البث المباشر

لماذا المنتظرون في آخر الزمان، هم أفضل من أهل كل زمان؟

الأربعاء 3 سبتمبر 2025 - 14:35 بتوقيت طهران
لماذا المنتظرون في آخر الزمان، هم أفضل من أهل كل زمان؟

يعرف الإمام السجاد عليه السلام في حديث خيرة أهل الزمان هكذا: "إِنَّ أَهْلَ زَمَانِ غَيبَتِهِ الْقَائِلُونَ بِإِمَامَتِهِ الْمُنْتَظِرُونَ لِظُهُورِهِ أَفْضَلُ أَهْلِ كلِّ زَمَانٍ".

روي عن الإمام السجاد عليه السلام في كتاب كمال الدين، المجلد الأول، صفحة ٣٢٠، قوله:

"المنتظرون في آخر الزمان بأنهم أفضل من أهل كل زمان".

تحمل هذه الجملة القصيرة، وإن كانت عميقة، مفهومًا أساسيًا في الفكر الإسلامي، يُعرّف انتظار الفرج للإمام المهدي الموعود (عج) ليس فقط كحالة معنوية، بل أيضًا يعتبر كأسلوب حياة وطريق إلى السمو.

 

الانتظار: مفهوم يتجاوز الرغبة

في الثقافة الإسلامية، لا يعني انتظار ظهور الإمام المهدي (عج)، منقذ البشرية، الجمود، بل هو نوع من الاستعداد والحركة والسعي لتحقيق المُثل الإلهية. ويرى العلامة الطباطبائي (رض)، كونه أحد مفسري القرآن الكريم، في تفسيره "الميزان"، أن الانتظار عبارة عن "حالة استعداد لتحقيق الوعد الإلهي"، ويُعرّفه بأنه من علامات الإيمان الحقيقي.

 

خصائص المنتظرين من منظور أهل البيت (عليهم السلام)

إن المنتظرين الحقيقيين هم من لا يسكتون على الظلم، لا يهابون الفساد، ولا ييأسون عند الشدائد. وهم يسيرون على درب العدل والأخلاق والروحانية، آملين بمستقبل مشرق.

يقول الإمام الصادق (عليه السلام)، في حديث: " 

"المُنتَظِرُ لِلثّاني عَشَرَ كَالشّاهِرِ سَيفَهُ بَينَ يَدَي رَسولِ اللّه ِ يَذُبُّ عَنهُ ".

يشير هذا التشبيه إلى الموقف الجهادي للانتظار؛ انتظار مصحوب بالجهد والصبر والبصيرة.

 

الآثار الفردية والاجتماعية للانتظار

يُنقذ الانتظار الإنسان من اليأس والضياع، ويمنحه أملاً نابضاً. فالمنتظر، وهو مؤمن بتحقيق الوعد الإلهي، يخطو خطوات على درب تطوير الذات وبناء المجتمع. ولا يقتصر هذا الشخص على كونه مُلتزما أخلاقيا ومسؤولاً في حياته الشخصية، بل يكون أيضاً فاعلاً ومُغيّرا في المجالات الاجتماعية.

ومن جهة أخرى، فإن المجتمع الذي تُرسّخ فيه ثقافة الانتظار يكون مجتمعاً ديناميكياً ونشطا، يسعى إلى تحقيق العدالة، ويرتكز على محورية الأخلاق. ومن ثم يمهد هذا المجتمع المثالي، الطريق لظهور المُنقذ الإلهي وتحقيق الحكومة العادلة في العالم.

وفي نهاية المطاف، يمكن القول إن الانتظار الحقيقي هو جسرٌ بين الإيمان والعمل، بين المُثل والواقع، وبين الفرد والمجتمع.

وهذا الانتظار كما أشار الإمام السجاد (عليه السلام) إليه يمكنه أن يُحوّل الإنسان إلى أفضل ما يمكن أن يكون عليه في كل زمان ومكان.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة