بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. واهلاً بكم في حلقة جديدة من برنامج نهج الحياة، نبدؤها بتلاوة عطرة للآية 61 من سورة التوبة. فلننصت اليها خاشعين:
ومنهم الدين ........ عذاب اليم
هذه الآية توضح جانباً من تعامل النبي (ص) مع الناس، كان يقبل عليهم ويستمع اليهم ولا يقطع كلام احد ولا يتجاهل احداً منهم، فكان المنافقون يستهزئوون به ويوجهون اليه (ص) الاهانات ويقولون كم هذا النبي ساذج فهو يستمع الى كلام الجميع ولا يطرد احداً. هنا يردّ الله سبحانه وتعالى على ادّعاءاتهم ويوضح لهم ان ما يحسبونه ضعفاً على النبي (ص) انما هو تصرف ايجابي وخلق جميل، فهو لا يشبه الحكام والسلاطين الذين يصدرون الاوامر ولا يسمعون احدا، وهو لا يشبه العلماء الذين لا يسمعون الاّ لاهل العلم، فهو رسول الله بعثه لهداية الناس وارشادهم، فعليه ان يتواضع لهم ويكلمهم ويسمع منهم كي يدخل كلامه في قلوبهم، وهو (ص) انما يسمع من المؤمنين فقط ويصدقهم وهو يتعامل معهم برفق وعاطفة ومحبة.
من هذه الآية نستنتج:
- في النظام الاسلامي، على المسؤولين وخاصة قادة المجتمع ان يستمعوا الى الناس.
- من آداب الاستماع الانتباه الكامل كأنه يقول: قل فكلّي اذان صاغية.
والآن لننصت ايها الاخوة واياكم خاشعين لتلاوة عطرة للآيتين 62 و63 من سورة التوبة:
يحلفون بالله............ الخزي العظيم
تشير هذه الآية الى ابرز صفات المنافقين وهي التظاهر والرياء، وتوضح انهم بدلاً من ان يسعوا الى نيل رضى الله، فانهم يحاولون ان ينالوا رضى الناس كي يرضوا عنهم ولا ينبذونهم.
ويحلفون بالله كاذبين كي يصدقهم المؤمنون ولا يشكّون بأمرهم. الطريف انهم لا يخشون من مخالفتهم لله ولرسوله ويتنصلون من مسؤولياتهم الدينية والاجتماعية، ولكن في نفس الوقت يعمدون الى خداع الناس بالقسم كاذبين.
من هاتين الآيتين نستنتج:
- من اساليب المنافقين استغلال المقدسات والعقائد المذهبية للناس.
- المهم لدى المؤمن رضى الله ولكن المهم لدى المنافق رضى الناس.
والآن ايها الاخوة لننصت واياكم خاشعين الى تلاوة عطرة للآية 64 من سورة التوبة:
يحذر المنافقون......... ما تحذرون
جاء في التفاسير ان جماعة من المنافقين صمموا لدى عودتهم من معركة تبوك ان يجفلوا ناقة رسول الله (ص) فيقتل.
ولكن هذه الآية فضحتهم واطلعت النبي (ص) على نيتهم.
ومما يثير العجب هو انهم بدلاً من نصرة المسلمين في حربهم مع جيش الروم، استهزء المنافقون من النبي (ص) واتباعه وسخروا منهم قائلين: هؤلاء اللذين يريدون فتح قصور الشام والاستيلاء عليها.
من هذه الآية نستنتج:
- مع ان الله ستار العيوب، ولكن طالما فضح نوايا المنافقين.
- السخرية والاستهزاء هو اسلوب المنافقين في التعامل مع المسلمين، لانهم بعيدون عن المنطق.
والآن مستمعي الافاضل لننصت خاشعين الى تلاوة عطرة للآية 65 من سورة التوبة:
ولئن سألتهم......... تستهزؤن
وكانت ذريعة المنافقين في ذلك انهم يقولون لم نكن نسخر منكم ولكننا كنا نمزح معكم، فلا تستاءوا منا، فيردّ عليهم الله عزوجل وينهرهم بما مؤاده وهل آيات الله ورسوله موضع سخرية فتستهزءوا بهم كما تشاؤون ثم تدّعون انكم تمزحون وتلهون.
من هذه الآية نستنتج:
- لا يجوز المزاح في امر المقدسات الدينية.
- ان الاستهزاء بالشخصيات الدينية والنصوص القرآنية يستتبعها التقريع الالهي.
الى هنا اعزائي المستمعين نأتي الى ختام هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة، حتى نلتقيكم في حلقة قادمة نستودعكم الباري تعالى والسلام عليكم.