البث المباشر

تفسير موجز للآيات 1 الى 4 من سورة التوحيد

الإثنين 20 نوفمبر 2023 - 10:40 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 1091

 

بسم الله الرحمن الرحيم وبه تبارك وتعالى نستعين والصلاة والسلام على سيد الخلق والأنام، خاتم الأنبياء والمرسلين أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين .. إخوتنا المستمعين في كل مكان، أحبة القرآن الكريم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. تحية طيبة لكم وأنتم برفقتنا وحلقة أخرى من سلسلة حلقات برنامج "نهج الحياة" حيث سنقدم لكم فيها بإذن الله شرحاً ميسراً لسورة التوحيد المباركة حيث تشتمل هذه السورة على أصفى العقائد التوحيدية، ومن هذا المنطلق سميت بالتوحيد والإخلاص فتابعونا مشكورين...

أيها الكرام، ورد في سبب نزول هذه السورة المباركة أنه قد طلب بعض أهل الكتاب والمشركين من النبي الأكرم (ص) أن يعرّف الله لهم؛ فنزلت هذه السورة التي هي بمثابة الهوية الشخصية لله عزوجل، ونزهت الله سبحانه عن أن يكون له والد ولا والدة ولا ولد ولا زوج ولا شبيه ولا شريك.

وجاء في فضل هذه السورة روايات عدة منها أنها تعدل ثلث القرآن فمن قرأها ثلاثاً كأنما ختم القرآن كله، وهنالك الكثير من الفضائل الأخرى لهذه السورة المباركة.

أما الآن، إخوة الإيمان، ندعوكم للإستماع الى الآية الأولى من سورة التوحيد المباركة..

بسم الله الرحمن الرحيم

قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ{1}

كلمة "الله" أو لفظ الجلالة، أيها الكرام، من "وَله" بمعنى التحير، أي أن المخلوقات عاجزة عن درك حقيقته وهم والِهون ومتحيرون في معرفة ذاته. وثمة إختلاف بين كلمتي "واحد" و"أحد" إذ تستخدم كلمة "واحد" في الواحد الذي له ثان وثالث، وهذا بخلاف كلمة "أحد" التي تستعمل في الواحد الذي لا ثاني له.

والتوحيد، عزيزي المستمع، هو الحد الفاصل بين الكفر والإيمان ولا يمكن الدخول إلى حصن الإيمان من دون الإقرار بالتوحيد.

وتشير هذه الآية المباركة إلى أن الله ليس أحداً بالذات فحسب بل بالصفات كذلك، فهو ليس مثلنا بحيث تكون صفاته منفصلة عن ذاته.

أما الآن، إخوتنا الأفاضل، نستمع معاً خاشعين الى تلاوة الآية الثانية من سورة التوحيد المباركة..

اللَّهُ الصَّمَدُ{2}

كلمة "صمد" أيها الأحبة، بمعنى قصد، أي أن كل الخلائق تقصده في حاجاتها وهو مقصود من الجميع، وقد روي عن الإمام الجواد (ع) عن معنى "صمد": هو "سيد مصمود إليه" شبيه بآية (وأن إلى ربك المنتهى). وجاء عن الإمام علي (ع) في تفسير "الصمد": (هو الله الصمد الذي لا من شيء ولا في شيء ولا على شيء، مبدع الأشياء وخالقها ومنشئ الأشياء بقدرته، يتلاشى ما خلق للفناء بمشيّته ويبقى ما خلق للبقاء بعلمه). وبالتالي، الله وحده من يستحق أن يُقصد.

نستمع الآن وإياكم، أحبة الخير، إلى تلاوة الآية الثالثة من سورة التوحيد المباركة..

لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ{3}

أيها الأكارم، العلاقة بين الله والمخلوقات، علاقة خلق لا ولادة، هو يخلق الموجودات، أي ينقلها من العدم الى الوجود، لا أنه يلدها، فالمولود يكون من جنس الوالدين وبالحقيقة فهو جزء منهما، في حين أنه ليس ثمة شيء من جنس الله سبحانه أو جزء منه.

وكان أغلب المشركين وأهل الكتاب يقولون بوجود ولد لله سبحانه وتعالى؛ لذا جاء (لم يلد) قبل (ولم يولد).

والآن، إخوتنا الأفاضل، ننصت وإياكم خاشعين الى تلاوة الآية الرابعة وهي آخر آيات سورة التوحيد المباركة..

وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ{4}

كلمة "كفو" أيها الأطائب، تعني الشبيه والنظير والمثيل، وتم التأكيد في مبحث الزواج على اختيار زوج "كفء" أي أن يكون مماثلاً لكم في الدين والأخلاق.

وقد نفت الآية السابقة أن يكون لله أولاد، وهذه الآية تنفي أن يكون لله زوج، وقد جاء في الآية الثالثة من سورة الجن المباركة (ما اتخذ صاحبة ولا ولدا).

وتعلمنا هذه الآية المباركة أن لا أحد و لا شيء شبيه لله تعالى لا في الذات ولا في الصفات ولا في الأفعال. وأنه ليس شبيه ليكون شريكاً له في أمور الوجود.

إلى هنا، أحبتي الكرام، نأتي الى ختام هذه الحلقة من برنامجكم القرآني، نهج الحياة، كل الشكر لكم لحسن استماعكم وجميل إصغائكم لهذا البرنامج، فحتى لقاء آخر لكم منا أطيب المنى وفي أمان الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة