البث المباشر

نصارى اهتدوا ببركة الرأس الحسيني المقدس

الأربعاء 24 أكتوبر 2018 - 14:54 بتوقيت طهران

السلام عليكم مستمعينا الأكارم ورحمة الله طابت أوقاتكم بكل خير وأهلا بكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج نخصصه لطائفة أخرى من روايات الذين اهتدوا إلى الدين الحق ببركة ما شاهدوه من الرأس الحسيني المقدس، تضاف إلى ما نقلناه في الحلقة السابقة، تابعونا على بركة الله.

طيف بالهامة الشريفة فوق

الرمح معروضة على كل رامق

رفعوها على القناة وراح الجند

من خلفها يسير فيالق

أيها الرأس طبت حيا وفصلا

وألفت العلى ورمت الشواهق

كنت رأس الاباة وصلا، ورمت

المجد فصلا، فصرت رأس البيارق


إخوتنا وأعزتنا المؤمنين.. بعد غصب الخلافة من أهلها أولي الأمر أوصياء رسول الله وخلفائه، صلوات الله وسلامه عليه وعليهم، جهد بنو أمية في خنق الأصوات وكم الأفواه، وقمع النهضات، وكان إحدى وسائلهم قطع الرؤوس بعد التمثيل بالأبدان، انتقاما من أهل البيت النبوي وتشفيا، وإرعابا للناس كي يسالموهم ويخضعوا لهم كالعبيد الأذلاء.

ولكن بني أمية توهموا في أمر أبي عبد الله الحسين صلوات الله عليه، إذ بقي رأسه النوراني شاهقا، معجزة ناطقة، وحجة بالغة، في تكلمه وسطوع أنواره وهو على رمح طويل يطاف به في البلدان، فإذا به يندد بالظالمين، ويهدي أناسا كانوا جاهلين أو غافلين….ذكر الخطيب البغدادي في (تأريخ بغداد)، والشبراوي الشافعي في (الإتحاف بحب الأشراف)، وغيرهما، أن في بعض المنازل في طريق الشام، وضع جند عبيدالله بن زياد الرأس المطهر للإمام الحسين، فلم يشعروا إلا وقد ظهر قلم من حديد على الحائط وأخذ يكتب:

أترجوا أمة قتلت حسينا

شفاعة جده يوم الحساب؟!


وكان ذلك سببا في اهتداء كثير ممن شاهد الواقعة أوسمع بها على مر التاريخ . ونقل السيد المقرم الموسوي في كتاب (حديث كربلاء) عن بعض المصادر، أن الرأس المقدس وضع في طريق السبا على صخرة فسقطت منه قطرة دم، فكانت تغلي كل سنة يوم عاشوراء، ويجتمع الناس هناك من الأطراف فيقيمون المآتم حول الصخرة على الإمام الحسين عليه السلام، ويكثر العويل هناك، بقوا على ذلك إلى أيام عبد الملك بن مروان أحد حكام بني أمية، فأمر بنقل الصخرة، فبنى الناس في مكانها قبة سموها (النقطة).

وعرف بها الغزي في كتابه الذي عنوانه (نهر الذهب في تأريخ حلب) قائلا: فعمر على أثر الصخرة مشهد عرف بـ (مشهد النقطة) لازال إلى اليوم من دلائل الهداية بالحسين إلى الدين الحق.
وكتب ابن حجر المكي الشافعي في (الصواعق المحرقة) يقول: كان الحرس على رأس الحسين، كلما نزلوا منزلا وضعوه على رمح وحرسوه، فرآه راهب في دير، فسألهم عنه فعرفوه به، فأغراهم بعشرة آلاف دينار على أن يبيت الرأس عنده تلك الليلة، فأخذه وطيبه ووضعه على فخذه وقعد يبكي عليه إلى الصباح، ثم لما رأى النور يسطع منه إلى السماء أسلم، وخرج من الدير ليخدم أهل البيت عليهم السلام، وخاطب الأشقياء بقوله:

أتهزؤون برأس بات منتصبا

على القناة بدين الله يوصيني

آمنت ويحكم بالله مهتديا

وبالنبي وحب المرتضى ديني


فيما ذكر القطب الراوندي في (الخرائج والجرائح) أن راهب الدير ذاك لما أخذ الرأس الشريف غسله وحشاه بمسك وكافور، وجعله أمامه ينظر إليه ويبكي حتى حان رحيل القوم، فلما طالبوه بالرأس أخذ يخاطبه قائلا: يا رأس، والله لا أملك إلا نفسي، فإذا كان غد فاشهد لي عند جدك محمد أني أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، أسلمت على يديك.
ويمضي ركب الأسارى – أيها الإخوة المؤمنون – وتمشي معهم رماح عالية، تعلوها رؤوس شامخة، يتقدمها رأس المولى أبي عبدالله الحسين صلوات الله عليه، حتى إذا بلغوا مدينة للنصارى، صاح نصراني بالناس: يا قوم، إني كنت بالكوفة، وقد ورد هذا الرأس، وهورأس الحسين! فما سمع النصارى ذلك حتى أسرعوا إلى النواقيس يضربونها تعظيما، وأغلق الرهبان البيع إعظاما لرأس القتيل، وناجوا: إلهنا وسيدنا، برئنا من قوم قتلوا ابن بنت نبيهم.. فيما نقل أن يهوديا في مدينة حران جاء للتفرج على الرووس، فانتبه وإذا شفتا الرأس الحسيني المطهر تتحركان، فدنا منه، وكان اسمه (يحيى)، فسمع الرأس يقرأ: "وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون" فتعجب يحيى، وكان حاخاما، فسأل عن الرأس فقصوا عليه أخباره، فأخذ يترحم على الشهداء، ويقسم عمامته على العلويات، ويقدم أمواله للإمام السجاد، فلما منعه الموكلون على الأسرى سل سيفه فقتل خمسة منهم، وبارزهم حتى قتل بعد أن أسلم، وقبره معروف في باب حران باسم (قبر يحيي الشهيد).
 

وسارت قافلة الأسرى، فامتنعت مدن الطريق عن استقبال جند عبيدالله بن زياد، واستنكرت أعمال قتلة الحسين عليه السلام، وأغلقت حماه هي الأخرى أبوابها، ونادى أهلها بجند الجريمة: والله لا تدخلون بلدنا ولوقتلنا عن آخرنا. وكانت حمص مثلها، بل رشقوا الجند بالحجارة، وتحالفوا على قتل رافع الرأس المبارك، فرحل الجند خائفين مخذولين.


وذكر سهل بن سعد الشهرورزي أن نصرانيا رافقه يريد البيت المقدس وهو متقلد سيفه تحت ثيابه، فلما رأى رأس الإمام الحسين عليه السلام كشف الله تعالى عن بصر ذلك النصراني وسمعه، فسمع الرأس يتلوقوله تعالى: "وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ"(سورة إبراهيم الآية الثانية والاربعون)، فأدركته السعادة إذ أسلم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله.

ثم انتضى سيفه من تحت ثيابه وشد على القتلة جند عبيدالله بن زياد وهو يبكي، وجعل يضرب فيهم، فقتل جماعة كثيرة منهم، فتكاثروا عليه حتى قتلوه. فقالت أم كلثوم بنت أميرالمؤمنين عليه السلام: واعجبا! النصارى يحتشمون الإسلام، وأمة محمد الذين يزعمون أنهم على دين محمد يقتلون أولاده، ويسبون حريمه؟! ولكن العاقبة للمتقين.


وفي قصر يزيد بن معاوية – أيها الإخوة الأعزة الأفاضل – يتفق أن يحضر رسول ملك الروم، وكان من أشراف الروم وشخصياتهم، فيرى مجلس يزيد مجلس شرب وسرور. وأمامه رأس، فيسأل يزيد: يا ملك العرب، هذا رأس من؟ فيجيبه: مالك ولهذا الرأس؟ فيعلل: إني إذا رجعت إلى ملكنا يسألني عن كل شيء رأيته، فيقول له يزيد: هذا رأس الحسين بن علي بن فاطمة، فيسأل الرومي ليتأكد: ومن أمه؟ فيجيب يزيد: فاطمة بنت رسول الله.

فما كان من رسول ملك الروم إلا أن يقول متذمرا: أف لك.. تقتلون ابن بنت نبيكم وليس بينه وبين نبيكم إلا أم واحدة. ويذكر له أنه من أحفاد داوود النبي عليه السلام وبينهما آباء كثيرون، والنصارى يعظمونه ويأخذون من تراب أقدامه تبركا، ثم يذكر له قصة كنيسة الحافر، حتى يقول في وجه يزيد: لا بارك الله فيكم.


فأمر يزيد جلاوزته قائلا: أقتلوا هذا النصراني لئلا يفضحني في بلاده. فقال النصراني ليزيد: إعلم أني رأيت البارحة نبيكم في المنام فقال لي: يا نصراني، أنت من أهل الجنة، فتعجبت من كلامه، وأنا الآن أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله. ثم وثب إلى رأس الحسين صلوات الله عليه فضمه إلى صدره، وجعل يقبله ويبكي حتى قتل!
فعرجت روحه إلى بارئها وهي تقول: لقد اهتديت بالحسين.
نشكر لكم أعزائنا مستمعي إذاعة صوت الجمهورية الإسلامية في إيران حسن الإصغاء لحلقة اليوم من برنامج بالحسين اهتديت... إلى لقاءنا المقبل بإذن الله دمتم بكل خير.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة