مقتضى هذا التحالف أن تتصرف السعودية باعتبارها زعيمة المسلمين وليس فقط زعيمة لمذهب أو طائفة وهو أمر كان أقرب ما يكون للتحقق بفضل حملات الدعاية والتضليل التي سعت لتقديم الوهابية باعتبارها حركة تصحيحية عقائدية تسعى لرفعة المسلمين وتوحيد صفوفهم حيث كان الجميع يتجنب الصدام معهم حرصا على وحدة الأمة وجمعا لصفوفها بما في ذلك الإيرانيين.
تبين مؤخراً أن الصدام مع المملكة الوهابية أمر لا يمكن تجنبه خاصة بعد أن برزت العدوانية الوهابية إلى العلن.
في السابق استندت العدوانية الوهابية إلى التنظيمات والجماعات المسماة بالإسلامية ومن ضمنها ما يسمى بالتيار السلفي الذي دخل في مواجهة مع الإخوان المسلمين التي كانت تتصور أن القيادة ستبقى لها باعتبارها (الجماعة الأم) إلا أن النظام السعودي تخلى عنهم وأسهم في ذبحهم (ومن حكم في ماله فما ظلم!!).
لا شك أن مرحلة الغموض والإبهام شكلت فرصة مثالية ورائعة لهذا النظام الإرهابي حتى النخاع الذي بقي في الخفاء واقتصر دوره على التمويل والإسناد ثم إصدار بيانات الإدانة والاستنكار بل ووصل بهم الفجور والوقاحة حد تبني إنشاء مركز لمحاربة الإرهاب في عاصمتهم الرياض قبل عامين من الآن.
السعودي الرسمي شارك بالأدلة القاطعة في جريمة الحادي عشر من سبتمبر –بالتعاون مع الموساد- ورغم ذلك ما زال بعيدا عن المحاسبة حتى هذه اللحظة.
(تَذِلُّ الْأُمُورُ لِلْمَقَادِيرِ حَتَّى يَكُونَ الْحَتْفُ فِي التَّدْبِيرِ) الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام.
لأسباب متعددة قررت المملكة الوهابية خوض غمار الحرب في اليمن بنفسها هذه المرة!!, ربما لتثبت للعالم مقدرتها وقوتها وربما بسبب الموقع الجغرافي لليمن على حدودها الجنوبية وربما لأن محمد بن سلمان أراد أن يثبت للعالم قدراته القيادية الفذة وهاهي النتائج على الأرض وآخرها خسارة ثلاثة ألوية كانت تقاتل تحت إمرته في معارك نجران بعدتها وعديدها مما يثبت حقيقة أن الهزيمة الكاملة هي النهاية المحتومة لهذا العدوان.
لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم!!.
الهزيمة هذه المرة لا يمكن دحضها ولا إنكارها والأهم من هذا أن الدول التي كانت تعول عليها المملكة لإنقاذها تقف موقف المتفرج وعلى رأس هؤلاء الولايات المتحدة التي طالما جعجعت بقوتها وقدرتها على صنع المعجزات والغرائب وهاهي الآن تدير ظهرها لمملكة العجائب!!.
لم يتحرك أحد من أطراف (التحالف) الذي هول به الصهاينة والذي أشرنا إليه بداية المقال ولسان حالهم يقول (على نفسها جنت براقش .. أنتم لم تكونوا يوما ما زعماء للمسلمين ولا للسنة)!!.
لم ترسل أي دولة من دول (التحالف المفترض) جيشها لنجدة آل سعود عدا السودان، أما الدول الإسلامية الكبرى فقصارى جهدها الآن التوسط لإنهاء الحرب.
الوهابية التيموية التي هي امتداد للبرتوكولات اليهودية التي خطها موسى ابن ميمون انطلاقا من مصر الأيوبية بداية القرن السابع الهجري ستذهب وتولي أدراج الريح بعد أن فقد آل سعود قدرتهم على تخويف العالم أو رشوته ولن يبقى هؤلاء زعماء حتى لأنفسهم وليسوا زعماء لا للعالم الإسلامي ولا للسنة التي طالما خدعوا الناس بمزاعمهم الكاذبة عن حمايتها وحماية الدين الصحيح والأماكن المقدسة.
السؤال موجه إلى من يملكون القدرة على إبراز البديل الحقيقي الذي طالما جرى تغييبه وطمسه بعد أن تذهب دولة الدجال وتولي إلى غير رجعة.
دكتور أحمد راسم النفيس