البث المباشر

الغش

الأربعاء 20 نوفمبر 2019 - 09:23 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- من الواقع: الحلقة 121

خبراء البرنامج: السيد محمد الشوكي الباحث الاسلامي من مدينة قم المقدسة والدكتور هاشم الحسيني الباحث في علم النفس الاجتماعي من بيروت
بسم الله الرحمن الرحيم مستمعينا الكرام طابت أوقاتكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته نرحب بكم من طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران ونقدم لحضراكم برنامج من الواقع. في حلقة اليوم أيها الأحبة سوف نتطرق الى موضوع خطير للأسف يكون اغلب الأحيان ملازماً للبعض حتى في أفضل الظروف دون أن يتمكنون من الإنفصال عنه او تركه مايؤدي بالنتيجة الى حدوث مشاكل وعواقب لاتحمد عقباها، هذا الموضوع هو موضوع الغش والغش كما تعلمون اعزائي المستمعين لها نتائج وخيمة وتداعيات سيئة تنعكس على الفرد الغشاش نفسه والمجتمع الذي حوله في ذات الوقت. والغش ربما يكون غش الطالب في دروسه أي خلال أداء الامتحانات او يكون الغش عند التاجرفي بيع أشياء غير منسجمة مع الأوصاف المعروفة والمطابقة او الغش في قول الحقيقة بمعنى أن للغش أبواباً عدة لاحصر لها تصب كلها في مجرى الضحك على الناس والتلاعب بمصائرهم وهذا مايبعد الغشاش في آخر المطاف بالإبتعاد عن المجتمع مايتسبب في تفاقم أزمات نفسية مريضة بسبب النتائج الحاصلة جراء ذلك وإنعكاسها بالتالي على طبيعة العلاقات الاجتماعية بشكل عام ودون إستثناء مع سائر من يعرفهم، لأجل تسليط الضوء أكثر على هذا الموضوع توجهنا بالسؤال لضيفين من ضيوف البرنامج الأعزاء وهما كلاً من سماحة السيد محمد الشوكي الباحث الاسلامي من مدينة قم المقدسة والدكتور هاشم الحسيني الباحث في علم النفس الاجتماعي من بيروت، ندعوكم بداية لإستماع قصة اليوم.
أعزائي الأفاضل تعود عماد أن يصنع بنفسه بعض الأشياء اليدوية الخاصة بالأطفال في منزله وبمساعدة زوجته واولاده وفي اليوم التالي يأخذها ليبيعها في السوق. مرت الأيام وهو على هذا الحال يصنع الأشياء مساءاً ويبيعها عند الصباح، ذات يوم وبينما كان بين أفراد أسرته قالت زوجته وهي مستمرة في عملها معه: ياعماد، يازوجي العزيز لقد أوشكت الخيوط أن تكتمل وعليكم يوم غد أن تسرع في شراءها لكي لانتوقف عن العمل.
قال لها وعلى الفور: حاضر يازوجتي سوف أشتري الخيوط غداً بعدما أكون قد أكملت البيع وأوشكت على العودة الى البيت.
وفعلاً لما أكمل بيعه في اليوم التالي توجه الى صاحبه العطار ليشتري منه، ورحب به العطار وراح يجمع به الخيوط التي إعتاد على إستعمالها في كل مرة، أخذ عماد الخيوط وعاد بها الى البيت وعند المساء تجمع أفراد الأسرة كالعادة حول سفرة عريضة لكي يبدأوا عملهم. كان الوقت يمر دون أن يشعروا به لأن عملهم كان ينسيهم أي شيء حتى الجوع أحياناً بمعنى أن أسرة عماد كانت تعيش حياة جميلة وسعيدة رغم قساوتها وشدتها في أغلب الأحيان بسبب فقر الحال وقلة الحيلة.
في صباح اليوم التالي أخذ عماد كعادته كل اللعب الملونة التي تم إنجازها بالأمس وتوجه بها الى سوق الجملة لكي يبيعها ولما وصل الى مكانه المخصص حطّ بها على الأرض وراح ينظر يميناً ويساراً، لم يكن هناك من يسأل عنها مثلما في كل مرة. طال إنتظاره وطال صبره، مرت ساعة بل ساعتان وأكثر، بدأ صبره ينفذ، تنفس الصعداء وراح يتوسل بينه وبين ربه أن يبعث به من يشتري لعبه التي أنجزها. قال مع نفسه: يا إلهي لم أتعود على هذا الحال أبداً فالنهار على وشك أن ينتهي ولاأحد يسأل عن بضاعتي رغم أن المكان يعج بالناس.
وفجأة جاءه أحد تجار الجملة وقال له: كيف حالك ياسيد عماد؟
نظر اليه وقال: حالي؟ فإنه بصراحة ليس جيداً!
قال له التاجر: ولماذا ياعماد؟
قال له عماد: منذ الصباح وحتى الآن لم أبع حتى ولو قطعة واحدة !
إبتسم له التاجر وقال: ولهذا السبب فقط يكون حالك غير جيد؟ هل نسيت أن الرزق على الله ومايقسمه لنا علينا القبول به؟
ردّ عليه عماد وقال: أنا لاأنسى أن الله مقسم الأرزاق ولكنك لاتعلم بحال الفقير لأنك رجل غني وغني جيداً، لايهمك إن لم تبع شيئاً يوماً او يومين بل ربما شهراً كاملاً!!
نظر اليه التاجر وقال له: وماذا عندك أنا مستعد لأشتريه كله؟
لم يصدق عماد بادي الأمر ولكن وجد إصرار التاجر دليلاً على إنفراج مشكلته وعادت بسبب ذلك إبتسامته الى وجهه.
نعم مستمعينا الأفاضل وفي طريق العودة بعد أن باع عماد كل بضاعته لذلك التاجر عرج قبل وصوله البيت على ذلك العطار ليشتري منه الخيوط مرة اخرى بعد أن أوصته زوجته بذلك.
طرق عماد الباب ففتحت له زوجته الباب فدخل ثم جلس بين اولاده، سعيد فرح مبتسم لأنه باع كل بضاعته وكله أمل كي يعيد الكرة لكي يصنع ألعاباً ملونة مرة أخرى وفعلاً بعد أن أكملوا صناعة اللعب خلد عماد الى النوم بعد يوم شهد جهداً مميزاً وعملاً إضافياً أملاً في رزق أكثر، توجه بعد يومين من العمل ببضاعته الى السوق، ولما وصل كان التاجر بإنتظاره فرح عماد لما شاهده من بعيد ومع نفسه قال: الحمد لله أشكرك يا إلهي لقد حضر التاجر ليشتري بضاعتي قبل أن أصل. ولما وصل اليه عماد قال له: السلام عليكم كيف حالك؟ لاتعرف كم سررت لما شاهدتك من بعيد فو الله أن عائلتي سعيدة أكثر مني، لقد أمضينا ليلتين نعمل حتى انجزنا هذه اللعب، انظر تعال أنظر، كم أنها جميلة؟ ولما رفع عماد وجهه بوجه التاجر وجده قاطباً حاجبيه، غضباناً وكاد يسقط أرضاً مما سمعه فقد قال التاجر: هل وجدتني غبياً الى هذا الحد لكي تبيعني بضاعتك الفاشلة؟ لقد وجدتك مسكيناً فعطفت عليك، ووجدتك فقيراً حائراً فأشفقت عليك، ولكنني لم أكن اعلم أنك غشاش في عملك وغشاش في كلامك وغشاش في...
ولم يكد التاجر يكمل كلامه حتى إستوقفه عماد وقال له: بالله عليك! بالله عليك! كف عن شتمي وكف عن إتهامي فأنا الى حد هذه اللحظة لاأفهم سر غضبك وسر تهجمك عليّ وأنا الرجل البسيط المسكين الذي لايهمه في هذه الدنيا غير أن يسعد أسرته ويوفر لها الرزق !!!
ردّ عليه التاجر وقال: لقد كانت بضاعتك مغشوشة يارجل، لقد تقطعت اللعب بسهولة حال امسك الأطفال بها، الأطفال الذين إشتروا مني لعبك التي صنعها انت وقلت أنها مجربة ومعروفة في السوق أنا صدقتك ولهذا إشترتها منك!
دهش عماد مما سمع وقال للتاجر صدقني، صدقني أقسم لك بأنني لم أعرف السبب في ذلك ولكن أعدك بأنني سوف أعوضك، نعم سأعوضك.
قال له التاجر: لاأريد منك سوى أن تعيد لي نقودي، نعم يجب أن تعيد لي نقودي وإلا جعلتك تندم بعد ذلك !
خاف عماد كثيراً وقال له: ياسيدي أرجوك أن تمهلني قليلاً لأن نقودك قد أنفقتها على شراء القماش والخيوط وبعض الأشياء الأخرى بالإضافة على الإنفاق على أسرتي.
قال له التاجر: هذا الكلام أنا لاأصدقه لأنك رجل غشاش!!
شعر عماد بالإحراج كثيراً وراح يندب حظه. عاد الى البيت وهو يفكر طويلاً عن سبب تقطع اللعب التي صنعها مع أفراد أسرته، هل السبب يعود الى المادة الصمغية التي يستعملها، أم الخيوط، أم القماش نفسه، أم طريقة العمل؟
ولما وصل الى البيت سأل زوجته فردت عليه وقالت: يازوجي العزيز كن متأكداً أن اولادك لن يغشوا أبداً وأما طريقة صنع اللعب بالنسبة اليهم لم تكن هي المرة الأولى.
قال لها: ولكن لماذا تقطعت اللعب وأرجعها كل الأطفال الى التاجر، حتماً هناك خطأ إقترفه أحدنا، حتماً!!!
وأخذ يفكر ويفكر لكنه عجز عن الوصول الى السبب الذي ينقذه من مشكلته، وفجأة سمع أحد أبناءه يناديه ويقول: يا أبي، ياأبي إن هذه الخيوط التي جئت بها ليست بجيدة، إنها تتقطع بسهولة، لانستطيع أنا وأخوتي أن نخيط القماش كما في كل مرة !!!
إنتبه الرجل الى قول إبنه، أخذ الخيط منه وحاول إستعماله فوجده فعلاً خيطاً تالفاً قد مرّ عليه وقت طويل. أخذ من الكيس خيطاً آخر فوجده على ذات الحال ينقطع بسهولة فإكتشف في تلك اللحظة أن العطار الذي كان يبيعه الخيوط هو الغشاش الذي تسبب في خلق مشكلته مع التاجر وليس سبباً آخر. ولما ذهب عماد الى العطار إعترف العطار بسوء فعلته وقال له: نعم بعتك في الآونة الأخيرة خيوطاً قد مضى عليها مدة من الزمن وقد اخفيت ذلك عنك، أرجوك أن تسامحني!!
لم يقو عماد على قول شيء لذلك العطار سوى أن سامحه ولكن بعد أن تسبب في خسارته مادياً ومعنوياً كثيراً.
مازلتم تستمعون لبرنامج من الواقع من اذاعة طهران صوت الجمورية الاسلامية في ايران. مستمعينا الكرام نتوجه الى ضيف البرنامج سماحة السيد محمد الشوكي الباحث الاسلامي من مدينة قم المقدسة لسؤاله بداية ماذا جاء في الشرع الاسلامي عن عواقب الغشاشين؟ فلنستمع للإجابة معاً.
الشوكي: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله الطيبين الطاهرين المعصومين
الحقيقة مسئلة الغش من الأخلاق السيئة جداً التي نهى عنها الشرع عبر نصوص كثيرة وهذه الخصلة للأسف الشديد نراها خصلة رائجة خصوصاً في الأسواق وما شابهها بل حتى في بعض أسواقنا الاسلامية وللأسف الشديد وربما في أسواقنا الأسلامية وفي مجتمعاتنا الاسلامي تكثر هذه الخصلة أكثر من غيرها وهذا أمر مؤسف لأن النبي صبى الله عليه وآله وسلم فيما روي عنه قال "ليس منا من غش مسلماً" او العبارة المعروفة "من غشنا فليس منا" والمقصود ليس منا يعني ليس من المسلمين طبعاً لايقول إنه كافر لا ليس هذا المعنى ولكن المقصود ليس من المسلمين الحقيقيين لأن المسلم الحقيقي هو المسلم الذي يكون قلباً وقالباً مسلماً لأمر الله ومتبعاً لسنة رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم ولايبعض الدين يعني يصلي ويصوم ولايغش المؤمنين ويخون المؤمنين هذا ليس إسلاماً، الاسلام الحقيقي هو أن يكون فعل الانسان وسلوك الانسان وعبادات الانسان وكل شأن الانسان مطابقاً لله تبارك وتعالى أما من يغش المسلمين ويخون المسلمين فهذا ليس مسلماً حقيقياً، ليس مسلماً كاملاً. عن الامام الرضا عليه السلام، عن آباءه، عن جده صلى الله عليه وآله وسلم قال "ليس منا من غش مسلماً" او ضره او مكره، الذي يغش المسلمين او يضر بالمسلمين او يمكر بالمسلمين هذا ليس مسلماً. عن أبي جعفر عليه السلام ايضاً قال "قال مرّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم في سوق المدينة ورأي طعاماً فقال لصاحبه ما أرى طعامك إلا طيباً، فسأله عن سعره فأوحى الله اليه أن يدس يده في الطعام، ففعل ودسّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم يده في الطعام فأخرج طعاماً رديئاً يعني وضع الطعام الرديء تحت والجيد الى فوق كما يفعل بعض الباعة في السوق. فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لصاحب ذلك الطعام: ياهذا ماأراك إلا وقد جمعت خيانة وغشاً للمسلمين". وروي عنه "أنه من غش مسلماً في شراء او بيع فليس منا ويحشر يوم القيامة مع اليهود لأنهم أغش الخلق" وفي رواية اخرى وروايات كثير في الحقيقة في هذا الباب أنه "من بات وفي قلبه غش لأخيه المسلم بات في سخط الله". اذن هذه الخصلة خصلة سيئة جداً وقد نهت عنها الروايات نهياً شديداً، والغش محرم من الناحية الفقهية ومن المحرمات الشديدة فحري على المسلم أن يبتعد عن هذه المسائل التي تسيء الى دينه ولإسلامه ولإيمانه.
أما السؤال الثاني الذي توجهنا به الى سماحة السيد محمد الشوكي كيف يمكن أن يؤثر ذلك على علاقة المسلم بأخيه المسلم بسبب الغش وماتبعات ذلك أخلاقياً؟ فأجابنا متفضلاً.
الشوكي: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله الطيبين الطاهرين المعصومين
الحقيقة الغش كما قلنا هو أمر محرم في الشريعة وبغض النظر عن العقاب الذي ينتظر الانسان الغاش والتبعات الشرعية والقانونية فإن لهذه المسئلة أبعاد نفسية واجتماعية كثيرة بل وحتى اقتصادية، لها أبعاد سيئة كثيرة، تبعاتنا النفسية، تعرفون أن بعض الناس ربما تشكل له عملية الغش هذه صدمة نفسية كبيرة خصوصاً اذا كان مسترسلاً يعني انسان بسيط ويثق بالآخر سواء كانت المعاملة في سوق او في جوانب أخرى من جوانب الحياة فيثق به كل الثقة واذا بهذا الشخص يغشه ويخدعه فطبعاً هذا الانسان سيتعرض الى صدمة نفسية كبيرة جداً تؤثر عليه بحيث الانسان لايشعر بالأمن النفسي في العيش في هكذا مجتمع، الانسان مضطر أن يتعامل مع الناس ولايمكن للإنسان أن ينعزل ويعيش في كهف من الكهوف بالنتيجة مضطر أن يتعامل مع الناس، طيب اذا كان الناس قد ساد فيهم وانتشر الغش والخداع والخيانة فهذا الانسان سوف لن يشعر بالأمن في هكذا مجتمع ولايأمن جاره ولايثق به، لايثق بالموظف الذي يعمل معه، لايثق بالبائع الذي في دكانه، لايثق بشريكه الذي يتعامل معه. إحتمال أن يخدعني، إحتمال أن يغشني، هذه الأفكار تؤرق الانسان وتسلب منه الأمن النفسي كما تؤثر على العلاقات بين الناس لأن أساس العلاقة بين الناس في كل العلاقات، أسس من العلاقات سواء في الحياة الأسرية، الحياة الاجتماعية وفي مجمل حياة الناس من أهم أسسها الثقة المتبادلة، اذا رفعنا عامل الثقة بين الناس فإن هذه العلاقات سوف تكون علاقات سيئة جداً. وله ايضاً آثار اقتصادية واجتماعية أخرى لامجال لشرحها اذن هذا امر سيء، الغش والخيانة والخداع له آثار سيئة يطول المقام بشرحها وبيانها. نسأل الله عزوجل أن يبعد عنا كل هذه الأخلاق السيئة ويطهر مجتمعنا من هذه الأمراض الأخلاقية الفتاكة.
اذن بعد أن إستمعنا الى ماقاله سماحة السيد الشوكي نتوجه الى ضيفنا الآخر، الدكتور هاشم الحسيني الباحث في علم النفس الاجتماعي من بيروت لسؤاله أولاً ما تأثير الغشاش على طبيعة العلاقات الاجتماعية السائدة بين أفراد المجتمع؟ فأجابنا قائلاً.
الحسيني: في الوقاع أن الغش بحد ذاته صفة سئية من صفات الانسان غير المستقيم وهو مرفوض بإعتبار أن الغش هو معاد للصدق فهو شبيه بالكذب والخداع وهو من صفات التي يجب أن يتجنبها الانسان وهي صفات غير انسانية تجعله غير صادق مع نفسه ومع الآخرين. يعمد الغشاش الى الكذب ويشوه الحقائق ويظهر الأمور خلاف ماهي عليه في الواقع بهدف الوصول الى نتيجة ما من خلال هذا الكذب وهذا الرياء الذي يعمد اليه. بشكل عام الغش هو نوع من الخداع والكذب الذي من شأنه أن يضر بصاحبه ويضر بالآخرين، يضر بصاحبه بإعتيار أن هذا الغشاش حينما يكتشف سيفقد ثقة الناس وبالنتيجة حتى ولو قال الحقيقة مرة اخرى فلن يجد أحداً يصدقه فضلاً عن أن هذا التصرف الذي قام به سيذهب الى تضليل الناس وإيقاع الأذى بهم.
واما السؤال الثاني الذي توجهنا به الى الدكتور هاشم الحسيني ماهي الدوافع الحقيقية التي تجعل الغشاش يمارس غشه مع الآخرين وكيف السبيل لمنعه عن ذلك؟ فلنستمع للإجابة معاً.
الحسيني: دوافعه هي دوافع المصلحة الرخيصة، يرد أن يحقق مكسباً ما من خلال الكذب فدائماً هناك مصلحة رخيصة يتوخاها الغشاش ولكن دائماً الغشاش هو قصير النظر بإعتبار أنه سيفقد ثقة الناس بسرعة وسينصرفون عنه نتيجة أن تجربتهم معه كانت سيئة وبالتالي قد فقد الثقة من قبلهم بشكل كامل. الغشاش يجب أن يردع، أولاً هناك قانون يجب أن يحاسب الغشاش على ما يقوم به، طبعاً هذا اذا كان في مجال يمكن إلقاء القبض عليه او اذا كان يمكن ضبطه بالجرم المشهود وحينما يكتشف هذا الانسان سيقاطعه الناس وسيفقد الثقة بنفسه، تلقائياً يكون قد دفع الثمن نتيجة أعماله السيئة. وبشكل أساسي يجب أن يكون الانسان متنبهاً لما يمكن أن يفعله السيئون والغشاشون معهم وإن خدعوا مرة فلن يخدعوا في المرات التالية.
وبعد أن إستمعنا الى ماقاله ضيفانا الكريمان سماحة السيد محمد الشوكي الباحث الاسلامي من مدينة قم المقدسة والدكتور هاشم الحسيني الباحث في علم النفس الاجتماعي من بيروت نكون قد وصلنا وإياكم الى نهاية هذه الحلقة من برنامج من الواقع والتي إستمعتم اليها من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران، نشكركم على حسن المتابعة وحتى حلقة قادمة إن شاء الله نستودعكم والى اللقاء.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة