ونفى أوستن في الوقت نفسه معلومات تفيد بأن واشنطن أصبحت مترددة في استخدام القوة. كما انه اكد ان "الولايات المتحدة تحتفظ بحقها في الدفاع عن نفسها"، وذلك ردا على سؤال عن سبب عدم رد القوات الاميركية على هجمات تعرضت لها قاعدتها في التنف الشهر الماضي.
لا نريد ان نطيل الكلام، او أن نعطي هذه التصريحات اكثر من وزنها، فعبارة "كل الخيارات مطروحة" سبق وان سمعناها مرارا وتكرارا دون ان نرى شيئا عمليا سوى اضافة عدة اشخاص او كيانات الى قائمة الحظر المفروض على ايران، وفي بعض الاحيان تكون هذه الكيانات او الاشخاص مدرجين فعلا على قائمة الحظر.. الحظر الذي يثبت يوما بعد آخر فشله، بعد نجاح ايران بدرجة كبيرة في التفوق على الحظر سواء من خلال الاعتماد على قدراتها الذاتية او ايجاد بدائل للتبادل التجاري مع دول الجوار، من قبيل تجارة المقايضة.
"كل الخيارات مطروحة" عبارة كررها من هم اعلى منصبا من أوستن، فقد كررها مرارا اكثر من رئيس اميركي، وخاصة ترامب الذي عرف برعونته وجنونه، لكنه لم يجرأ على فعل اي شيء ضد ايران. فأصبحت هذه الاسطوانة المشروخة من كثرة التكرار لا تعني شيئا سوى المكابرة الاميركية.
وأما عبارة "الولايات الاميركية تحتفظ بحقها في الدفاع عن نفسها"، فهذه أنكى من العبارة الاولى، فهي عادة لا تصدر الا من موقف ضعف او موقف محتاط، وليس من جهة تدعي انها اكبر قوة في العالم، ففي ايام ترامب اسقطت ايران طائرة تجسس أميركية مسيرة متطورة من نوع شبح ولم تفعل اميركا شيئا، وقصفت ايران قاعدة عين الاسد بصواريخها الدقيقة كصفعة اولى على اغتيال الشهيد قاسم سليماني، ولم تفعل اميركا شيئا، سوى الادعاء كذبا عدم وجود ضحايا، في حين انها اخفت الجثث في الثلاجات وسربتها تدريجيا على انها ضحايا حوادث متفرقة هنا وهناك، خاصة اذا علمنا انها ضاعفت مؤخرا تعويضات المصابين في القصف الصاروخي الايراني لقاعدة الاسد.
يضاف الى هذا حصول عدة حالات قد تصل الى الاشتباك والاحتكاك بين القوة البحرية للحرس الثوري والقطع البحرية الاميركية، ولا تفعل اميركا شيئا، حتى ان الكثير من هذه الحالات لم يتم الاعلان عنها في الاعلام، مثلما صرح الاميرال تنكسري قائد القوة البحرية للحرس الثوري، يوم الاحد 21 تشرين الثاني/نوفمبر، مبينا "اننا وجهنا خلال السنة ونصف السنة الاضية 6 صفعات الى الاميركان في الخليج الفارسي، والكثير من أخبار هذه الاشتباكات لم تنشر".
وختام القول، نؤكد ان أميركا لو كانت قادرة على ضرب ايران، لفعلت ذلك حينما كانت ايران في أضعف حالاتها قبل اكثر من 4 عقود، ولكن اليوم الوضع يختلف فقد تضاعفت قوة الجمهورية الاسلامية الايرانية اضعافا مضاعفة واصبحت قوة اقليمية لها وزنها بفعل تماسك شعبها وتمسكه بالقيادة وامساكها بعوامل القوة اعتمادا على القدرات والخبرات المحلية.