البث المباشر

شرح فقرة: يا من هو غاية مراد المريدين، يا من هو منتهى همم العارفين، يا من هو منتهى طلب الطالبين، يامن لا يخفى عليه ذرة في العالمين

السبت 7 سبتمبر 2019 - 08:17 بتوقيت طهران

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " يا من هو غاية مراد المريدين، يا من هو منتهى همم العارفين، يا من هو منتهى طلب الطالبين، يامن لا يخفى عليه ذرة في العالمين " من دعاء الجوشن الكبير.

 

نواصل حديثنا عن الادعية المباركة، ومنها: دعاء (الجوشن الكبير)، حيث حدثناك عن مقاطع متسلسلة منه، ونحدثك الآن عن احد مقاطعه الذي ورد فيه: "يا من هو غاية مراد المريدين، يا من هو منتهى همم العارفين، يا من هو منتهى طلب الطالبين، يامن لا يخفى عليه ذرة في العالمين" . هذه العبارات يختم بها مقطع الدعاء، حيث تنطوي على جملة مظاهر من عظمة الله تعالى، ومنها: الرحمة التي لا حدود لعظمتها وسعتها، حيث عبر عنهما مقطع الدعاء بجملة عبارات منها "يا من هو غاية مراد المريدين" ... فماذا نستلهم منها؟

*******


من الواضح، ان مراد البشر لايقف عند حد، ولكن غاية ما يريده العبد لايمكن ان يحققه عبد آخر، وانما يتحقق بواسطة الله تعالى،... ولذلك فان المريد اذا كانت له طموحات عالية، فان الآخر لايستطيع ان يشبع لاخيه ذلك: اما لقصوره، واما لعدم استعداده واما يمن عليه...الخ، ولكن الله تعالى ليس كذلك: انه يستطيع تحقيق اية طموحات لانه تعالى يقول للشئ كن فيكون، ولانه تعالى لا حدود لرحمته وانه تعالى لايمل من طلبات عبده.. الخ، من هنا جاءت عبارة "يا من هو غاية مراد المريدين" تفصح عن انه تعالى هو المالك الوحيد لوسائل الاشباع لعبده حيث يحقق له غاية مراده...

*******


بعد ذلك نواجه عبارة "يامن هو منتهى همم العارفين" ... ترى: ماذا تعني هذه العبارة؟ ان العارف يختلف عن باقي الناس بكونه ذا وعي عال بعظمة الله ورحمته، ولذلك فان طموحاته تختلف عن الرجل العادي، انه لايطلب مالاً او صحة أو امناً أو راحة.. الخ. انما يطلب رضاه تعالى، ان همته هي ان يصل الى اوعى ما يمكن الوصول اليه من معرفة الله تعالى، ان يكسب رضاه تعالى، ان يصل الى معرفة التوحيد...

*******


بعد ذلك نواجه عبارة "يا من هو منتهى طلب الطالبين" .. فماذا نستخلص منها؟ في تصورنا ان هذه العبارة تتساوق مع عبارة "يا من هو منتهى مراد المريدين" ... بيد ان ثمة اكثر من دلالة لعبارة (المريدين) فهي قد تعني الدلالة العادية للمريد اي: ما يريده الانسان العادي من اشباعات دنيوية واخروية، وقد تعني: المصطلح الخاص بـ(المريد) وهو مصطلح يعني: بلوغ المرحلة الفانية للانسان الواعي والسالك والعارف... الخ. المهم في الحالات جميعاً، ينبغي ان نفرق من جانب بين (المريد) بمعناه العرفاني، وبين المريد بمعناه العادي فاذا انسقنا مع الدلالة الاخيرة فهذا يقتادنا الى معرفة الفارق بين (المريد) ليس بمعناه العرفاني بل العادي وبين عبارة "يا من هو منتهى طلب الطالبين" فالطالب هنا يتماثل مع المريد العادي في تطلعاته، ولكن الفارق هو: ان (الطالب) هو من يطلب من الله تعالى شيئاً من الاشباعات لحاجته، واما المريد فان له مراداً قد يكون خاصاً او عاماً، قد يصرح به اولاً يصرح، بينما الطالب يصرح بطلبه قبالة المريد الذي من الممكن ان يصرح أو يستنبطه اي: ما يريده... والمهم: ان الدعاء يستهدف الاشارة الى ادق الدلالات واستيفاء ما يمكن تصوره من دقائق الحاجات ودقائق مراد العبد.

*******


ختاماً: نسأله تعالى ان يوفقنا الى ممارسة الطاعة والتصاعد بها الى النحو المطلوب.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة