البث المباشر

السجاد الإيراني.. سرد منسوج للتاريخ، الثقافة والهوية

السبت 25 أكتوبر 2025 - 11:42 بتوقيت طهران
السجاد الإيراني.. سرد منسوج للتاريخ، الثقافة والهوية

لا يزال يعتبر السجاد الإيراني، أحد الرموز الثقافية والفنية لإيران على الصعيد العالمي بتاريخه الممتد لأكثر من ألفي عام؛ وهو وثيقة حية للمهارة، الجماليات والهوية الوطنية.

السجاد الإيراني ليس مجرد عمل فني؛ بل هو وثيقة حية للتاريخ، الثقافة والجمال، تروي قصة عن إيران مع كل عقدة.

هذه السجادات التي يبلغ عمرها آلاف السنين لا تغطي الأرض فحسب، بل تستحوذ أيضًا على عقول وقلوب الناس في جميع أنحاء العالم.

من سجادة "بازيريك (مشعرة)" التي تعود إلى خمسة قرون قبل الميلاد وصولا إلى روائع النسيج في كاشان، أصفهان، تبريز وكرمان، لطالما كان فن نسج السجاد في إيران في أوج ازدهاره.

ولكل منطقة لغتها البصرية الخاصة؛ فزخارف الزهور والشجيرات، مناطق الصيد، البرغموت، والمحراب، كلها انعكاسات للطبيعة، المعتقدات ونمط الحياة في إيران الإسلامية.

                                                                 سجادة "بازيريك" لخمسة قرون قبل الميلاد

إن السجادة الإيرانية اليوم هي ثمرة الصبر والمهارة؛ فالنساج الذي يجلس على النول لشهور أو سنوات لا ينسج الخيوط فحسب، بل ينسج أيضًا الذكريات، الأحلام والهوية العرقية. الألوان الطبيعية، الخيوط المغزولة يدويا والعقد المتقنة تجعل هذه السجادات ليست جميلة فحسب، بل متينة وطويلة الأمد أيضا.

يحتل السجاد الإيراني اليوم مكانة خاصة في المتاحف المرموقة، منازل عشاق الفن، والأسواق العالمية. وفي الواقع فتعد هذه السجادات، سفراء صامتون للثقافة الإيرانية، تنقل رسالة الجمال، المهارة والأصالة الإيرانية دون الحاجة إلى الترجمة.

لم يقتصر عرض السجاد الإيراني على المنازل والمتاحف فحسب، بل يتم عرضها أيضًا في أهم المحافل الدولية كرموز للفن والثقافة الإيرانية.

وفيما يلي نستعرض بعض الأمثلة البارزة للسجاد الإيراني على الساحة العالمية:

 

- متحف "متروبوليتان" للفنون في نيويورك:

يعرض هذا المتحف ذو الشهرة العالمية سجادا صفويا (من العهد الصفوي)، بما في ذلك سجاجيد الصيد والصلاة. وتُعتبر هذه الأعمال كنوزا ثمينة من الفن الإسلامي.

                                                 السجادة الإيرانية في متحف "متروبوليتان" للفنون في نيويورك

 

- متحف "فيكتوريا وألبرت" في لندن:

يضم هذا المتحف واحدة من أكبر مجموعات السجاد الإيراني في أوروبا، بما في ذلك سجاجيد من العصرين الصفوي والقاجاري، بالإضافة إلى نماذج من تبريز وكرمان.

                                                      السجادة الإيرانية في متحف "فيكتوريا وألبرت" في لندن

 

- متحف إسطنبول للسجاد:

يعرض هذا المتحف، الذي يقع في قسم "هونكار" بمسجد "السلطان أحمد"، السجاجيد الإيرانية التي تم إهداؤها إلى العثمانيين خلال الفترة الصفوية.

                                                                السجاد الإيراني في متحف السجاد بإسطنبول

 

- متحف الفنون التاريخية في فيينا:

يضم هذا المتحف في النمسا مجموعة من السجاجيد الإيراني الفاخرة في قسم الفنون الإسلامية.

                                                          السجاد الإيراني في متحف فيينا لتاريخ الفن

يظهر هذا الحضور العالمي أن السجادة الإيرانية ليست مجرد منتج فني، بل هي أيضًا السفير الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في العالم.

فلا يكفيك أن ترى السجاجيد الإيرانية فحسب، بل عليك أن تحسها، تسمعها وتسافر بها إلى قلب التاريخ، إلى أعماق الفن والروح الإيرانية.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة