بدأ فن النقش والرسم على الأقمشة يظهر منذ هجوم المغول على ايران، وذلك بسبب دعم السلاطين والأمراء المغول للتجار الذين كانوا يبيعون أقمشة مزخرفة بالنقوش والرسوم الصينية في تلك الفترة.
هذا الأمر جعل الفنانين الايرانيين يتنافسون مع نظرائهم الصينيين من خلال قيامهم بابداعات جديدة في انتاج الأقمشة، بما في ذلك ابداع رسوم على القماش أو كما يعرف بـ «الأقمشة المزخرفة بالقوالب».
شهد هذا الفن في العصر الصفوي ازدهاره ويمكن القول ان فترة ازدهار فن النقش على الأقمشة انطلقت من العهد الصفوي وانتهت الى أواسط العصر القاجاري.
في العصر الصفوي، كان الفنانون يحيكون الملابس الرجالية والنسائية من الأقمشة المزخرفة بالنقوش والرسوم التي كان لها انتشار واسع آنذاك؛ ومن جملة هذه الأقمشة التي كانت تستخدم في انتاج الملابس الرجالية والنسائية نذكر قماشاً مزينا بالنقوش والتصاميم المزخرفة بالقوالب يسمى «دلكه».
ان الجهود الحثيثة التي كان يبذلها فنانو هذه الصناعة فضلاً عن مدى الإقبال الواسع على هذا الفن الراقي زادت في نسبة الطلبات لشراء هذه الأقمشة ذات التصاميم والنقوش المنوعة، غير أنه ونظراً للعرض المحدود لهذه الأقمشة، اضطر الفنانون الى إبداع طرق وأساليب جديدة تلبية للطلبات الموجودة والاقبال المكثف عليها، وتحظى في نفس الوقت بجودتها ونوعيتها الفنية. اذن، كان الحل الوحيد هو ايجاد نقوش وتصاميم مطلوبة على قوالب مختلفة وبالطبع نقشها على القماش.
في البداية، كان الفنانون يستفيدون من قالب أو عدد من القوالب للنقش على القماش ويرسمون باقي النقوش على القماش باليد، بيد أنه لم يلبث حتى أبدعوا قوالب دقيقة للنقش على الأقمشة.
وأخذت مدينة اصفهان، والتي كانت عاصمة للحكم الصفوي في ايران، اخذت تستقطب الفنانين وأصحاب المهن الفنية من مختلف أنحاء البلاد، حيث تجلت جهودهم وابداعاتهم الفنية في عرض نتاجات شتى ذات جودة وفن بديع.
تعد مدينة اصفهان حالياً مركزاً رئيساً لانتاج الاقمشة المزخرفة بهذا الفن، تليها مدينتا دامغان وسمنان اللتان تشتهران بنوع خاص من هكذا أقمشة.
ومن المنتوجات التي تصنع من هذا النوع من القماش: القمصان وسجادة الصلاة واللحاف والستار والقبعة والمنديل وفرش المائدة، والمحفظة والحذاء النسائي ونحو ذلك.