البث المباشر

شرح فقرة: يا من يبدأ الخلق ثم يعيده

الأربعاء 21 أغسطس 2019 - 08:53 بتوقيت طهران

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " يا من يبدأ الخلق ثم يعيده " من دعاء الجوشن الكبير.

 

لا نزال نحدثك عن الادعية المباركة، ومنها دعاء (الجوشن الكبير)، حيث حدثناك عن مقاطع متسلسلة منه، ونحدثك الآن عن احد مقاطعه الذي ورد فيه: (يا من يبدأ الخلق ثم يعيده، يا من اليه يرجع الأمر كلّه، يا من اظهر في كل شيء لطفه، يا من احسن كل شيء خلقه، يا من تصرّف في الخلائق قدرته،...).
بهذه الفقرات او العبارات ينتهي احد مقاطع الدعاء حيث نلحظ ان هذه الفقرات تتحدث عن ابداعه تعالي للخلق وما ترتبط به قضايا الانسان، وهذا ما نبدأ به الآن، حيث نقف عند عبارة (يا من يبدأ الخلق ثم يعيده). فماذا نستلهم منها؟ 
ان العبارة المتقدمة من الوضوح بمكان، ولكن الموضوع يتطلب جانباً من التعقيب عليه، فنقول: ان ابداع الله تعالي للخلق من الوضوح بمكان، وكذلك اعادته ولكن النكتة هي: ان يستثمر قارئ الدعاء هذا الجانب، ويسمح لذهنه بالتفكير في عملية الخلق: واعادته، والهدف من وراء ذلك لقد ورد في القرآن الكريم قوله تعالي «وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ». اذن عندما يقول الدعاء (يا من يبدأ الخلق) فهذا يعني: انه تعالي خلقنا لنمارس العبادة، اي: نلتزم بما رسمه الاسلام لنا من المبادئ في مختلف ميادين السلوك: الاحكام، العقائد، الاخلاق.
هنا نتجه الي تكملة العبارة او الشق الآخر منها، حيث نقول (ثم يعيده)، اي: يعيد الخلق. فماذا تعني هذه العبارة؟
من البين، ان عبارة الدعاء عند ما تقول (يا من يبدأ الخلق ثم يعيده) فان عبارة (يعيده) تجعل اذهاننا متداعية الي ظاهرة (الموت) بعد ان يكون الله تعالي قد بدأ خلقنا، ولكن الموت هو: مقدمة لعبارة (ثم يعيده)، اي: بعد ان نموت فان الله تعالي يعيد خلقنا، اي: يحيينا بعد موتنا، وهذا ما يتيح لنا التفكير جديداً بموضوع آخر هو: ما يترتب علي عملنا العبادي الذي خلق الله تعالي الانسان من اجله، الا وهو: الحياة الآخرة، بمعني ان البشر عند ما يمارس وظيفته العبادية في الحياة الدنيا، فانها - من الواقع - مقدمة للحياة الآخرة، وهي: الحياة الأبدية مقابل الحياة الموقتة. ولكن ماذا يعني ذلك؟
المرحلة الجديدة من التفكير بهذه العبارة تتداعي باذهاننا الي ان الحياة الدنيا هي: اختبار وانها تحدد لنا المصير الخالد في الحياة الآخره، اي: بقدر ما مارسنا من نجاح او اخفاق في دنيانا تترتب عليه النتائج المحددة نمط موقعنا الأخروي، وهذا ما يستاقنا الي التفكير بمرحلة جديدة هي: ان نحرص علي ممارسة وظيفتنا الدنيوية، حتي نستطيع من خلالها ان نفوز برضاه تعالي وبالجنة ان شاء الله تعالي. 
اذن امكننا ان نفيد من عبارة (يا من يبدأ الخلق ثم يعيده) جملة افادات جوهرية هي: لفت نظرنا الي وظيفتنا العبادية التي خلقنا الله تعالي من اجلها، بالاضافة الي تعميق معرفتنا بعظمة الله تعالي، حيث يخلق ويميت ويحيي، وهكذا. 

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة