البث المباشر

إستقامة الفتى السوداني أحمد الليث ببركة الملحمة الحسينية

السبت 3 نوفمبر 2018 - 12:47 بتوقيت طهران

بسم الله و له الحمد و المجد إذ وفقنا للتقرب إليه عزوجل بأحب خلقه المصطفى الأمين وآله الطيبين الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين. السلام عليكم إخوة الإيمان ورحمة الله وبركاته.. وأهلا بكم في حلقة اليوم من هذا البرنامج ننقل لكم فيه قصة مؤثرة لأحد الشباب السودانيين الذين اهتدوا ببركة الملحمة الحسينية إلى سبيل الإستقامة على الدين الحق ويتحرز من السقوط في المعاصي رغم أن يعيش في أروبا، تابعونا على بركة الله.

أيها الأخوات والإخوة، اشتملت واقعة كربلاء على عرض قدوات لجميع الطوائف المجتمع الإنساني من مختلف الأعمار.. فكانت مثلا تضحية علي الأكبر بن الحسين و القاسم بن الحسن عليهما السلام مصدر إلهام للشباب، و كانت مثلا تضحية حبيب بن مظاهر – رضوان الله عليه – مصدر إلهام للشيبة وهكذا..
 

ومن الشباب الذين هداهم الله إلى الإقتداء بشباب الطف ودينه الحق الذي ارتضاه لعباده، الأخ أحمد الليث، الذي كتب قصة استبصاره على موقع مركز الأبحاث العقائدية ضمن مساهمات المستبصرين بتأريخ ۲۹/رجب/ ۱٤۳۲ للهجرة والأخ أحمد من مواليد السودان سنة ۱۹۹۲ ميلادية ويدرس الآن الطب في إحدى الجامعات الأروبية. بدأ كتابة قصة استبصاره تحت عنوان (كربلاء مفتاح النجاة) فقال: (أنا شخصيا ترعرعت في كنف والدي الذي يحمل شهادة الدكتوراه وهو يدرس التاريخ عموما والتاريخ الإسلامي خصوصا.. والحمد لله كنت من عشاق الكتب التاريخية، إذ إنني عند ما كنت في الخامسة عشر من عمري لم أكن أعرف عن الإسلام شيئا إلا ما أسمعه في خطب الجمعة وما يدرسونه لنا في المدرسة، وكان معلمنا دوما يطعن في طائفة تسمى الشيعة فنفرنا منها).

ثم ذكر الأخ أحمد الليث كلام هذا الشيخ الوهابي بأن الشيعة يقولون بنبوة علي ويسبون الصحابة الذين قال الأخ أحمد أنه كان يحب بعضهم أكثر من رسول الله أحيانا وذلك (لما يغسلون به أدمغتنا من فضائل مختلقة لهم). ولكن حدثت له صدمة أزاحت كل ذلك التشويه، قال حفظه الله: (وجدت أبي يقرأ في كتاب اسمه (الفتنة الكبري) فأخذته ودرست ماحصل من فتنة وكنت قد أخذت الكتاب خفية لأن أبي كان يقول لي دعك من هذا و ركز على دراستك فكنت أقرأ فيه عناوين مثل: (مقتل عثمان) و (واقعة الجمل) و (معاوية، علي، صفين) إلى أن وصلت لشيء هز كياني، اسم مرعب هو (كربلاء). وقلت: ماكربلاء وجدت اسم شخص اسمه (الحسين). من حسين ؟ سألت أبي عن الحسين قال لي: ألم يعلموكم في المدرسة؟! قلت له: لا. قال سبحان الله المدرسة إذن فاشلة. قال لي: طيب ما يعلمونكم وعلي؟ قلت: بس يدرسونا أنه كان شجاع وفارس. قال: ألم يعلموكم أي شيء عن أولاده؟ قلت: لا قال: الحسين هوابن فاطمة.قلت يعني ابن النبي. طيب وما علاقة فاطمة بعلي؟ قال: لا إله إلا الله إلى هذا بلغ بكم الجهل؟! فاطمة زوجة علي والحسين هو ابن علي. طيب قلت: من أخوه؟ قال لي: من هما سيدا شباب أهل الجنة؟ قلت: الذي أعرفه الحسن والحسين. قال لي: هؤلاء هم. فانصدمت من الخبر، هل المذبوح في كربلاء هو سيد شباب أهل الجنة هذا الإسم المبارك كربلاء هو مفتاح النجاة، هو سفينة التشيع هو باب النور للخروج من الظلام.)
 

أيها الإخوة والأخوات، ومن هذا المنطلق بدأت رحلة الأخ أحمد لليث السوداني للوصول للحقيقة والتي استمرت ثلاثة أعوام هي فترة تفتح الآفاق الفكرية للإنسان، وقد أثاره لطي هذه الرحلة نقاش حاد مع أحد المتعصبين ضد أتباع أهل البيت – عليهم السلام –، وهذا ما يحدثنا عن الأخ أحمد قائلا ما ملخصه: (كنت أقرأ كتابا وراء كتاب من الصحاح الستة وكتب التفسير والتاريخ وأناقش نفسي وأجلس مع أهل العلم ومع عقلي وأنا في الـ ۱٥ من عمري أتلقى المعلومات بنقاهة كثير الحفظ درست الحديث. وذات يوم وأنا في الصف الثالث الثانوي كان مدرس اللغة العربية ملم بالتاريخ فحكى لنا عن معركة جمل وعن صفين والحصة| التالية كانت التربية الإسلامية وموضوع الدرس الخروج على الحاكم. فقال المدرس: الخروج على الحاكم لا يجوز في أي حال إلا الكفر البواح. فسألته: وما جزاء من خرج عليهم؟ قال: لا يشم ريح الجنة وهو باغي وهو على باطل يستتاب وإلا يقاتل. فقلت: طيب منو كان على الحق إلى أن قلت معاوية وعلي من على الحق؟ قال لي: معاوية صحابي وعلي صحابي. قلت: منو الأفضل؟ قال علي والله ما في داعي للكلام. قلت له: هل تقر برواية الحق مع علي وعلي مع الحق؟ فسكت وقال: أنت شيعي. قلت له. ما التشيع؟ قال لي: روح هات السوط وتعال وتعرف ما هو التشيع. جلدني ۱۰ جلدات ولكن يا له من طعم جميل أن تشعر بطعم الألم في سبيل الحق.
 

ومن ذاك اليوم أصبحت أقرأ عن الشيعة و شاء الله أن بحثت من عمر ۱٥ سنة إلى عمر ۱۸ سنة في هذا الأمر وكانت فاتحته خير. فلقد استبصرت على يدي نفسي ومن كتب أهل السنة و كان البعض في فترة بحثي يستهزأون بي و يقولون أنت صغير وجاهل فلم أن أعرهم اهتمام أو بال.
 

مستمعينا الأطائب، روح الإستقامة التي تفيض بها الملحمة الحسينية، نفذت إلى قلب هذا الفتى السوداني فجعلته يستطعم لذة الإيمان و هو يذوق جلدات المعلم المتعصب، وجعلته لا يعبأ بتثبيطات المستهزئين، وأهم من ذلك جعلته يتحصن بروح الملحمة الحسينية مما لا يرضاه الله للمؤمنين، لاحظوا ما يقوله الأخ أحمد الليث في تتمة قصته: (وفي هذه السنوات وهي فترة تقلبية حساسة للشباب وهي فترة المراهقة وخصوصا أني عشت عمري في دولة أسيوية وأدرس في دولة أوروبية الطب العام فكنت كلما هممت بفعل الشباب من معاصي أتذكر ذلك الرأس المقطوع على رماح الأعداء. هذا الثمن الغالي هو فداء للنبي ودينه.دفعه حفيده الذي عاش لجده ودينه وأتباعه. وتذكرت كل فعل ارتكبه يقلل من سعر الفداء فكنت أحجم والحمد لله الآن عمري ۱۹ سنة ولم أمضي عمري كما الشباب في الغزل والفحش مع أنني في أصعب مكان فيه كل الشهوات والموبقات وكل ذلك بفضل الله.)
 

وأخيرا نشير أيها الإخوة والأخوات إلى درس مهم آخر تعلمه هذا الفتى السوداني من الملحمة الحسينية وهو تحدى الموروث وعدم الإستسلام للقناعات والعقائد المفروضة، والتحلي بروح البحث الحر عن الحقيقة، وهذا ما يدعو له أترابه من الشباب في نهاية قصته، قال حفظه الله: (كلمة أخيرة إلى إخواني الشباب اصحوا من نومكم أنتم غسلت أدمغتكم أناس مغسولة أدمغتهم أيضا هذا المخطط من القدم موجود يعلموكم معلومات خاطئة و أنتم تتعلموها و تعلموها لأولادكم و أولادكم لأحفادكم و هكذا يضمنون خدام للضلال، اصحوا و راجعوا تاريخكم و ستعلمون هول المصيبة. و هدى الله الجميع للمذهب الحق و حشرنا و إياكم مع محمد و آله الطيبين الطاهرين. أنا أخوكم أحمد الليث و عمري ۱۹ سنة.)
 

كانت هذه مستمعينا الأكارم قصة اهتداء الفتى السوداني أحمد الليث ببركة تعرفه على واقعة عاشوراء نقلناها لكم ضمن حلقة اليوم من برنامج (بالحسين اهتديت) استمعتم له مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران.
تقبل الله أعمالكم و في أمان الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة