البث المباشر

شرح فقرة: يا من لطفه ظاهر، يا من أمره غالب، يا من كتابه محكم

الأربعاء 4 سبتمبر 2019 - 15:13 بتوقيت طهران

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " يا من لطفه ظاهر، يا من أمره غالب، يا من كتابه محكم " من دعاء الجوشن الكبير.

 

 

نتابع حديثنا عن الادعية المباركة ومنها: دعاء (الجوشن الكبير)، حيث حدثناك عن مقاطع متسلسلة منه، ونحدثك الآن عن احد مقاطعه الذي ورد فيه "...يا من لطفه ظاهر، يا من أمره غالب، يا من كتابه محكم...الخ" هذه العبارات أو المظاهر من عظمته تعالى، تظل امتدادا لما سبقتها من العبارات الواردة في هذا المقطع من الدعاء، حيث نواجه عبارة "يا من لطفه ظاهر" ، وهي عبارة نبدأ بتوضيحها على النحو الآتي:

*******


ان الله تعالى رحيم بعباده، لا يصدر منه الا الخير، ولعطائه تعالى مصاديق متنوعة من الرحمة: كالحب، والاحسان، والشفقة، والحنان، و... الخ. ومن ذلك ظاهرة "اللطف" ... وقد تسأل عن النكتة الكامنة في هذه المفردة من الرحمة، فنقول: اللطف هو: تعامل بالرفق، أي: عطاء مزدوج، انه رحمة ثم انها رحمة تقترن بالرفق، ولذلك ورد في معناها اللغوي: ان الله تعالى لطيف بعباده بمعنى انه يوصلهم الى ما يتطلعون اليه برفق،.. من هنا فان عبارة "يا من لطفه ظاهر" ، تعني: ان الله تعالى في عون عبده وفي شفقتة عليه ورفقه به: من العظمة! بحيث "يظهر" ذلك بجلاء... وهذا لا ترديد فيه ما دمنا نعلم بانه تعالى لا حدود لرحمته المطلقة: كما هو واضح.

*******


بعد ذلك نواجه عبارة "يا من امره غالب" وهي عبارة "تناص" بحسب اللغة المعاصرة، أي: اقتباس او تضمين من النص القران الكريم في قوله تعالى "وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ" ... فماذا تعنى هذه العبارة؟ النصوص التفسيرية تذهب الى عمومية وخصوصية هذه العبارة... اما خصوصيتها فترتبط بحادثة يوسف وما جرى عليه بمعنى انه هو الغالب على امره المتفضّل بنصرة يوسف (ع) وانقاذه من الشدائد التى يتعرض لها... واما عموميتها فهي: انه تعالى غالب على ما يامر به من القضايا والاحداث والمواقف ومطلق ما يتحرك في الوجود، انه "الغالب" على كل شئ، منشئ ومسيطر ومقدر الخ لاأحد يشاركه في هذا أو يحجزه عنه...

*******


بعد ذلك نواجه عبارة "يا من كتابه محكم" ... فماذا نستلهم منها؟ الجواب... هذه العبارة بدورها "تناص" بالنسبة الى اشارات القرآن الكريم الى "محكم" كتابه، وهو احكام ذو دلالتين، عامة وخاصة.. اما الاحكام الخاص فيقف قبالة ما يطلق عليه مصطلح "المتشابه"عبر قوله تعالى "هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ"،... واما الاحكام العام فهو: الاحكام بمعناه اللغوي الذي يعني المتقن والموثق والمتمكن و..الخ، مقابل ما يعتريه الخلل و...الخ... والمهم هو: ان المقصود من العبارة المذكورة هو احكام كتاب الله تعالى وتضمنه وتبيانه لكل شئ كما ورد ذلك في النصوص القرآنية الكريمة ذاتها...

*******


بعد ذلك نواجه عبارة "يا من قضاؤه كائن" ثم عبارة "يا من قضاؤه كائن" نلفت نظرك الى العبارة "يا من قرآنه مجيد" حيث يمكنك ان تتساءل قائلاً: لقد حدثتنا عن عبارة "يا من كتابه محكم" والآن نواجه عبارة "يا من قرآنه مجيد" .. اذن مالفارق بين العبارتين؟ ومالمقصود من كلمة "مجيد" حيث قابلها في العبارة السابقة "محكم" ؟ ثم مالفارق بين "الكتاب" وعبارة "القرآن" ؟ "هذا مانحدثك به في لقاء لاحق انشاءالله تعالى..." 

*******


ختاماً: نسأله تعالى ان يوفقنا الى ممارسة الطاعة والتصاعد بها الى النحو المطلوب.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة