئ الإسلام ليصوغوه وفق مبتغياتهم
 

وكانت هذه النتيجة مفتاح قلبي الأخ محمد آتوماني وأستاذه على الملحمة الحسينية ودورها في حفظ الإسلام وبالتالي عرفا أن الشهادة بالولاية لعلي ( عليه السلام ) في الأذان موقف اتخذه الشيعة لإيضاح أحقية أمر الخلافة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وتوظيفه لتبيين الحقيقة، فالأذان عبادة توقيفية يجب الإقتصار فيه على المتيقن ثبوته من الشريعة، ولكن حيث لا يشترط التوالي فيه ويجوز الفصل بين فصوله ولا يحرم التكلم بينها، فقد ذهب إجماع فطاحل العلماء من الشيعة أن يؤتوا بفقرة الشهادة لعلي (عليه السلام) بالولاية بعد الشهادة للنبي (صلى الله عليه وآله) بالرسالة، على أن يكون ذلك إعلاما وشعارا لهم أمام الملأ، الذين طالما سيطر عليهم الحكام وحاولوا طمس الحقائق والتعتيم على حقيقة الولاية لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) . فأصبحت هذه الشهادة الثالثة كالصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عقيب ذكر اسمه الشريف في الأذان .
 

وكانت النتيجة النهائية لرحلة البحث والتحقيق والتتبع هي التي يلخصها الأخ محمد آتوماني بقوله:
(من هذا المنطلق تبينت لي حقائق كثيرة، فوجدت أن معظم النشاط المعاكس الذي يقابل التشيع هو تهريج وتشنيع بعيد عن نهج الحوار العلمي، واتضح لي أن اتخاذ أسلوب البحث في أجواء علمية بعيدة عن حالة الإنفعال والتشنج تبين للباحث حقائق علمية هائلة، بحيث تجعله يعيش بعقله روحية التشيع من دون أن يشعر، وهذا الأمر يدفعه للإستبصار، ولهذا آل أمري وأمر أستاذي إلى الإستبصار والإنتماء إلى مذهب أهل البيت (عليهم السلام) . كان استبصاري عام ۱۹۹٥ في مدينة مدغشقر، واتجهت للعمل التوجيهي، فأصبحت داعية في سبيل العقيدة، ثم تكفلت رئاسة منظمة الشباب الطلابية الإسلامية في مدغشقر ولازلت أبذل قصارى جهدي لأبين الحقائق للناس، ولاسيما الشباب المثقف الذي يهتم بدينه وعقيدته، وبسبب إجادتي للغة العربية والفرنسية إضافة إلى لغتي المحلية تمكنت من توسيع نشاطي، وأسأل الله أن يوفقني في سبيل إعلاء كلمة الحق ودحض حجج المبطلين .)
 

كانت هذه مستمعينا الأفاضل قصة اهتداء الأخ محمد آتوماني وأستاذه وهما من أهالي جزرالقمر إلى الدين الحق، عرضناها لكم ضمن لقاء اليوم من برنامجكم (بالحسين اهتديت) وقد استمعتم له من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران شكرا لكم ودمتم بألف خير .

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة