البث المباشر

شرح فقرة: "يا من هو في عزه عظيم

الأحد 18 أغسطس 2019 - 10:00 بتوقيت طهران

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " يا من هو في عزه عظيم " من دعاء الجوشن الكبير.

 

نحن الآن مع احد مقاطع دعاء (الجوشن الكبير)، حيث يتميز هذا المقطع بكونه ذا خصيصة بلغية هي، أن اسماء الله تعالى صيغت بأحد اشكال الصياغة، وهي تفريع صفة من اخرى مثل (يا من هو في عهده وفي، يا من هو في وفائه قوي) الى ان يُختم المقطع بهذه العبارات المتفرعة، وهي (يا من هو في عزه عظيم، يا من هو في عظمته مجيد، يا من هو في مجده حميد). 
ان العبارة او المظهر الاول وهو (يا من هو في عزه عظيم) جاء تفريعاً على عبارة (يا من هو في شرفه عزيز) ويعنينا الآن ان نستلهم الدلالة المتفرعة من العز وهي عظمة العز، فماذا نستخلص منها؟ 
قلنا ـ في لقاء سابق ـ ان العزّ هو: المنعة التي لا يغالب فيها، اي: المتفردة التي لا نظير لو قرين لها، والآن نجد ان مقطع الدعاء يصف لنا هذا العز بانه عظيم اي: ان الله تعالى عظيم في عزته، والسؤال الآن هو: ما هي النكتة الكامنة وراء ذلك؟
الجواب: بما ان العز الذي لا يغالب ويتفرد به تعالى لا قرين له، حينئذ فان الظاهرة لا تنحصر في مجرد العزّ بصفته المذكورة، بل عظمة ذلك، او عظمة الله تعالى في العز، بصفة ان لا محدودية العز تكشف عن احد وجوه العظمة الالهية، وهي عظمة تنكفل بها العبارة المتفرعة عنها ببيان ذلك من خلال ما يأتي (يا من هو في عظمته مجيد). هنا، يواجهنا السؤال الآتي: كا هي الصلة بين العظمة والمجد؟ 
ان (المجد) هو (الرفعة) مطلقاً، فاذا قلنا ان الله تعالى هو في عظمته مجيد، يعني ذلك أنه تعالى (رفيع) في عظمته المشار اليها، اي: ليست العظمة التي تعني كبر الظاهرة وفخامتها في التجربة البشرية، بل العظمة غير المحدودة لله تعالى، وهي علوّ لا يتماثل معه امكانية التصور لعلوّ ما، بالاضافة الى امكانية ان نتصور بانه تعالى (ممجد)، اي: ان الخلائق تمجده فهو مجيد.
وعلى ضوء هذه الحقائق، يمكن الذهاب الى مواجهة العبارة الاخيرة وهي (يا من هو في مجده حميد)، لاستلهام ما هو الجديد في الموضوع. 
العبارة التي ختم بها مقطع الدعاء هي (يا من هو في مجده حميد). ترى: ماذا نستلهم منها؟ 
الجواب: قلنا: ان صفة (المجيد) تعني: الممجد الذي تمجده الخلائق وهو الله تعالى. ولكن السؤال: كيف تمجد الخلائق الله تعالى؟
الجواب الجديد هو: ان الله تعالى (كما يقول النص) (هو في مجده حميد)، اي: تحمده الخلائق على عظمته.
اذن، التمجيد ليس مجرد اشارة الى عظمة الله تعالى، بل الحمد والمدح والشكر على عطائه تعالى، او الحمد لعظمته او المدح لمجده. 
بعد ذلك نواجه مقطعاً جديداً هو: (اللهم اني اسألك باسمك يا كافي يا شافي يا وافي يا معافي...). 
هذا المقطع يجسد نمطاً ثالثاً من الاساليب التي دعاء الجوشن الكبير حيث قلنا: ان كل مقطع اما ان يتناول مظهراً مفرداً مثل (يا كافي، يا شافي)، او مزدوجاً مثل (يا عظيم المن)، او تفريعياً مثل (يا من هو في عهده وفي، يا من هو في وفائه قوي)، بالاضافة الى اساليب اخرى نواجهها في المقاطع المقبلة من الدعاء، فيها نحدثك عنها في حينه ان شاء الله تعالى. 
اذن، نحن الآن مع احد اساليب المقاطع من دعاء الجوشن الكبير، وهو الاسلوب الذي يتناول مظهراً مفرداً مثل (يا كافي، يا شافي،...)، وهو امر نحدثك عنه ايضاً اناء الله تعالى في لقاءات لا حقة. 

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة