البث المباشر

شرح فقرة: يا من لا يحجبه شيء عن شيء، يا من لا يبرمه الحاح الملحين

السبت 7 سبتمبر 2019 - 08:16 بتوقيت طهران

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " يا من لا يحجبه شيء عن شيء، يا من لا يبرمه الحاح الملحين " من دعاء الجوشن الكبير.

 

لانزال نحدثك عن الادعية المباركة، ومنها: دعاء (الجوشن الكبير)، حيث حدثناك عن مقاطع متسلسلة منه، ونحدثك الآن عن احد مقاطعه الذي ورد فيه "يا من لا يحجبه شيء عن شيء، يا من لا يبرمه الحاح الملحين، يا من هو غاية المريدين، يا من هو منتهى همم العارفين، يا من هو منتهى طلب الطالبين، يا من لا يخفى عليه ذرة في العالمين" ... هذه العبارات يختم بها المقطع ما قبل الاخير من دعاء الجوشن، ونحن الآن نبدأ بتوضيح ما غمض من الدلالات، ونبدأ بعبارة "يا من لا يحجبه شيء عن شيء" ... فماذا نستخلص؟

*******


ان الله تعالى بصير بعباده، بصير بكل شيء، بمعنى انه تعالى كما ورد في العبارة "يا من لا يحجبه شيء عن شيء" ودلالة العبارة هي (ان الله تعالى بصير – كما قلنا – بكل شيء، ولا يحجزه شيء عن شيء آخر، بمعنى ان الله تعالى (يبصر) كل شيء، ولا يحجبه البصر بشيء من البصر بشيء آخر، فهو يراك ويراني ويرى الاخرين، وهذا يتداعى مادام الله تعالى مطلعاً على ممارساتنا، العلنية منها والسرية... ومن ثم يتعين علينا الا نصدر عن المعصية بل ينبغي ان نحرص على الطاعة، بصفة انه تعالى قال "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ" ... ومادام تعالى (بصيراً) بممارساتنا: حينئذ فإن الممارسة العبادية ينبغي ان تتحدد بالنحو المطلوب.

*******


بعد ما تقدم نواجه عبارة "يا من لا يبرمه إلحاح الملحين" ... فماذا نستلهم؟ العبارة المذكورة من المبادئ التي يتعين علينا ان نعمل بها ونعني ذلك: ان نلح على الله تعالى في ادعيتنا فأولاً ان ندرك بأن البشر محدود عطاؤه، وثانياً: له قابلية محدودة نفسياً وعقلياً وجسمياً ومادياً ومعنوياً الخ...، على العكس تماما ً من (الله تعالى) حيث يمتلك الى ما لا نهاية من الاشباعات المتنوعة من جانب، ومن جانب آخر لا يبرمه الحاحنا بل العكس من ذلك... وهذه الظاهرة من الخطورة بمكان من الزاوية النفسية، فالانسان مثلاً مهما اوتي من القدرات، فإن هناك ما هو المحدود منها،.. ثم من جانب ثالث فان تركيبته النفسية لا تسمح له بأن يقدم عطاءاته بلا تحديد او ترديد الخ... وهذا بالعكس من الله تعالى فيما لا يبرمه إلحاح الملحين،... ان الإلحاح على البشر موجب للذل، بينما الإلحاح على الله تعالى موجب للعزِّ،... اذن: ما اشد فرح العبد عندما يجد ان الله تعالى لا يبرم من الإلحاح، بل ان النصوص الشرعية تشير الى ان الله تعالى يؤخر اجابة عبده حتى يستمر من الدعاء ويسمع إلحاحه على انجاز هذه الحاجة او تلك من الله عزَّ زحلَّ.

*******


للمرة الجديدة، نسأله تعالى ان يجعلنا ممن يتوسل دواماً بالله تعالى، ويلح في ادعيته، ويجيبها تعالى، كما نسأله ان يوفقنا الى الطاعة، والتصاعد بها الى النحو المطلوب.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة