الحرب في غزة والحرب في أوكرانيا؛ هناك فئتان لهما العديد من الصعود والهبوط. بعد بدء الجريمة الإسرائيلية في غزة والقتل الوحشي للشعب الفلسطيني، قارن المستخدمون في المواقع الإلكترونية هذه الحرب بما نراه بين روسيا وأوكرانيا في كثير من الأحيان.
كانت نقطة انطلاق الحرب في أوكرانيا هي محاولة الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) ضم أوكرانيا إلى هذا الحلف، الأمر الذي كان مخالفاً للاتفاق بين روسيا والاتحاد الأوروبي وأصبح أساس العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وفي الحرب في أوكرانيا، لا يشارك في الحرب سوى جزء من هذه الأرض، التي لم تتجاوز 20% من أراضيها، لكن إسرائيل أدخلت كامل الأرض الفلسطينية في حرب غير متكافئة منذ سنوات.
كتب مستخدم يُدعى "Poyan" عن هذا على شبكة التواصل الاجتماعي X: "روسيا لن تقاتل أبداً مثل إسرائيل. لم تتعرض أوكرانيا قط للحصار مثل غزة، ولو لم يدعم الناتو والغرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لكان قد فر في اليوم الأول من الحرب. ولا تصح المقارنة بين الاثنين، ولكن قارن بين كم شخص استشهد من عائلة إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وكم شخص استشهد من عائلة زيلينسكي.
والأمر الواضح هو أن القتلى في حرب أوكرانيا معظمهم من الجنود، لكن بحسب إحصائيات وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، جراء هجمات الكيان الصهيوني منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول استشهد 38 ألفاً و443 شخصاً وجرح 88 ألفاً و481 فلسطينياً، معظمهم من الأطفال والنساء.
في غضون ذلك، يقول "سيرجي لافروف"، وزير خارجية روسيا: "خلال أشهر قليلة تقريبًا منذ العملية في قطاع غزة، قُتل مدنيون، خاصة العديد من الأطفال والنساء، وأعدادهم أكثر من العدد الإجمالي للضحايا في نفس هذه الفترة من العمليات العسكرية الخاصة لروسيا بل ومجمل السنوات العشر الأخيرة وأحداث ما بعد انقلاب 2014 في أوكرانيا.
ويدعم الغرب وعلى رأسهم الولايات المتحدة إسرائيل في الحرب مع غزة من جهة، ومن جهة أخرى يعقد الوضع في هذا البلد من خلال توفير الأسلحة لأوكرانيا، لكن يجب أن نعلم أن روسيا وحدها في الحرب في أوكرانيا.
كما كتب مستخدم آخر لشبكة X الاجتماعية، في إشارة إلى جرائم إسرائيل في غزة بدعم من الولايات المتحدة: "الفرق بين روسيا وأمريكا هو أن روسيا لا تقتل الأبرياء، لكن أمريكا وحلف شمال الأطلسي يهاجمان ويقتلان الأطفال، وأمريكا وإسرائيل ترتكبان جرائم في غزة، وروسيا تخضع للعقوبات، ولكن ليس إسرائيل المزيفة. أمريكا تريد أن تطول الحرب. وجلب نفس قصة أفغانستان إلى روسيا".
وزارة الدفاع الروسية تعلن بشكل واضح عن هجماتها على المراكز العسكرية من خلال ذكر الضحايا، لكن إسرائيل تتستر على جرائمها في غزة في كل مرة وتربطها بحماس.
وفي هذا الصدد، اعتبر مستخدم آخر لـX أن مقارنة الحرب في أوكرانيا وغزة ببعضهما البعض هو خطأ فادح وقال: "كيف يمكن الجمع بين أوكرانيا وغزة؟ نفس هؤلاء الذين ينكرون بوقاحة القتل الوحشي لأهل غزة، ويزعمون أن صاروخ حماس أصاب المستشفى، ولكنهم في الوقت نفسه، يتهمون روسيا بصاروخ المستشفى، وأصبحت وسائل إعلامهم مدافعة عن الأطفال! فهل بقي للغرب أي مصداقية لنصدقهم؟
وتظهر الروايات المروعة عن معاملة إسرائيل للسجناء الفلسطينيين عمق السلوك الإجرامي لهذا النظام. وبحسب الأسير الفلسطيني فرج السموني الذي أطلق سراحه مؤخرا من سجون الكيان الصهيوني، فإن أساليب التعذيب التي يمارسها الاحتلال لا تقتصر على الجانب الجسدي فحسب، بل تعذيب الأسرى نفسيا أيضا.
في غضون ذلك، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية قبل أيام عن طبيب ألماني حاضر في الحرب في أوكرانيا، كتب: أعضاء "شركة جوزن"، وهي مجموعة مرتزقة غربية تقاتل ضد روسيا لصالح أوكرانيا، لقد كانوا يرتكبون جرائم حرب باستمرار من خلال قتل الجنود الروس الجرحى أو الأسرى.
المصدر : Pars Today