البث المباشر

الزوج العنيف

الأربعاء 20 نوفمبر 2019 - 09:41 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- من الواقع: الحلقة 125

خبراء البرنامج: السيد حسن الكشميري الباحث الاسلامي من مدينة قم المقدسة والدكتور محمد عبد المحسن الأخصائي في علم النفس الإجتماعي من العراق
بسم الله الرحمن الرحيم أعزائي المستمعين السلام عليكم حلقة اليوم ستكون عن احدى المشاكل التي تعاني منها بعض الزوجات خاصة في بداية مشوارها مع شريك حياتها، زوجها. هذه الحالة هي حالة الزوج العنيف الذي يتصرف في أغلب الأحيان يتصرفات غير لائقة وغير صحيحة لاتمت بضروربات وواجبات الزوج الملحة تجاه زوجته بصلة فنجده عصبي المزاج، يثور بسرعة، لايتحمل أي تلكأ او تأخير، لايصبر على مشكلة ما تحل ببيته فيتصرف بعنف مصحوب بكلمات خشنة بعيدة عن الذوق والأدب مايجعل الزوجة تشعر في تلك اللحظات بندم شديد أنها تزوجت بهذا زوج ولهذا نجد الطريقة المثلى في التعامل مع هكذا زوج العنيف تكاد تكون مفقودة الحلقات نتيجة اليأس الذي يصاحب الحياة الزوجية فبالتالي أن الأمر معرض لأن يتطور ويصبح مشكلة ليست بالسهلة. ولأجل تسليط الضوء أكثر على هذه المشكلة سوف نستضيف في حلقة اليوم ضيفان من ضيوف البرنامج الكرام هما سماحة السيد حسن الكشميري الباحث الاسلامي من مدينة قم المقدسة والدكتور محمد عبد المحسن الباحث في علم النفس الاجتماعي من العراق ولكن بعد أن نستمع الى قصة اليوم.
أعزائي ليث زوج طيب القلب، قلبه كقلوب الأطفال لايمتلك سوى بيته وأسرته المكونة من زوجة صالحة تحبه وابن حديث الولادة اسمه علي. عندما تزوج ليث قال لزوجته في بداية زواجهما أنا رجل طيب القلب، رجل يحب بيته كثيراً، يتمنى أن يحقق السعادة لأسرته مهما كلف الأمر، يتمنى أن يعمل ليل نهار لكي لاتشعر أسرته بحاجة الى شيء وهو عاجز عن تلبيته. فرحت الزوجة عندما سمعت هذا الكلام وراحت تنظر الى مستقبل علاقتها مع زوجها نظرة التفاؤل والفرح الذي سيملأ بيتها، لكن الزوجة لم تكن تعلم بخفايا الأيام وما كان يتصف به زوجها من حالات عصبية حادة وشديدة، لم تكن تعرف أن زوجها ربما تثور ثائرته لأبسط وأتفه الأمور بل ربما يتحول الى انسان آخر لايمكن التفاهم او الكلام معه.
ذات يوم ولما عادت الزوجة من عملها كانت تشعر بتعب شديد ألقت بنفسها لكي ترتاح قليلاً، مرت ساعة وإستغرقت في نومها دون أن تنهض لتقوم بإعداد الطعام. وهي على وشك النهوض سمعت طرقاً على الباب، رفعت رأسها فإنتبهت الى الساعة فقد حان موعد عودة زوجها من عمله فقالت مع نفسها: يا إلهي، يا للمصيبة عاد زوجي وأنا لازلت نائمة، على الأقل لم أضع شيئاً على النار قبل أن يعود.
ولما تكرر طرق الباب هرعت بسرعة ولما فتحت الباب أطلق ليث سيلاً من الكلمات والألفاظ النابية التي تجرح نفس السامع، تعجبت الزوجة من موقفها زوجها وبهتت من عصبيته غير المبررة وقالت له: أعتذر رغم أنني لم أقترف ذنباً!
صرخ بوجهها مرة اخرى وقال: لم تقترفي ذنباً؟ كيف وأنا واقف وراء الباب لعدة دقائق؟
دخل ليث البيت وحاول أن يستريح قليلاً، وبعد لحظات قال لزوجته بصوت عال: أنا جائع متى تهيئين الطعام؟ لاأشم رائحة أبداً.
تلعثمت الزوجة خاصة وأن زوجها عصبي المزاج هذا اليوم.
نظر ليث اليها وقال: لم تردي عليّ؟ هل من طعام هذا اليوم أم أنك تأخرت في إعداده؟
قالت له: حسناً كلها لحظات، فقط اذهب واسترح أنت قليلاً وسوف يكون الطعام جاهزاً!
قال لها بعصبية: هاااااا هل تقصيدين أنك لم تعد الطعام لحد الآن؟ لااااا أعتقد أنك بحاجة الى دروس كي تتعلمي كيف تخدمين زوجك وتتعلمي كيف تخافين منه!!!
تألمت الزوجة كثيراً من هكذا كلمات لكنها كتمت ذلك في صدرها ولم ترد لأن لاتتطور الأمور ويحصل مالايحمد عقباه!
ذات صباح وبعد أن اتصل ليث بزوجته قال لها: هيئي نفسك فغداً الخميس وبعده الجمعة لقد قررت لما اعود بعد المساء أن آخذك أنت وإبننا علي الى خارج المدينة لنقضي بعض الأوقات بعيداً عن الروتين وبعيداً عن أعمال البيت التي أتعبتك كثيراً.
ردت عليه زوجته قائلة: ولكنني لاأرغب بالسفر خارج المدينة، أرجو أن نقضي عطلة الأسبوع في البيت فهذا بنظري أفضل من السفر والتجوال.
قال لها: لاتحاولي أن تعكري مزاجي فقد قررت السفر ولا اريد أن اؤجل ذلك.
قالت له: قلت لك أرجوك فأنا بحاجة الى الراحة، أتمنى أن تحقق لي رغبتي !
وهنا إستشاط ليث غضباً وقال لها: متى تتعلمين أن تكوني زوجة مطيعة، متى تتعلمين أن تكوني زوجة مثالية لاتخالف زوجها ولاتعانده في أي شيء؟
قالت: وهل برأيك سأكون امرأة مثالية في نظرك فقط لو نفذت أوامرك ونفذت رغباتك؟
إستشاط غضب ليث أكثر وقال لها: لماذا تحاولين في كل مرة أن تثيري غضبي؟ لاأذكر في يوم من الأيام أن قمت بعمل ما لأجلي إلا أن تتعالى الأصوات بيننا !!
ردت عليه ببرود شديد وقالت: ولكنك انت الذي تثير أعصابك بنفسك، انا لم أتسبب في ذلك أبداً. قلت لك أرجوك أنا متعبة ولاأريد السفر، بدلاً من أن تقول كلمة طيبة بحقي رحت تطلق كلمات النابية بوجهي وتصرخ وربما بعد قليل سوف تنفجر غضباً حتى بوجه إبننا علي.
أحس ليث بلحظة ضعف وحاول أن يخفي ضعفه فقال: إسمعي أنا الرجل هنا في البيت ولما أقول لك كلمة او أطلب طلباً ما عليك فقط إلا التنفيذ والتقيد بما أقوله، مفهوم؟؟
قالت له الزوجة بأعصاب باردة: أنا لم أنس أنك أنت الرجل أبداً ولكن تذكر ايضاً أنني امرأة، أقصد مثلما ترغب بأن تنفذ الزوجة طلبات وأوامر الزوج على الزوج ايضاً أن يحترم الزوجة ويحقق رغباتها هي الأخرى!!
نعم ياأعزائي لما عاد ليث الى البيت فتح الباب بنفسه دون أن يطرقه، دخل الغرفة وجد الزوجة تقوم بترتيب بعض الأشياء والحاجيات. لم يبادر بالسؤال وأداء التحية مع زوجته، رغم ذلك تقدمت منه وقالت: السلام عليكم، كيف حالك يازوجي العزيز؟
نظر اليها نظرة إستعلاء وكبرياء: هه كيف حالي؟ أتسألين عن حالي؟ لاتحاولي أن تغطي على سوء تصرفاتك تجاهي بكلام معسول وبعبارات تحفظيها عن ظهر قلب!
إنزعجت الزوجة وقالت: أنا تصرفاتي سيئة؟ أنا أحاول أن أخدعك بلسان معسول وبعبارات أحفظها عن ظهر قلب؟؟
وفي محاولة فاشلة منه قال الزوج: لاتحاولي أن تثيري أعصابي أكثر فلم أعد أحتمل سوء تصرفاتك، لم أعد أحتمل العيش معك، لقد سئمتك وسئمت البيت كله، لم أعد أطيقه او أطيقك ولولا طفلنا علي لتركت في هذه اللحظة!!
وبدافع المحافظة على كبرياءها قالت له: اذا كنت لاترغب في الإستمرار معي فأنا لاأجبرك على شيء، أفعل مايحلو لك، لاأجبرك أن تشعر أنك متورط معي في يوم!
وبدون سابق إنذار إنتاب ليث غضب عارم بعد أن تأثر كثيراً ففقد أعصابه وأمسك بعصا كانت مرمية بجانبه وراح يضرب بها بعضاً من أثاث المنزل لتكسير ما يمكن تكسيره.
حاولت زوجته أن تهدأ من روعه لكن دون جدوى فقد تفاقمت حالته وإزداد غضباً، ولما خافت زوجته من تدهور حالته أمسكت به في محاولة لمنع تكسير أثاث المنزل أكثر. وهنا رمى بها ليث أرضاً ورمى عليها العصا التي كانت بيده.
نظرت اليه زوجته وهي مبهوتة وقالت: لم أتوقع أن تفقد اعصابك الى هذا الحد، لقد أهنتني كثيراً وأنا صبرت عليك كثيراً، لم أعد أطيق العيش معك بعد اليوم، لم أعد أحتمل إهاناتك لي، لقد حطمت كل شيء بيننا، وتذكر بأنني انسانة عليك أن تحترمها لاأن ترميها على الأرض!!
أعزائي المستمعين بعد أن إستمعنا الى قصة اليوم عرفنا كم أن العصبية التي تنتاب بعض الرجال من شأنها أن توقع بهم في المهالك وتسقطهم في فخ الكراهية والحقد على الآخرين وهذا ما لايرضاه احد أن يصاب به. والآن حان موعد التوجه الى احد ضيفي البرنامج لتوجيه بعض الأسئلة اليه، سؤالنا الأول نتوجه به الى سماحة السيد حسن الكشميري الباحث الاسلامي من مدينة قم المقدسة لسؤاله لقد بغّض الاسلام العصبية ووصفها بعدة صفات، بماذا ننعت الرجل العصبي خاصة مع أهله وأسرته فماهي حدود طاعة الزوج؟
الكشميري: بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على نبينا وآله الطاهرين
ما إهتم الاسلام بشيء كما إهتم بموضوع الأسرة وسلامة الأسرة والحفاظ على أن تكون الأسرة خالية ولاسمح الله من بعض المضايقات او من بعض التصرفات السلبية. وكل فرد من أفراد الأسرة الله سبحانه وتعالى من خلال النبي وتعليمات أهل البيت بيّن ماهي مسؤولياته تجاه الطرف الآخر. مسئلة الزوج وقد ينتهي الأمر والعياذ بالله الى بعض التصرفات التي تنم عن غير إنصاف او معادلة غير طيبة ويكون مردوده سيء والعياذ بالله. تعليمات وتوصيات أهل البيت سلام الله عليهم أن يكون الاخلاص والصدق هو الذي يسود جميع افراد الأسرة وأن يعرف كل افراد الأسرة وبخصوص الزوج والزوجة أن يعرفا ما للطرف الآخر عليه وما على الطرف الآخر فحينما تعيش المرأة وهي جملة من العواطف يتحرك وازع العاطفة في عقلها وقد تفسر أحياناً بعض التصرفات من زوجها بأنها تنم عن عناد او تنم عن عصبية وهذا أمر يعتبره الاسلام غير مرغوب فيه اطلاقاً لأن الاسلام يريد من الانسان أن لايكون منفعلاً بالغرائز وأن لايكون منفعلاً بالحالات الطارئة. أن يتعامل وفق ما أمره الله سبحانه وتعالى ومايحكم به الوجدان. الله سبحانه وتعالى اراد للرجل والمرأة أن لايفترقا في تقاسم عناصر الانسانية التي تعيش في كل حركاتهما في الحياة. الله سبحانه وتعالى حاضر وناظر ويراقب الأمور بدقة وأن لايكون لاسمح الله يعيش الرجل عقلية او شعوراً بأنه أفضل من الزوجة ودائماً تعيش المرأة حالة الدونية، هذا غير وارد في تعليمات أهل البيت وتوصيات أهل البيت. الله سبحانه وتعالى كما أخبر الانسان بأن له شخصيته أخبره بأن المرأة لها شخصيتها كإنسانة تحمل عناصر تميزها عن الرجل وكما أن الرجل يحمل عناصر تميزه عن المرأة وهذا لايعني أن المرأة دونه او أنه هو أفضل من المرأة لذلك مايريده الله سبحانه وتعالى أن تكون المرأة نموذجاً طيباً لزوجها وأن يكون الزوج نموذجاً طيباً لزوجته حتى ينشأ عالم الصفاء والصدق إن شاء الله.
سؤالنا الثاني لسماحة السيد حسن الكشميري هل على الزوج ايضاً أن يراعي رغبات زوجته كما يطلب منها تنفيذ أمور معينة؟
الكشميري: الفطرة هي التي تخاطب الانسان من اعماقه فتقول واحدة بواحدة وتقول بأن الحياة هي تقاسم "دين تدان وماتفعل تجازى" يعني اذا صار البناء أنا كزوج أعيش دائماً بشعور منفرد، أن أكون انا الحاكم وأنا المطاع وانا كل شيء والطرف الآخر لاشيء. هذا ظلم للفطرة اولاً وخروج وتمرد على تعليمات الله سبحانه وتعالى، كما يحب الرجل أن يرى زوجته، كما يريد برائحتها الطيبة وبشكلها المقبول وبكلامها المعسول كذلك عليه أن يشعر أن هذه الزوجة ايضاً لها نفس المطالب وتحمل نفس الشعور فكما يريدها أن تكون له انثى كما يحب عليه أن يعرف بأنها ترغب وتحب أن تراه فحلاً كما تحب. هذا الشعور اذا ساد داخل الأسرة واذا تصرف الانسان وفق هذا الشعور عموماً الشريعة تعتبره نوعاً من الكمال ونوعاً من الأدب العالي. أما والعياذ بالله اذا عشت اوهاماً، وأن لايهمني أن أدخل الى البيت براحة العرق والروائح الكريهة وبلهجة قاسية واريد في المقابل أن تكون رقيقة في كلامها وهشة في سلوكها يعني هذه قسمة ضيزى. مايريده الاسلام أنه كل طرف يرعى عواطف الطرف الأخر ويشبع الفراغ عند الطرف الآخر، هذا ما قراناه وتعلمناه وسمعناه من توصيات أهل البيت سلام الله عليهم.
والآن أعزائي الكرام نتوجه الى الدكتور محمد عبد المحسن الباحث في علم الاجتماع النفسي من جمهورية العراق لسؤاله المزاج العصبي أكثر الأمزجة تأثيراً على حياة أفراد الأسرة، ماهي نتائج عصبية الرجل سواء في البيت او خارجه؟
عبد المحسن: طبعاً حدة المزاج وعصبية المزاج تكاد أن تكون من السمات المرافقة للشخصية المواطن الشرقي او على وجه التحديد المنطقة الشرق أوسطية تكاد تكون متميزة بثقافة يكون فيها الرجل نوعاً ما حاد المزاج، عصبي في سلوكياته، عصبي في تصرفاته. هذه العصبية تارة يكون منشأها نفسي وتارة يكون منشأها عصبي وتارة يكون منشأها ثقافي، فيما يتعلق بالجانب الثقافي والاجتماعي الرجل يولد ويربى وينشئ على أنه يفترض أن يكون صوته عالي، يفترض أن يصدر الأوامر فقط، يفترض أن يكون غير متفاهم وتعد هذه السمات كأن هي سمات الشخصية الرجولية بالتالي نجد الكثير من الرجال يستخدم هذا الاسلوب ويستخدم هذا الاسلوب داخل الأسرة حتى تصبح لديه عادة يمارسها كلما كان متواجداً داخل المحيط الأسري. هذا من جانب، من جانب آخر الضغوطات التي يمر بها الانسان وحجم هذه الضغوط وكم هذه الضغوط تجعل الانسان ربما تجعله غير قادر على التفاعل بصورة إيجابية وسليمة مع محيطه الاجتماعي ومحيطه الأسري يعني قد يعاني الرجل معاناة في محيط العمل او في الوظيفة او في الشارع بالتالي يحوّل هذه الضغوط الى الأسرة ويعكسها بصورة سلبية على المحيط الأسري. الحقيقة هذا التصرف الذي فيه نوع من القسوة ونوع من الشدة سيولد مجموعة من الإشكاليات، إشكاليات خطيرة اولها إنعدام خطوط التواصل مابين الزوجين وجعل الأسرة في حالة قلق وعدم إستقرار، تجعل الأسرة متوجسة من حضور الأب داخل البيت، تحدث مشاكل كثيرة بين الزوجين، هذه المشاكل تؤثر على الأبناء وربما الأبناء يأخذون عن الوالد هذه الطريقة المتمثلة بالعصبية والنرفزة وعدم التجاوب مع الآخر. بعض الأحيان العصبية داخل المحيط الأسري تجعل الحياة الأسرية لاتطاق وفي بعض الأحيان نجد أن الزوجات يطلبن التفريق عن أزواجهن لأنه لاتوجد هناك وسائل للتفاهم او خطوط للإتصال فيما بينهم ودائماً كأنما هناك طرف بموضع الإملاء على الآخرين ويحاول أن يؤنبهم او يستنقصهم او يوجد نوعاً من الحالات لخلق مشاكل داخل الأسرة.
السؤال الثاني للدكتور محمد عبد المحسن ماهي طرق التعامل مع الرجل العصبي وكيف يمكن أن نحد من غضبه وتوتراته وماذا تفعل الزوجة مع زوج غاضب ويعنفها أحياناً لأسباب لاتستدعي ذلك التعنيف؟
عبد المحسن: هناك محموعة محاور، فيما يتعلق بالزوجة أعتقد أن الزوجة يجب أن تعيد النظر بطريقة سلوكياتها وتصرفاتها وتحاول أن تدرس ماهي المثيرات التي تستفز الرجل. يعني هناك بعض السيدات عندما تطرح الكلمة الفلانية او تنقل موضوعاً في الساعة الفلانية يكون الرجل عصبي ويتنرفز ويواجهها بشدة وعنف بالتالي على المرأة أن تتخذ استراتيجية معينة كي تغير من منهجيتها إزاء الرجل، هذا من جانب. من جانب آخر على سيداتنا الكريمات أن يعتنين عناية تامة وكاملة بطريقة إختيار الوقت والزمان والمكان المناسب لطرح المواضيع والإشكاليات الأسرية وغير الأسرية يعني الملاحظ أن أغلب سيداتنا الجليلات عندما يدخل الرجل متعباً من العمل، في حالة مزاجية سيئة تواجهه بالمشاكل الموجودة في الأسرة يعني تطرح مشاكل الأولاد في المدرسة، تطرح مشاكل الجيران، مشاكلها في المحيط الأسري وفي الحقيقة يكون الرجل مستنفذ الطاقة لإستيعاب هكذا مشاكل وإيجاد الحلول المناسبة لها فبالتالي يعمد الى أسلوب الشد او أسلوب العصبية حتى يكون أسلوب تفريغها بالشحنات الكبيرة جداً. القضية المهمة جداً أنه كل شخص عنده مزاج خاص، هذا المزاج الخاص قد يكون متغيراً، قد يكون متلوناً، قد تكون هناك ساعات ذروة لهذا المزاج. الرجل عندما يكون حاد المزاج او حاد الطباع فأعتقد أن المرأة من خلال العشرة ومن خلال الصحبة الطويلة تستطيع أن تشخص ماهي الأوقات التي قد يكون فيها مرتاحاً او في وضعية جيدة وتبدأ مناقشة بعض المواضيع المهمة. عندما تستشعر الزوجة أن زوجها عصبي، متعب نفسياً، لديه الرغبة في خلق المشاكل قدر الإمكان تتجنب الرجل في هكذا مواضيع. على المرأة أن تتجنب قضية جداً مهمة وهي الجدل ففي كثير من الأحيان قد تبدأ المشكلة من خلال مفردة وهذه المفردة تكون هي الأخذ والعطاء، الرجل يقول كلمة والمرأة تقول كلمة وبالتالي هذه المشادة والأخذ والعطاء يولد نوع من عدم الإرتياح او النرفزة لدى الزوج او أنه يستشعر أنه مستهدف من قبل الزوجة ويفترض أن يرد عليها بأسلوب أكثر حدة وأكثر عصبية. الأولاد قد يلعبون دوراً إيجابياً فيما يتعلق بسلوك الوالد مثلاً الأولاد يستطيعون أن يطلبوا منه أن يهدأ، يأتون اليه بكباية ماء، تقبيله أعتقد ستكون الوضعية أحسن. لكن نؤكد على قضية الحوار المستمر بين الزوجين وحبذا يكون في أوقات يكون الزوج مرتاح وأن الزوجة تستطيع أن تعبر بأسلوب لطيف وهادئ لأن هذه العصبية تؤثر على حياتهم الأسرية وحياتهم الزوجية وتطلب منه برفق ولين أن يغير من هذا الأسلوب.
أعزائي بعد أن إستمعنا الى ضيفي الحلقة نشكر لهما حسن المشاركة كما نشكر لكم حسن الإستماع والمتابعة، الى اللقاء.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة