البث المباشر

الفضول

السبت 16 نوفمبر 2019 - 11:09 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- من الواقع: الحلقة 20

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أحبائي وأعزائي المستمعين. ها نحن نلتقي مجددا في يوم جديد وفي لقاء جديد من برنامج من الواقع اليوم ستكون قصتنا عن(الفضول). والفضوليين كثيرين منهم من يكون فضوليا ويحب المعرفة لا أكثر. ومنهم من يسبب المشاكل له وللآخرين. فقصتنا اليوم تتحدث عن النوع الثاني من الفضوليين، كونوا معنا لنستمع الى قصة اليوم ومن ثم وكما هو في الحلقات السابقة سوف نستضيف احد علماء الدين وأحد الخبراء الاجتماعيين او النفسانيين او التربويين لاستماع آرائهما حول قصتنا لهذا اليوم... اذن كونوا معنا بعد هذا الفاصل...
كانت ام عبد الله تعرف جيداً أن زواجها من السيد جلال مخاطرة كبيرة فهو رجل متزوج وله اولاد كبار... نعم كانت تعرف المخاطر ولكنها لم تقدر ذلك بصورة صحيحة فبعد الزواج بعدة أسابيع جاء ابناء زوجها صاحب الاملاك ليهددوها بانها ستعرض نفسها وعائلتها الى الخطر إن انجبت طفلا من ابيهم.
... بعد مدة وجيزة بدء الطفل يتحرك في أحشائها منذرا بوجوده .. شعرت أم عبدالله بالخوف وقررت أن تخفي الأمر عن الجميع. فلم تخرج من المنزل الا للضرورة القصوى وهي تفعل المستحيل لتخفي حملها. ومرت فترة الحمل بسلام وامان ولم يشعر أحد بحملها سوى زوجها ووالدتها التي كانت ترعها وعندما جاء وقت المخاض غادرت المدينة وذهبت الى بيت خالتها لتلد طفلها....
ولدت أم عبد اله وعادت الى المنزل في حلكة الليل مستغلة ظلام الليل وهي تمني نفسها بان يبقى الامر سراً لايعرف به احد سوى افراد العائلة المقربين... ومرت ايام وربما شهر او شهر ونصف، وبدء بكاء الطفل يعلو ويرتفع حتى وصل الى مسامع ام سارة الجارة الفضولية التي لاتمر شاردة ولا واردة الا وهي أول من يعلم بها... فهي تعرف كل اخبار نساء الحي، من تزوجت ومن تطلقت، من تشاجرت مع زوجها، من سافرت في سياحة، من نشرت غسيلها ومن لم تنشره. ففضولها ليس له حدود... بدءت أم ساره تبحث عن مصدر بكاء الطفل، فهي لم تكن على علم بأن إحدى نساء الحي تحمل طفلا. الامر بالنسبة لها بمثابة قضية كبيرة فقد مر خبر عليها ولم تعرف به!! ... لم تتحمل الأمر وكان عليها ان تبدء رحلة البحث والتقصي...
بدات ام ساره تتبع صوت البكاء وتبحث عن مصدره، وحين عرفت ان الصوت قادم من بيت ام عبدالله جارتها قالت مع نفسها: من اين جاء هذا الطفل؟ ابن من يكون؟ فانا لم الاحظ اي علامة على ام عبدالله تدل على انها حامل... قررت ام ساره ان تزور بيت جارتها ام عبدالله لتعرف الحقيقة بنفسها... فهمّت بالخروج من منزلها و عند الباب لاقت جارتهم ام احمد وسألتها ماذا تعرف عن الطفل في بيت ام عبدالله... وسألت الجارة الأخرى والأخرى.. وهكذا اصبح الموضوع حديث الحي كله.. وقبل ان تطرق باب أم عبدالله كان الحي كله يتسائل عن الصغير في بيت أم عبدالله... وبعد ان وصلت ام ساره الى بيت جارتها ام عبد الله سالتها: لمن يكون هذا الطفل؟ ومن اين اتيت به؟ ومتى حملت به و... استطاعت ام عبد الله بان تقنع ام ساره ان الطفل هو ابن اخيها.. ولان زوجته مريضة راقدة في المشفى فهي تقوم برعايته... خرجت ام ساره من بيت ام عبد الله وهي غير مقتنعة بما قالته ام عبد الله....
فضول أم سارة جعلها تبحث وتبحث حتى توصلت الى ان المولود هو ابن السيدة أم عبدالله، وبينما كانت تبحث وتسأل من هنا وهناك كانت تنطق ببعض الكلمات التي تشير الى ان أم عبد الله غير صادقة وان الطفل يعود لها... ولم يخطر ببال أم سارة ان ام عبدالله أخفت سراً كبيراً وان لديها مبررات لاخفاء هذه المسألة وهي(أم ساره) بفضولها تسبب المشاكل لجارتها التي لم تؤذها يوماً ما، وانها كانت تساعدها دائما وانها كانت لها بمثابة الأخت في معظم الاوقات... ولكن لم يترك لها فضولها فرصة التفكير والعودة الى الوراء والتريث...
والان ام عبدالله حائرة تبحث عن حل سريع لمشكلتها وفي آخر المطاف توصلت الى انها تنتقل مع امها وابنها الى مكان آخر بعيدا كل البعد عن ابناء زوجها لتعيش بأمان وسلام. ولكن زوجها رفض رحيلهم الى اي مكان اخر مدعياً ان شيئا لن يحدث... فهي الان حائرة، ان تركت الامور على حالها لاتأمن شر ابناء زوجها وان رحلت ربما ستخسر زوجها...
أيها الأفاضل إستمعنا معاً الى قصة اليوم ومعاناة ام عبدالله من فضول جارتها أم ساره التي كشفت سرها. بعد هذا الفاصل سنلتقيكم وآراء الباحث الاسلامي من لبنان حيث سألناه ما حكم الاسلام في مثل شخصية أم ساره وهل كان تصرف أم عبد الله صحيحا في إخفاء الطفل عن الآخرين؟ فأجاب مشكورا:
شحرور: اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى ال بيته الطيبين الطاهرين
في الواقع الحالة الاولى بالنسبة لأم سارة انها سمعت او عرفت بسر لجارتها فأفشته هذا من الامور المحرمة شرعاً وهذا من الامور التي يعاقب عليها الشارع فلايجوز للانسان ان ينشر اسرار الاخرين وفي الحقيقة في الدقة يجب ان نلتفت الى امرين، الامر الاول اذا كان يوجد سر عند بعض المؤمنين وهذا السر فيه عيب لهذا الانسان وانا اطلعت على هذا العيب مثلاً اطلعت على سوء خلق لجاري مع زوجته مثلاً او سوء خلق الزوجة مع زوجها اوامر ما مستور عن الناس وانا بحكم كوني جار لهؤلاء الجماعة فلايجوز لي ان اذكر هذا العيب. الله عزوجل يقول الذي يغتاب الاخرين ويذكر عيوب الاخرين ويفشي هذه العيوب بين الناس هو بمثابة من يأكل لحم انسان ميت فهذا الامر لايجوز شرعاً ويعاقب عليه الله سبحانه وتعالى هذا اذا كان الامر المستور امراً فيه غضاضة يعني فيه عيب اما اذا كان امراً ليس فيه عيب انما امر انا لااريد ان افشيه ايضاً هذا لايصح لأني اقوم بأذية هذا المؤمن لأني اعرف اذا انشر هذا الامر اوذيه او قد اسبب له الاحراج او قد اسبب له المشاكل الذي هو في غنى عنها فأنا اكون قد اوقعته في حرج او في مشكلة او في شدة او في مصيبة وانا اكون السبب وانا اتجمل الوزر ومن هنا جاء ايضاً لأنه امر لايصح شرعاً. واما بالنسبة لموقف ام عبد الله في القضية المطروحة الان فأنها اخفت ولدها سراً عن اولاد زوجها هذا الامر طبعاً لاننصح به لأنها عندما تنجب ولداً هذا الولد عندما يولد يكون له حضن في وجوده، في بناء شخصيته، في ان يتعامل مع الناس اما اذا تركنا هذا المولود يولد سراً ويبقى في حالة من الخوف ان يطلع على وجود احد فتنتج عنده مشاكل نفسية كثيرة ويصبح عنده تعقيدات كثيرة في شخصيته وهذا الامر ليس صحيحاً وهذا الامر ليس مبرراً، طالما اني قمت بمسئلة الزواج وهذا امر راجح شرعاً، راجح عرفاً فيجب ان افرض شروطي على هذا الزواج، انا تزوجت من شاب مؤمن وله اولاد فلايمكن للاولاد ان يفرضوا علي اي امر، هذا حق شرعي لي ويجب ان يكون معترف به من الجميع وان كان هناك لها اذية يمكن ان ترفع امرها الى الاجهزة المختصة حتى ترفع عنها هذا الضرر وتدفع عنها هذا الضرر المتوقع هذا من جهة، من جهة اخرى عندما اقوم بعمل وهذا العمل راجح شرعاً، راجح عرفاً يجب ان لااخجل به ان يكون موجوداً، بتعبيرنا في لبنان "على راس السطح" يعني امر لااخجل به، امر ضروري جداً ولايمكن ان اخفي امراً راجحاً شرعاً وراجحاً عرفاً والحمد لله رب العالمين.
نشكر سماحة الشيخ جهاد شحرور على ما تفضل به. اما الان مستمعينا الكرام نوجه سوالنا الى الدكتورة اميرة برغل الاخصائية التربوية من لبنان حيث سألناها: ما المخرج السليم لمثل هذه القضية وما هي مواصفات الشخص الفضولي وكيف يمكن التعامل مع هذه الشخصيات؟ فاجابت مشكورة:
برغل: بسم الله الرحمن الرحيم بداية من المؤكد ان ام سارة تصرفت تصرفاً شرعاً واخلاقياً غير جائز فتقصدت وتعمدت ان تتحرى وتتجسس على جارتها ثم قامت بما هو اكثر من ذلك وهو الفتنة لأنها نقلت هذا الامر الى اولاد زوجها فهي ملامة شرعاً واخلاقياً يمكن ان نقول انها بحاجة الى تأهيل من الناحية الدينية او الشرعية الا اذا كانت لم تكن تعلم بأن قولها هذا لأولاد الاخت ام عبد الله انه ليس مشكلة اما بالنسبة لأم عبد الله هي وقعت في اخطاء، هي كان يجب عندما هددها اولاد زوجها كان يجب ان ترفض هذا التهديد وكان يجب ان تتفاهم مع زوجها حول هذه المسئلة، تخضع او تخاف من هذا التهديد لأنها صاحبة حق لأنها هي كزوجة لها الحق ان تنجب وليس لأحد الحق في ان يمنعها يعني حتى زوجها لايحق له ان يمنعها من الولد الا بالتفاهم معها ومسئلة انها انجبت ولد يعني كانت هي وزوجها متفاهمين حول هذه المسئلة، انا انصحها ان تواجه الامر بشجاعة وان ترفع الامر للقضاء الشرعي وان تضع كيدهم عند حده خاصة وان الزوج ثري وان هذا الولد لن يأخذ الكثير يعني من طريق اخوته، هناك بعض الامور تحتاج الى مواجهة فلابد لها من المواجهة ولابد لها ان تحفظ حق ابنها. انا ذكرت بالنسبة لأم سارة اذا تحبون نضيف اما بالنسبة للتعامل مع الانسان الفضولي او الذي يتحرى دائماً ماليس من حقه ان يعلمه في هذه الحالة من الافضل ان تكون العلاقة غير وطيدة مع هؤلاء الاشخاص وان لاتكون هناك صداقات ممتدة وزيارات متداخلة وافشاء الاسرار امامه لأنه سوف ينقل هذه الامور.
في ختام حلقة اليوم نشكر ضيوفنا الكرام سماحه الشيخ جهاد شحرور والدكتورة اميرة برغل على ما تفضلا به.
مستمعينا الكرام من طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران قدمنا لكم برنامج من الواقع حتى لقاء اخر نستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة