البث المباشر

من دعاء الجوشن الكبير - شرح فقرة: يا من لا يشغله سمع عن سمع، يا من لايمنعه فعل عن فعل، يا من لا يلهيه قول عن قول، يا من لا يغلطه سؤال عن سؤال

السبت 7 سبتمبر 2019 - 08:12 بتوقيت طهران

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " يا من لا يشغله سمع عن سمع، يا من لايمنعه فعل عن فعل، يا من لا يلهيه قول عن قول، يا من لا يغلطه سؤال عن سؤال " من دعاء الجوشن الكبير.

 

نواصل حديثنا عن الأدعية المباركة، ومنها: دعاء (الجوشن الكبير)، حيث حدثناك عن مقاطع متسلسلة منه، ونحدثك الآن عن احد مقاطعه الذي يبدأ على هذا النحو: "يا من لا يشغله سمع عن سمع، يا من لايمنعه فعل عن فعل، يا من لا يلهيه قول عن قول، يا من لا يغلطه سؤال عن سؤال..." . هذا المقطع من الدعاء يتناول مظاهر عظمته تعالى وفق اسلوب آخر من الصياغة، حيث لاحظنا ان الدعاء المذكور يسلك طرائق متنوعة ومنتظمة من الصياغة الفنية... وفي هذا المقطع يتحدث الدعاء عن جملة من مظاهر عظمته تعالى متمثلة في ان الله تعالى لايحجزه اي فعل عن ارادته للافعال الأخرى في آن واحد... ويبدأ ذلك بعبارة "يا من لا يشغله سمع عن سمع" ... فماذا نستلهم من ذلك؟

*******


من الواضح، ان افعال الله تعالى تتسم بما لا محدودية لها من الارادة والقدرة والحكمة الخ... ومن جملة ذلك: رعايته تعالى بعباده الذين يدعونه مثلاً، فهناك الداعون في آن واحد قد يعدون بالالاف او الاكثر او الاقل مثلاً فلا يمنعه من الاستماع لكل هؤلاء في آن واحد... وهذا هو احد مظاهر عظمته تعالى... ولعل قارئ الدعاء يتداعى بذهنه من المظهر المشار اليه، الى تعميق ثقته بالله تعالى من حيث استجابته لدعاء عبده ورعايته غير المحدودة، وهو امر يكشف عن المزيد من الوعي بمبادئ رحمته تعالى.

*******


طبيعياً، ان كل الفاعليات الصادرة من الله تعالى تتسم بما اوضحناه، ومن ذلك: الافعال التي يستهدفها تعالى،.. فاذا كان لايشغله سمع لاحد عباده عن السمع للاخرين، فكذلك: لايمنعه فعل يريده عن فعل آخر يريده، وهكذا، والامر نفسه بالنسبة الى عبارة"يا من لا يلهيه قول عن قول" حيث يمكننا ان نستلهم من هذه العبارة نمطين من الاستلهام احدهما: انه تعالى عندما يامر ملائكته مثلا بايصال هذه الاقوال أو المبادئ او الاوامر، حيندذ لايحجزه هذا الامر بالشئ عن الامر بشئ آخر وهكذا... واما الاستلهام الآخر فمن الممكن ان نذهب الى ان ما يصدر من العباد من قول ايا كان نمطه "حيث استشهدنا بالدعاء في عبارة سابقة" ، وهذا ما ينسحب على غيره من الفاعليات وان كنا يغلب على ظننا بان المقصود من عبارة "يا من لا يلهيه قول عن قول"هو: اوامره تعالى لجنوده في السموات والارض، حيث لايشغله أمر عن امر سواه، وهكذا.

*******


بعد ذلك نواجه عبارة "يا من لا يغلطه سؤال عن سؤال" ... فماذا نستخلص؟ هنا نستطيع بان نستخلص من ان العبارة التي ترددنا في تفسير دلالتها الى ان المقصود من عبارة "يا من لايلهيه قول عن قول" هو: اوامره تعالى بقرينة العبارة الحالية وهي "يا من لايغلطه سؤال عن سؤال" حيث يتضح بان المقصود من العبارة المذكورة هو: سؤالات عباده تعالى، فكما ان استماعه تعالى لادعية عباده لايشغله عن الاستماع لكل الأدعية في آن واحد، كذلك لاتغلطه اسئلة عباده بنحو مطلق، ويمكن كذلك ان نتداعي بالاذهان الى اليوم الآخر عند محاسبة عباده تعالى، حيث يسأل تعالى مخلوقاته عن الممارسات التي صدرت عنهم دنيوياً، ويسألون عنها في اليوم الآخر، حيث انه يحاسبهم دون ان يغلطه سؤال لهذا المخلوق او ذاك عن السؤال لمخلوق آخر، وهكذا.

*******


بعد ذلك نواجه عبارة "يا من لا يحجبه شئ عن شئ" وهي عبارة نحدثك عنها في لقاء لاحق انشاء الله تعالى. ختاماً: نسأله تعالى ان يوفقنا الى الالتزام بمبادئه تعالى، والى ممارسة الطاعة والتصاعد بها الى النحو المطلوب.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة