بسم الله الرحمن الرحيم، مستمعينا الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، نرحب بحضراتكم أطيب ترحيب في لقاءنا هذا من الاخلاق العلوية، حيث نقف على شذرات من مواقف الامام علي (ع) تحكي احسانه وجوده على الفقراء، نرجوا ان تبقوا معنا، نعود بعد لحظات.
ايها الاعزة الكرام، سموّ اخلاق اميرالمؤمنين علي (عليه السلام) غير خافية على احد، وقد ذكر المؤرخون صوراً كثيرة في هذا المجال.
والامر المميّز عند الامام علي (ع)، انه امتنع من تناول الاطعمة الشهية والتلذذ بها، واقتصر على ما يسدّ الرمق من الاطعمة البسيطة، كالخبز والملح، وربما تعدّاه الى اللّبن لكي يتمكّن من أن يجود بشيء ليزيل جوع فقير أو يقضي حاجة محتاج. اذن فهذا هو السرّ المميز له هنا والا فالفخر ليس لمن يملك الاموال الطائلة وهو يتصدّق بشيء يسير منها.
حيث جاء في مسند أحمد بن حنبل قوله: وكان عليٌ في ايام رسول الله (ص) يربط الحجر على بطنه من الجوع.
ويقول ابن ابي الحديد: انه ما شبع من طعام قط، وقد اتي له بفالوذج (اي نوعٌ من الحواء تعمل من الدقيق والماء والعسل) فلمّا رآه قال:
"انه طيّب الريح، حسن اللون، طيب الطعم، ولكن اكره ان اعوّد نفسي ما لم تعتد" .
نعم هكذا كان عليٌ يفكر ان لا يعوّد نفسه على مثل هذه الاطعمة، لكي يطعم غيره.
وفي مقابل ذلك، وكما ينقل المجلسي في بحار الانوار، انه خرج الامام عليٌ (ع) وهو يحمل على ظهره قربة وفي يده صحفة (وهي القصعة الكبيرة المنبسطة) وهو يقول: "اللهمّ وليّ المؤمنين، واله المؤمنين، وجار المؤمنين، اقبل قرباتي الليلة، فما امسيت املك سوى ما في صحفتي، فانك تعلم اني منعته نفسي مع شدة سغبي في طلب القربة اليك غنما، اللهم فلا تخلق وجهي ولا تردّ دعوتي" .
نعم مستمعينا الكرام، هكذا كانت بوادر الامام علي (ع) تجاه المحتاجين، وهكذا كان اسلوب عطائه لهم.
في نهاية هذه الحلقة من برنامج من الاخلاق العلوية قدمناها لحضراتكم من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران نشكركم على حسن الاصغاء والسلام عليكم.