البث المباشر

أسلوب الحياة وبناء الحضارة الإسلامية الحديثة

الثلاثاء 7 أكتوبر 2025 - 15:21 بتوقيت طهران
أسلوب الحياة وبناء الحضارة الإسلامية الحديثة

ينبغي على الأمة الإسلامية أن تُعيد بناء نمط حياتها على أساس التوحيد، العدالة، الأخلاق، التوجه الأسري ومعنى الحياة، لتُقدم نموذجا حديثا في مواجهة الحضارة المادية الغربية.

ليس نمط الحياة الإسلامية نموذجا للحياة الفردية المسلمة فحسب، بل يعد أيضا أساسا وركيزة لبناء الحضارة الإسلامية الحديثة.

لا يعتبر القرآن الكريم الحياة مجرد سلوكيات عادية، بل يُقدّمها كطريق إلى الكمال والعبودية الإلهية. فالآية الكريمة «وَما خَلَقتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلّا لِيَعبُدون»" (سورة الذاريات المباركة، الآية 56) تعتبر الغاية الأسمى للحياة هي عبودية الله، وهذا المبدأ يُشكّل جوهر أسلوب الحياة الإسلامي".

لا يمكن أن تتحقق الحضارة الإسلامية الحديثة إلا بانفصال نمط حياة المسلمين عن الأطر الغربية وإعادة بنائه على أساس تعاليم القرآن الكريم وأهل البيت (عليهم السلام) ولقد أكد الإمام الخميني (ره) والإمام الخامنئي بصفة إمامي الثورة الإسلامية مرارا وتكرارا أن تقدم الحضارة الإسلامية لا يمكن أن يتحقق دون تغيير في نمط الحياة. وحسب تعبيرهما، تعتمد الحضارة الإسلامية على برمجيات الثقافة، الأخلاق ونمط الحياة أكثر من اعتمادها على الأدوات المادية.

إن نمط الحياة الإسلامية شامل وهو يتضمن الدنيا والآخرة وبخلاف نمط الحياة الغربية، الذي غالبًا ما يكون دنيويا وماديا، يُذكر الإسلام الإنسان بأن الحياة الدنيا هي ممر إلى الحياة الأبدية. كما يقول القرآن الكريم في هذا الصدد:

﴿وَابْتَغِ فِيمَا آتَاك اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَك مِنَ الدُّنْيَا﴾ (سورة القصص المباركة، الآية 77)، مما يدل على التوازن بين احتياجات الدنيا ومُثُل الآخرة.

في نظرة القرآن الكريم، تُعدّ مؤسسة الأسرة المركز الأول للتربية الإنسانية وحجر الأساس لبناء المجتمع كما يقول النبي محمد (ص):

«ما بُنِيَ فِي الإسلامِ بُنيانٌ أحَبُّ إلي اللهِ عَزَّوَجَلَّ مِن التَّزويج»"،

أي أنه لا توجد مؤسسة في الإسلام أحب إلى الله من الأسرة.

هذا في حين تُعتبر الفردية وتفكك الأسرة من أهم الآفات الاجتماعية في المجتمعات الغربية.

يعتبر الصدق، العدالة، الأمانة والتواضع أركان نمط الحياة الإسلامي حيث يقول القرآن الكريم:

«وَلا تَمشِ فِي الأَرضِ مَرَحًا»"،

ويوصي الإمام علي (عليه السلام):

"اجعل التواضع درعا بينك وبين عدوك الشيطان".

تُظهر هذه التعاليم أن النمو المادي دون التفوق الأخلاقي لا قيمة له في منطق القرآن.

إذن فإنه من المستحيل بناء الحضارة الإسلامية دون إصلاح نمط الحياة، ويجب على الأمة الإسلامية إعادة بناء نمط حياتها علي أساس التوحيد، العدالة، الأخلاق، التوجه الأسري ومعنى الحياة، لتقديم نموذج جديد في مواجهة الحضارة المادية الغربية. وحسب القرآن الكريم، فإن هذه الأمة وحدها هي التي يمكن أن تكون "خير أمة".

«كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ» (سورة آل عمران المباركة، الآية ١١٠).

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة