البث المباشر

نكث العهد

الثلاثاء 19 نوفمبر 2019 - 15:09 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- من الواقع: الحلقة 115

خبراء البرنامج: الشيخ جعفر عساف الباحث الاسلامي من لبنان والدكتورة زهرة بدر الدين الباحثة في علم النفس التربوي من لبنان
بسم الله الرحمن الرحيم مستمعينا في كل مكان أسعد الله أوقاتكم بكل خير والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته نرحب بكم أيها الأحبة من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران ونقدم بحضراتكم برنامج من الواقع. في حلقة اليوم أيها الأفاضل سوف نتطرق الى موضوع نكث العهد وهو في الحقيقة موضوع طالما ادى الى الإضرار بالآخرين واذا كان العهد المقطوع موجهاً الى الله سبحانه وتعالى فتلك الطامة الكبرى وسوء العاقبة العظمى، ذلك أن الكثير من الناس يتعهدون أمام الله سبحانه وتعالى بأن يقموا بكذا وكذا لو يسر امرهم لكنهم ينسون تعهداتهم بعد تحقق أمانيهم بكل بساطة فعدم الوفاء بالعهد أي النكوث به مسئلة في غاية الخطورة وفي غاية الحساسية لو سادت مجتمعاً او شاعت بين مجموعة أفراد لما للنكوث بالعهد من تداعيات تنعكس سلباً في كل الأحوال على كل الأطراف. ولأجل توضيح هذه التداعيات ومخاطرها ولأجل توضيح سبل علاجها وسبل التخلص منها لإبعاد هذه الظاهرة الشاذة من دائرة تقاليدنا ومفاهيمنا وعاداتنا وثقافتنا الاسلامية على وجه الخصوص سوف نلتقي مع ضيفين من ضيوف البرنامج هما فضيلة الشيخ جعفر العساف الباحث الاسلامي من لبنان والدكتورة زهرة بدر الدين الباحثة في علم النفس التربوي من لبنان ايضاً ولكن بعد الإستماع الى قصة اليوم فتابعونا.
أعزائي نهض عمار من نومه ذات صباح ليتناول سماعة الهاتف بسرعة وماهي إلا ثوان معدودات حتى جاء الرد فقال عمار: ألو.. ألو مازن؟ أين انت؟ لاتهتم سوف ألحق بك، فكلها دقائق وليس أكثر!
وبعد أن أكمل عمار إرتداء ملابسه إستعداداً للخروج رن الهاتف، رفع السماعة واذا بزوجته تقول له: لماذا تأخرت؟ ألم يكن موعدنا الساعة التاسعة؟
قال لها: أعتذر يازوجتي العزيزة، لقد إنشغلت قليلاً وأعدك بأنني حالما اكمل عملي سوف أتي اليك.
بعدما أغلق سماعة الهاتف حاول الخروج بسرعة كي لايتصل به شخص آخر، وهو في الطريق شاهده صديق رفع يده وناداه: عمار ... ياعمار؟
إلتفت اليه عمار وقد تفاجئ به، حاول الإفلات منه إلا أن الصديق ناداه مرة اخرى. وفي هذه الحالة أضطر عمار أن يتوقف حتى يجيب على صديقه، ولما إقترب منه قال الصديق: لماذا ياأخي؟ لماذا نكثت عهدك وإلتزامك؟ أهكذا تكون الصداقة؟ هل من الممكن أن توضح لي سبب تراجعك عني؟ أتعلم كم انفقت من أجل ذلك النهار؟ كل ذلك لايهم ولكن المهم عندي أن أعرف الى متى ستستمر في تصرفاتك هذه مع الآخرين؟
سكت عمار ولم يتمكن من الرد على إتهامات صديقه له، أراد الإعتذار منه ولو بالطريقة الدبلوماسية لكي يتمكن من الإفلات منه واللحاق بزوجته، لكن إعتذاره صدّ بحائط سخرية صديقه بشدة. فقرر عمار أن يتركه لاوياً رقبته معرضاً حتى أن يسلم عليه. بعد قليل اتصل مازن مرة اخرى، نظر عمار الى اسم المتصل فلم يرد، تكرر الإتصال مرة ومرتين وثلاثة، ايضاً لم يرد عمار ذلك لأنه قرر أن يلحق بزوجته وإلا فسوف تكون العاقبة سيئة وليست في صالحه.
لما وصل الى زوجته قال لها: أعتذر يازوجتي العزيزة لقد تأخرت عنك قليلاً !
قالت له: قليلاً؟ لقد مضت ساعة ونصف وأنا بإنتظارك، ماذا لو أغلق السوق الآن؟ هل ستأتي غداً لنذهب مرة اخرى؟
ومرت الأيام أعزائي المستمعين وبعد أن ملّ عمار من تدني مدخوله الشهري وملّ من تدني مستوى معيشته رفع يديه الى السماء وقال: إلهي برحمتك إن كان رزقي في السماء فأنزله وإن كان في الأرض فأخرجه وإن كان قريباً فيسره وإن كان ميسراً فبارك لي فيه، سوف أساعد كل فقير وأساعد كل محتاج عهد عليّ لو رزقتني ياالله. وفي هذه الأثناء سمعته زوجته وقالت له: ماذا دهاك يارجل؟ لقد أصبحت متديناً كثيراً تدعو الله سبحانه وتعالى بين ليلة وضحاها.
ردّ عمار وقال: وما العمل يازوجتي العزيزة لم أرى مثل الدعاء أفضل وسيلة لزيادة الرزق، أرجو أن يحقق الله سبحانه وتعالى رجائي ويعجل فيه فقد مللت حياتي وأسلوب عيشتي فكله تقشفات وتدبيرات وسوف يأتي يوم يكون راتبي لايساوي شيئاً أمام ارتفاع أسعار السلع الضرورية والكمالية على حد سواء.
وفعلاً أعزائي المستمعين رزقه الله سبحانه وتعالى بما كان ينتظره فقد صارت اموره ميسرة أكثر وزادت مصادر رزقه وفرحت زوجته فرحاً كثيراً وقالت له في يوم ما: أريد أن أذهب أنا وانت الى السوق فأنا بحاجة الى شراء بعض الملابس وبعض الأشياء المنزلية التي تخلو منها زوايا البيت. إنتبه عمار الى حاله فقال لها: أنا أيضاً اريد أن أتبضع يازوجتي العزيزة فقد مللت القميص الذي أرتديه ومللت الأشياء القديمة التي أستخدمها. وهكذا إتفق الزوجان على الخروج في يوم من الأيام لكي يتبضعا ما يريدانه.
عند الصباح ياأحبتي خرج عمار برفقة زوجته الى السوق كما إتفقا على ذلك وفي الطريق قالت له زوجته: لاتنسى لما نصل أن نشتري شيئاً لعائلة أبي محمد فهم بحاجة ماسة للمساعدة خاصة بعد أن دخل أبي محمد لمستشفى فقد أصبحت زوجته في حيرة من أمرها.
نظر عمار الى زوجته وقال لها: أرجوك أنا لست مسؤولاً عن الفقراء الى هذا الحد، هناك من يمتلك أكثر مني ويمكنه أن يساعدهم!
قالت له زوجته: كلنا فقراء الى الله وتذكر أنك طالما كنت ترفع يدك الى السماء تطلب من الله سبحانه وتعالى أن يزيد في رزقك وتعهدت بأن تساعد الفقراء ايضاً ولما زاد في رزقك أدرت وجهك صوب نفسك فقط ونسيت الفقراء!!
ردّ عمار بسخرية: اووووه أصبحت تدافعين عن هؤلاء الفقراء كثيراً، أتركيهم أرجوك وإنتبهي لحالنا فطالما عانينا وطالما إنتظرنا هذه اللحظات التي يجب أن نتمتع بها لوحدنا.
بطبيعة الحال لم يعجب هذا التصرف الزوجة أبداً ورغم محاولاتها بأن يعدل عمار عن رأيه وعن قراره إلا أنه ظل متمسكاً به. وهكذا راح الزوجان يتبضعان حتى شاهده بالصدفة احد الأصدقاء الذين أخلف عمار بإلتزامه تجاهه يوماً من الأيام فقال له: الحمد لله شاهدتك يارجل! ممكن تقول لي أين المبلغ الذي إقترضته مني؟ ولماذا لم ترده؟
أصيب عمار بحرج شديد أمام زوجته فقال للصديق: أي قرض؟ عمّ تتحدث أيها الرجل؟ هل جننت؟ أنا عمار أقترض منك؟ إرحل عني وحاول أن تتحجج بحجة اخرى. تأزم حال الصديق لما سمع هذا القول فأردف قائلاً مرة اخرى: أتقصد انك لم تقترض مني مبلغاً؟
ردّ عليه عمار: لا...لاأتذكر بكل تأكيد !!!
هزّ الصديق رأسه وقال له: يمهل ولايهمل! الله بيني وبينك يارجل، كنت بحاجة الى المبلغ ولكنك خنت ثقتي بك وغدرت بإسم الصداقة ولفقت قصة وهمية وتركتني اعاني وحدي، بيني وبينك الله وتذكر يارجل أن الله يمهل ولايهمل!!
في هذه الأثناء ولما كان عمار يريد العبور من الطرف الى الطرف الآخر من الشارع إنزلقت قدمه وسقط في الشارع وصاح: لقد كسرت ساقي يازوجتي، أرجوك إحمليني بسرعة فلا أعتقد أنني سوف أتمكن من الوقوف عليها.
تعجب عمار من هذا الموقف وسرعة وقوعه، نظر لحاله، كان حاله يرثى لها.
رفع رأسه الى السماء وقال: يا إلهي منحتني رزقاً كثيراً لكنك سلبتني مقابل ذلك صحتي؟
ردت عليه الزوجة وقالت له بألم شديد: لا... لا يازوجي إن الله لم يصبك بل انت الذي أخلفت في عهدك وخنت في كلامك، لقد نكثت عهدك الذي قطعته مع الله وتذكر قول صديقك الذي قال لك: إن الله يمهل ولايهمل!!!
مستمعينا الكرام مازلتم تستمعون لإذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران وبرنامج من الواقع. بعد أن إستمعنا الى قصة اليوم أيها الأحبة نأتي لنتواصل مع ضيفنا فضيلة الشيخ جعفر العساف الباحث الاسلامي من لبنان سؤاله حول ماجاء في القرآن الكريم بشأن النكوث بالعهد وماهي عواقبه وماهي النصائح الممكن تقديمها لناكث العهد؟ فلنستمع اليه
عساف: بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد على آله الطيبين الطاهرين
هذاالرجل عمار أستطيع أن أقوله بأنه لديه الخلف للوعد والعهد بشكل واضح وذلك من خلال ماذكرتموه فهو يخلف عهد مع أصدقاءه ورفقاءه وحتى وصل به الأمر بخلف العهد والوعد مع زوجته وأهله ولاأستطيع أن أقول أن هذا العمل مبرر من الأخ عمار لأنه مهما كان للانسان من احوال وشؤون قد تمنعه في بعض الأحيان من إخلاف وعده وعهده ولكنه يبدو أنه أصبح لديه خلق سيء في خلفه للعهد والوعد ولديه إستمرارية في هذا الأمر من خلال ما سردتم في هذه القصة فإنه أصبح خلفه للوعد وإعطاءه للوعود ثم إخلافه لها كأنه امر طبيعي في حياته لذلك أستطيع أن أتوجه وأقول إن هناك نماذج بشرية على شاكلة الأخ عمار بين المسلمين حقيقة وحتى غير المسلمين ولكن مع الأسف انا اتحدث عن المسلمين لأن المسلمون مأمورون كثيراً في القرآن الكريم وفي سير أئمتنا عليهم السلام وفي سير الأنبياء العظام بوجوب الوفاء بالعهد والوعد الذي يعطونه للناس لذلك نستطيع وكما نجد القرآن الكريم أنه كان دائماً يذم كل من كان ينبذ العهد وكل من يخالف العهد والوعد، كما يقول الله سبحانه وتعالى "أَوَكُلَّمَا عَاهَدُواْ عَهْداً نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم". وكذلك الله سبحانه وتعالى يحث الناس الذين يقطعون عهوداً ووعوداً للناس على أن يوفوا بهذه العهود والوعود ويقول الله تعالى "وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ" (سورة البقرة ۱۷۷) وكذلك يقول "وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولاً" يعني قفوا عند هذا العهد الذي تعطيه للناس. وأقول للأخ عمار ومن يسمعنا من الأخوة والأخوات الأعزاء، نقول لهم أنظروا ما كان من أخلاق اسماعيل عليه السلام، ذلك النبي العظيم الذي يذكر عنه القرآن الكريم إنه كان صادق الوعد. وايضاً هناك بعض الآيات التي تأمر بالوفاء بالأمانة والعهد "وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ" (سورة المؤمنون۸ و المعارج۳۲) لذلك أستطيع أن أقول إنه ليس هناك مبرر أبداً للأخ عمار أن يترك وفاءه بالعهد والوعد الذي يعطيه للناس. نعم يمكن أن تمر على الانسان بعض الحالات او الظروف القاسية جداً قد تعيقه وتمنعه من القيام بوعده والعهد الذي قطعه واعطاه للناس ولكن يمكن أن تكون هذه حالات إستثنائية فيمكن أن يعتذر الانسان للناس او من زوجته او اهله لأنه أخلف بوعده وعهده لكن لايصبح هذا الأمر خلقاً مستمراً في حياته لذلك أقول هذا الإخلاف للوعد والعهد يصبح الأخ عمار شخص ليس له شأن بين الناس ولايأخذ الناس من كلامه شيئاً ولايتواعدون معه بشيء وهذا ما نراه في الكثير من حياتنا أن أصحاب المهن وأصحاب المصالح وكذلك بعض الناس الذين يخلفون بعهودهم ووعودهم يؤدي بهم الى أن الناس يتركونهم ولايتعاونون معهم ولايصدقونهم حتى في الكثير من الأحيان لأن الذي يخلف ويكذب في وعده وعهده يمكن أن يكذب في كل احوال حياته لذلك أقول للأخ عمار إحذر هذا الأمر فأما زوجتك قد يصل الأمر معها قد لاتصدقك في شيء ولاتأخذ كلمتك في أي شيء آخر وكذلك الناس والانسان الذي يصبح على هذه الحالة لامصداقية له امام الناس وأمام الأصدقاء وامام الأهل وأمام الزوجة.
وبعد أن إستمعنا الى ماقاله سماحة الشيخ جعفر العساف نتوجه الى الدكتورة زهرة بدر الدين الباحثة في علم النفس التربوي من لبنان لسؤاله عن الدوافع من وراء نكث العهد وماهي التبعات الاجتماعية لذلك وكيف نستطيع إصلاح شخص إعتاد على عدم الوفاء بعهده وبإلتزامه وعوده؟ فلنستمع معاً
بدر الدين: بسم الله الرحمن الرحيم يعتبر نكث العهد من أسوء الأمور التي قد تؤثر على شخصية الانسان وتؤثر على اخلاقياته وسلوكه. كما أنه له مردود سلبي على الفرد ومردود سلبي ايضاً على المجتمع وعندنا في الاسلام الأواصر الاجتماعية إنما تبنى وتشتد وتتمكن من خلال هذه العهود الموجودة والقرآن الكريم يؤكد على هذا المفهوم من خلال الآية الشريفة "وأوفوا بالعقود" وهو عبارة عن العهد والاتفاق الموجود بين الناس لذلك ورد في الفقه أن هناك أحكاماً خاصة له وهناك خسارة خاصة لمن نكث عهده. كما أن نكث العهد يشير الى شخصية الانسان المتزلزلة من الداخل التي تفتقد الثقة بالنفس والتي تفتقد للرزانة والموضوعية مما يكون له دلالة على أنه يميل بطبيعته الى الكذب، يكذب ليبرر عن بعض السلوكيات التي لم يحظى بها او لم يوفق للإتيان بها، يعتبر أن هذه الظاهرة او هذا الطريق هو الأسهل له لتبرير فعله لكن يأتي متناسياً الآثار التي قد تتركها هذه الظاهرة عليه وعلى المجتمع. ايضاً يخفى على الانسان أن الذي ينكث العهد هو يظهر على سلوكه بشكل مباشر يعني مجرد ما يخالف ما وعد به يتضح للآخر مهما برر، يتضح كذب هذا الانسان عدم مصداقيته وعدم صدقه وطبعاً مثل هذا الشخص لم تكن له مكانة في المجتمع ولن تكون له قوة بين الناس ولن تكون له مصداقية بين الناس ايضاً لأنه فقد لأهم عنصر في شخصية الانسان. لذلك على الانسان أن يربي نفسه على هذه الظاهرة، لايعطي الانسان عهوداً أكبر من طاقته، عليه أن يفكر بإعطاء عهد معين، هل يستطيع القيام به أم لا؟ لايداري الناس وهي ليست مداراة وإنما هي مماراة، لايداريهم ولايسايرهم على حساب اخلاقياته وشخصيته. اذا أراد أن يفي بالعهد فليعد وإلا فليضف جملة الى كلامه "إن إستطعت" او "إن لم أستطع فأعتذر" او "إن وفقني الله" ففي حال لم يوفق بفعل هذا العهد الذي عاهد عليه فليسارع بالإتصال تلفونياً او بالإعتذار او بالتبرير الآني وفي الوقت الذي طرأ له هذا العذر. اما العذر الذي يأتي لاحقاً، اذا كان بإمكانه أن يأتي بالعذر في حينه ليس مقبولاً عرفاً وليس مقبولاً لدى العقلاء وليس لدى الشرع ايضاً.
في ختام حلقة اليوم اعزائي المستمعين نشكر ضيفينا العزيزين فضيلة الشيخ جعفر عساف الباحث الاسلامي من لبنان والدكتورة زهرة بدر الدين الباحثة في علم النفس التربوي من لبنان ايضاً على حسن المشاركة كما نشكر لكم مستمعينا الكرام حسن المتابعة لبرنامج من الواقع والذي قدمناه لكم من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران، شكراً لكم والى اللقاء.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة