البث المباشر

ذوي الإحتياجات الخاصة

الأربعاء 20 نوفمبر 2019 - 09:18 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- من الواقع: الحلقة 120

خبراء البرنامج: الشيخ صادق النابلسي الباحث الاسلامي من لبنان والأستاذ جمال بري الأخصائي في علم النفس العيادي من ايران
بسم الله الرحمن الرحيم مستمعينا في كل مكان أسعد الله أوقاتكم بكل خير والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته نرحب بكم من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران ونقدم لحضراتكم برنامج من الواقع. في حلقة اليوم أيها الأحبة سوف نتحدث عن موضوع مهم يتعلق بشريحة مهمة من المجتمع ألا وهي شريحة ذوي الإحتياجات الخاصة التي تحتاج الى الرعاية الخاصة والإهتمام لتذليل قدر المستطاع الصعوبات والمتاعب التي تواجهها هذه الشريحة، إلا أن هناك وللأسف ممن لايحسنون معاملتهم بصورة صحيحة ومقبولة لاإجتماعياً ولاأخلاقياً ولاحتى شرعياً، ولما لهذه الحالة من تداعيات نفسية مؤثرة على حالتهم إرتئى البرنامج إستضافة اثنين من خبراءه وتوجيه بعض الأسئلة المتعلقة بكيفية معاملة ذوي الإحتياجات الخاصة وخبيرا البرنامج هما فضيلة الشيخ صادق النابلسي الباحث الاسلامي من لبنان والأستاذ جمال بري الأخصائي في علم النفس العيادي من ايران لذا أعزائي المستمعين الكرام تعالوا معنا لنستمع الى قصة اليوم ومن ثم نكون معاً لصحبة خبيري البرنامج ولكن بعد هذا الفاصل.
أعزائي الكرام صلاح شاب في الخامسة عشرة من عمره فقد أمه عندما كان طفلاً صغيراً لذلك إحتضنه أبوه إحتضاناً غير طبيعي، على الأقل لتعويض حنان أمه. لذلك تعود صلاح أن يكون بصحبة أبيه أينما يكون وأينما يذهب بل أن والده لم يكن قادراً على تركه ولو للحظة والسبب في ذلك يعود الى أن صلاح لما ولد كان يعاني من خلل وراثي لم تنفع معه كل العلاجات وكل المداوات من إصلاح هذا الخلل الذي تمثل بعدم قدرته على الوقوف طويلاً، ظل صلاح بحالة جيدة الى حد ما بصحبة أبيه لما كان يتلقاه من رعاية وإهتمام خاصين منه لكن الأمور إختلفت عندما قرر الأب في يوم الزواج من اخرى وهذا ما ولّد لدى صلاح شعوراً بالوحدة أغلب الأحيان بالنتيجة أصيب صلاح ايضاً بحالة من الكآبة بعض الوقت والسبب كان يعود بإنشغال الأب بزوجته أكثر منه وإنشغاله عن تأدية واجباته التي كان يؤديها معه بعد أن توجهت أنظاره تجاه حياته الجديدة هذه المرة لكن هذا كان لايعني أن الأب كان غافلاً تماماً عن رعاية ابنه والإهتمام به على الرغم من محاولات زوجة الأب أن تدفع بزوجها لأن يكرس جلّ إهتمامه وكل أوقاته نحو بيته وزوجته على وجه الخصوص.
في يوم تأخر الأب في العودة الى البيت بعض الشيء فوجدت زوجة الأب الفرصة مؤاتية لتحقيق مآربها الدفينة ضد صلاح بسبب ماكانت تعانيه بعض الأحيان من فرط إهتمام الزوج بإبنه الذي كان ينعكس حسب ما تظن على طبيعة علاقته بها فقامت بالتربص لصلاح وإنتظار خروجه من الغرفة ولما خرج وهو الذي كان يتكأ على عصا خلال مشيه في البيت مرت زوجة الأب بجانبه وضربت العصا بتعمد بقوة ففلتت من يده ووقع صلاح على الأرض ولما وقع لم تعر زوجة الأب إهتماماً بالموضوع بل إلتفتت نحوه وإتهمته بعدم المراعات وعدم الإنتباه.
كتم صلاح الأمر بداخله ولم يتفوه بكلمة لأبيه بعدما عاد مساءاً خوفاً من أن يشعل نار الفتنة بينهما وهو الذي يعرف جيداً أن أباه يحبه كثيراً ولايرفض له طلباً مهما كان!
نعم اعزائي الأفاضل ذات يوم جاء الأب زوجته بخبر سفره الذي سيستغرق بضعة أيام شمال البلاد لذلك فقد اوصاها كثيراً بإبنه مثلما أوصاها بالإهتمام بصحتها وبالبيت بشكل عام ثم قام بتجهيز متاعه وشد رحاله وقبل أن يغلق الباب تذكر أن عليه أن يطرق باب إبنه ايضاً ليودعه ويوصيه بالإهتمام بنفسه، وفعلاً دخل على إبنه وقبل وأوصاه بالإهتمام بنفسه لحين عودته. غادر الوالد البيت وهنا بدأت زوجة الأب تمارس سوء معاملتها لصلاح خاصة وأن صلاحاً كان لايزال طالباً في المدرسة وهو بحاجة لأن يقرأ ويتابع دروسه بشكل مستمر، فنادته بصوت أجش قائلة: أنت ياصلاح تعال هنا بسرعة.
بطبيعة الحال لم يتمكن صلاح من الوصول بسرعة بسبب الإعاقة، فكررت مناداتها له وقالت: لم لاتأتي بسرعة، هيا تعال وساعدني قليلاً في المطبخ!
وصل صلاح بصعوبة وهو متكأ على عصاه، ثم نظر الى زوجة أبيه وقال لها: بماذا يمكن أن أساعدك؟
إلتفت اليه وقال: ههه، لقد نسيت أنك معوق وعاجز عن عمل أي شيء، عد الى غرفتك فلست بجاحة اليك!
تألم صلاح من كلامها كثيراً وفعلاً عاد أدراجه الى غرفته وما إن مشى خطوتين او ثلاثاً حتى عدلت عن رأيها ونادته مرة ثانية وقالت له: أين انت لم تركتني يامعوقك؟ عد لأقول لك ماذا يمكن أن تفعله !
عاد صلاح الى المطبخ وقال لها: أرجو أن لايكون طلبك يشكل صعوبة لي، أقصد أرجو أن أكون قادراً على تنفيذه.
قالت له انا امرأة ولاأستطيع أن أحمل هذه الأشياء فهي ثقيلة بالنسبة لي، حاول أن تحملها وتضعها في المرآب مادام أن والدك قد سافر بالسيارة !
لم يرفض صلاح طلب زوجة أبيه فبادر بحمل الأشياء الثقيلة، ولما شرع يتقدم بعض الخطوات سقط على الأرض وسقطت الأشياء ايضاً. صرخت زوجة الأب به ونهرته بسبب سقوطه. حاول صلاح أن ينهض لكنه عجز عن ذلك وبعد عدة محاولات تمكن وبصعوبة بالغة من الإتكاء على الكرسي ومن ثم إستطاع أن يقف على رجليه بينما كانت زوجة الأب تنظر اليه فقط.
وفي الصباح أحبتي الكرام نهض صلاح وقد هيأ نفسه لكي يذهب الى المدرسة، إرتدى ملابسه وحمل حقيبته ووقف بإنتظار أن توصله زوجة الأب في السيارة كما إعتاد ذلك وكما كان يفعل ذلك أبوه، لكن الزوجة لم تنفذ وصايا زوجها وخرجت من غرفتها وقالت له: يمكنك أن تذهب لوحدك فأنا غير قادرة على قيادة السيارة.
سألها وقال: وكيف يمكن أن أذهب لوحدي؟ انت تعرفين أن ذلك صعب للغاية بالنسبة لي!
أجابته: قلت لك لاأستطيع، يمكنك أن تقود دراجتك الهوائية الخاصة وتذهب الى المدرسة.
دمدم صلاح مع نفسه قليلاً واخفض رأسه ثم توجه الى المرآب ليتولى بنفسه قيادة الدراجة الهوائية بعد أن أصبح لاحول ولاقوة له. وما إن تحرك قليلاً حتى إنقلبت الدراجة وإنقلب معها صلاح. كان سقوطه مؤلماً ومحزناً خاصة بعد أن رفع صلاح رأسه فوجد زوجة أبيه واقفة امامه تضحك وتهزأ به، سألها: لماذا انت تكرهينني الى هذا الحد؟ لماذا تحاولين أن تؤذيني وانت تعرفين انني بهذه الحالة؟ أليس الأجدر بك أن ترحميني وتقدمي لي المساعدة؟
ردت عليه بكل سهولة وقالت: لم تجد الراحة هنا مادمت حية، لن تجد الراحة معي بالذات ما دمت لم انجب بعد، لم تكن أنت عزيز أبيك فقط، سوف اجعل لك شريكاً في ذلك، سوف أعذبك ليل نهار حتى يأتي اليوم الذي ألد فيه!!
تعجب صلاح مما سمع لكنه لم ينبس ببنت شفه لأنه تذكر قول أبيه أن لايرد عليها مهما قالت ومهما فعلت. نظرت اليه زوجة الأب بشدة وقالت له: لم لاترد؟ هل تظن أنك قادر على قهري؟ سوف أنال منك ولن تستطيع أن تغلبني !
وهنا سمعت صوتاً يأتيها من الخلف، إلتفتت وراءها فإذا بزوجها الذي عاد مبكراً من السفر وقد سمع كل ما قالته زوجته، فإرتبكت الزوجة ثم حاولت البكاء فأمسك بها بكلتا يديه وقال لها: لماذا هذه القساوة منك ياأمرأة؟ ماذنب صلاح أن يعاني كل هذه المعاناة بسببك؟
بطبيعة الحال لم تتمكن من الرد بأي كلمة. توجه الأب نحو إبنه بسرعة وحمله من على الأرض وقال له: لاتهتم ياولدي فسوف لاأتركك بعد ذلك أبداً، كن متيقناً!!
شعر صلاح بالفرحة تدخل قلبه لكنه كان ينظر الى زوجة أبيه بعين الحقد والكراهية لما سببته له من مشاكل وصعوبات أثرت عليه بشكل مباشر وغير مباشر.
مستميعنا الكرام مازلتم تستمعون لبرنامج من الواقع يأتيكم من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران. بعد أن إستمعنا أيها الأفاضل الى قصة صلاح نتوجه الآن الى فضيلة الشيخ صادق النابلسي الباحث الاسلامي من لبنان لسؤاله أولاً: ماذا جاء في القرآن الكريم عن الإهتمام بمن يحتاج الى هذا الإهتمام كذوي الإحتياجات الخاصة وماذا علينا فعله تجاههم؟ فلنستمع الى الإجابة معاً
النابلسي: بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين في الواقع لما ننظر الى الحالات المأساوية التي نراها في أغلب المجتمعات لابد أن نعود الى القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة والأئمة الأطهار سلام الله عليهم لنستفيد من وصاياهم وحديثهم في مستعدة الآخرين ومد يد العون لهم. واضح أن النبي الكريم إعتبر أن الايمان لايكتمل حتى يحب الانسان مايحب لأخيه وأعتبر في موضع آخر أنه من ينام وجاره جائع فهو ناقص الايمان، من زاره ضيف ولم يكرمه فهو ناقص الايمان وهناك احاديث كثيرة في هذا المضمار. وهناك الكثير من الآيات القرآنية التي تحدثت بشكل عام عن أهمية مساعدة الآخرين خصوصاً الضعاف منهم الذين يحتاجون الى عون والى مساعدة بشكل مستمر لإخراجهم من الحالة التي يعيشون فيها. اليوم هناك علوم متخصصة في مجال علم النفس الاجتماعي وغيرها من أقسام العلوم التي تتعرض الى كيفية معالجة مثل هؤلاء الأشخاص. بإعتقادي اليوم النصوص القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة هناك الكثير ممن يساعد على كيفية معالجة مثل هذه الأوضاع ومثل هذه الأمراض، إن عدنا الى القرآن الكريم سنجد الكثير من الأخبار والكثير من القيم التي تدفع الانسان لمساعدة الآخرين حيث يصلون الى مرحلة يتمتعون بالجوانب الايجابية من المساعدة، على كل الأحوال هذا النوع من المساعدة يحتاج الى صبر، يحتاج الى حلم والى إهتمام خاص ليصل الى النتيجة المرجوة. في كل الأحوال في تقديري المسئلة في غاية الأهمية ومن كان يؤمن بالله وباليوم الآخر فلابد أن يفعل شيئاً لكي يفرج عن كربة من كرب الدنيا وأن يساعده على تحمل المعاناة المرضية ليصل الى الأجر المضاعف عند الله سبحانه وتعالى.
ثم سألنا الشيخ النابلسي ماذا عن المسلم الذي نسي أحكام القرآن الكريم وراح يشاطر الشيطان في ممارسة اعماله المشينة تجاه اناس كصلاح؟ فأجاب متفضلاً
النابلسي: للأسف الشديد هناك من يدعون الايمان وممن يقرأون القرآن ايضاً، ممن يصلون ويصومون لكن أفعالهم وسلوكهم لايدل البتة على إنتخابهم للاسلام والى القرآن والى أهل البيت سلام الله عليهم لذلك كما ورد في الحديث "الدين المعاملة" كيف تعامل الآخرين؟ كيف تهتم بهم؟ كيف تساعدهم على تجاوز أوضاعم الصعبة والشاقة؟ التحالف مع الشيطان إما يكون الى اهواء الشيطان وممارسة الظلم والجور والإعتداء على الآخرين كما في قصتنا الحالية فذلك لايرضاه الله سبحانه وتعالى ولايمكن لأي انسان لديه مشاعر انسانية حقيقية أن يقبل بمثل هذا التصرف لذلك الاسلام يدعو الى الإبتعاد عن مثل هذه السلوكيات العنفية، السلوكيات الضارة في أذية الآخرين والإعتداء عليهم ويطلب من الناس أن تتحلى بالأخلاق الكريمة لذلك لايمكن بناء مجتمع وبناء عدالة اجتماعية وأمان وإطمئنان أسري إلا من خلال التعامل الحسن، إلا من خلال التعامل الجيد الذي يجعل المجتمع ويجعل الأفراد كلهم في حالة من السعادة والطمأنينة.
وبعد أن إستمعنا الى ماقاله فضيلة الشيخ صادق النابلسي نتوجه الآن الى الأستاذ جمال بري الأخصائي في علم النفس العيادي من ايران لسؤاله اولاً: ماهي الضرورات الواجب التقيد بها والإلتزام بها تجاه الشخص من ذوي الإحتياجات الخاصة؟ وهل هناك حدود معينة للإهتمام بذوي الإحتياجات الخاصة من قبل أسرته والمجتمع؟ فأجابنا قائلاً:
بري: بسم الله الرحمن الرحيم في الحقيقة ذوي الإحتياجات الخاصة هم أشخاص كثر في مجتمعنا العربي والاسلامي، يعني يكفي أن يذهب الانسان الى تلك المؤسسات التي تقوم برعاية هؤلاء حتى يشاهد الكثير من الحالات التي حقيقة تستحق الإعتناء، ليس فقط داخل المؤسسات وإنما من قبل جميع أفراد المجتمع. من جهة الشخص سواء كان طفلاً او شاباً او كبيراً من ذوي الإحتياجات الخاصة يعيش في البيت المطلوب في البداية هو التقبل يعني تقبل الأفراد في الأسرة لوجود هذه الحالة في البيت خصوصاً اذا كان طفلاً يعاني من شلل كما في القصة المذكورة فهنا يتوجب على الأب وعلى الأم وعلى باقي الأخوة الذين يعيشون في نفس الأسرة أن يتقبلوا هذه الحالة ويعتبروا هذا الشخص جزءاً منهم خصوصاً الإصابة بالأمراض ليس فقط الوراثية بل تحدث بسبب حرب او حوادث اخرى. التعامل مع ذوي الإحتياجات الخاصة سواء كان مشلولاً او كفيفاً او أصماً او لديه مشاكل اخرى يفترض على الأب والأم أن يحققوا له كل ما يسهم في التخفيف من هذه المشكلة لأن الانسان كلما كان عاجزاً أكثر كلما إعتمد أكثر على الكبار واعتمد اكثر على الأسرة وهو بحاجة مستدامة الى مساعدتهم. من هنا الواجب الأخلاقي والانساني أن لايشعر الانسان بالتعب والملل او يشعر بأن هؤلاء عالة عليه بالعكس فإنهم إبتلاء وإختبار من الله تبارك وتعالى وعلى الانسان أن ينجح في هذا الإختبار. بالنسبة للإحتياجات الخاصة في الحقيقة ليس هناك حدود، الواجب علينا جميعاً كأسر وكمؤسسات مجتمع مدني وايضاً مؤسسات الحكومة والدولة. من ناحية الأسرة أن تؤمّن لهذا الفرد إحتياجاته الفردية والجدية والروحية وتؤمّن له وسائل التعليم المناسبة بحسب مشكلته ومرضه وعجزه من اجل تكييف هؤلاء وإندماجهم، من اجل أن ندعو المؤسسات لإستقبال هؤلاء للعمل وإكتشاف مواهبهم من قبل المختصين وقيام نوادي خاصة بهم وقيام مسابقات خاصة، المشلول يستطيع لعب كرة القدم ربما اذا كانت الإصابة ليست في قدمه او أن يسبح فيجب الإندماج من قبل المجتمع ومن قبل الأصحاء في كل مرافق العمل سواء كانت خاصة او عامة وتشجيع كل من لديه إعاقة الى أن يكتشف نفسه ويكتشف إبداعه ويساعده في ذلك. هناك الكثير من الصم والبكم وأصحاب العيوب الجسمية برزوا في العالم وكانت لهم مساهمات كبرى على صعيد الفنون وعلى صعيد الكومبيوتر وغيرها.
ثم سألنا الأستاذ بري: ماهي التداعيات والإنعكاسات النفسية والاجتماعية التي تنجم عن سوء معاملة هؤلاء؟ فلنستمع معاً الى الإجابة:
بري: في الحقيقة لاننسى أخي الكريم في النهاية أن الشخص العاجز يصبح حساساً كثيراً لأن الانسان لما يجد نفسه مختلفاً وهذه كلمة مختلف، مختلف عن الآخرين ومختلف كثيراً من العيوب الجسمية سواء كانت وراثية او بسبب الحوادث فأول مايشعر بها هو يشعر بالدونية في داخله ويشعر بالهزيمة ويشعر بحفزات من الإكتئاب وقد يكون هذا الإكتئاب قوياً بحسب تعامل الأسرة معه وتعامل المجتمع معه لذلك نلاحظ أن الصم والبكم مثلاً لديهم حساسية خاصة تختلف عن الذين لديهم مشاكل شلل في جسدهم او الذين أصيبوا بقطع أطرافهم او أصيبوا بمشاكل لاتسمح لهم بالحركة كما في القصة عندما نرى هذا الشاب الذي أصيب بعاهة جسمية قد تسمى وهن عصبي لاتسمح له بالوقوف. كان المفروض على الأب أن يدمج الابن في مؤسسات كبرى موجودة في المجتمع ويؤمّن له نوادي خاصة من اجل تدريبه وكشف مواهبه وليس فقط الإكتفاء بالمدرسة، عندها يستطيع أن يمارس نفسه ودوره ويعتمد على نفسه شيئاً فشيئاً خصوصاً وأنه أصبح في السادسة عشر من عمره، لذلك نعود ونقول شخصية المعوق، شخصية العاجز او من ذوي الإحتياجات الخاصة غالباً ما تكون حساسة اذا كانت المعاملة سيئة معه فغالباً ما يصاب بالإكتئاب، ربما تصبح عنده ميول إنتحارية، ربما ينتقل الى أعمال غير اخلاقية مثل النفاق والكذب، ربما يفشي، ربما يحقد، ربما يقوم بأمور غير مناسبة. ايضاً عندما يخرج الى المجتمع لايجد منادي له، لايوجد إشارة سير تساعده، لايجد من يدمجه في العمل ولايعمل كل الناس ينظرون اليه نظرة شفقة او نظرة إختلاف فهذا يؤثر عليه.
في الختام اعزائي المستمعين نشكر ضيفينا الكريمين فضيلة الشيخ صادق النابلسي الباحث الاسلامي من لبنان والأستاذ جمال بري الأخصائي في علم النفس العيادي من ايران على حسن المشاركة كما نشكر لكم حسن إستماعكم الى برنامج من الواقع والذي قدمناه لحضراتكم من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران، الى لقاء آخر نودعكم وفي امان الله وحفظه.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة