البث المباشر

الحرف اليدوية.. رمز للذوق والفن الإيراني

السبت 16 أغسطس 2025 - 08:44 بتوقيت طهران
الحرف اليدوية.. رمز للذوق والفن الإيراني

إن إيران، أرض عريقة بتاريخ عريق يمتد على مدى الحضارات الإنسانية، تأسر قلوب كلِّ مسافر، ليس فقط بمناظرها الطبيعية الخلابة وكرم ضيافة شعبها، بل أيضا بحرفها اليدوية الفريدة.

تُجسّد الحرف والصناعات اليدوية الإيرانية انعكاسا كاملا لثقافة هذه الأرض وفنونها وروحها الإبداعية. وتروي كلُّ واحد منها قصةَ أيادي فنان حول، بحب وعناية، المواد الخام إلى عملٍ خالد.

إذا سافرتَ إلى إيران، فاصطحب معك هذه الحرف اليدوية من بين عشرات كنوز الحرف اليدوية الإيرانية، لتكون جزءا من هذه الثقافة الغنية معك إلى الأبد.

 

السجاد الإيراني.. لوحة من نسج التاريخ

إن السجاد الإيراني، المعروف عالميا كرمز للفن والجمال، ليس مجرد غطاء للأرضيات؛ فهذا العمل قصة قد نسجت مع كلِ عقدة. من تصاميم حدائق "كاشان" المعقدة إلى الزخارف البدوية القشقائية، تروي كل سجادة إيرانية قصة عن منطقتها وثقافتها.

يستخدم النساجون الإيرانيون، الذين يعملون أحيانا على سجادة واحدة لشهور أو حتى سنوات، الصوف والحرير والأصباغ الطبيعية لخلق عمل فني يدوم لأجيال. سواء كانت الأناقة الرائعة لسجاد "تبريز" أو الألوان الدافئة والغنية لسجاد "بلوش"، فإن كلا منهما يعكس التنوع الثقافي الإيراني.

بشراء سجادة صغيرة أو حتى سجادة بدوية، فأنت لا تزين منزلك فحسب، بل تضيف إليه أيضا لمسة من التاريخ الإيراني.

وعند التسوق، زُوروا الأسواق التقليدية مثل سوق "تبريز" لضمان الأصالة والجودة.

   السجاد الإيراني المنسوج يدويا


فن الزخرفة بالمينا.. رقصة الألوان على المعدن

إن الزخرفة بالمينا هي فن قديم تُزيّن فيه المعادن، مثل النحاس، بطلاء لامع بألوان زاهية، وخاصةً الأزرق الفيروزي. ويُذكرنا هذا الفن، الذي بلغ ذروته في أصفهان، بالسماء الصافية وقباب المساجد الإيرانية الفيروزية. ويطبق فنانو المينا بدقة الزخارف الإسلامية والزهور والطيور، أو التصاميم الهندسية، على الأطباق والمزهريات والحلي.

ترسم كل قطعة من المينا يدويا وتُحرق في الفرن، وهي عملية تتطلب دقة ومهارة. يُعد طبق المينا، أو علبة المجوهرات الصغيرة، تذكارا خفيفا وجذابا يُضفي لمسة من الفن الإيراني على منزلك.

وللتسوق، لا تفوتوا زيارة ورش عمل المينا في سوق "القيصرية" بأصفهان، حيث يُمكنكم مشاهدة الفنانين وهم يُبدعون أعمالهم.

   فن الزخرفة بالمينا
 

فن التطعيم.. لغز الخشب والمعدن

إن التطعيم على الخشب (فن الخاتم) فنٌّ تُرتّب فيه قطع صغيرة من الخشب والعظم والمعدن بدقة متناهية لابتكار تصاميم هندسية خلابة. وازدهر هذا الفن في شيراز وأصفهان، ويُستخدم غالبًا لتزيين الصناديق والإطارات والقطع الزخرفية. وكل قطعة من الترصيع هي ثمرة ساعات من العمل الدقيق، حيث يُحوّل الفنان المثلثات الملونة بصبر إلى أنماط آسرة.

يُضفي لمعان المعدن ودفء الخشب لمسةً من الفخامة والأصالية على فن التطعيم. ويُمكن لصندوق التطعيم الصغير أن يكون تذكارا يُذكرك بأسواق إيران الصاخبة كلما رأيته.

للتسوق، زوروا ورش العمل المحيطة بساحة "نقش جهان" في أصفهان.

   فن التطعيم

 

التطعيم بـ "أحجار الفيروزج".. جوهرة السماء بين يديك

يُعرف فن التطعيم بأحجار الفيروزج بأنه فنٌّ تُرصّع فيه أحجار الفيروزج النيشابورية، المعروفة بلونها الأزرق السماوي، على أوانٍ من النحاس أو الفضة. ويجمع هذا الفن، المشهور في أصفهان، بين الجمال الطبيعي للحجر وأناقة العمل المعدني.

يشتهر الفيروزج الإيراني عالميًا بلونه الأزرق الفريد، وكل قطعة من تطعيم الفيروزج، سواءً كانت مزهرية صغيرة أو مرآة مزخرفة، تُبرز هذا الجمال.

وعند الشراء، انتبهوا لجودة الأحجار ومدى التصاقها، لأن التطعيم بأحجار الفيروزج عالي الجودة سيحافظ على بريقه لسنوات. كما أن أسواق أصفهان، وخاصةً حول ميدان الإمام، هي أفضل الأماكن للعثور على هذه الأعمال.

  فن التطعيم بأحجار الفيروزج

 

فن النقش: نقش التاريخ على المعادن

إن النقش فن إيراني عريق ودقيق، تُنقش فيه تصاميم خلابة بقلم ومطرقة على معادن مثل النحاس والبرونز والفضة. بلغ هذا الفن ذروته في أصفهان وشيراز، وهو يروي قصصا من الثقافة الفارسية.

يُبدع فنانو النقش بدقة متناهية تصاميم إسلامية، وزهورا وطيورا، أو مشاهد أسطورية على الأطباق والصواني والحلي. وكل ضربة مطرقة لا تُشكل المعدن فحسب، بل تُخلّد أيضًا روح الفنان في العمل. ويُذكرنا النقش الإيراني، بتفاصيله الفريدة، بقصور الأخمينيين والمساجد الصفوية.

تُعدّ صينية النقش الصغيرة أو الوعاء المزخرف تذكارًا ثمينًا يُضفي جمالًا وأصالة على منزلك.

وللتسوق، تُعدّ أسواق أصفهان التقليدية، مثل سوق قيصرية، الخيار الأمثل، حيث ينقلك صوت مطارق الفنانين إلى قلب التاريخ الإيراني.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة